الامام الحسن المجتبى(ع)
* الإمام أبو محمّد الحسن بن عليّ بن أبي طالب المجتبى، ثاني أئمة أهل البيت بعد رسول الله’، وسيّد شباب أهل الجنة بإجماع المحدّثين، وأحد اثنين انحصرت بهما ذريّة رسول الله، وأحد الأربعة الذين باهى بهم رسول الله ’ نصارى نجران ، ومن المطهّرين الذين أذهب الله عنهم الرجس ، ومن القربى الذين أمر الله بموّدتهم، وأحد الثقلين الذين من تمسّك بهما نجا ومن تخلّف عنهما ضلّ وغوى .
* نشأ في أحضان جدّه رسول الله (ص) وتغذّى من معين رسالته وأخلاقه ويسره وسماحته، وظلّ معه في رعايته حتى اختار الله لنبيه دار خلده، بعد أن ورّثه هديه وأدبه وهيبته وسؤدده، وأهّله للإمامة التي كانت تنتظره بعد أبيه، وقد صرّح بها جدّه في أكثر من مناسبة حينما قال : « الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا»(1).
* لقد اجتمع في هذا الإمام العظيم شرف النبوّة والإمامة، بالإضافة الى شرف الحسب والنسب ، ووجد المسلمون فيه ما وجدوه في جدّه وأبيه حتى كان يذكّرهم بهما، فأحبّوه وعظّموه، وكان مرجعهم الأوحد بعد أبيه، فيما كان يعترضهم من مشاكل الحياة وما كان يستصعبهم من اُمور الدين، لا سيما بعد وفاة الرسول الأكرم’ إذ دخلت الاُ مّة الإسلامية حياة حافلة بالأحداث المريرة التي لم يعرفوا لها نظيراً قبل وفاته’ .
* وكان الإمام الزكي المجتبى في جميع مواقفه ومراحل حياته مثالاً كريماً للخُلق الإسلامي النبوي الرفيع في تحمّل الأذى والمكروه في ذات الله، والتحلّي بالصبر الجميل والحلم الكبير، حتى اعترف له ألدّ أعدائه ـ مروان بن الحكم ـ بأنّ حلمه يوازي الجبال(2). كما اشتهر (ع) بالسماحة والكرم والجود والسخاء بنحو تميّز عن سائر الكرماء والأسخياء .
نشأة الإمام الحسن المجتبى(ع)
تاريخ ولادته :
أصحّ ما قيل في ولادته أ نّه ولد بالمدينة في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وكان والده الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) قد بنى بالزهراء فاطمة عليها السلام وتزوّجها في ذي الحجة من السنة الثانية، وكان الحسن المجتبى (ع) أوّل أولادها(3).
كيفية ولادته :
عن جابر : لمّا حملت فاطمةعليها السلام بالحسن فولدت كان النبي ’ قد أمرهم أن يلفّوه في خرقة بيضاء، فلفّوه في صفراء ، وقالت فاطمة(س) :يا عليّ سمّه، فقال : ما كنت لأسبق بإسمه رسول الله ’، فجاء النبيّ’ فأخذه وقبّله ، وأدخل لسانه في فمه ، فجعل الحسن(ع) يمصّه ، ثم قال لهم رسول الله’ : ألم أتقدّم إليكم أن لا تلفّوه في خرقة صفراء؟! فدعا’ بخرقة بيضاء فلفّه فيها ورمى الصفراء، وأذّن في اُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثم قال لعلىّ(ع): ما سمّيته؟ قال : ما كنت لأسبقك بإسمه، فقال رسول الله ’ : ما كنت لأسبق ربّي بإسمه، قال : فأوحى الله عزّ ذكره الى جبرئيل(ع) أنّه قد ولد لمحمد ابنٌ، فاهبط إليه فاقرأه السلام وهنّئه منيّ ومنك، وقل له : إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون، فهبط جبرئيل على النبي وهنّأه من الله عزّوجلّ ومنه ، ثم قال له : إنّ الله عزّوجل يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون، قال : وما كان اسمه؟ قال : شبّر، قال : لساني عربي، قال : سمّه الحسن، فسمّاه الحسن(4).
وعن جابر عن النبي: أنّه سمّى الحسن حسناً لأنّ بإحسان الله قامت السماوات والأرضون(5).
سنن الولادة :
وعقّ رسول الله ’ بيده عن الحسن بكبش في اليوم السابع من ولادته، وقال : «بسم الله، عقيقة عن الحسن، اللهمّ عظمها بعظمه ولحمها بلحمه ودمها بدمه وشعرها بشعره ، اللهمّ اجعلها وقاءً لمحمّد وآله»، وأعطى القابلة شيئاً ، وقيل: رجل شاة، وأهدوا منها الى الجيران، وحلق رأسه ووزن شعره فتصدّق بوزنه فضة ورقاً(6).
كنيته وألقابه :
قال الأربلي في كشف الغمّة: قال ابن طلحة: أما كنيته فهي : «أبو محمّد» لا غير .
وأما ألقابه فكثيرة ، وهي : التقيّ والطيّب والزكيّ والسيّد والسبطوالوليّ، كلّ ذلك كان يقال له ويطلق عليه، وأكثر هذه الألقاب شهرة «التقيّ» لكن أعلاها رتبة وأولاها به ما لقّبه به رسول الله’، حيث وصفه به وخصّه بأن جعله نعتاً له ، فإنّه صحّ النقل عن النبي’ فيما أورده الأئمة الأثبات والرواة الثقات أنّه قال : «إبني هذا سيّد»، فيكون اُولى ألقابه «السيّد»(7) انتهى.
انطباعات عن شخصيّة الإمام الحسن المجتبى(ع)
1 ـ مكانة الإمام المجتبى في آيات الذكر الحكيم :
لم تتّفق كلمة المسلمين في شيء كاتّفاقهم على فضل أهل البيت وعلوّ مقامهم العلمي والروحي وانطوائهم على مجموعة الكمالات التي أراد الله للإنسانية أن تتحلّى بها .
