الإمام الخامنئي في اجتماع قادة التعبئة: أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدةحضر سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 20/11/2013 م في اجتماع هائل ضمّ عشرات الآف من قادة التعبئة في مصلى الإمام الخميني بطهران، و وصف فيه التعبئة بأنها مظهر ثبات النظام الإسلامي و فخره و هيبته، و سلّط الأضواء على الخصائص و الأساليب المخادعة و التي لا تقبل الحق للاستكبار العالمي و على رأسه أمريكا، و اعتبر صمود الشعب الإيراني و اقتداره السبيل الوحيد لفرض اليأس على العدو، و أكد على الدعم الحاسم للحكومة و المسؤولين مضيفاً: في الملف النووي يجب مراعاة الخطوط الحمراء و عدم التراجع عن حقوق الشعب حتى خطوة واحدة.
و وصف الإمام الخامنئي في هذا الاجتماع الضخم التعبئة بأنها مظهر عظمة الشعب الإيراني و الطاقة الكفوءة الداخلية للبلاد مؤكداً: التعبئة مبعث ارتياح و أمل و ثقة لأصدقاء النظام و الثورة و البلاد، و مبعث خوف و فزع لسيئي الطويّة و الأعداء و الحاقدين على النظام الإسلامي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى اقتران أسبوع التعبئة بأيام الملحمة العظيمة لزينب الكبرى (سلام الله عليها) مردفاً: الملحمة الزينبية متمّم لملحمة عاشوراء، و هي بمعنى من المعاني ملحمة السيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) محيية و حارسة ملحمة عاشوراء.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن عظمة ما قامت به السيدة زينب (سلام الله عليها) لا تقبل المقارنة إلّا بملحمة عاشوراء، ملفتاً: وقفت هذه السيدة العظيمة في الإسلام و الإنسانية كالقمة الشامخة الصامدة بوجه كل المصائب و الأحداث المريرة، و تحوّلت إلى نموذج و قائدة خالدة.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى الكلام الفولاذي القاطع و الجزل في الوقت نفسه للسيدة زينب الكبرى (سلام الله عليها) أمام أهل الكوفة و كذلك في بلاط ابن زياد و بلاط يزيد مؤكداً: كانت تلك السيدة الكبيرة مثال العزة كما كان الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء.
و اعتبر سماحته ثمرة صمود السيدة زينب (سلام الله عليها) و مقاومتها ظهور تيار طوال التاريخ في كيفية التحرك و الصمود على مسير الحق، منوّهاً: يجب أن يكون نموذج حركتنا و اتجاهنا دوماً زينبياً، و يجب أن يكون هدفنا عزة الإسلام و المجتمع الإسلامي و عزة الإنسان.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية العامل الأصلي في ظهور مثل هذه الروح عند السيدة زينب (سلام الله عليها) و سائر الأولياء و الأنبياء و المؤمنين تعاملهم الصادق مع العهد الإلهي، و أضاف قائلاً: يرى القرآن الكريم هذا الصدق لازماً للرسل الإلهيين العظام و الأولياء و كذلك للمؤمنين و الناس العاديين، و يجب أن نتحمّل كلنا مسؤولياتنا أمام عهدنا مع الله سبحانه.
و شدّد آية الله العظمى السيد الخامنئي: على أساس نص القرآن الصريح فإن هذا العهد هو الصمود بوجه العدو في المعارك العسكرية و السياسية و الاقتصادية و عدم الفرار أمامه.
و قال سماحته: على أساس هذا العهد، أين ما كانت هناك ساحة نزال يجب الوقوف بوجه العدو، و يجب أن تنتصر عزيمة المؤمنين و إرادتهم على إرادة العدو.
