الإمام الخامنئي يستقبل نواب مجلس الشورى الإسلامي

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الخامنئي يستقبل نواب مجلس الشورى الإسلامي

التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 27/05/2015 م رئيس و أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، و أكد على ضرورة استمرار العمل و السعي الجاد خلال العام الأخير المتبقي من الدورة التاسعة لمجلس الشورى الإسلامي، و عدم التأثر بعامل الانتخابات النيابية المقبلة، معتبراً التواصل و التعاطي مع السلطتين الأخريين و خصوصاً السلطة التنفيذية، و الاهتمام الخاص بقضية الاقتصاد المقاوم، و خصوصاً في مناقشة الخطة الخمسية السادسة و ميزانية العام الإيراني المقبل 1395 هـ ش، و الإصرار على المواقف و الأسس الأصلية للنظام الإسلامي و الثورة الإسلامية، معتبراَ إياها من أهم واجبات نواب مجلس الشورى الإسلامي، و أضاف مؤكداً: مفتاح حل المشكلات الاقتصادية في البلاد و كذلك الملف النووي هو الاعتماد على الإمكانيات الداخلية و الإيمان بالاقتصاد المقاوم، و لا يوجد في البلد طريق مسدود، و سبيل حل المشكلات تقوية الإنتاج الداخلي و مراعاة الانضباط المالي.
و ثمّن آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا اللقاء الجهود و المساعي الجيدة لنواب مجلس الشورى الإسلامي التاسع، و أوصاهم باغتنام فرصة العام المتبقي من دورتهم التاسعة، ملفتاً: احذروا من أن يؤثر عامل الانتخابات في آخر هذه السنة على أقوالكم و سلوككم خلال هذه الفترة، و اجعلوا الحق معياركم الوحيد.
و كانت التوصية الثانية لقائد الثورة الإسلامية لنواب مجلس الشورى الإسلامي هي الاهتمام الخاص بالخطة الخمسية السادسة و الحذر من الابتلاء بآفة الملل و التبرم في السنة الأخيرة من المسؤولية عند مناقشة قانون هذه الخطة.
و قال الإمام السيد علي الخامنئي: قانون الخطة الخمسية السادسة مهم لأن الحكومات مكلفة بالعمل حسب هذه الخطة، و حياة الناس أيضاً تتأثر بهذا القانون.
و كانت توصية الإمام الخامنئي الثالثة لنواب مجلس الشورى الإسلامي حول موضوع التعاطي و التواصل مع السلطتين الأخريين في البلاد و خصوصاً السلطة التنفيذية، حيث قال: تتولى الحكومة مسؤولية التنسيق بين السلطات و الأجهزة الأخرى، و أداؤها الناجح مؤثر في مسيرة سائر الأجهزة و المؤسسات، إذن التواصل مع الحكومة ضروري و يعبر عن التجسيد الحقيقي للتعاطف و وحدة الكلمة.
و أوضح قائد الثورة الإسلامية أن «حسن الظن» أحد لوازم التواصل، منوهاً: لن يحصل التواصل على أساس سوء الظن و تصورات استسلام الطرف المقابل و خيانته و استغلاله، مضافاً إلى أن حسن الظن لا يعني السذاجة و الانخداع.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه بالتأكيد على أن التواصل و التعاطي يختلف عن الابتزاز، مضيفاً: يجب أن يكون الأساس الذي يعتمده النواب و الوزراء في التعاطي، الواجب القانوني و مصالح البلاد و ليس الابتزاز في ما بينهم.
و اعتبر سماحته التعامل المحترم و المؤدب مع الوزراء خصوصاً في اللجان ضرورة أخرى من ضروريات التعاطي و التواصل مردفاً: لا النواب يجب أن يحملوا نظرة مهينة، و لا الحكومة و الوزراء يجب أن تكون لهم نظرة سلطوية. و يجب مراعاة الأدب في كل الأحيان و المراحل.
و كان الاقتصاد المقاوم توصية قائد الثورة الإسلامية الرابعة لنواب مجلس الشورى الإسلامي.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى نقطة دقيقة في هذا الخصوص قائلاً: في خصوص موضوع الاقتصاد المقاوم يوجد في البلاد وحدة كلمة و توافق لساني، و لكن يجب أن يحصل أيضاً تعاطف و توافق قلبي، و أن نؤمن إيماناً عميقاً بالاقتصاد المقاوم.
و شدد سماحته على أن مفتاح حل المشكلات الداخلية للبلاد هو الاقتصاد المقاوم و تقوية الإنتاج، مقدراً المصادقة على قانون رفع موانع الإنتاج في مجلس الشورى الإسلامي، و أضاف قائلاً: إذا قوّينا الإنتاج و انتفعنا من الإمكانيات الداخلية، ففضلاً عن حل المشكلات الداخلية، سوف تتذلل قضايا خارجية من قبيل الملف النووي.
و لفت قائد الثورة الإسلامية: ثمة حلول للملف النووي، و كلها منوطة بالاعتماد على الإمكانيات الداخلية و تعزيز الإنتاج.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي: في إطار القضايا التي لدينا مع أمريكا و الغرب و الصهيونية، ما عدا الملف النووي، نخمّن تفاعل قضايا متتابعة أخرى من قبيل حقوق الإنسان، لكننا إذا ركزنا على القدرات الداخلية و عالجنا المشكلات الداخلية فإن معالجة تلك القضايا ستكون سهلة.
