الإمام الخامنئي في الحرم الرضوي: رفع الحظر یجب أن یکون جزءاً من الاتفاق النووي

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الخامنئي في الحرم الرضوي: رفع الحظر یجب أن یکون جزءاً من الاتفاق النووي

في اليوم الأول من السنة الإيرانية الجديدة 1394 هـ ش ألقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم السبت الموافق لـ 21/03/2015 م كلمة مهمة في حشود عشرات الآلآف من زوار الإمام علي بن موسى الرضا (ع) و أهالي مدينة مشهد المقدسة شارحاً شعار هذه السنة «الحكومة و الشعب، التعاطف و وحدة الكلمة»، و أكد على الواجب المتبادل بين الجانبين في دعم الشعب للحكومة القانونية الشرعیة، و كذلك ضرورة سعة صدر المسؤولين مقابل النقود المنطقية، و أشار إلى أربعة أركان أصلية في هندسة النظام الإسلامي و الفرص و التحديات التي تواجه النظام قائلاً: تحديد المسؤولين للأهداف و برمجتهم من أجل التقدم و الازدهار الاقتصادي و مساعدة كل أبناء الشعب، و الناشطين الاقتصاديين على الخصوص، و وسائل الإعلام للاقتصاد الوطني، هي واجبات كبيرة و عامة، و الساحة الاقتصادية اليوم ساحة معركة خاصة تحتاج إلى حراك جهادي على أساس تعبئة القدرات و الإبداعات الداخلية باستخدام الأدوات و الأساليب و السياسات الخاصة بهذه المعركة.
و أكد قائد الثورة الإسلامية بخصوص المفاوضات النووية: في إيران لا يوجد أي شخص يعارض الحل الدبلوماسي للملف النووي، و لكن من جهة أخرى فإن شعب إيران و المسؤولين و الوفد المفاوض لن يتنازلوا مقابل تعنت أمريكا و غطرستها و ما تريد أن تفرضه بالقوة، و سوف ينجحون في هذا الاختبار الكبير.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى آية من القرآن الكريم معتبراً المؤشرات الأربعة «الصلاة و الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر» الترجمان و المؤشرات المكوّنة لهندسة النظام الإسلامي مردفاً: لقد وعد الله تعالى أي شعب تتوفر فيه هذه المؤشرات بالنصرة و الخروج من تحت نير و هيمنة المقتدرين الجائرين.
و أكد سماحته قائلاً: كل واحد من هذه المؤشرات له جوانب فردية و كذلك اجتماعية لها دورها المؤثر في صناعة النظام الإسلامي.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى الجانب الفردي للصلاة في سعادة الإنسان المؤمن و فلاحه مضيفاً: للصلاة في الوقت نفسه جوانب اجتماعية فهي الممهد لتركيز القلوب و تواصلها بعضها مع بعض في زمن واحد و نحو قطب واحد.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى دور الزكاة في التمهيد لتعزيز روح التضحية لدى الإنسان، و أضاف موضحاً البعد الاجتماعي للزكاة: تدل الزكاة في بعدها الاجتماعي على أن الفرد المسلم ليس عديم الاكتراث إزاء المجتمع الإسلامي و الفقراء و الضعفاء و المعوزين.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أساساً لكل الأحكام الإسلامية، و شدد على أن جميع المؤمنين في أيّ مكان من العالم مكلفون بتوجيه المجتمع نحو الخير و الصلاح و المعروف و تحذيره من السير صوب الانحطاط و الفساد، قائلاً: ما ينبغي أن يحظى بالاهتمام المحوري هو الأمر بأكبر معروف أي تأسیس النظام الإسلامي و صيانته.
