استقبل سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية عصر يوم الأربعاء 13/05/2015 م السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق و الوفد المرافق له، و أكد على أن العراق بلد مهم و مؤثر جداً بين البلدان العربية و الإسلامية، و أشار إلى الظروف المؤسفة في المنطقة، بما في ذلك ما يجري في اليمن و السورية، مشدداً: العراق و في ضوء مكانته يستطيع بالتأكيد التأثير في قضايا المنطقة، و ينبغي الاستفادة من هذه الإمكانية أكثر من ذي قبل.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية و العراق عميقة و أخوية جداً، و رحّب بالتنمية المضطردة لهذه العلاقات قائلاً: العلاقات الحالية بين إيران و العراق غير مسبوقة بالمقارنة إلى السنين الماضية، و هذا السياق الدال على حكمة الإخوة العراقيين و وعيهم، ينبغي أن يستمر.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقديم مختلف المساعدات بهدف تقدم العراق و استقراره، و اعتبر تصريحات السيد فؤاد معصوم بشأن العلاقات بين البلدين و ظروف العراق و المنطقة دقيقة و شاملة، مضيفاً: العراق بين البلدان العربية و الإسلامية من جملة عدة بلدان مهمة و ذات خصوصيات منقطعة النظير.
و أوضح سماحته أن وجود حكومة شعبية و مستقرة في العراق من الامتيازات النادرة لهذا البلد بين البلدان العربية مؤكداً: على المسؤولين و الجماعات العراقية المختلفة صيانة هذا الامتياز الكبير بكل قوة و عدم السماح لبعض الاختلافات المحتملة بالمساس بهذا المكسب التاريخي للشعب العراقي.
كما أشار الإمام الخامنئي إلى تأثير حكومة العراق في العالم العربي قائلاً: تشهد المنطقة و العالم الإسلامي اليوم أموراً مؤسفة و مبكية حقاً مثل قضية فلسطين و قضايا شمال أفريقيا و الحرب في سورية و اليمن، و بوسع العراق يقيناً التأثير في هذه القضايا.
و شدد آية الله العظمي السيد الخامنئي على خطورة مخطط أعداء الإسلام لسورية ملفتاً: إنهم يسعون لزعزعة الاستقرار و الأمن في سورية لينشروا عدم الاستقرار من هناك إلى المنطقة كلها.
و ألمح سماحته إلى أن مخطط بعض البلدان العربية لسورية مدمر جداً، و أضاف قائلاً: مخططهم لن يدمر سورية فقط بل سيدمر بلدانهم هم أيضاً.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أن إعادة الاستقرار إلى سورية و الحفاظ عليه يعتبر أهم الأهداف، و أشار إلى كلام رئيس جمهورية العراق بخصوص الأعمال الإرهابية لداعش في سورية و تأثيرها على العراق و المنطقة قائلاً: وجود الجماعات التكفيرية - الإرهابية المتعددة في سورية و تحت مختلف العناوين، هو في الواقع لصالح الكيان الصهيوني و لصالح الذين يريدون عدم الاستقرار للمنطقة من إجل فرض إرادتهم.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بالإشارة إلى الأحداث المؤسفة في اليمن مؤكداً: لقد ارتكب السعوديون خطأ كبيراً في اليمن، و لا مراء في أن آثار الجرائم التي ارتكبوها سترتد عليهم.
و أكد سماحته على أن المذابح التي ترتكب ضد الشعب المظلوم في اليمن يجب أن تتوقف بأسرع ما يمكن، مردفاً: أحداث اليمن تدل على أن أفكار جاهلة و غير حكيمة داخل السعوديين هي التي تقف وراء اتخاذ القرار بخصوص قضايا اليمن.
و وصف قائد الثورة الإسلامية ذريعة السعوديين للاعتداء على اليمن بأنها حمقاء، مضيفاً: لقد هاجموا اليمن بذريعة طلب رئيس جمهورية مستقيل و هارب من اليمن خان بلده في أكثر الظروف حساسية.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي موقف العراق و دوره في هذه القضايا مهماً، و أبدى تفاؤله الكبير بمستقبل العراق، مشيداً بمبادرة الحكومة العراقية في تحشيد الشعب و الاستعانة بالقوات الشعبية إلى جانب الجيش.
و قال سماحته: كل واحد من شباب العراق بطل كامن يمكنه في الظروف المناسبة و في الساحات المختلفة أن يمارس دوره، و هذه تجربة اكتسبناها نحن في إيران.
كما تفقّد قائد الثورة الإسلامية حال السيد جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق السابق، و سأل الله تعالى له الصحة و العافية.
في هذا اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس جمهورية إيران الإسلامية الشيخ حسن روحاني، أبدى السيد فؤاد معصوم رئيس جمهورية العراق ارتياحه الوافر للقاء قائد الثورة الإسلامية و قال يخاطبه: نعتقد أن سماحتكم باعتباركم قائد الثورة الإسلامية و مرجعاً دينياً كبيراً، تستطيعون من كلا الزاويتين المساعدة على تمتين العلاقات بين إيران و العراق و حل قضايا العراق و مشكلاته أكثر من السابق.
و شدد رئيس جمهورية العراق على أن حكومة العراق و شعبه لن ينسيا أبداً مساعدات الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعراق عند هجوم داعش و في أحلك الظروف، قائلاً: داعش في العراق و داعش في سورية لا يختلفان أبداً، فخطر داعش محدق بكل المنطقة.
و وصف السيد فؤاد معصوم محادثاته مع الشيخ حسن روحاني بأنها جيدة و أبدى أمله في أن تمهد هذه المحادثات لتنمية أكبر للتعاون الثنائي.
الإمام الخامنئي لدى استقباله معصوم: ذريعة السعوديين في مهاجمة اليمن حمقاء وجرائمهم هناك سترتد عليهم
نشرت في
التفاسیر