ويعود هذا الاتّفاق الى جملة من الاُصول ، منها تصريح الذكر الحكيم بالموقع الخاص لأهل البيت(ع) من خلال النصِّ على تطهيرهم من الرجس(8)، وأنّهم القربى الذين تجب مودّتهم كأجر(9) للرسالة التي أتحف الله بها الإنسانية جمعاء ، وأنّهم الأبرار الذين أخلصوا الطاعة لله وخافوا عذاب الله وتحلّوا بخشية الله، فضمن لهم الجنّة والنجاة من عذابه .
والإمام الحسن المجتبى(ع) هو أحد أهل البيت المطهّرين من الرجس بلا ريب ، بل هو ابن رسول الله بنصِّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران، وقد خلّد القرآن الكريم هذا الحدث في سورة آل عمران في الآية 61 قوله تعالى :
( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(10) .
وروى جمهور المحدِّثين والمفسّرين بطرق مستفيضة أنّها نزلت في أهل البيت(ع) وهم: رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(ع) ، والأبناء هنا هما الحسنان بلا ريب .
وتضمّن هذا الحدث تصريحاً من الرسول’ بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم على الله، ولهذا فهو يباهل بهم، واعترف اُسقف نجران أيضاً قائلاً : «إني لاَرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله»(11).
وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم وأفضليتهم، وأنّهم أحبّ الخلق الى الله ورسوله، وأنّهم لا يدانيهم في فضلهم أحد من العالمين .
ولم ينصّ القرآن الكريم على عصمة أحد غير النبي’ من المسلمين سوى أهل البيت(ع)م الذين أراد الله أن يطهّرهم من الرجس تطهيراً(12)، ولئن اختلف المسلمون في دخول نساء النبيّ في مفهوم أهل البيت، فإنهم لم يختلفوا في دخول عليٍّ والزهراء والحسنين في ما تقصده الآية المباركة(13).
ومن هنا نستطيع أن نفهم السرَّ الكامن في وجوب مودّتهم والالتزام بخطّهم، وترجيح حبّهم على حبّ من سواهم بنصّ الكتاب العزيز(14)، فإنّ عصمة أهل البيت(ع) أدلّ دليل على أنّ النجاة في متابعتهم حينما تتشعّب الطرق وتختلف الأهواء ، فمَن عصمه الله من الرجس كان دالاً على النجاة وكان متّبعه ناجياً من الغرق .
ونصّ النبي’ ـ كما عن ابن عباس ـ بأنّ آية المودّة في القربى حينما نزلت وسأله بعض المسلمين عن المقصود من القرابة التي أوجبت على المسلمين طاعتهم قائلاً : إنّهم عليّ وفاطمة وابناهما(15).
ولا يتركنا القرآن الحكيم حتى يبيّن لنا أسباب هذا التفضيل في سورة الدهر التي نزلت لبيان عظمة الواقع النفسي الذي انطوى عليه أهل البيت والإخلاص الذي تقترن به طاعتهم وعباداتهم بقوله تعالى : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً* فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً* وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً)(16) .
لقد روى جمهور المفسّرين والمحدّثين أنّ هذه السورة المباركة نزلت في أهل البيت (ع) بعدما مرض الحسنان، ونذر الإمام صيام ثلاثة أيام شكراً لله إن برئا ، فوفَوا بنذرهم أيّما وفاء وفاءً فيه أروع أنواع الإيثار، حتى نزل قوله تعالى : (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْس كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً)(17) فشكر الله سعيهم على هذا الإيثار والوفاء بما أورثهم في الآخرة، وبما حباهم من الإمامة للمسلمين في الدنيا حتى يرث الأرض ومن عليها(18).
2 ـ مكانته (ع) لدى خاتم المرسلين’ :
لقد خصّ الرسول الأعظم حفيديه الحسن والحسينعليها السلام بأوصاف تنبئ عن عظيم منزلتهما لديه ، فهما :
أ ـ ريحانتاه من الدنيا وريحانتاه من هذه الاُمّة(19).
ب ـ وهما خير أهل الأرض(20) .
ج ـ وهما سيّدا شباب أهل الجنة(21).
د ـ وهما إمامان قاما أو قعدا(22) .
هـ ـ وهما من العترة (أهل البيت) التي لا تفترق عن القرآن الى يوم القيامة، ولن تضلّ اُ مّةٌ تمسّكت بهما(23).
و ـ وهما من أهل البيت الذين يضمنون لراكبي سفينتهم النجاة من الغرق(24).
ز ـ وهما ممّن قال عنهم جدّهم: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف»(25).
ح ـ وقد استفاض الحديث عن مجموعة من أصحاب الرسول ’ أنّهم قد سمعوا مقالته فيما يخصّ الحسنين : «اللهمّ إنّك تعلم أنّي أُحبُّهما فأحبَّهما، وأحبّ من يحبّهما»(26) .
وعن سلمان أنّه سمع رسول الله’ يقول : «الحسن والحسين ابناي، من أحبّهما أحبّني، ومن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار»(27).
ط ـ وعن أنس : أنّ رسول الله سئِل أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال : «الحسن والحسين» وكان يقول لفاطمة: «اُدعي ليَ إبنىَّ» فيشمّهما ويضمّهما إليه !(28) .