و قال سماحته مخاطباً نواب مجلس الشورى الإسلامي: على هذا الأساس يجب في مناقشة قانون الخطة الخمسية السادسة و ميزانية العام المقبل، ردم الفراغات الموجودة بنظرة خاصة لموضوع الاقتصاد المقاوم.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: الأعزاء في الحكومة يتحدثون دائماً في خصوص تعزيز الإنتاج عن شحة المصادر المالية. و أنا على علم بهذا الموضوع، و الحظر قد أثر على شحة المصادر المالية هذه، و لكن في مثل هذه الظروف أفلا يجب أن نبحث حل؟
و أكد الإمام السيد علي الخامنئي على وجود سبيل حل ملفتاً: شحة المصادر ليست عقدة لا حل لها، و سبيل حلها هو رسم الأولويات في تخصيص المصادر المالية الداخلية و الانضباط المالي.
و قال سماحته: في مثل هذه الظروف، تنفق أموال في أماكن يجب أن لا تنفق فيها، لذلك على الحكومة و مجلس الشورى الإسلامية و السلطة القضائية و القوات المسلحة، و من خلال إدارة صحيحة و مراعاة الانضباط المالي، أن تقسم المصادر المالية بصورة مناسبة و حسب الأولويات المرسومة.
و ألمح قائد الثورة الإسلامية إلى بعض الأجهزة و المؤسسات خصوصاً في القوات المسلحة التي ضاعفت أداءها و قدراتها من دون أية زيادة في الميزانية، مردفاً: هذه النماذج تشير إلى إمكانية حل القضايا و المشكلات في ظروف قلة المصادر المالية.
و كانت التوصية الأخرى لسماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي لنواب مجلس الشورى الإسلامي الإصرار على المواقف المبدئية للنظام الإسلامي.
و أشار سماحته إلى المواقف المقبولة و الإيجابية، و المتقدمة تماماً في بعض الأحيان، للمجلس التاسع في خصوص القضايا الأصلية المتعلقة بأسس النظام الإسلامي و الثورة، منوّهاً: نهج مجلس الشورى الإسلامي يجب أن يكون دوماً رفع صرح المواقف المبدئية للنظام الإسلامي، و المعيار في هذا الخصوص هو أقوال الإمام الخميني الجليل (رض) و وصيته.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: إذا أصرّ مجلس الشورى الإسلامي دوماً على المواقف المبدئية و الأساسية للنظام الإسلامي، فلن يهددنا خطر الانزلاق إلى هاوية نظام الهيمنة السحيقة، و لكن إذا لم يتوفر مثل هذا الصمود لا سمح الله، فإن الأخطار ستزداد.
و استطرد الإمام الخامنئي في حديثه بالإشارة إلى الملف النووي قائلاً: مواقفنا في خصوص القضايا النووية هي نفسها الأمور التي ذكرناها علناً للناس، و نفس هذه الأمور ذُكرتْ بشكل شفهي و تحريري دقيق للمسؤولين. طبعاً للتأكيد و لتبيين المواقف المبدئية، ذُكرتْ بعضُ الأمور بشكل خصوصي و غير علني.
و شدد سماحته على أن المسؤولين و المفاوضين ينهمكون في عمل و سعي صعب، مردفاً: عليهم الإصرار على المواقف المعلنة، و نتمنى أن يستطيعوا تأمين مصالح البلاد و النظام الإسلامي.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي في مستهل حديثه إلى الفرص الكبرى لأشهر رجب و شعبان و رمضان، و اعتبر كل المسؤولين في البلاد، بما في ذلك نواب مجلس الشورى الإسلامي، بحاجة إلى تمتين علاقاتهم بالله تعالى، و أضاف قائلاً: علينا من خلال الأدعية الواردة في هذه الأشهر، و زيادة المصاحبة للقرآن الكريم و النوافل من الصلوات، توفير الأرضية لارتباط أقرب بالله سبحانه و تعالى.
و أكد سماحته على أننا جميعاً يجب أن نجيب في محضر الله سبحانه عن أدائنا خلال فترة مسؤولياتنا، و اعتبر السنة الأخيرة من مسؤولية نواب الشعب مهمة، مضيفاً: ينبغي أن نسعى دوماً لأن يكون مسارنا في إطار مراعاة الحق الإلهي و اللسان الصادق و النظرة الحقيقية.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي مقدماً تقريراً عن أعمال و خطوات مجلس الشورى الإسلامي التاسع للأعوام الثلاثة الماضية، قائلاً: تمت المصادقة خلال هذه المدة على 120 قانوناً معظمها باتجاه رفع الاحتياجات الاقتصادية و احتياجات قطاع الإنتاج.
و أشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى المصادقة على قوانين رفع عقبات الإنتاج، و مكافحة تهريب البضائع و العملة الصعبة، و تأمين البضائع الأساسية للشرائح المحرومة في المجتمع، و قوانين الميزانية في المجلس التاسع، مردفاً: من الأعمال المؤثرة الأخرى لمجلس الشورى الإسلامي التاسع الاهتمام الخاص بقطاع الصحة، و تقوية البنية الدفاعية للبلاد، و توفير الأرضية لتحويل المشاريع نصف المنتهية إلى القطاع الخاص. كما أشار الدكتور علي لاريجاني إلى الأعمال الإشرافية لمجلس الشورى الإسلامي، و أداء ديوان المحاسبات التابع للمجلس، و أداء مركز أبحاث المجلس، و لجنة المادة رقم 90 في المجلس، و هيئة مطابقة القوانين، و أكد بخصوص منحى مجلس الشورى الإسلامي التاسع بشأن القضايا الأساسية و الموضوعات الإقليمية و الدولية: استراتيجية المجلس التاسع هي الدفاع عن الحقوق الشاملة للشعب مقابل الأجانب بناء على الأفكار الأصيلة للإمام الخميني (رض)، و كذلك التركيز على الاقتصاد الداخلي و الملف النووي.

قراءة 1502 مرة