و أشار سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا الجانب من حديثه إلى تعبير «المرونة البطولية» التي استخدمه قبل فترة، قائلاً: فسّر البعض «المرونة البطولية» بأنها التخلي عن أصول النظام الإسلامي و مبادئه و مثله، و زعم بعض الأعداء على نفس هذا الأساس تراجع النظام الإسلامي عن أصوله، و الحال أن هذا التصور مجرد سوء فهم و بخلاف الواقع.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: المرونة البطولية بمعنى المناورة الفنية و الاستفادة من أساليب متنوعة للوصول إلى أهداف النظام الإسلامي و مبادئه.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أهداف النظام الإسلامي المتنوعة في التقدم و خلق حضارة إسلامية عظيمة مردفاً: هذه الأهداف على شكل مراحل و مقطع بعد مقطع، و المرشدون و الهداة و المفكرون و المسؤولون يرسمون هذه المراحل و المقاطع ثم تبدأ الحركة الجماعية.
و لفت سماحته يقول: هذه هي الحركة الصحيحة المنطقية لتقدم النظام الإسلامي التي يجب على كل الناشطين في الساحة السياسية و مدراء البلاد الكبار و كذلك الناشطين في مجال التعبئة أن يأخذوها بنظر الاعتبار.
ثم طرح سماحة قائد الثورة الإسلامية عدة أسئلة: هل تأكيد النظام الإسلام على التقدم بمعنى طلبه للحروب؟ و هل يريد النظام الإسلامي أن يتحدى كل شعوب العالم و حكوماته، كما يصدر أحياناً عن أفواه بعض أعداء الشعب الإيراني، بما في ذلك الأفواه القذرة المشؤومة للكلاب المسعورة في المنطقة، أي الكيان الصهيوني؟
و قال سماحة الإمام الخامنئي: ادعاء الأعداء هذا على الضدّ تماماً من الرؤية و المنهج الإسلامي، لأن هدف النظام الإسلامي على أساس دروس الإسلام و القرآن الكريم و رسول الإسلام (ص) و الأئمة الأطهار (عليهم السلام) هو العدالة و الإحسان لكل الشعوب.
و أكد سماحته يقول: التهديد الحقيقي الذي يواجهه العالم هو قوى الشر في العالم بما في ذلك الكيان الإسرائيلي الزائف و حماته.
و أردف قائد الثورة الإسلامية: النظام الإسلامي دعا دوماً إلى المحبة و خدمة كل أبناء البشر و علاقات الصداقة مع الشعوب.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: النظام الإسلامي لا عداء له حتى مع الشعب الأمريكي، مع أن الحكومة الأمريكية تتعامل مع شعب إيران و النظام الإسلامي باستكبار و عداء و سوء طوية و حقد.
و أكد سماحته قائلاً: النقطة المضادة للنظام الإسلامي و التي يواجهها النظام الإسلامي هي الاستكبار.
بعد تأكيده على هذه الحقيقة تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه في اجتماع عشرات الآلآف من قادة التعبئة بتبيين الخصائص التاريخية للاستكبار و مظاهره في الفترة الراهنة.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن الاستكبار مفردة قرآنية، مردفاً: بنية الاستكبار على مرّ التاريخ ثابتة لكن أساليبه مختلفة و متغيرة.
و شدّد سماحته على معارضة أي نوع من أنواع التعامل غير العقلاني في أي مجال ملفتاً: يجب في كل المجالات بما في ذلك معارضة الاستكبار و محاربته العمل وفق برامج و علم و حكمة.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أنه من أجل تحقيق تصدٍ مدبّر و عقلاني للنظام الاستكباري من الضروري معرفة خصوصيات أداء و توجهات النظام الاستكباري، مردفاً: من دون معرفة و درك صحيحين لخصوصيات نظام الهيمنة فإن البرمجة الحكيمة لمواجهته لن تكون ممكنة.
و في معرض شرحه لخصوصيات سلوك النظام الاستكباري، ركّز سماحته على خصوصية أصلية في سلوك الاستكبار هي النظرة الاستعلائية و وهم التفوّق.
و لفت الإمام السيد علي الخامنئي إلى أنه حينما يرى بلد أو نظام دولي نفسه الأصل و المحور و الأفضل، فستظهر معادلات خطيرة في العلاقات العالمية.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية أن من تبعات النظرة الاستعلائية المطلقة لنظام الهيمنة تقرير حق التدخل لنفسه في شؤون البلدان الأخرى، و فرض القيم التي يريدها على سائر الشعوب، و ادعاء إدارة العالم، و أضاف قائلاً: يتحدث الساسة الأمريكان و كأنهم مالكي الشعوب و العالم و المنطقة.
