أكد الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله "أن المقاومة اليوم أقوى وأقدر على كل الصعد نسبة لما كانت عليه في حرب تموز 2006".
وفي كلمة متلفزة لمناسبة افتتاح المنتدى الثقافي في جبل عامل، في جنوب لبنان، قال السيد نصرالله إن "اللبنانيين صنعوا من الخشب توابيت لضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلي"، في ردٍ على وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان لمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة" بالمعادلة الخشبية.
وأكد ان "المقاومة ستبقى شامخة وصلبة تحمي أرضها وشعبها"، وأضاف أن "الذهب سيبقى ذهباً وإذا غير أحد رأيه فلا يبدل ذلك من حقائق الاشياء"، واعتبر أن "في لبنان هناك ذهب وخشب والخشب صنع منه اللبنانيون توابيت لجنود الاحتلال وهو سيبقى موجوداً لكل غازي لهذه الارض المقدس وكذلك في لبنان ذهب لا وجود له في العالم".
ورأى الأمين العام لحزب الله أن "الحسابات التي يجريها الإسرائيلي لا توصله إلى خيار الحرب، وهو يعرف أن المقاومة صارت أقوى"، مضيفاً: "لا نريد الحرب والعدو أعرف من اللبنانيين بمدى تطور قدرة المقاومة وهذا الأمر يدخل في حساباته".
وأكد أن "المقاومة صلبة وستبقى تحمي شعبها وستحافظ على الانجازات السابقة ومنها قواعد الاشتباك بعد 2006".
وسأل: "أين فشلت المعادلة الثلاثية؟، وأين نجحتم أنتم الذين تتحدثون عن فشلها؟ المعادلة الثلاثية نجحت في تحرير الأرض حيث فشل العالم كله، والمقاومة نجحت في استعادة الاسرى، وهي نجحت الى جانب الجيش والشعب في حماية الحدود، والمعادلة الثلاثية فرضت لبنان حاضرا في المعادلة الاقليمية، وفي لبنان ذهب قبل النفط والغاز، وهذا انجاز ناصع لها".
وذكّر السيد نصرالله أن المقاومة في لبنان موجودة منذ عام 1948، وأن سكان الجنوب على اختلاف طوائفهم يتعرضون للقتل والمجازر الإسرائيلية منذ ذلك الوقت، وأنه لم يكن هناك إجماع وطني حول المقاومة حتى في أيام تحرير الجنوب اللبناني عام 2000، متهماً "البعض" بتجاهل خطر المشروع الصهيوني.
وأعاد السيد نصرالله التذكير بأن دخول حزب الله إلى سوريا "كان متأخراً وجاء بعد تدخل الجميع"، وقد جرى "عندما أصبحت الجماعات المسلحة بعيدة 200 متر عن مقام السيدة زينب. عندها ذهبنا للمساعدة في الدفاع عن المقام" الذي يحترمه كل المسلمين وعن شخصية يحترمها المسلمون وهي حفيدة نبي الإسلام.
وذكَر أمين عام حزب الله بأن تركيا تعتبر أن من حقها أن تفكر بالتدخل عسكريا في سوريا من أجل حماية الضريح جد مؤسس الامبراطورية العثمانية سليمان شاه، الموجود على مقربة من جسر "قره قوزاك" على نهر الفرات شمال سوريا. كما شدد على أن تدخّل حزب الله في سوريا تم بالتنسيق مع الحكومة السورية ولم يكن اعتداءً على السيادة السورية كما يصوّره البعض.
ووجه السيد نصر الله كلامه إلى العرب قائلاً: "منذ البداية نحن نتحدث عن حل سياسي في حين كانت الجامعة العربية تريد اسقاط النظام ... هل كنا بحاجة الى ثلاث سنوات ليتحدث العرب الكلام الذي كان من المفترض الحديث فيه منذ اليوم الأول؟..انكم في الأشهر الأولى من كان يرفض النقاش بالحل السياسي أو الحوار السياسي، وقلنا لكم بالحل السياسي ذهبتهم الى الحل العسكري، وهذا الكلام الى العرب والى الفريق الآخر في لبنان والى الدول المنخرطة في الحرب على سوريا".
وأضاف الأمين العام لحزب الله: "قلنا في سوريا إننا مع الحوار والإصلاح لكن ليس مع فرض خيارات استراتيجية على سوريا".
واعتبر ان ما يجري في سوريا "تجاوز مرحلة مطالب الإصلاح إلى تيار تكفيري مقاتل"، مطالباً الداعين إلى خروج الحزب من سوريا بإعادة مراجعة مواقفهم.
وأعلن السيد نصرالله أنه "لو هزم التيار التكفيري فسيحفظ اللبنانيون جميعاً، ومحورنا لا يبحث عن الانتقام والثأر بل عن السلام"، وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: " لو انتصر الإرهاب التكفيري في سوريا سنلغى جميعاً وليس فقط حزب الله..ولو هزم التيار التكفيري في سوريا سنبقى جميعا"، معتبراً أن "المشكلة في لبنان هي أن حزب الله تأخر في الذهاب إلى سوريا، والأيام تثبت صوابية خياراتنا".
وفي موضوع الانتخابات الرئاسية القادمة في لبنان، قال: "كل الأطراف السياسية في لبنان تسعى لأن يأتي رئيس من صفوفها وهذا حق الجميع"، و"نحن من أكثر الناس الحريصين على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري إن لم يكن قبل ذلك"، وتابع قائلاً: "لم نكن يوماً مع إلغاء أحد وفريقنا السياسي ليس لديه نوايا إقصائية تجاه أحد"، داعياً "إلى تفعيل العمل الحكومي وإيلاء الوضع الأمني أهمية قصوى، خصوصاً في طرابلس والبقاع الشمالي".