الإمام الخامنئي بمناسبة أسبوع الوحدة: الوحدة اليوم أهم قضايا العالم الإسلامياستقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأحد (19/01/2014 م) و في الذكرى العطرة لولادة رسول الإسلام الكريم (ص) و ميلاد الإمام جعفر الصادق (ع) عدداً من مسؤولي البلاد و ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية و مختلف شرائح الشعب الإيراني، و دعا في كلمته التي ألقاها في هذا اللقاء العالم الإسلامي إلى تحقيق توقعات النبي الخاتم (ص) مؤكداً: الوحدة هي اليوم أهم قضايا العالم الإسلامي، و على الرغم من كل المؤامرات فإن مستقبل الأمة الإسلامية مشرق و باعث على الأمل في ظل الوحدة و الوعي و الصحوة الإسلامية.
و بارك سماحة الإمام الخامنئي ذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد المصطفى (ص) و ذكرى ولادة الإمام جعفر الصادق (ع) معتبراً التحرر من الأخيلة و الأوهام و من ثم التحرر من ظلم و جور الحكومات المستبدة و إقامة الدولة العادلة، الأسلوبين الأساسيين للإسلام في تحرير البشرية، و أضاف قائلاً: على الشعوب المسلمة بتحررها الداخلي و الفكري أن تسعى لنيل الاستقلال السياسي و تأسيس حكومات شعبية و إقامة الديمقراطية الدينية و السير على أساس الشريعة الإسلامية، لتحقق لنفسها الحرية التي يريدها لها الإسلام العزيز.
و وصف سماحته مؤامرات و تحركات أعداء الإسلام للحيلولة دون تحرر الأمة الإسلامية تحرراً حقيقياً، بأنها مؤامرات معقدة و متعددة الأبعاد، ملفتاً: زرع الخلافات بين المسلمين هو المحور الأساسي لأحابيل الاستكبار و حيله.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية مساعي 65 سنة لإدراج قضية فلسطين في مطاوي النسيان و فرض الكيان الصهيوني الزائف المجرم الغاصب على الشعوب المسلمة نموذجاً لمساعي أمريكا و سائر عتاة العالم الاستبدادية، مردفاً: لقد أثبتت حروب الـ 33 يوماً في لبنان، و الـ 22 يوماً و الأيام الثمانية في غزة أنه باستثناء بعض الحكومات التي ترعى عملياً مصالح الأجانب، فإن الشعوب المسلمة قد حافظت بوعي على هوية فلسطين و وجودها و وجّهت الصفعات للكيان الصهيوني و حماته.
و في نظرة شاملة لقضايا العالم الإسلامي اعتبر سماحته إغفال الأمة الإسلامية عن قضية فلسطين من جملة أهداف أعداء الإسلام المهمة في تأجيجهم للحروب الداخلية و إثارتهم للخلافات و إشاعتهم للأفكار التكفيرية و المتطرفة.
و أبدى سماحته أسفه العميق قائلاً: عدد من التكفيريين بدل التركيز على الكيان الصهيوني الخبيث يكفّرون أكثرية المسلمين باسم الإسلام و الشريعة و يمهّدون الأرضية للحروب و العنف و الشقاق، لذلك فإن وجود هذا التيار التكفيري يمثل بشارة لأعداء الإسلام.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الآية القرآنية الكريمة «أشداء على الكفار رحماء بينهم» مضيفاً: التيار التكفيري يتجاهل هذا الأمر الإلهي الصريح و يقسّم المسلمين إلى مسلمين و كفار، ليوقع بينهم.
و تساءل سماحته قائلاً: في ضوء هذا الوضع هل بوسع أحد الشك و التردد بأن وجود هذا التيار و دعمه المالي و التسليحي هو من فعل الأجهزة الأمنية الخبيثة للحكومات الاستكبارية و عملائها؟
في ضوء هذه الحقائق اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي التيار التكفيري خطراً كبيراً على العالم الإسلامي، و أوصى البلدان الإسلامية بالحذر و الوعي الكامل مردفاً: للأسف بعض الحكومات المسلمة غير متفطنة لعواقب دعم هذا التيار و لا تفهم أن هذه النار سوف تأتي على الجميع.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية تصاعد الخلافات بين الشيعة و السنة و زيادة النزاعات الداخلية بين الشعوب المسلمة خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة، اعتبرها رد فعل الظالمين العالميين مقابل تصاعد الصحوة الإسلامية في بعض البلدان.
و أضاف سماحته قائلاً: يحاول المستكبرون من أجل تهميش الصحوة الإسلامية إشعال نزاعات بين أتباع المذاهب الإسلامية، و من ثم التركيز على الممارسات الشنيعة للتيار التكفيري من قبيل قضم أكباد البشر المقتولين، لتقبيح و تشويه أساس الإسلام لدى الرأي العام العالمي.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: لا ريب في أن هذه الأمور لم تحدث دفعة واحدة و بشكل مفاجئ، و قد خططت القوى العالمية لإيجادها منذ فترات.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي مواجهة أي عامل ناقض للوحدة الواجب الكبير الذي يقع على الشيعة و السنة و سائر المذاهب الإسلامية ملفتاً: يتحمل النخب السياسيون و العلميون و الدينيون واجبات ثقيلة في تكريس الوحدة بين المجتمعات الإسلامية.
و في هذا الصدد دعا قائد الثورة الإسلامية علماء العالم الإسلامي إلى تحذير الشعوب من الخلافات الطائفية و المذهبية، كما دعاد علماء الجامعات إلى إيضاح أهمية الأهداف الإسلامية للطلبة الجامعيين، و النخبة السياسية للأمة الإسلامية إلى الاعتماد على الشعوب و البُعد عن الأجانب و أعداء الإسلام، مؤكداً: الوحدة اليوم أهم قضايا العالم الإسلامي.
و أشار سماحته إلى الخروج التدريجي للشعوب المسلمة من نير هيمنة الاستعمار المباشر، محذراً: يريد المستكبرون تأمين مصالحهم التي كانت لهم في فترة الهيمنة المباشرة عن طريق الهيمنة السياسية و الثقافية و الاقتصادية غير المباشرة.
و اعتبر آية الله العظمى الخامنئي الصحوة و الوعي السبيل الوحيد لسعادة الأمة الإسلامية منوّهاً: الإمكانيات و الخيرات الجمّة، و الموقع الجغرافي الممتاز، و التراث التاريخي القيم جداً و المصادر الاقتصادية المنقطة النظير للعالم الإسلامي يمكنها في ظل الوحدة و التعاطف تحقيق العزة و الكرامة و السيادة للمسلمين.
و اعتبر سماحته انتصار الثورة الإسلامية و متانة و قوة الجمهورية الإسلامية بعد 35 سنة من المؤامرات المتنوعة للمستكبرين ضدها، من العلامات المبشرة بمستقبل مشرق للأمة الإسلامية مؤكداً: بفضل من الله سوف يزداد الشعب الإيراني و النظام الإسلامي قوة و تجذراً و عزاً يوماً بعد يوم.
في ختام هذا اللقاء حضر آية الله العظمى السيد الخامنئي لدقائق بين ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية و تبادل معهم التحيات و السلام.
قبل كلمة الإمام الخامنئي ألقى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ حسن روحاني كلمة أشار فيها إلى المشكلات التي يعيشها العالم الإسلامي قائلاً: لا شك أن رسول الإسلام (ص) يتألم مما يفعله المنحرفون و التكفيريون و المتطرفون و أهل العنف، و على المجتمعات الإسلامية أن تنهض مرة أخرى لنصرة رسول الرحمة (ص).