3 ـ مكانته (ع) لدى معاصريه :
أ ـ عن جابر عن النبي’ : «أنّ الله خلقني وخلق علياً نورَين بين يدَي العرش، نسبّح الله ونقدّسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلمّا خلق الله آدم أسكننا في صلبه، ثم نقلنا من صُلب طيّب وبطن طاهر حتى أسكننا في صلب إبراهيم ، ثم نقلنا من صُلب إبراهيم الى صلب طيّب وبطن طاهر حتى أسكننا في صلب عبدالمطلّب ، ثم افترق النور في عبدالمطّلب، فصار ثلثاه في عبدالله وثلثه في أبي طالب ، ثم اجتمع النور منّي ومن عليّ في فاطمة ، فالحسن والحسين نوران من نور ربّ العالمين»(29) .
ب ـ وقد قال معاوية لِجلسائه : من أكرم الناس أباً واُمّاً وجدّاً وجدّةً وعمّاً وعمّةً وخالاً وخالةً؟ فقالوا : أمير المؤمنين أعلم ، فأخذ بيد الحسن بن علي وقال : هذا أبوه علي بن أبي طالب، واُمّه فاطمة ابنة محمّد، وجدّه رسول الله’ وجدّته خديجة، وعمّه جعفر، وعمّته هالة بنت أبي طالب، وخاله القاسم بن محمّد’ وخالته زينب بنت محمّد’(30) .
ج ـ ولمعاوية اعتراف آخر أمام عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وزياد بن أبيه بعد أن أكثروا الفخر، وأراد أن يرغم اُنوفهم، فأحضر الإمام الحسن بن علي (ع) ، ولمّا دحض مقالتهم التي أرادوا فيها تنقيص بني هاشم قال معاوية بعد أن خرج الإمام من عنده : أفأُفاخر رجلاً رسول الله’ جدّه، وهو سيّد من مضى ومن بقي، واُمّه فاطمة سيّدة نساء العالمين؟ ثم قال لهم : والله لئن سمع أهل الشام ذلك أنّه للسوءة السوداء ...هكذا ذكره الجاحظ (31)
د ـ ووفد مقدام الى معاوية، فقال معاوية : أعلمت أنّ الحسن بن عليّ توفّي؟ فرجّع المقدام(32) ، فقال له معاوية : أتراها مصيبة؟ فقال : ولِمَ لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله في حجره وقال : «هذا منِّي وحسين من عليّ رضي الله عنهما»(33) .
هـ ـ وقال عبدالله بن عمر : أهل العراق يسألون عن الذباب يقتله المحرم، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله’ وقال النبىّ’ : «هما ريحانتاي من الدنيا»(34) .
و ـ وكان أبو هريرة يقول : ما رأيت الحسن إلاّ فاضت عيناي، وذلك أني رأيت رسول الله’ يدخل فمه في فمه ثم يقول : «اللهم إنّي اُحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه» يقولها ثلاث مرّات(35)، وقال : لا أزال اُحبّ هذا الرجل ـ يعني الحسن ـ بعد ما رأيت رسول الله يصنع به ما يصنع(36).
ز ـ وحينما بادر ألدّ أعدائه ـ مروان بن الحكم ـ الى حمل جثمانه الطاهر واستغرب منه الحسين (ع) قائلاً له : أتحمل جثمانه وكنت تجرّعه الغصص؟! قال مروان : كنت أفعل ذلك بمن كان يوازي حلمه الجبال(37).
ح ـ وقال عنه أبو الأسود الدؤلي : وإنّه لهو المهذّب ، قد أصبح من صريح العرب في غرّ لبابها وكريم محتدها وطيب عنصرها(38).
ط ـ وقال عمير بن اسحاق : ما تكلّم أحد أحبّ إليّ أن لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت منه كلمة فحش قطّ(39).
ي ـ وقال عبدالله بن الزبير : والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن عليّ(ع) في هيبته وسموِّ منزلته(40).
ك ـ وعندما وقف أخوه محمّد بن الحنفية على قبره ليؤبّنه قال : لئن
عزّت حياتك فقد هدّت وفاتك ، ولنعم الروح روح تضمّنه كفنك ، ولنعم الكفن كفن تضمّن بدنك ، وكيف لا تكون هكذا وأنت عقبة الهدى وخلف أهل التقوى وخامس أصحاب الكساء(41)؟! غذّتك بالتقوى أكفّ الحقّ، وأرضعتك ثدي الإيمان، ورُبّيت في حجر الإسلام، فطبت حيّاً وميّتاً ، وإن كانت أنفسنا غير سخيّة بفراقك، رحمك الله أبا محمّد(42).
ل ـ وأبّنه أخوه السبط أبو عبدالله الحسين بن عليّ(ع) قائلاً : «رحمك الله يا أبا محمّد، إن كنت لتباصر الحقّ مظانّه، وتؤثر الله عند التداحض في مواطن التقية بحسن الرويّة، وتستشفّ جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة، وتفيض عليها يداً طاهرة الأطراف، نقيّة الأسرّة، وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة عليك ، ولا غَرْوَ فأنت ابن سلالة النبوّة، ورضيع لبان الحكمة ، فإلى رَوْح وريحان وجنّةِ نعيم ، أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه، ووهب لنا ولكم حُسن الأسى عنه»(43) .
4 ـ مكانته (ع) لدى العلماء والمؤرّخين :
أ ـ قال الحافظ أبو نعيم الإصبهاني ـ وهو من أعلام القرن الخامس ـ عن الإمام الحسن المجتبى : سيّد الشباب، والمصلح بين الأقارب والأحباب ، شبه رسول الله’ وحبيبه ، سليل الهدى، وحليف أهل التقى ، خامس أهل الكساء، وابن سيّدة النساء، الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما(44).
ب ـ وقال ابن عبدالبرّ عنه : لا أسوّدُ ممّن سمّاه رسول الله’ سيّداً، وكان رحمة الله عليه حليماً ورعاً فاضلاً ، دعاه ورعه وفضله الى أن ترك الملك والدنيا رغبةً فيما عند الله ، وقال : والله ما أحببت منذ علمت ما ينفعني وما يضرّني أن آلى أمر اُ مّة محمّد’ على أن يهراق في ذلك محجمة دم(45).