و أوضح الإمام الخامنئي أن عدم تقبّل الحق تبعة أخرى من تبعات النظرة الاستعلائية و وهم التفوّق لدى الاستكبار.
و أشار سماحته إلى عناد الاستكبار و الأمريكان أمام حقوق الشعوب مردفاً: الملف النووي الإيراني نموذج واضح لمعارضة طلاب الهيمنة الاعتراف بحقوق الشعوب.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: أي إنسان أو بلد إذا كان من أهل المنطق و البرهان يسلّم أمام كلام الحق، لكن الاستكبار لا يقبل كلام الحق و الحقوق الجلية للآخرين، و يسعى لسحق هذه الحقوق.
و ذكر آية الله العظمى السيد الخامنئي أن تجويز ارتكاب الجرائم للذات في التعامل الشعوب من الخصوصيات الأخرى للاستكبار، مردفاً: لا يقيم نظام الهيمنة أية قيمة للشعوب و البشر الذين لا يتبعونه و لا يستسلمون له، و يرى ارتكاب أية جريمة ضدهم أمراً جائزاً بالنسبة له.
و في معرض شرحه لبعض الأمثلة اللامتناهية في هذا المضمار، أشار سماحته إلى التعامل المقزز للمستكبرين مع السكان الأمريكيين الأصليين و جرائم البريطانيين في حق الأستراليين الأصليين، و استعباد الأفارقة من قبل الأمريكان.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية استخدام الأمريكان للقنبلة الذرية في اليابان من الأمثلة الأخرى على الجرائم المعاصرة للاستكبار ملفتاً: استخدمت القنبلة الذرية في العالم مرتين فقط، و في كلا المرتين كان الأمريكان هم الذين استخدموها ضد الشعب الياباني، و لكن على الرغم من هذه الجريمة يعتبرون أنفسهم اليوم مسؤولين عن القضية النووية في العالم.
و ذكّر الإمام الخامنئي بتقتيل و تعذيب الناس في فيتنام و العراق و باكستان و أفغانستان، مردفاً: أساليب التعذيب المقززة في غوانتانامو و أبي غريب لن تبارح ذاكرة الشعوب أبداً.
و في معرض حديثه عن ضرورة معرفة خصوصيات الاستكبار من أجل التصدي العقلاني لنظام الهيمنة، تطرق الإمام الخامنئي لخصوصية أخرى من خصوصيات طلاب الهيمنة هي المخادعة و النفاق.
و لفت سماحته يقول: خلع لبوس الخدمة على الجرائم من الأساليب الدارجة عند المستكبرين.
و في معرض إثبات هذه الحقيقة أشار سماحته إلى تبرير الأمريكان في إعلامهم للهجوم النووي على اليابان قائلاً: يقول الأمريكان إنه إذا لم يمت 200 ألف إنسان في الهجوم النووي على هيروشيما و ناكازاكي لما انتهت الحرب العالمية الثانية، و كان يجب على المجتمع البشري تحمّل مقتل مليوني شخص آخر، لذلك فإن أمريكا في هجومها على اليابان قدمت في الواقع خدمة للبشرية!
و أضاف سماحته قائلاً: هذه الكذبة العجيبة و المخادعة الكبرى تتكرر في حين طبقاً للوثائق الموجودة كان هتلر و هو الركن الأصلي في الحرب العالمية الثانية قد انتحر قبل أشهر من جريمة أمريكا النووية في اليابان. و كان موسوليني و هو الركن الآخر في الحرب العالمية قد ألقي القبض عليه قبل ذلك، و كان اليابانيون قد أعلنوا استعدادهم للاستسلام قبل شهرين.