و أوضح سماحته أن من النماذج الكبيرة الأخرى للمعروف التي من واجب الجميع السعي لتحقيقها صيانة سمعة الشعب الإيراني، و رفع مستوى الثقافة، و سلامة البيئة الأخلاقية، و سلامة البيئة العائلية، و زيادة النسل و تربية الأجيال الشابة الجاهزة للعمل على رفعة البلاد، و العمل على ازدهار الاقتصاد و الإنتاج، و نشر الأخلاق الإسلامية، و إشاعة العلم و التقنية، و تكريس العدالة القضائية و الاقتصادية، و المجاهدة من أجل الوحدة الإسلامية، و رفعة الشعب و اقتدار الأمة الإسلامية.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى مصاديق لأكبر صنوف المنكر منها الابتذال الثقافي، و مساعدة الأعداء، و إضعاف النظام و الثقافة الإسلاميين، و إضعاف الاقتصاد، و عرقلة العلم و التقنية، مردفاً: الذات الإلهية المقدسة هي أول آمرة بالمعروف و ناهية عن المنكر، و الرسول الأكرم (ص) و الأئمة المعصومون (عليهم السلام) هم من أكبر و أفضل الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر، و من الضروري على المؤمنين في أي مكان من العالم الإسلامي أن يعملوا بهذه الفريضة الإلهية.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بإيضاح شعار السنة الإيرانية الجديدة «الحكومة و الشعب، التعاطف و وحدة الكلمة» و قال إن اختيار هذا الشعار جاء على أساس هذه المؤشرات الأصلية الأربعة، و في سياق الانسجام الوطني و الاجتماعي بين كل أبناء الشعب في النظام الإسلامي مضيفاً: الإسلام يطالب كل الأذواق الاجتماعية بالانسجام و التعاضد و مساعدة بعضهم للبعض الآخر، و عليه فإن كل حكومة في النظام الإسلامي يجب أن تحظى بدعم كل الشعب حتى الذين لم يصوّتوا لها.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية وحدة الكلمة بين الشعب و الحكومة، و خصوصاً عندما تمر البلاد بتحديات مهمة، أمراً ضرورياً مضيفاً: واجب كل أبناء الشعب اليوم أن يساعدوا مسؤولي البلاد و الحكومة و يدعموهم.
و اعتبر سماحته التعاون مع الحكومات في النظام الإسلامي و مساعدتها مبدأ ثابتاً و دائمياً، و قال شارحاً هذه القضية: الهمّ الأصلي و الأساسي لكل الحكومات هو معالجة مشكلات الشعب و البلاد بمقدار الاستطاعة، و عليه فمن واجب الجميع مساعدة الحكومات لحل هذه المشكلات.
و اعتبر سماحته أصوات أكثرية الشعب ممهداً لشرعية الحكومات قانونياً، و أضاف قائلاً: ليس من المهم نسبة المواطنين الذين منحوا أصواتهم لرئيس الجمهورية، إنما أية حكومة تنتخب بأيّ عدد من أصوات أكثرية الشعب هي حكومة شرعية حسب دستور البلاد، و على الشعب أن يساعد الحكومة القانونية بكل ما يستطيع.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية موضحاً أن حقوق الجانبين تصان و تحفظ في أجواء التعاون و المساعدة هذه، و تطرّق إلى قضية الناقدين و طريقة طرح النقود و كيفية اتخاذ المواقف من الناقدين.
و أشار سماحته إلى سياق طبيعي دائم يتمثل بوجود جماعة ناقدة لكل حكومة قائلاً: هذه الحكومة أيضاً لها نقادها شأنها في ذلك شأن الحكومات السابقة، و لا يوجد أي إشكال أو مانع من أن ينتقد الحكومة الذين لا يوافقون نهجها و كلامها و سياستها، بيد أن النقود يجب أن تطرح في الإطار المنطقي.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي قائلاً: أنا أيضاً كانت لديّ انتقاداتي للحكومات على اختلافها، و لم أحجم عن طرح النقد في أي موضع وجدت أنه جدير بالنقد، بيد أنني طرحت المؤاخذات و الملاحظات في وضع مناسب و بشكل مناسب.
