نصرالله: تفجيرا السفارة خُطط لهما بعناية

قيم هذا المقال
(0 صوت)

نصرالله: تفجيرا السفارة خُطط لهما بعناية

لعله اللقاء الأهم الذي عقده حسين أمير عبداللهيان في بيروت. كانوا أربعة في تلك الغرفة المغلقة: مساعد وزير الخارجية الإيراني، يرافقه السفير غضنفر ركن آبادي والقائم بالأعمال محمد صادق الفضلي، في حضرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. صحيح أن الاجتماع جرى غداة التفجير الانتحاري المزدوج الذي ضرب مبنى السفارة، وبالتالي تصدر هذا الموضوع جدول الأعمال، لكن الحديث تشعّب كثيراً وشمل ملفات أكثر.

كان عبد اللهيان، الذي تولى مهمة توضيح مجريات المفاوضات حول النووي الإيراني مع مجموعة «5 + 1»، يريد أن يسمع وجهة نظر نصرالله في الاعتداء الإرهابي. في النهاية، وحده الأمين العام لحزب الله قادر على تقديم الإجابات الشافية. «العملية تم التخطيط لها بعناية فائقة»، قال نصرالله، مشيراً إلى أن المخططين «يعرفون مبنى السفارة حجراً حجراً». وأضاف أن السفير ركن آبادي «كان المستهدف لشخصه ورمزيته» ومعه القائم بالأعمال الذي عمل دبلوماسياً لسنوات في البحرين. ليس واضحاً إن كان المعتدون يعرفون بأن ركن آبادي كان مضطراً إلى مغادرة مبنى السفارة في موعد التفجير برفقة الشهيد إبراهيم الأنصاري لارتباطهما بموعد سابق مع وزير الثقافة غابي ليون عند العاشرة من صباح ذاك اليوم. المنطق يقول إنهم لو كانوا على علم بخطوة كهذه، لكانوا انتظروا السفير ليغادر مبنى السفارة. لكن الأكيد أن التفجير «كان يستهدف تدمير جزء المبنى المواجه للبوابة بالكامل، لعلمهم أن مكتبي السفير والقائم بالأعمال يقعان في تلك الناحية».

نصرالله أكد أن نوعية المتفجرات التي استخدمت في الاعتداء «جديدة»، مشيراً إلى أن التفجيرات السابقة «كانت تستهدف حصد العدد الأكبر من الأرواح. لكنها في المرة الأخيرة كانت تستهدف التسبب بأكبر قدر من الدمار». وتوقّع أن «تستمر هذه العمليات»، لافتاً إلى أنها عبارة عن «تعويض عن الانتكاسات التي مني بها المحور المعادي في أكثر من ملف، وخصوصاً سوريا». وأضاف: «إنها مرحلة صعبة يجب أن نتجاوزها»، ونبّه إلى أن «السفارة ستبقى هدفاً لعمليات أخرى». وتابع: «صحيح أن العملية (التفجير) وقعت، لكنهم لم يصلوا إلى أهدافهم، وهم سيواصلون المحاولة حتى يحققوا تلك الأهداف».

وتطرق الحديث بين نصرالله وضيوفه الإيرانيين الى الملفات الإقليمية، وخصوصاً الوضع في سوريا. ونصح نصرالله عبداللهيان بألا يعمد الإيرانيون إلى الاستجابة لطلب المنامة إرسال سفير إلى البحرين. «الوقت غير مناسب» بالتوقيت الإيراني؛ ففي طهران حكومة جديدة، إصلاحية في بنيتها، سبق أن أعادت خطوط الطيران بين الجانبين. وإعادة السفير الإيراني إلى المنامة في ظل حكومة من هذا النوع في طهران سيعني انفتاحاً مفاجئاً وبلا ثمن، وسينعكس بنحو سلبي جداً على وضع المعارضة في البحرين.

قراءة 1281 مرة