و قال قائد الثورة الإسلامية في بيانه للسبب الحقيقي لهجوم أمريكا النووي على اليابان: الواقع هو أن الأمريكان أرادوا اختبار سلاحهم الجديد أي القنبلة النووية في ساحة واقعية، و قد نفذوا هذا الهدف بالمذبحة التي ارتكبوها ضد الناس الأبرياء في هيروشيما و ناكازاكي، لكنهم في إعلامهم اليوم يخلعون لبوس الخدمة على جريمتهم هذه.
و عدّ آية الله العظمى الخامنئي التعامل المنافق في قضية استخدام السلاح الكيمياوي في سورية نموذجاً آخر لمخادعات نظام الاستكبار.
و قال سماحته في هذا الصدد: أعلن رئيس جمهورية أمريكا و باقي الساسة الأمريكان أن استخدام السلاح الكيمياوي هو الخط الأحمر لديهم، لكن نفس هذا النظام الأمريكي لم يعارض الهجمات الكيمياوية على شعب إيران، و ليس هذا و حسب بل زوّد صداماً بما لا يقل عن خمسائة مادة كيمياوية خطرة جداً استخدمها دكتاتور بغداد لإنتاج غاز الخردل و استهدف به المدافعين الإيرانيين الغيارى.
و اعتبر سماحته قتل قرابة 300 راكب طائرة مدينة إيرانية من قبل بارجة أمريكية و الدعم المخابراتي السخي لصدام من الجرائم الأخرى للنظام الأمريكي، مضيفاً: إشعال الحروب و بث الخلافات و النزاعات من السمات الأخرى للنظام الاستكباري.
و أشار قائد الثورة الإسلامية في جانب آخر من حديثه إلى مواجهة جبهة الحق لجبهة الاستكبار على مدى التاريخ، و طرح هذا السؤال الأساسي: ما هو السبب الحقيقي لمؤامرات الاستكبار ضد الجمهورية الإسلامية؟
و في معرض إجابته عن هذا السؤال استند سماحته على العامل الأصلي لتكوّن الثورة الإسلامية قائلاً: تكوّنت ثورة الشعب الإيراني الكبير و النظام المنتخب من قبل هذا الشعب أساساً للاعتراض على الاستكبار و عملائه، و نما و تطور في هذا السياق أيضاً، و عليه فإن هذا الاستكبار و بالنظر لخصوصياته المذكورة، لا يستطيع أساساً إطاقة النظام الإسلامي إلّا إذا يئس من دحره و هزيمته.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي في ضوء ضرورة فرض اليأس على العدو باعتباره العامل الأصلي الرادع للاستكبار عن مواصلة مؤامراته ضد شعب إيران: كل أبناء الشعب الإيراني و كل الشباب و جميع الذين يؤمنون بوطنهم و ترابهم لأي سبب من الأسباب بما في ذلك الأسباب غير الإسلامية، يجب أن يعملوا على فرض اليأس و القنوط على العدو من مواصلة مؤامراته.
و ألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى استمرار عداء كافة رؤساء جمهورية أمريكا منذ بداية الثورة و إلى الآن، ملفتاً: تحريض القوميات و تدبير الانقلاب و تحريض صدام و تقديم المساعدات اللامتناهية للعراق، و فرض الحظر و أنواع الضغوط الأخرى، دليل عداء أمريكي مستمر لشعب بدأ قبل خمسة و ثلاثين عاماً و في منطقة غرب آسيا الحساسة، حركة مستقلة، و واصل نموه و رشده رغم كل حالات العداء و العرقلة، و تحوّل إلى نموذج لشعوب المنطقة.
و أشار آية الله العظمى الخامنئي إلى دور رئيس الجمهورية الأمريكي الحالي في فتنة عام 1388 [ 2009 م ] مضيفاً: في ذلك الحين كانت إحدى الشبكات الاجتماعية التي تستطيع مساعدة أهل الفتنة بحاجة إلى تعمير و تصليح، لكن نفس هذه الحكومة الأمريكية حالت دون إيقاف نشاطها.