و قال قائد الثورة الإسلامية في معرض بيانه لأطر النقد المنطقي: يجب أن لا يكون النقد بحيث يسلب الثقة العامة بالمسؤولين العاملين، فيؤدي إلى أن لا يعود الشعب على ثقة بمسؤوليه، و ينبغي أن لا يكون أي نقد مصحوباً بالإهانة و الأساليب الغاضبة.
و اعتبر سماحته السلوك على أساس الأخوة الإسلامية و المماشاة و التعاطف و النظرة الرحيمة من المعايير الأخرى اللازمة لطرح النقود مردفاً: هذه التوصيات طبعاً ثنائية الاتجاه، و على مسؤولي البلاد في السلطات الثلاث أيضاً مراعاة هذه الحدود و التعامل بسلوك مناسب مع نقادهم بعيداً عن الإهانات و الامتهان، لأن إهانة الناقدين من قبل المسؤولين بخلاف التدبير و الحكمة.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: إنني لا أدعو شعبنا العزيز لعدم الاكتراث و التفرّج، إنما ادعوهم للاهتمام بقضايا البلاد، و أصرّ على أن لا يكون التعامل تخريبياً مصحوباً بالإهانات و التحقير سواء من قبل الشعب أو من قبل المسؤولين.
و تابع سماحته: أن يكون البعض قلقین و مهمومین تجاه قضية مهمة في البلاد فليس هذا بجريمة و لا مانع منه أبداً، لكن هذا يجب أن لا يعني توجيه الاتهامات و تجاهل الجهود و الخدمات، و من جانب آخر لا ينبغي على الحكومة و أنصارها توجيه الإهانات للذين يبدون قلقهم و همومهم.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى منهجه الثابت في دعم كل الحكومات الماضية مؤكداً: إنني أدعم هذه الحكومة أيضاً، و أنا طبعاً لا أوقّع على شيك أبيض لأيّ شخص، إنما أعمل و أقيّم على أساس أداء الحكومات.
و واصل قائد الثورة الإسلامية حديثه بالإشارة إلى الفرص الكبرى أمام البلاد و كذلك التحديات التي تواجه البلاد ملفتاً: بالبرمجة و التوظيف الصحيح للفرص و الإمكانيات يمكن التغلب على التحديات بتوفيق من الله.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي الطاقات البشرية الكفوءة و المبدعة و الشابة في الغالب و مواكبة الشعب و الشباب للنظام الإسلامي من جملة الفرص الكبيرة للبلاد، و أضاف قائلاً: على الرغم من القصف الإعلامي الواسع للأجانب ضد شباب البلاد من أجل بث اليأس فيهم تجاه المستقبل، أو حشرهم في مواقف معادية للنظام الإسلامي، أو دفعهم صوب التحلل و اللاأبالية، لكن عشرات الملايين من هؤلاء الشباب يخرجون في يوم الثاني و العشرين من بهمن (ذكرى انتصار الثورة الإسلامية) إلى الشوارع في كل أنحاء البلاد و يبدون حبهم العميق للنظام الإسلامي و الإمام الخميني الراحل (رض).
و اعتبر سماحته التقدم العلمي خلال فترة الحظر المفروض فرصة أخرى من الفرص الكبيرة أمام البلاد قائلاً: حالات التقدم العلمي المختلفة في الأعوام الأخيرة، بما في ذلك تشغيل مشاريع صناعية كبيرة و معقدة مثل المرحلة 12 من حقول پارس الجنوبية للغاز، و إطلاق معدات جديدة و مثيرة لدهشة الأعداء في مناورات القوات المسلحة، حصلت كلها خلال فترة تصور الخصوم أنهم فرضوا فيها حظراً يشلّ إيران.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الحظر الحالي فرصة على الرغم ما يسببه من صعوبات، ثم تطرق لبعض التحديات التي تواجه النظام الإسلامي موضحاً: من أهم التحديات الحالية أمام البلاد موضوع الاقتصاد الوطني و معالجة المشكلات الاقتصادية و المعيشية للشعب، و هذه القضية بحاجة إلى تحرك جاد و عمل كبير.