و ـ وقال الحافظ ابن كثير الدمشقي عنه : وقد كان الصدّيق يجلّه ويعظّمه ويكرمه ويحبّه ويتفدّاه وكذلك ابن الخطاب، وكان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا ويرى هذا من النعم عليه، وكانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطّمونها مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما(46).
د ـ وقال الحافظ ابن عساكر الشافعي عنه : هو سبط رسول الله وريحانته وأحد سيِّدَيْ شباب أهل الجنة ...(47) .
هـ ـ وقال الحافظ السيوطي : سبط رسول الله وريحانته وآخر الخلفاء بنصّه ... وهو خامس أهل الكساء ...(48).
و - ونقل ابن شهرآشوب في المناقب عن محمّد بن إسحاق أنه قال: ما
بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله ما بلغ الحسن; كان يبسط له على باب داره، فإذا خرج وجلس انقطع الطريق، فما يمرّ أحد من خلق الله إجلالاً له، فإذا علم قام ودخل بيته فمرّ الناس، ولقد رأيته في طريق مكة ماشياً فما من خلق الله أحد رآه إلاّ نزل ومشى، وحتى رأيت سعد بن أبي وقّاص يمشي(49) .
ز ـ وقال محمّد بن طلحة الشافعي عنه : كان الله قد رزقه الفطرة الثاقبة في ايضاح مراشد ما يُعاينهُ، ومنحه النظرة الصائبة لإصلاح قواعد الدين ومبانيه، وخصّه بالجبلّة التي درّت لها أخلاف مادتها بصور العلم ومعانيه(50).
ح ـ وقال سبط ابن الجوزي عنه : كان من كبار الأجواد ، وله الخاطر الوقّاد، وكان رسول الله’ يحبّه حبّاً شديداً(51).
ط ـ وقال عنه ابن الأثير : وهو سيّد شباب أهل الجنة، وريحانة النبىّ’ وشبيهه، سمّاه النبيّ الحسن ... وهو خامس أهل الكساء(52).
من فضائل الإمام المجتبى (ع) ومظاهر شخصيّته
عبادته (ع) :
أ ـ روى المفضّل عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(ع) عن أبيه عن جدّه : «إنّ الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم ، وكان إذا حجّ حجّ ماشياً ، وربّما مشى حافياً ، وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله ـ تعالى ذكره ـ شهق شهقةً يغشى عليه منها .
وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّوجلّ ، وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم(53) وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار ، وكان لا يقرأ من كتاب الله عزّوجل (يا أيّها الذين آمنوا) إلاّ قال : لبيّك اللهمّ لبيّك ، ولم يُرَ في شيء من أحواله إلاّ ذاكراً لله سبحانه ، وكان أصدق الناس لهجةً وأفصحهم منطقاً ...»(54).
ب ـ وكان (ع) إذا توضّأ; ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه، فقيل له في ذلك فقال : «حقٌ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله».
ج ـ وكان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه ويقول : «ضيفك ببابك ، يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم».
د ـ وكان إذا فرغ من الفجر لم يتكلّم حتى تطلع الشمس وإن زحزح .
هـ ـ وعن الإمام محمّد بن علي الباقر(ع) : «أنّ الحسن (ع) قال : إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمشِ الى بيته ، فمشى عشرين مرّة من المدينة على رجليه».
و ـ وعن علي بن جذعان : أنّ الحسن بن علي(ع) خرج من ماله مرتين، وقاسم الله ماله ثلاث مرّات، حتى أن كان ليعطي نعلاً، ويمسك نعلاً ويعطي خفّاً ويمسك خفّاً. أورد هذه الروايات ابن شهر آشوب في المناقب(55) .
وللإمام المجتبى(ع) أدعية شتّى رُويت عنه، وهي تتضمّن مجموعةً من المعارف والآداب، كما تحمل أدب التقديس لله تعالى والخضوع له والتذلّل بين يديه، ونشير الى نموذج منها :
قال(ع) : «اللهمّ إنّك الخَلَفُ من جميع خَلقِك، وليس في خلقِكَ خَلَفٌ مثلُكَ ، إلهِي من أحسنَ فبرحمتكَ ، ومن أساء فبخطيئته ، فلا الذي أحسنَ استغنى عن رَدفك ومعونتك ، ولا الذي أساء استبدل بك وخرج من قدرتك ، الهي بك عرفتك، وبك اهتديتُ الى أمرك ، ولو لا أنتَ لم أدرِ ما أنتَ ، فيا من هو هكذا ولا هكذا غيره صلّ على محمّد وآل محمّد، وارزقني الإخلاص في عملي والسعة في رزقي ، اللهمّ اجعل خير عملي آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيّامي يوم ألقاك ، إلهي أطعتك ولك المنّة عليَّ في أحبّ الأشياء إليك : الإيمان بك والتصديق برسولك، ولم أعصك في أبغض الأشياء إليك: الشرك بك والتكذيب برسولك ، فاغفر لي ما بينهما يا أرحم الراحمين »(56).
وعن ابن كثير : أنّ الحسن كان يقرأ كلّ ليلة سورة الكهف في لوح مكتوب، يدور معه حيث دار من بيوت أزواجه قبل أن ينام وهو في الفراش(57) .
لقد تغذّى الإمام الحسن (ع) بلباب المعرفة وبجوهر الإيمان وبواقع الدين، وانطبعت مُثُلُه في دخائل نفسه وأعماق ذاته ، فكان من أشدّ الناس إيماناً، ومن أكثرهم إخلاصاً وطاعةً لله(58) .
