الإمام الخامنئی لشباب الصحوة الإسلامیة: البشریة تقف الآن علی أعتاب عصر جدید

قيم هذا المقال
(0 صوت)

التقی المئات من الشباب من 73 بلداً فی العالم بما فی ذلک شباب مصر، و تونس، و لیبیا، و لبنان، و الیمن، و البحرین، و فلسطین صباح یوم الإثنین 30/01/2012 م بسماحة آیة الله العظمی السید علی الخامنئی قائد الثورة الإسلامیة وسط أجواء صمیمیة مفعمة بالمشاعر الإسلامیة و الثوریة.

و اعتبر الإمام الخامنئی فی هذا اللقاء و بعد کلمات ممثلی الشباب من عدة بلدان إسلامیة فی المنطقة، اعتبر ثورات الشعوب المسلمة علی الدکتاتوریات العمیلة ظاهرة جد مبارکة و مهمة و مقدمة للثورة علی الدکتاتوریة العالمیة لشبکة الصهیونیة و الاستکبار الفاسدة الخبیثة مؤکداً: فی آفاق هذه الحرکة المبارکة سترتفع الأمة الإسلامیة مرة أخری و بحول الله و قوته إلی ذری العزة و الاستقلال و الاقتدار.

فی بدایة هذا اللقاء تحدث السید ضیاء الدین مورو أحد الشباب الثوریین التونسیین فأشار إلی خصائص الثورة الشعبیة فی تونس باعتبارها الشرارة التی انطلقت منها ثورات المنطقة قائلاً: کانت هذه الثورة ثورة مستقلة و شعبیة لا دور لأی حزب أو جماعة سیاسیة فی تکوینها.

و أکد علی أن الإطاحة بحکومة بن علی لیست نهایة الأمر ملفتاً: الشعب التونسی یشدد علی التحقیق الکامل لأهداف الثورة، و الشباب الثوری یعتبر قضیة فلسطین و تحریرها القضیة المرکزیة فی ثورته.

و أشار السید ضیاء الساوی من شباب مصر الثوری إلی بعض حالات إثارة الأجواء فی ما یخصّ هویة الثورة الشعبیة فی مصر قائلاً: بدأ الشعب المصری هذه الثورة من المساجد، و کانت شعاراتهم (الله أکبر) و شعارات إسلامیة مناهضة للصهیونیة. و أضاف: لم یکن هدف الثورة المصریة مجرد تحقیق الحریة و العدالة الاجتماعیة، إنما الهدف النهائی هو الاستقلال الحقیقی لمصر و التحرر من التحالف مع أمریکا و الصهیونیة.

و نوّه السید ضیاء الساوی: إسقاط حکم مبارک کان الخطوة الأولی فی الثورة المصریة، و الشعب المصری مصمّم علی تحقیق کامل أهداف هذه الثورة بما فی ذلک إلغاء معاهدة کامب دیفید المخزیة، و تطهیر الدولة من بقایا النظام السابق.

و أشار السید عبد الله عبد علاو من الشباب الثوری فی الیمن إلی المحفزات الإسلامیة القویة فی ثورة الشعب الیمنی قائلاً: جئنا إلی إیران العلم و التقنیة و الإبداع و المقاومة و الصمود لننتفع من تجارب الثورة الإسلامیة فی کفاحها ضد أمریکا و الظلم و الاستبداد.

کما ألقی السید أحمد حسن الحجیری أحد الشباب الثوری من البحرین کلمة و أبیاتاً فی وصف المشاعر الثوریة الطاهرة للشعب البحرینی، و غربة الشباب و الشهداء فی هذه الثورة.

و تحدث السید محمد علی محمد عوض من حرکة المقاومة الإسلامیة فی فلسطین (حماس) فأشار إلی محوریة موضوع فلسطین فی المؤتمر العالمی للشباب و الصحوة الإسلامیة قائلاً: بانتصار الثورة الإسلامیة و إعلان الیوم العالمی للقدس جری بث دماء جدیدة فی جسد القضیة الفلسطینیة.