و ذكر آية الله العظمى السيد الخامنئي بتخمينه قبل سنوات حول تركيز الأعداء على الموضوع الاقتصادي و ضرورة جاهزية المسؤولين ملفتاً: قال خصوم الشعب الإيراني بصراحة أن هدفهم من الضغط الاقتصادي هدف سياسي هو إيجاد حالة عدم رضا بين الشعب و إفساد أمن البلاد بإيقاف الشعب في موقف مضاد للحكومة و النظام.
و شدد سماحته على أن مواجهة هذا التحدي بحاجة إلى مواكبة و تعاطف بين جميع القوى و المسؤولين و الاهتمام الجاد بموضوع الاقتصاد، و نوّه بأربعة نقاط.
و كانت النقطة الأولى التي لفت لها قائد الثورة الإسلامية تأكيده على ضرورة الحراك الجهادي مقابل سياسات أمريكا العدوانية في ساحة المعركة الاقتصادية، و أشار سماحته في هذا الخصوص إلى رؤيتين موجودتين في البلاد بخصوص معالجة القضايا و المشكلات الاقتصادية.
و استطرد سماحته: ثمة رؤية في البلاد ترى أنه يجب تحقيق التقدم و الازدهار الاقتصادي باستخدام الإمكانيات و القدرات الداخلية للبلاد و التي قل ما جرى الالتفات لها لحد الآن، أو إنها لم تستخدم أصلاً.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: في المقابل ترى الرؤية الثانية أن الازدهار و التقدم الاقتصادي ممكن بالنظر إلى خارج الحدود، لذلك علينا تغيير السياسة الخارجية و التأقلم مع المستكبر و تقبل غطرسته و عسفه من أجل حل المشكلات الاقتصادية!
و أكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: هذه الرؤية الثانية خاطئة بالمرة و عقيمة و لا جدوى منها.
و أوضح سماحته في بيانه لسبب خطأ هذه الرؤية الثانية: الحظر الغربي الراهن ضد شعب إيران دليل واضح على خطأ رؤية الازدهار الاقتصادي بالاهتمام بالخارج، لأن القوى الخارجية لا تقنع بأية حدود من الغطرسة و التعسف، مضافاً إلى أنها تخلق مشكلات مفاجئة و غير متوقعة مثل التخطيط لخفض أسعار النفط العالمية و توجيه ضربات لاقتصاد البلاد.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: يحاول خصوم الشعب الإيراني في الوقت الحالي تقوية الرؤية الثانية، و لهذا السبب يقول رئيس جمهورية أمريكا في رسالته بمناسبة النوروز مخاطباً الشعب الإيراني إنكم إذا وافقتم على مطاليبنا في المفاوضات النووية فسوف تتحقق في بلد إيران أعمال و رساميل و ازدهار اقتصادي.
و أكد سماحته: النظر إلى الخارج من أجل حل القضايا الاقتصادية لن يؤتي نتيجة على الإطلاق، لذلك ينبغي دوماً السعي لتفعيل الإمكانيات الداخلية للبلاد، و الاقتصاد المقاوم الذي حظي بترحيب كل الخبراء الاقتصاديين يهتم بالقدرات و الإمكانيات الداخلية للبلاد و الشعب.
و النقطة الثالثة التي ذكرها قائد الثورة الإسلامية بخصوص الشؤون الاقتصادية هي ضرورة رسم الأهداف و السياسات من قبل المسؤولين و عدم الوقوع في فخ الروتين اليومي.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: الهدف الأهم الذي ينبغي للمسؤولين و الشعب الاهتمام به اهتماماً خاصاً في هذه السنة هو تعزيز الإنتاج الداخلي.
