غزا طارق بن زياد مولى موسى بن نصير الأندلس في اثني عشر ألفاً، فلقي ملك الأندلس واسمه أذرينوق([1]) - وكان من أهل أصبهان وهم ملوك عجم الأندلس - فزحف له طارق بجميع من معه وزحف الأذرينوق في سرير الملك وعليه تاجه وجميع الحلية التي كان يلبسها الملوك فاقتتلوا قتالاً شديداً فقتل الأّذرينوق وفتح الأندلس سنة اثنتين وتسعين، قالوا: أول من سكنها قوم يعرفون بالأندلش([2]) - بشين معجمة - فسمي البلد بهم ثم عرب بعد ذلك بسين مهملة، والنصارى يسمون الأندلس إشبانية باسم رجل صلب فيها يقال له: إشبانس، وقيل: باسم ملك كان بها في الزمان الأول اسمه إشبان بن طيطس، وهذا هو اسمها عند بطليموس، وقيل: سميت بأندلس بن يافث بن نوح وهو أوّل من عمرها.
وبعد أكثر من خمسمئة عامٍ من حكم المسلمين على هذا البلد سقطت الأندلس في 17 من شهر صفر السنة 636هـ على يدي الإفرنج وكان لسقوطها عدة أسباب منها انفصالها عن الدولة الإسلامية الكبرى وغيرها من الأسباب عليك بمراجعة الكتب المدّونة في هذا الموضوع وقد أشرنا إلى تاريخ سقوط الأندلس وأسبابه في مناسبات شهر صفر فليراجع.