قال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، في حديثه لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إن "العقبة الرئيسية التي تعترض طريق عقد مؤتمر "جنيف 2" الذي يجب أن يدشّن محادثات سلام بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة هي الشروط التي تضعها المعارضة على مشاركتها في هذا المؤتمر والتي تدل على أعراض النزاع، وبالأخص معاناة المدنيين، في حين لا يمكن حل النزاع إلاّ من خلال اجتثاث جذور الأزمة، ومن أجل ذلك يجب أن تتفق الأطراف المتنازعة على أن تكون سورية دولة سيدة وموحدة توفر الأمن لرعاياها كافة بمن فيهم الأقليات الاثنية والدينية، وتشارك الأقليات المشاركة الكاملة في حياة المجتمع السياسية والاقتصادية".
وأشار لافروف إلى "أن الهدف من عقد مؤتمر "جنيف 2" تمكين السوريين من بدء المحادثات وطرح مطالبهم على طاولة المحادثات والتوصل إلى اتفاق للتجاوب مع مطالب واقعية من خلال تقديم تنازلات".
وتابع الوزير الروسي قائلا: "لم يتحقق هذا حتى الآن لأن المعارضة لم تشكل وفداً يمثل جميع أطياف المجتمع السوري وهو أحد مطالب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118. ويحاول الائتلاف الوطني "حشر الجميع تحت مظلته"، غير أن الائتلاف يفتقر إلى برنامج يمكن أن ينضوي تحته كل المعارضين. وهناك معارضة داخل سورية تختلف رؤاها عن رؤى المعارضة الخارجية التي يمثلها الائتلاف الوطني". مضيفاً أن بلاده "ترحب بجهود الائتلاف لبدء الحوار مع المعارضة الداخلية بما فيها منظمات الأكراد".
ورأى لافروف "أن يمثل وفد واحد المعارضة في مؤتمر "جنيف 2"، وإذا استمر المعارضون المتشددون في وضع الشروط التي لا يقبلها المعارضون المعتدلون فيمكن أن يكون هناك أكثر من وفد. ومن الضروري في أية حال أن يشارك ممثلو كل القوى السورية في المؤتمر".
وحول توقيت عقد مؤتمر "جنيف 2" كشف لافروف أنه من المقرر أن يجتمع ممثلو روسيا والولايات المتحدة مع الموفد الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر. ثم يلتقي ممثلو روسيا والولايات المتحدة الأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي وممثلي الدول العربية وتركيا. مؤكداً على أهمية أن تشارك جميع الدول التي تملك نفوذا على الأطراف السورية في هذا المؤتمر، وعلى الأخص إيران والسعودية.