و أضاف سماحته مبيناً سبل تعزيز الإنتاج الداخلي: دعم المراكز الإنتاجية المتوسطة و الصغيرة، و تقوية نشاطات المراكز العلمية المحور، و خلق نهضة خفض بيع الخامات، و تسهيل الاستثمارات، و خفض استيراد البضائع الاستهلاكية و محاربة التهريب، هي سبل دعم الإنتاج الداخلي، و طبعاً يمكن للبنوك أن تمارس دوراً داعماً أو تخريبياً في هذا الخصوص، لذلك على مسؤولي البنوك الكبار في البلاد أن يهتموا اهتماماً خاصاً بهذا الموضوع.
و شدد قائد الثورة الإسلامية على أن تنفيذ هذه الأعمال و تطبيقها عملية صعبة، و لفت في الوقت نفسه: على المسؤولين القيام بهذه الأعمال الصعبة لأن قضية الاقتصاد و الازدهار الاقتصادي قضية مهمة.
و ذهب آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أن دور المستثمرين و الشعب في دعم الإنتاج الداخلي مؤثر جداً و أضاف يقول: توجيه الرساميل صوب الإنتاج و استهلاك المنتجات الداخلية و تحاشي الإسراف من جملة أساليب دعم الإنتاج الداخلي.
و في معرض بيانه للنقطة الرابعة و الأخيرة في موضوع الاقتصاد الوطني أكد سماحته قائلاً: الحظر هو أداة العدو الوحيدة لمواجهة الشعب الإيراني، لذلك إذا تم البرمجة و العمل بتدبير صحيح و بالاعتماد على الطاقات الداخلية فإن تأثير الحظر سوف يقل ثم يكون عديم الجدوى.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: إذا أبدي مسؤولو الحكومة و أبناء الشعب و الناشطون الاقتصاديون الهمم، و ساعدتهم وسائل الإعلام العامة، سوف نرى أن الحظر غير قادر على منع شعب إيران من التقدم.
و تابع آية الله العظمى الإمام الخامنئي حديثه بالتطرق لموضوع المفاوضات النووية و أشار إلى جملة من النقاط في هذا الخصوص.
أشار سماحته إلى السياسات و المخططات الدقيقة للطرف المقابل في المفاوضات و خصوصاً أمريكا قائلاً: الأمريكان يحتاجون هذه المفاوضات حاجة ماسة و خلافاتهم الداخلية سببها هو أن التيار المنافس للحكومة الأمريكية الحالية يحاول أن لا يتسجّل امتياز هذه المفاوضات باسم الحزب المنافس له.
و أشار سماحته إلى نداء رئيس جمهورية أمريكا بمناسبة النوروز و كلامه غير الصادق في هذا النداء، مضيفاً: يقول رئيس جمهورية أمريكا في ندائه أن هناك في إيران أفراداً يعارضون حل الموضوع النووي دبلوماسياً، و الحال أن هذا الكلام كاذب، إذ لا يوجد في إيران أي فرد يعارض حل القضية النووية عن طريق المفاوضات.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: الشيء الذي يعارضه الشعب الإيراني هو غطرسة الحكومة الأمريكية و تعسفها الذي يقف شعب إيران في وجهه.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: لا المسؤولون و لا الوفد المفاوض و لا شعب إيران لن يتقبلوا غطرسة أمريكا على الإطلاق.
و أكد الإمام الخامنئي مجدداً على أن المفاوضات الحالية بين إيران و أمريكا هي حول الموضوع النووي فقط و ليست بشأن أي موضوع آخر، ملفتاً: إننا لن نتفاوض مع أمريكا أبداً بشأن القضايا الداخلية و الإقليمية و موضوع التسلح، لأن سياسة أمريكا في المنطقة هي زعزعة الأمن و مجابهة شعوب المنطقة و الصحوة الإسلامية، و هذه السياسة على الضد من السياسات المحورية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
و أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تصريحات الأمريكيين المتكررة بأن الحظر سوف يرفع تدريجياً بعد الاتفاق و بعد دراسة سلوك إيران و أدائها، معتبراً ذلك خدعة، و أضاف قائلاً: هذا الكلام غير مقبول لأن رفع الحظر جزء من المفاوضات و ليس نتيجة للمفاوضات، و عليه كما صرح رئيس جمهورية إيران المحترم بوضوح فإن رفع الحظر يجب أن يحصل بعد الاتفاق فوراً.