و وصف السید خالد السالم من شباب لیبیا الثوریین الثورة اللیبیة بأنها ثورة التکبیر مردفاً: بدأت هذه الثورة بالتکبیر و ستستمر بالتکبیر. و أکد علی ضرورة استفادة الشعب اللیبی من تجارب الثورة الإسلامیة فی إیران فی مجابهة أمریکا موضحاً: ثورة الشعب اللیبی من حیث الشعبیة شبیهة جداً بالثورة الإسلامیة للشعب الإیرانی.

و کانت السیدة فاطمة مغنیة إبنة الشهید عماد مغنیة أحد قادة حزب الله لبنان المتحدث الأخیر من ضیوف المؤتمر حیث أکدت: انتصار الثورة الإسلامیة الإیرانیة بقیادة الإمام الخمینی (رض) هی بدایة و مصدر الصحوة الإسلامیة و الثورات الحالیة فی المنطقة.

و بعد کلمات ممثلی الشباب الثوری من تونس و مصر و الیمن و البحرین و فلسطین و لیبیا و لبنان، تحدث آیة الله العظمی السید الخامنئی فوصف شباب البلدان الإسلامیة بأنهم حملة البشائر الکبری لمستقبل الأمة الإسلامیة مضیفاً: صحوة الشباب فی کل أنحاء العالم الإسلامی ضاعف من أمل الصحوة الشاملة للشعوب المسلمة.

و أوضح قائد الثورة الإسلامیة أن تاریخ البشریة یمرّ حالیاً فی منعطف کبیر، و هو علی أعتاب تحول عظیم مؤکداً: تجاوزت البشریة کل المدارس و الإیدیولوجیات المادیة، و منها المارکسیة و اللیبرالیة الدیمقراطیة و القومیة العلمانیة، و تقف راهناً فی مستهل عصر جدید أکبر علاماته اهتمام الشعوب بالله تعالی و استمدادهم من القوة الإلهیة التی لا تزول، و اعتمادهم علی الوحی.

و أشار سماحته إلی هیمنة الشبکة الدکتاتوریة المعقدة و الخطیرة و الفاسدة و الشیطانیة للصهاینة و القوی الاستکباریة علی العالم مضیفاً: ثورة الشعوب ضد المستبدین العملاء جزء من کفاح البشریة ضد الدکتاتوریة العالمیة للصهاینة، و المجتمع العالمی بتجاوزه لمنعطف تاریخی کبیر سیتحرر من هذه الدکتاتوریة الخطیرة، و سیؤدی هذا التحول الهائل حسب الوعد الإلهی الصادق إلی تحریر الشعوب و سیادة القیم المعنویة و الإلهیة.

و ألمح آیة الله العظمی السید الخامنئی إلی الذین قد یعتبرون الانتصار علی الشبکة الصهیونیة العالمیة الدکتاتوریة غیر ممکن ملفتاً: قبل هذا أیضاً لو تحدّث شخص عن انتصار الشباب المؤمن فی حزب الله علی جیش الکیان الصهیونی، أو عن ذلة طاغوت مصر و التحولات العجیبة فی شمال أفریقیا لما صدّقه الکثیرون، کما أن استقامة الجمهوریة الإسلامیة و انتصارها و تقدمها لم یکن مما یصدّقه البعض، لکن قدرة الله الفائقة ظهرت فی هذه الانتصارات و التطورات المذهلة.

و أوضح قائد الثورة الإسلامی أن التواجد الواعی للشعوب و استقامة الشعوب فی الساحة ممهد لتحقق النصرة الإلهیة التی لا ریب فیها مضیفاً: فی ظل تحقق الوعود الإلهیة یشعر الصهاینة و الشیطان الأکبر أمریکا و القوی الغربیة الیوم بالعجز أمام الصحوة الإسلامیة، و هذا الشعور بالعجز و الضعف و الهزیمة یتزاید باستمرار.