حلمه وعفوه :
لقد عُرف الإمام الحسن المجتبى (ع) بعظيم حلمه، وأدلّ دليل على ذلك هو تحمّله لتوابع صلحه مع معاوية الذي نازع عليّاً حقّه وتسلّق من خلال ذلك الى منصب الحكم بالباطل، وتحمّل (ع) بعد الصلح أشد أنواع التأنيب من خيرة أصحابه، فكان يواجههم بعفوه وأناته، ويتحمّل منهم أنواع الجفاء في ذات الله صابراً محتسباً .
وذُكر أنّ مروان بن الحكم شتم الحسن بن عليّ(ع)، فلمّا فرغ قال الحسن : إنّي والله لا أمحو عنك شيئاً، ولكن مهّدك الله ، فلئن كنت صادقاً فجزاك الله بصدقك ، ولئن كنت كاذباً فجزاك الله بكذبك، والله أشدّ نقمةً منِّي .
وروي أنّ غلاماً له(ع) جنى جنايةً توجب العقاب، فأمر به أن يُضرب، فقال : يا مولاي (َالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)(59)، قال : عفوت عنك، قال : يا مولاي (وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُـحْسِنِينَ)(60)، قال : أنت حرٌ لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك(61).
وروى المبرّد وابن عائشة: أنّ شاميّاً رآه راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يردّ، فلما فرغ أقبل الحسن(ع) فسلّم عليه وضحك، فقال : «أيها الشيخ! أظنّك غريباً؟ ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك ، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسَوْناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك ، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا الى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأنّ لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كثيراً» .
فلمّا سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال : أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ، والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ ...(62)
كرمه وجوده :
إنّ السخاء الحقيقي هو بذل الخير بداعي الخير، وبذل الإحسان بداعي الإحسان، وقد تجلّت هذه الصفة الرفيعة بأجلى مظاهرها وأسمى معانيها في الإمام أبي محمّد الحسن المجتبى(ع) حتى لُقّب بكريم أهل البيت .
فقد كان لا يعرف للمال قيمةً سوى ما يردّ به جوع جائع، أو يكسو به عارياً، أو يغيث به ملهوفاً، أو يفي به دَين غارم ، وقد كانت له جفان واسعة أعدّها للضيوف، ويقال: إنّه ما قال لسائل «لا» قَطّ.
وقال الشبلنجي في نور الأبصار عند ذكره لمناقب الإمام الحسنعليهما السلام أنّه سُئل: لأيّ شيء لا نراك تردّ سائلاً ؟ فأجاب : «إنّي لله سائل وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلاً وأردّ سائلاً ، وإنّ الله عوّدني عادةً أن يفيض نعمه عليَّ ، وعوّدته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة; وأنشأ يقول:
إذا ما أتأني سائل قلتُ مرحباً *** بمن فضله فرض عليَّ معجل
و من فضله فضل على كلِّ فاضل *** و أفضل أيام الفتى حين يسأل(63)
واجتاز (ع) يوماً على غلام أسود بين يديه رغيف يأكل منه لقمة ويدفع لكلب كان عنده لقمة اُخرى ، فقال له الإمام : ما حملك على ذلك؟ فقال الغلام : إنّي لأستحي أن آكل ولا اُطعمه .
وهنا رأى الإمام فيه خصلة حميدة، فأحبّ أن يجازيه على جميل صنعه، فقال له : لا تبرح من مكانك، ثم انطلق فاشتراه من مولاه، واشترى الحائط (البستان) الذي هو فيه، وأعتقه وملّكه إيّاه(64) .
وروي أنّ جارية حيّته بطاقة من ريحان، فقال (ع) لها : أنت حرّة لوجه الله، فلامه أنس على ذلك ، فأجابه(ع) : «أدّبنا الله فقال تعالى : ( وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّة فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا)(65) وكان أحسن منها إعتاقها»(66).
ومن مكارم أخلاقه أنّه ما اشترى من أحد حائطاً ثمّ افتقر البائع إلاّ ردّه عليه وأردفه بالثمن معه.
وجاءه فقير يشكو حاله ولم يكن عنده شيء في ذلك اليوم فعزّ عليه الأمر واستحى من ردّه، فقال (ع) له : إنّي أدلّك على شيء يحصل لك منه الخير ، فقال الفقير يا ابن رسول الله ما هو؟ قال (ع) : اذهب الى الخليفة، فإنّ ابنته قد توفيت وانقطع عليها، وما سمع من أحد تعزيةً بليغة، فعزّه بهذه
الكلمات يحصل لك منه الخير، قال: يا ابن رسول الله حفّظني إيّاها، قال(ع): قل له : «الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها، ولم يهتكها بجلوسها على قبرك»، وحفظ الفقير هذه الكلمات وجاء الى الخليفة فعزّاه بها، فذهب عنه حزنه وأمر له بجائزة، ثم قال له : أكلامك هذا؟ فقال : لا، وإنّما هو كلام الإمام الحسن ، قال الخليفة : صدقت فإنّه معدن الكلام الفصيح، وأمر له بجائزة اُخرى(67).
لقد كان (ع) يمنح الفقراء برّه قبل أن يبوحوا بحوائجهم ويذكروا مديحهم، لئلا يظهر عليهم ذلّ السؤال(68).
تواضعه وزهده :
إنّ التواضع دليل على كمال النفس وسموّها وشرفها ، والتواضع لا يزيد العبد إلاّ رفعةً وعظمةً، وقد حذا الإمام الحسن (ع) حذو جدّه وأبيه في أخلاقه الكريمة، وقد أثبت التاريخ بوادر كثيرة تشير الى سموّ الإمام في هذا الخلق الرفيع، نشير الى شيء منها :
أ ـ اجتاز الإمام على جماعة من الفقراء قد وضعوا على الأرض كسيرات وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها ، فقالوا له: هلمّ يابن بنت رسول الله الى الغذاء، فنزل(ع) وقال : (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ)(69)، وجعل يأكل معهم حتى اكتفوا والزاد على حاله ببركته، ثم دعاهم الى ضيافته وأطعمهم وكساهم(70).