كما أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تصريحات الأمريكيين بأن قرارات إيران في أي اتفاق يجب أن لا تقبل العودة، قائلاً: هذا الكلام أيضاً غير مقبول لأنهم إذا كانوا يقررون لأنفسهم الحق في أن يعيدوا الحظر إلى حاله بعد الاتفاق المحتمل و بسبب أية ذريعة من الذرائع، إذن لا يبقى أي سبب في أن نقبل خطوات و إجراءات لا يمكن العودة عنها.
و أكد سماحته قائلاً: الصناعة النووية الإيرانية صناعة محلية و شعبية يجب أن تتقدم، و التقدم هو من ذات أية صناعة و تقنية.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى ادعاء الأمريكان بأن إيران تحاول الحصول على سلاح نووي قائلاً: هم أنفسهم يعلمون أننا في هذه المفاوضات كنا ملتزمين بكل التعهدات الدولية و بکل التزامات الأخلاق السياسية، و لم ننقض عهودنا و لم نتلون، و لكن في المقابل نكث الأمريكان عهودهم و غشوا و تلونوا و كانت لديهم ازدواجية في المواقف و الكلام.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي سلوك الأمريكان في المفاوضات النووية درساً و عبرة لشعب إيران ملفتاً: سلوك الأمريكان هو أيضاً عبرة و درس لبعض المجاميع التنويرية داخل البلاد ليتنبهوا من هو الطرف المقابل في المفاوضات و ما هو سلوك أمريكا.
و أشار سماحته إلى بعض التهديدات الأمريكية باحتمال زيادة الحظر أو التحرك العسكري في حال عدم الاتفاق، مؤكداً: هذه التهديدات لا تخيف الشعب الإيراني، لأن هذا الشعب واقف و صامد و سيخرج بكل نجاح من هذا الاختبار الكبير.
و عدّ السيد علي الخامنئي التوفيق و الإمداد الإلهيين العامل الأصلي في نجاح شعب إيران في هذه المسيرة مردفاً: ثمة أعمال كبيرة تقع على عاتق الحكومة و الشعب منها موضوع الاتحاد الإسلامي و مساعدة الشعوب المستضعفة و نشر النفوذ المعنوي للإسلام في المنطقة، و الذي يرفع الشعب الإيراني اليوم رايته.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي في جانب آخر من حديثه إلى السابقة التاريخية للنوروز و اعتبر مراسم النوروز الحالية إبداع إسلامي ذكي ملفتاً: كان النوروز القديم نوروز الملوك و فرصة للسلاطين و الحكام المستبدين ليستعرضوا فيه عظمتهم و جلالهم الظاهريین أمام الشعوب، لكن الإيرانيين المسلمين غيّروا هذا النظام و الإطار لصالحهم بذكاء.
و اعتبر سماحته حقيقة النوروز حقيقة شعبية مؤكداً: النوروز اليوم ليس النوروز القديم إنما هو نوروز إيراني و نوروز شعب مسلم استطاع أن يصنع من إطار هذه المراسم لنفسه رصيداً من أجل التحرك صوب الأهداف المعنوية.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: نجد الآن في أيام النوروز و ساعات بداية السنة الجديدة أن أكثر الأماكن ازدحاماً في مناطق البلاد الواسعة هي المراقد المقدسة للأئمة و أبناء الأئمة (سلام الله عليهم).
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تزامن الأيام الفاطمية مع النوروز قائلاً: في ضوء النظرة الإيرانية الذكية للنوروز يجب أن لا يكون لمراسم النوروز هذه السنة أي تعارض مع تكريم و احترام ذكرى استشهاد سيدة العالم الإسلامي الكبرى فاطمة الزهراء (س)، و لن يحصل مثل هذا التعارض يقيناً.

قراءة 1648 مرة