و عدّ الإمام الخامنئی تطورات البلدان الإسلامیة بدایة طریق النجاة و السعادة مردفاً: المهم هو أن لا نعتبر الانتصارات الحاصلة نهایة الطریق، و أن نواصل الجهاد و الاعتماد علی عزیمة الشعوب و إرادتها، و التوکل و حسن الظن بالله القادر المتعال لنواصل الکفاح ضد عتاة العالم و عملائهم.

و أشار سماحته إلی حالات التقدم العلمی الملحوظة للجمهوریة الإسلامیة فی المیادین النوویة، و تقنیات الأحیاء، و الطب، و غیرها مضیفاً: حقق الشباب المؤمن فی هذه البلاد، و فی ذروة عدم تصدیق الأعداء، و علی الرغم من کل عرقلاتهم، حققوا تقدماً یمکن أن یکون درساً لشباب کل الشعوب الإسلامیة.

و ذکّر سماحة آیة الله العظمی السید الخامنئی بجهود المستبدین فی العالم لبث قناعتین خاطئتین فی الرأی العام للشعوب المسلمة مردفاً: أعداء الأمة الإسلامیة بترویجهم الشعور بالعجز بین الشعوب المسلمة و بث فکرة عدم قابلیة القوی العالمیة للاندحار، أبقوا طوال ما یقارب القرنین من الزمان علی تخلف الشعوب المسلمة، لکن الأمة الإسلامیة الیوم قد صحت و استیقظت و صارت تدرک أن کلا التصورین خاطئ مائة بالمائة، و الشعوب المسلمة قادرة علی إحیاء مجد الحضارة الإسلامیة و عظمتها مرة أخری.

و أکد قائد الثورة الإسلامیة علی أن القرن الحاضر هو قرن الإسلام و المعنویة مضیفاً: الإسلام یُهدی للشعوب العقلانیة و المعنویة و العدالة مع بعضها، و تعالیم الخالق تشدّد علی إسلام العقلانیة و التفکر و التدبر، و علی إسلام التوکّل علی الله، و إسلام الجهاد و العمل و الإقدام.

و أشار الإمام الخامنئی إلی مساعی الاستکبار لتعویض الضربات و الخسائر الناجمة عن ثورات الشعوب فی مصر و تونس و لیبیا و سائر البلدان الإسلامیة مضیفاً: یعمل الأعداء علی التخطیط و التآمر، و علی الشعوب المسلمة و خصوصاً شباب الأمة الإسلامیة، و هم محرک الصحوة الإسلامیة، بیقظتهم و مراقبتهم الدقیقة و استفادتهم من تجارب الآخرین أن لا یسمحوا لشبکة الاستبداد العالمیة أن تختطف ثوراتهم و تحرف سبل الحاضر و المستقبل.

و ألمح سماحته إلی تجارب 32 عاماً من عمر الجمهوریة الإسلامیة فی مواجهة أنواع المؤامرات التی حاکتها أمریکا و غیرها من أعداء الإسلام مضیفاً: فعل المستکبرون کل ما کان بوسعهم من أجل دحر الجمهوریة الإسلامیة، لکنهم لحد الآن تلقوا فی کل المراحل و الأطوار صفعات موجعة من الشعب الإیرانی، و بعد ذلک أیضاً لن یکون نصیبهم سوی الهزیمة و الإخفاق.

و أوضح آیة الله العظمی الخامنئی أن إیجاد الخلافات بین الأمة الإسلامیة من جملة مکائد الأعداء مردفاً: نهضة الصحوة الإسلامیة لا تعرف شیعة و سنة، و أتباع کل المذاهب الإسلامیة متحدون متعاطفون فی ساحة الکفاح.

و أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی الأصول المشترکة الکثیرة بین الشعوب الإسلامیة منوهاً: ثمة تمایزات أیضاً بین الشعوب المسلمة، و بالنظر للتباینات الجغرافیة و التاریخیة و الاجتماعیة لا یوجد أی نموذج واحد لکل البلدان الإسلامیة، لکن المهم هو أن الجمیع یعارضون السیطرة الشیطانیة للصهاینة و الأمریکان، و لا یطیقون وجود غدة إسرائیل السرطانیة.

و فی معرض رسمه مؤشراً لتقییم الأحداث و الوقائع، أضاف سماحته: أین ما کان نشاط و مخطط لصالح إسرائیل و أمریکا فیجب أن نکون یقظین و نعتبر ذلک تحرکاً إجنبیاً و علی الضد من مصالح الشعوب، و أین ما کان هناک تحرک إسلامی معاد للصهوینة و الاستکبار و مناهض للاستبداد و الفساد فإن کل الشعوب المسلمة ستتواکب و تتعاطف فی تأییده و تعزیزه.

و کنموذج أشار قائد الثورة الإسلامیة إلی مساعی أجهزة الإعلام العالمیة لعزل الشعب البحرینی مضیفاً: الإعلام الغربی أو التابع للغرب یروم ببثه للخلافات و الاستقطاب تصویر القضیة البحرینیة علی أنها قضیة شیعة و سنة، و لکن لا یوجد أی فرق بین حرکات الصحوة الإسلامیة فی مختلف البلدان.

و اعتبر الإمام الخامنئی التوکل علی الله و حسن الظن به و الحفاظ علی الوحدة رمزاً للانتصار، و استشهد بالأمر الإلهی للرسول الأکرم (ص) بالاستقامة و الثبات مردفاً: ستواصل الأمة الإسلامیة فی ظل هذا الأمر الإلهی طریقها دون توقف.

و أکد سماحته علی أن مستقبل الأمة الإسلامیة مشرق جداً و أشار إلی الإمکانیات و الطاقات الإنسانیة و المادیة و غیر المادیة للعالم الإسلامی موضحاً: الشعوب الإسلامیة مع حفاظها علی التباینات و التمایزات تقف کلها تحت مظلة الدعوة إلی الله، و شباب الأمة الإسلامیة سیشهدون بإذن الله عهد مجد الأمة الإسلامیة و عزتها و اقتدارها، و سوف ینقلون هذه المفاخر العظیمة للأجیال اللاحقة.

فی بدایة هذا اللقاء تحدث الدکتور علی أکبر ولایتی الأمین العام للمجمع العالمی للصحوة الإسلامیة مشیراً إلی حضور 1200 شاباً ثوریاً من 73 بلداً فی العالم فی المؤتمر العالمی للشباب و الصحوة الإسلامیة و قال: ناقش المشارکون فی هذا المؤتمر فی إطار ست لجان تخصصیة الموضوعات التالیة: الأسس النظریة و الفکریة للصحوة الإسلامیة و عوامل تقدمها، سیادة الإسلام.. النماذج و المکتسبات و الشباب، الاستکبار العالمی.. أمریکا و الصهیونیة فی مواجهة موجة الصحوة الإسلامیة، الشباب و المقاومة الفلسطینیة و الصحوة الإسلامیة، الأخطار و الفرص و التهدیدات التی تواجه الصحوة الإسلامیة، و الآفاق المستقبلیة للصحوة الإسلامیة.

و أضاف الدکتور ولایتی: المشارکون فی مؤتمر الشباب و الصحوة الإسلامیة أکدوا علی ضرورة مواجهة مؤامرات الاستکبار العالمی، و خصوصاً الإعلام الکاذب لوسائل الإعلام الاستکباریة بخصوص أهداف الحرکات الإسلامیة و کذلک بخصوص جهود نشر خطاب الدیمقراطیة الدینیة و العدالة و الحریة.

قراءة 1928 مرة