محاولة تفجير سيارة مفخخة في نقطة عسكرية لحزب الله، قرب بلدة اللبوة في البقاع الشمالي، هي الأولى من نوعها التي تلجأ إليها المجموعات المسلحة، بعد محاولات عديدة لاستهداف الحزب، بدءاً من صليات صواريخ «الغراد» على قرى في بعلبك ـ الهرمل، خلال الأشهر الماضية، وصولاً إلى زرع عبوات ناسفة عند مدخل مدينة الهرمل وعلى طريق شتورا ـ المصنع الصيف الفائت.
أمس، حاولت هذه المجموعات تفجير سيارة مفخخة في نقطة تبديل تابعة للحزب في منطقة جردية محاذية لبلدة صبوبا، في الخراج الغربي لبلدة اللبوة.
ففي الساعة الثانية والخمسين دقيقة فجراً، دوّى صوت انفجار ضخم في محلة وادي النبي موسى سمعت أصداؤه في القرى المحيطة، وتبعه إطلاق نار كثيف استمر أكثر من 20 دقيقة، بحسب ما أكد شهود لـ «الأخبار». وقال هؤلاء إن عناصر من حزب الله فرضوا طوقاً أمنياً على المكان، ليتبين مع شروق الشمس أن أربع سيارات دُمّرت في موقع التفجير. وحدها سيارات الإسعاف التابعة للهيئة الصحية الإسلامية، حضرت إلى مكان الانفجار، وعملت على نقل ثلاثة جرحى من عناصر الحزب، حال أحدهم حرجة، بحسب مصادر حزبية. وفي وقت لاحق، غص المكان بالأجهزة الأمنية على اختلافها، وضرب الجيش طوقاً أمنياً على مسافة تقارب الثلاثمئة متر مربع، حول موقع الانفجار، الذي تناثرت فيه قطع سيارتين، واحترقت سيارة أخرى انقلبت على جانبها، فيما تضررت مقدمة السيارة الرابعة، وعثر داخلها على آثار دماء.
وأوضحت مصادر أمنية لـ «الأخبار» أن الانفجار وقع قرب الطريق المعبّدة وخلّف حفرة قطرها 5 أمتار بعمق 50 سنتيمتراً في أرض موحلة وصخرية. وقدّرت زنة المتفجرات بما بين 50 و70 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار كانت موجودة داخل سيارة «كيا» رباعية الدفع. واستبعدت المصادر أن يكون التفجير انتحارياً «لعدم وجود أشلاء، بل بقع دماء في إحدى السيارات المتضررة، وبعضها الآخر على الأرض»، ورجحت فرضية التفجير لاسلكياً.
وأكد مسؤول أمني لـ «الأخبار» أنه لا قيود للسيارة المفخخة التي تبيذن أنها سُرقت من منطقة برج حمود في الشهر الأول من العام الجاري، وتعود ملكيتها الى شخص من المتن في جبل لبنان. وكشف أن «معلومات وصلت الى الأجهزة الأمنية عن مواصفات السيارة التي بدأ التفتيش عنها منذ اول من أمس». أما السيارات الثلاث التي تضررت في التفجير، فأكدت مصادر أمنية أنه جرى التعرف عليها وعلى أصحابها من أبناء المنطقة، مرجحاً أنها لحراس النقطة العسكرية التابعة لحزب الله.
وإذا كان مسار التحقيق قد قطع شوطاً كبيراً في تحديد ماهية الهدف والسيارة المفخخة والسيارات المتضررة، إلا أن اسئلة كثيرة لا تزال تحتاج إلى إجابات، عن كيفية حصول التفجير، وهل هو ناتج عن عملية انتحارية أم أنه حصل لاسلكياً عن بعد، والأضرار والإصابات التي نتجت عن التفجير؟ مصادر أمنية وحزبية قالت لـ «الأخبار» إن سيارة الـ «كيا» رصدت إثر انتقالها «من جرود عرسال إلى جرود رأس بعلبك، ومنها إلى بلدة الفاكهة»، حيث «فقد أثرها». وأشارت المصادر إلى ان استنفاراً واسعاً شهدته المنطقة، قبل أن تظهر السيارة مركونة على طريق ترابية تصل بلدة جبولة ببلدة صبوبا، حيث رصدها عناصر الحراسة في نقطة تبديل تابعة للحزب. ولدى اقتراب العناصر منها بسياراتهم الثلاث جرى تفجيرها لاسلكياً، ما أدى الى وقوع «عدد من الاصابات».
ومساء أمس، عمدت المجموعات المسلحة المتموضعة في جرود السلسلة الشرقية من الجهة السورية إلى استهداف مدينة الهرمل بصلية من ستة صواريخ من نوع «غراد»، سقط أحدها في ثكنة الجيش في حي الدورة على طريق الهرمل ــــ زغرين وأدى الى جرح عسكريين اثنين، وآخر بالقرب من السرايا الحكومية، وفي حي السبيل في وسط المدينة.
وجاء في بيان منشور على حساب مجموعة تطلق على نفسها اسم «سرايا مروان حديد» على موقع «تويتر»، «تعلن جبهة النصرة في لبنان، وسرايا مروان حديد عن استهداف معاقل حزب إيران بعشرة صواريخ غراد في منطقة الهرمل اللبنانية، رداً على دخول الحزب الإيراني إلى سوريا». واضاف: «ستستمر العمليات على إيران وحزبها في سورية ولبنان».
وسبق للمجموعة نفسها ان تبنت مرات عديدة عمليات اطلاق صواريخ من سوريا ضد مناطق في شرق لبنان.