و استطرد سماحته يقول: لقد كانوا يعيشون في وهم ساذج و أبله مفاده أن الشبكات الاجتماعية وتويتر و فيس بوك تستطيع إسقاط النظام الإسلامي، لذلك جنّدوا كل إمكانياتهم و طاقاتهم.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحظر من أساليب العدو الأخرى و أدواته لفرض الهزيمة على شعب إيران مؤكداً: مشكلتهم أنهم لم يعرفوا هذا الشعب و إيمانه و تضامنه، و لا يعتبرون من أخطائهم و هزائمهم السابقة.
و استند آية الله العظمى السيد الخامنئي على البيان الدائم للشعب و النظام الإسلامي في إيران طوال الأعوام الـ 35 الماضية ملفتاً: كل نجاحاتنا و كل هزائم الاستكبار تدل على أن الاقتدار و الصمود هو السبيل الوحيد لإزاحة مضايقات العدو و دحره، و الشعب الإيراني يعرف هذه الحقيقة جيداً.
و أشار سماحة الإمام الخامنئي في جانب آخر من حديثه إلى موضوع المفاوضات النووية و ما يتعلق به من قضايا قائلاً: إنني أصرّ على دعم الحكومة و المسؤولين الداخليين و المسؤولين الذين يتولون عملية المفاوضات، لأنني أجد من واجبي دعم كل الحكومات.
و أضاف سماحته يقول: لقد توليت المسؤوليات التنفيذية لعدة سنوات و شعرت بثقل و صعوبة العمل التنفيذي و أعلم أن المسؤولين التنفيذيين بحاجة إلى المساعدة و الدعم، و عليه فإن دعمي للحكومة و المسؤولين دعم حاسم.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: طبعاً من جهة ثانية، أشدّد على تثبيت و تكريس حقوق الشعب الإيراني بما في ذلك الحق النووي، و أصرّ على عدم التراجع عن حقوق الشعب الإيراني حتى بمقدار خطوة واحدة.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: إنني لا أتدخل في تفاصيل المفاوضات، و لكن ثمة خطوط حمراء يجب مراعاتها و المسؤولون بدورهم مكلفون بمراعاة هذه الخطوط الحمراء، و يجب أن لا يعتريهم الخوف من تهديدات العدو و إثارته للأجواء ضدهم.
و اعتبر سماحته حقد الاستكبار الأمريكي السبب الرئيس للحظر المفروض على شعب إيران مردفاً: حقد أمريكا على شعب إيران حقد متأصل متجذر و هدفهم من هذه الضغوط هو عسى أن يستسلم الشعب، لكنهم مخطئون، فالشعب الإيراني لا يستسلم بالضغوط المفروضة عليه.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: بفضل و توفيق من الله سيصبر الشعب الإيراني على الضغوط و يتحمّلها و يبدّلها إلى فرص.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعض نقاط الضعف في اتخاذ القرارات و البرمجة الاقتصادية للبلاد، و الأوهام التي يعيشها العدو بخصوص إمكانية التغلغل من خلال نقاط الضعف هذه، مردفاً: خلافاً لأوهام العدو فإن هذه الضغوط ستتحوّل إلى فرص نرفع من خلالها نقاط ضعفنا.
و أكد سماحته قائلاً: الحظر سوف لن يجدي شيئاً، و قد توصل الأمريكان أنفسهم إلى هذه النتيجة أيضاً، لأنهم إلى جانب الحظر يهدّدون دوماً تهديدات عسكرية، و هذا دليل على أن الحظر لم يؤت النتائج التي يرجونها.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: بالطبع فإن التهديدات العسكرية التي يذكرها رئيس جمهورية أمريكا و باقي المسؤولين الأمريكيين باستمرار عمل مقزز و كريه.
و قال سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: على رئيس جمهورية أمريكا و باقي المسؤولين الأمريكان بدل تهديد الشعب الإيراني عسكرياً أن يفكروا في اقتصادهم المنهار و قروضهم. ليفكروا في هذه الأمور لكي لا تتعطل الحكومة الأمريكية لأكثر من أسبوعين.