ب ـ ومرّ (ع) على صبيان يتناولون الطعام، فدعوه لمشاركتهم فأجابهم الى ذلك، ثم حملهم الى منزله فمنحهم برّه ومعروفه، وقال : «اليد لهم لأنّهم لم يجدوا غير ما أطعموني، ونحن نجد ما أعطيناهم»(71).
ورفض الإمام جميع ملاذّ الحياة ومباهجها متّجهاً الى الدار الآخرة التي أعدّها الله للمتّقين من عباده، فمن أهمّ مظاهر زهده : زهده في الملك طلباً لمرضاة الله، ويتجلّى ذلك إذا لاحظنا مدى حرص معاوية على الملك واستعماله لكلّ الأساليب اللا أخلاقية للوصول الى السلطة، بينما نجد الإمام الحسن (ع) يتنازل عن الملك حينما لا يراه يحقّق شيئاً سوى إراقة دماء المسلمين.
ومن جملة مظاهر زهده أيضاً: ما حدّث به مدرك بن زياد أنّه قال : كنّا في حيطان ابن عباس، فجاء ابن عبّاس وحسن وحسين فطافوا في تلك البساتين ثم جلسوا على ضفاف بعض السواقي ، فقال الحسن : يا مدرك! هل عندك غذاء؟ فقلت له : نعم، ثم انطلقت فجئته بخبز وشيء من الملح مع طاقتين من بقل، فأكل منه، وقال : يا مدرك! ما أطيب هذا؟ ، وجيء بعد ذلك بالطعام وكان في منتهى الحُسن، فالتفت (ع) الى مدرك وأمره بأن يجمع الغلمان ويقدّم لهم الطعام، فدعاهم مدرك فأكلوا منه ولم يأكل الإمام منه شيئاً، فقال له مدرك : لماذا لا تأكل منه؟ فقال(ع) : «إنّ ذاك الطعام أحبّ عندي»(72).
الهوامش
(1) علل الشرائع 1: 211، الباب 159، ح2، روضة الواعظين: 156، التعجب للكراجكي: 129 (الفصل السادس عشر).
(2) تاريخ مدينة دمشق 13: 252، ترجمة الإمام الحسن(ع)) رقم 1383، تهذيب الكمال6: 235، ترجمة الإمام الحسن(ع)) رقم 1248، البداية والنهاية 8: 43 (أحداث سنة 49)، ذكر الحسن بن عليّ(ع)) .
ونصّ الحديث: عن جويرية بن أسماء قال: لما مات الحسن بن عليّ بكى مروان في جنازته فقال له حسين: أتبكيه وقد كنت تجرّعه ما تجرّعه؟ فقال: إني كنت أفعل ذلك الى أحلم من هذا، وأشار بيده الى الجبل.
(3) كشف الغمّة 2: 136 (ذكر الإمام الثاني((ع).
(4) راجع معاني الأخبار : 57 / ح6، علل الشرائع : 138 (باب 116)، ح 7، بحار الأنوار : 43 / 240 الحديث 8.
(5) المناقب : 3 / 166 (باب إمامة السبطين(عليهما السلام) ).
(6) الكافي : 6 / 33 ح (باب أنّ رسول الله وفاطمة(س) عقّا عن الحسن والحسين(عليهما السلام) )، وعن عيون أخبار الرضا : 50 / ح 170 أنّ الزهراء أعطت القابلة رِجل شاة وديناراً .
(7) كشف الغمّة 2: 141 ـ 142 (فصل في تسميته وكنيته).
(8) إشارة إلى قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)، الأحزاب (33):33 .
(9) إشارة الى قوله: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...) الشورى(42): 23 .
(10) آل عمران (3) : 61 .
(11) شرح الأخبار 2: 339 ـ 340 / ح 680 و 341 / ح681 و 342 / ح 682، الإرشاد للمفيد 1: 170 (فصل في قصّة أهل نجران)، روضة الواعظين: 164 (فصل في ذكر إمامة السبطين‘)، المناقب لابن شهرآشوب 3: 143 ـ 144 (باب إمامة السبطين‘، بحار الأنوار 10: 147 ـ 148 / ح1، معرفة علوم الحديث للنيسابوري: 50 (النوع السابع عشر)، نظم درر السمطين: 108 (مناقب الإمام عليّ((ع))، المناقب للخوارزمي: 159 / ح 189، البداية والنهاية لابن كثير 5: 65 ـ 66 (ذكر وفد نجران).
وأما المفسرون فمنهم الإمام العسكري(ع)) في التفسير المنسوب إليه: 660 / ح 374، وتفسير العيّاشي 1: 175 ـ 176 / ح 54 و ج2: 128 / ح 42، وتفسير القمّي 1: 104 (في تفسير الآية)، تفسير فرات الكوفي: 85 ـ 86 / ح 61، وتفسير السمعاني 1: 327 (في تفسير الآية)، شواهد التنزيل 1: 155 ـ 156 / ح168 وتفسير البغوي 1: 310 (في تفسير الآية)، تفسير القرطبي 4: 104، وتفسير البيضاوي 2: 47، العجاب في بيان الأسباب: 685 ونكتفي بهذا القدر من مصادر المحدّثين والمفسّرين روماً للاختصار.
(12) الأحزاب (33) : 33 .
