لا يزال العراق مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة على المستوى الأمني، فها هما اليوم يتفقان على تدريب جنود عراقيين في الأردن، إضافةً إلى إبرام عدة صفقات سلاح، كل هذا لاحتواء العودة القوية لتنظيم القاعدة إلى ساحة الأحداث العراقية
أكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الأميركي مستعد لتدريب قوات عراقية في بلد اخر على مهمات لمكافحة الإرهاب، بغية محاربة المتمردين المرتبطين بتنظيم القاعدة، مشيراً إلى أن هذا التعاون سيجري «على الأرجح»، شرط موافقة الأردن على استضافة جنود أميركيين وعراقيين.
من جهته، كشف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تقديمه طلباً للولايات المتحدة الأميركية بتزويد الحكومة العراقية أسلحة جديدة لمحاربة تنظيمي القاعدة وداعش في محافظة الأنبار.
وقال المالكي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إن «بلاده طلبت من الولايات المتحدة أسلحة جديدة للرد على العودة الدرامية للمتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة للظهور فى إحدى المحافظات الواقعة غرب العراق»، مضيفاً أنه «سيسعى من أجل تدريب القوات العراقية لمكافحة الإرهاب». كذلك أكد رئيس الوزراء أنه «لا يعتزم إرسال قوات مسلحة إلى الفلوجة»، مشيراً إلى أنه «يريد منح القبائل المحلية الوقت لطرد المتشددين»، مضيفاً «إننا سنخرجهم من المدينة». ولفت إلى أن «القوات الحكومية امتنعت عن دخول مدن المحافظة، بسبب الخوف من وقوع خسائر فى صفوف المدنيين، وإن القبائل الموالية للحكومة حصلت على أسلحة لإبعاد المتشددين من بينها بنادق كلاشنيكوف».
كذلك دعا وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي أمس، أبناء العشائر في الأنبار إلى التطوع في الجيش والشرطة، مؤكداً وجود سياقات سريعة للتطوع، فيما طالب الجميع بالركون إلى الهدوء للوصول إلى حل يجنب الأنبار المشاكل.
وقال الدليمي في لقاء جمعه مساء أول من أمس بقادة أمنيين وعدد من شيوخ محافظة الأنبار، إن «محافظة الأنبار تمر بعاصفة»، داعياً «أبناء العشائر في الأنبار إلى التطوع في الجيش والشرطة»، ومشيراً إلى أن «هناك سياقات سريعة للتطوع في صفوف القوات الامنية».
كذلك رأى رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر الدولي السابع والعشرين للوحدة الإسلامية، الذي انطلقت أعماله أمس في العاصمة الإيرانية طهران، أن «ما يحدث في محافظة الأنبار محاولة لتحويل المحافظة إلى معقل للتفرقة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي»، مضيفاً أن «ما يحدث في محافظة الأنبار هو أن بعض المتسللين حاولوا بث الفرقة، وتحويل هذه المحافظة إلى معقل للتفرقة، وقتلوا أبناء هذه المحافظة ونثروا جثثهم على أرضها، وفجّروا انفسهم لإثارة الحرب والفتنة، في الوقت الذي يئسون فيه وحدة الأمة الاسلامية بشيعتها وسنتها في العراق».
إلى ذلك قتل أمس 9 أشخاص وأصيب 32 آخرون، في تجدد للقصف المدفعي للجيش العراقي على أحياء متفرقة من مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار بحسب مصدر عشائري.
وقال شيخ قبيلة الجميلي الأنبارية رافع الجميلي، أن «الاشتباكات ما زالت مستمرة بين مسلحي «ثوار العشائر» والقوات الحكومية في مناطق مختلفة من شرق وجنوب الفلوجة»، مشيراً إلى أن «اثنين من الثوار أصيبا في الاشتباكات الجارية في منطقة الكرامة».
من جهة أخرى، أكد رئيس إقليم شمال العراق مسعود البرزاني أن المباحثات الثنائية بين أربيل وبغداد بشأن مسألة تصدير الإقليم للبترول ما زالت مستمرة، مضيفاً «فكل ما قمنا به في هذا الشأن لا يتنافى مع الدستور العراقي، ولن نتنازل عن حقوقنا، وآمل التوصل إلى نتيجة».
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها البرزاني، عقب استقبال الرئيس النمساوي هاينز فيشر له أمس، في العاصمة النمساوية فيينا التي يزورها حالياً.
في هذا الوقت، أعلن وزير النفط عبد الكريم لعيبي امس، أن الحكومة العراقية ستتخذ إجراءات قانونية لمعاقبة تركيا وإقليم كردستان والشركات الأجنبية على أي مشاركة في صادرات النفط بدون موافقة بغداد.