و أكد سماحته قائلاً: الشعب الإيراني يحترم كافة شعوب العالم، لكن تصدي شعب إيران لمن يتعرّض له و يعتدي عليه تصدٍ يفرض الندم على المعتدي، و سوف يوجّه الشعب الإيراني للمعتدي صفعة لا ينساها أبداً.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الواجبات المترتبة على الساسة الأمريكان بقول أشياء تبعث الارتياح في نفوس الشبكة الرأسمالية الصهيونية مبعث هوانهم و ذلتهم و إراقة ماء وجوههم، و أردف قائلاً: الكيان الصهيوني محكوم عليه بالزوال لأن هذا الكيان البائس قام على أساس العسف و القوة، و ما من ظاهرة مفروضة و تعسفية يمكن أن تستمر.
و أبدى الإمام السيد علي الخامنئي أسفه لتملق بعض الحكومات الأوربية مقابل الصهاينة الذين هم في الواقع ليسوا ببشر، مردفاً: في فترة من الفترات كسب الشعب الفرنسي اعتباراً سياسياً بسبب وقوف رئيس جمهورية فرنسا بوجه بريطانيا و أمريكا، لكن الساسة الفرنسيين الآن يبدون الصغار و المهانة لا مقابل أمريكا فقط بل و حيال الكيان الصهيوني المشؤوم النجس أيضاً، و هذا مبعث هوان و ذلة للشعب الفرنسي، و هو ما يجب أن يعالجوه بأنفسهم.
و في جانب آخر من كلمته أوضح قائد الثورة الإسلامية أن المعنى الحقيقي للتعبئة هو تواجد قطاعات الشعب الواسعة في مختلف الساحات، مؤكداً: هذا مبدأ أكيد و لا ريب فيه أن الشعب أين ما كان في الساحة متصفاً بالوحدة و التضامن، كان انتصاره قطعياً.
و وصف سماحته التعبئة بأنها مظهر لهذا التواجد المبارك مردفاً: لقد خرجت التعبئة في كل المراحل و الفترات من امتحان الصدق مرفوعة الرأس.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي: كل ملتزم بقيم الإسلام و كل من يحترم جهود التعبئة و جهادها و خدماتها فهو تعبوي سواء كان عضواً في هذه منظومة التعبئة أم لم يكن.
و اعتبر سماحته قدرات التعبئة مفتاحاً لحل الصعاب في شتى المجالات، و أشار إلى تواجد مختلف شرائح الشعب و الشخصيات العلمية و الثقافية و الفنية و السياسية و الاجتماعية البارزة في هذه المنظومة مردفاً: يجب الاستمرار في رفع قدرات التعبئة.
و عدّ سماحته الالتزام باللوازم الأخلاقية و العملية و الاجتماعية الأرضية الممهدة لرشد التعبئة و سموّها المستمر، مردفاً: تعزيز حالات الصبر و الصفح و التواضع و زيادة الإمكانيات و القابليات الداخلية و سعة الصدر و التعامل مع الناس بمحبة و التصرف الصحيح مع المحيطين و المجتمع و السعي الدؤوب للخدمة من جملة اللوازم التي بوسعها جعل التعبئة مؤثر و ناجحة في الوصول لأهدافها.
و أكد سماحته قائلاً: تستطيع التعبئة بهذه الخصوصيات أن تكون سبباً في استقرار النظام و ثباته و هيبته و فخره، و هي كذلك و الحمد لله.
و في الجانب الأخير من حديثه خاطب قائد الثورة الإسلامية الشباب قائلاً: ما من شك أبداً في أن المستقبل المشرق و المفعم بالأمل للبلاد و النظام هو مستقبلكم، و أنتم الشباب ستستطيعون الارتقاء بالبلد و الشعب إلى ذروة النجاح، و تكوين النموذج الكامل للحضارة الإسلامية الجديدة.
و أضاف قائلاً: الشيء اللازم لأداء هذه الواجبات الجسيمة من قبل الشباب هو تعزيز التديّن و التقوى و العفة و الطهر الروحي و كذلك العلم و النشاط و الأمانة و تقديم الخدمات الاجتماعية و ممارسة الرياضة.