(13) وآية التطهير أيضاً قد تظافرت الروايات من المحدّثين والمفسّرين أنها بحقّ أهل بيت النبيّ’) عليّ وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين‘). راجع:
الكافي 1: 287 / ح 1 (باب ما نصّ الله عزّ وجلّ ورسوله على الأئمة(ع))، علل الشرائع 1: 190 ـ 191 / باب 151، ح 1 و 205 / باب 156، ح2، أمالي الطوسي: 248 / ح438، مسند أحمد 1: 331 (ما أُسند عن ابن عبّاس)، صحيح مسلم 7: 30 (كتاب الفضال، باب فضائل أهل البيت(ع))، سنن الترمذي 5: 31 / ح 3259، المستدرك للحاكم 3: 133 (ذكر جمع النبيّ’ أهل بيته وقراءة آية التطهير)، تفسير العياشي 1: 249 ـ 250/ ح 169، تفسير القميّ 2: 67 (في تفسير سورة الأنبياء)، تفسير فرات الكوفي: 110 / ح 112، جامع البيان للطبري 22: 9 / ح 21727، شواهد التنزيل 2: 18 ـ 19 / ح 637 ـ 638، تفسير القرطبي 14: 182 في تفسير الآية.
(14) قال تعالى في سورة الشورى الآية 23 مخاطباً رسوله الكريم : (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى) . وقال في سورة سبأ الآية 47 : ( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) .
(15) من المحدثين : الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 112 / ح 167، ذخائر العقبى: 25 (ذكر أنّهم هم المراد بالقربى)، بحار الأنوار 29: 341 / ح10، المعجم الكبير للطبراني 3: 47 / ح 2641، مجمع الزوائد 9: 168 (باب فضل أهل البيت(ع)، الفتح السماوي للمناوي 3: 98 / ح 869. ومن المفسرين: خصائص الوحي المبين: 109 / ح50، تفسير الثعلبي 8: 37 (في تفسير الآية)، شواهد التنزيل 2: 194 / ح827، تفسير البيضاوي 5: 128 (في تفسير الآية).
(16) الإنسان (76) : 9 ـ 12 .
(17) الإنسان (76) : 5 ـ 7 .
(18) إرشاد المفيد 1: 178 (فصل في تبليغ رسول الله’) المسلمين باستخلافه عليّاً(ع))، العمدة لابن البطريق: 345 ـ 348 / ح 668، التبيان للطوسي 10: 211، مجمع البيان 10: 209، خصائص الوحي المبين: 179 / 126، تفسير الأصفى 2: 1385، تفسير الثعلبي 10: 98 ـ 101، تفسير السمعاني 6: 116، شواهد التنزيل 2: 394 ـ 397 / ح 1042.
(19) كتاب سليم بن قيس الهلالي: 275 (شدّة حبّ الرسول لهما‘، شرح الأخبار 3: 100 / ح1030، الإرشاد للمفيد 2: 28 (تاريخ الإمام الحسين((ع))، صحيح البخاري 4: 217 (باب مناقب المهاجرين وفضلهم)، وج7: 74 (كتاب الأدب)، سنن الترمذي 5: 322 / ح 3859، المعجم الكبير للطبراني 3: 127 / ح2884.
(20) عيون أخبار الرضا: 1 / 67./ ح 252، المحتضر للحلي: 165/ ح 180.
(21) هذا حديث متواتر وصحيح عند الفريقين ونحن هنا نجمل لك بعض مصادره من الفريقين:
كتاب سليم بن قيس الهلالي: 132 و 197 و 236، المناقب للكوفي 1: 333 / 260 و 543 / ح484، شرح الأخبار 1: 145 / ح77، الإرشاد للمفيد 2: 27 (تاريخ الإمام الحسين(ع))، بحار الأنوار 10: 353 / ح1، مسند أحمد 3: 3 و 62 و 64 (ما أُسند عن أبي سعيد الخدري)، سنن ابن ماجة 1: 44 / ح 118، سنن الترمذي 5: 321 / ح 3856، مستدرك الحاكم 3: 167 (ذكر مناقب الحسن والحسين‘، المعجم الكبير للطبراني 3: 35 / ح 2598.
(22) علل الشرائع 1: 211، باب 159، ح2، روضة الواعظين: 156 (ذكر إمامة السبطين‘) .
(23) أمالي الطوسي: 163 / ح 268 و 255 / ح 460، مسند أحمد 3: 14 و 17 و26 و59 (ما أُسند عن أبي سعيد)، سنن الترمذي 5: 328 / ح 3874.
(24) شرح الأخبار 3: 479 / ح 840 و 501 / ح 886، مستدرك الحاكم 2: 343 (مثل أهل بيتي) وج3: 151 (ذكر مناقب أهل البيت(ع)) .
(25) شرح الأخبار 2: 502 / ح888، المعجم الكبير للطبراني 7: 22 (ذكر موسى بن عبيدة)، المستدرك للحاكم 3: 149 (ذكر أهل بيتي أمان).
(26) روضة الواعظين: 156 (ذكر إمامة السبطين‘)، العمدة لابن البطريق: 396/ ح 797 و 406/ ح 840، مسند أحمد 2: 442 (مسند أبي هريرة) و ج 5: 210 (حديث خارجة بن الصلت)، صحيح البخاري4: 216 (باب مناقب المهاجرين وفضلهم): سنن الترمذي5 :322/ ح 3858.
(27) مستدرك الحاكم : 3 / 166 (ذكر ركوب الحسنين‘ على ظهرالنبي’)، إمتاع الأسماع 6: 11 (فصل في ذكر ذرية النبي’).
(28) سنن الترمذي5 :323/ ح 3861، تاريخ الإسلام للذهبي4: 35-36.
(29) نزهة المجالس : 2 / 230 .
(30) العقد الفريد5 :87، تاريخ مدينة دمشق 13: 240 / ترجمة 1383.
(31) المحاسن والأضداد : 133 (محاسن المفاخرة).
(32) أي قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .
(33) مسند أحمد: 4 / 132، (ما أسند الحرث الأشعري)، ذخائر العقبى: 133 (ما ورد فيهما‘).
(34) مسند أحمد2: 85 (ما أسند عن عبدالله بن عمر)، صحيح البخاري4:217 (باب مناقب المهاجرين وفضلهم) .
(35) تاريخ مدينة دمشق 13: 193/ ترجمة رقم 1383.
(36) تاريخ مدينة دمشق 13:194 / ترجمة رقم 1383، ذخائر العقبى: 122 (ما جاء مختصّاً بالحسن((ع)) .
(37) تاريخ مدينة دمشق 13: 252 / ترجمة رقم 1383، تهذيب الكمال 6: 235 / ترجمة رقم 1248 وفيها تفاوت باللفظ.
(38) بحار الأنوار 44:121/ ح 13 نقلا عن بعض كتب المناقب القديمة.
(39) تاريخ مدينة دمشق 13:252 / ترجمة رقم 1383، تهذيب الكمال 6: 235 / ترجمة 1248 وذكره اليعقوبي في تاريخه 2: 227 (وفاة الحسن((ع)) عن معاوية ابن أبي سفيان .
(40) تاريخ مدينة دمشق 13:240 / ترجمة رقم 1383، تهذيب الكمال 6: 233 /ترجمة رقم 1248.
(41) المقصود منه هو ذلك الكساء اليماني الذي غطى به رسول الله’) أهل البيت يوم نزل قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )الآية 33 من سورة الأحزاب... نفسه’) و عليّ بن أبى طالب و فاطمة الزهراء والحسن و الحسين صلوات الله عليهم جميعاً. ورفع صوته’) قائلاً: «هؤلاء أهل بيتي اللهمّ طهّرهم و أذهب عنهم الرجس». فيكون الحسن(ع)) هو أحد الخمسة من أصحاب الكساء. و قصّة حديث الكساء وآية التطهير - رواها المفسرّون والمحدّثون والمؤرّخون، راجع مناقب الإمام عليّ(ع)) للكوفي 1: 132/ ح 73، مسند أحمد 1: 331 (ما أسند عن ابن عباس) و ج4: 107 (حديث رويفع بن ثابت)، صحيح مسلم 7: 130 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل أهل البيت(ع))، تفسير فرات الكوفي:334 / ح 454 و 338 / ح 461، تفسير الثعلبي 8: 36-37 و سرد أقوال العلماء من المفسّرين الذين ذكروا سبب نزول الآية و فيما نزلت. تاريخ بغداد 9: 128 / ترجمة رقم 4743، تاريخ مدينة دمشق 13: 202/ ترجمة رقم 1383. و غيرها تركنا ذكرها للاختصار.
(42) مروج الذهب : 3 / 7-8 (ذكر رثاء ابن الحنفية للحسن((ع)).
(43) عيون الأخبار للدينوري 2: 314، تاريخ مدينة دمشق 13: 296، ترجمة رقم 1383 (في ذكر الحسن((ع)).
(44) أخبار إصبهان : 1 / 44 (في ذكر الحسن((ع)).
(45) الاستيعاب : 1 / 385 (ذكر ترجمة الحسن((ع)).
إنّ الملك والحكم إذا كان لإقامة حكم الله في الأرض فلا يكون تركه زهداً وورعاً ، وإنما تنازل الإمام عن الملك لأنّ مسؤولية الإمام الشرعية في حفظ الرسالة والاُمّة وفضح نفاق معاوية والإعداد للثورة الحسينية على حكم بني اُمّة الجاهلي كانت تتطلب ذلك في تلك الظروف الحرجة.
(46) البداية والنهاية 8: 41 (حوادث سنة 49 ذكر الحسن((ع)).
(47) تاريخ مدينة دمشق 13: 163/ ترجمة رقم 1383.
(48) تاريخ الخلفاء: 187 - 188 (ذكر خلافة الحسن((ع)).
(49) المناقب لابن شهر آشوب 3: 344 (باب إمامة الحسن((ع)).
(50) مطالب السؤول :338 (فصل 6 في علم الحسن((ع)).
(51) تذكرة الخواص 2: 8 (ذكر فضائل الحسن((ع)).
(52) أُسد الغابة : 2 / 9 (ذكر ترجمة الإمام الحسن((ع)) وأما أنّه خامس أهل الكساء ذكرنا ذلك في الصفحة 34 الهامش 1.
(53) اضطراب السليم من لسعة الحية، راجع لسان العرب 12: 292 (مادة سليم).
(54) أمالي الصدوق: 244/ ح 262.
(55) المناقب: 3/ 180 (باب إمامة الحسن((ع))، فصل في مكارم أخلاقه((ع))، وحكاه عنه المجلسي في بحار الأنوار: 43/ 339 / ح 13.
(56) مهج الدعوات: 181 ـ 182 (مختار من أدعية الحسن((ع)) .
(57) راجع البداية والنهاية 8: 210 (حوادث سنة 41 هـ ).
(58) حياة الإمام الحسن : 1 / 326 .
(59) آل عمران (3): 134.
(60) آل عمران (3): 134.
(61) بحار الأنوار 43: 352 / ح 29 .
(62) المناقب لابن شهرأشوب 3: 184 (باب إمامة الحسن((ع))، بحار الأنوار 43: 344/ ح 16.
(63) نور الأبصار في مناقب آل النبيّ المختار: 135 (فصل في كرم الإمام الحسن((ع)).
(64) راجع البداية والنهاية : 8 /42 (حوادث سنة 49 ذكر الحسن((ع)).
(65) النساء (4) : 86 .
(66) المناقب لابن شهر آشوب 3: 183 (باب إمامة الحسن((ع))، بحار الأنوار 43: 343 / ح 15.
(67) نور الأبصار : 135 ـ 136 .
(68) حياة الإمام الحسن: 1 / 325 .
(69) النحل (16): 23.
(70) المناقب : 3 / 187 (باب إمامة الحسن((ع))، بحار الأنوار 43: 352/ ح 28.
(71) حياة الإمام الحسن : 1 / 313 عن إسعاف الراغبين لابن الصبّان بهامش نور الأبصار : 196 .
(72) مختصر تاريخ دمشق : 7 / 21.