ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت قرر إلغاء مسؤولية الحاخامية العسكرية عن قسم "الوعي اليهودي" بشكل نهائي ونقلها إلى شعبة القوى البشرية في هيئة الأركان العامة برئاسة اللواء حجاي طوبولسكي، الذي سيشرف منذ الآن بشكل وثيق على نشاط القسم.
إلغاء مسؤولية الحاخامية على هذا القسم الذي أنشئ عام 2001 ليكون وفق ما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" "رأس حربتها في سعيها إلى فرض تأثيرها المتزايد على الوحدات القتالية وخاصة على مضمون القيم التي يتم تمريرها لها" من شأنه تفجير خلاف مع الجيش. خلاف بدت ملامحة من خلال الهجوم شديد اللهجة الذي شنه الحاخام حاييم دروكمان على آيزنكوت على خلفية قراره. فيما دعا الحاخام الرئيسي السابق للجيش الإسرائيلي، أفيحاي رونتسكي، الحاخام الرئيسي الحالي للجيش رافي بيرتس، إلى الاستقالة من منصبه في أعقاب القرار الذي وصفه بأنه "تعبير عن فقدان الثقة بالحاخامية العسكرية، وأنها غير قادرة على الإشراف على المضامين".
معارك كثيرة كانت سبقت قرار آيزنكوت بين سلاح التثقيف العسكري والحاخامية العسكرية اللذين تسود بينهما خصومة إيديولوجية قوية، إلا أن القرار نزع صلاحية الحاخامية العسكرية في إدارة هذا القسم، الذي تمتع بميزانية كبيرة نسبياً وقام بتنظيم ايام دراسية ومحاضرات في الوحدات العسكرية والقواعد ونشر مناهج تدريسية للجنود في مسائل الدين والأخلاق، دون أن ينقلها إلى الطرف الآخر.
وكان انتقد ضباط في الجيش الإسرائيلي ازدياد تأثير الحاخامية العسكرية فيما اتهم أعضاء اليسار في الكنيست القسم بالقيام بعمليات غسل دماغ ديني للجنود.
وقبل فترة كشفت صحيفة "هآرتس" ذات الميول اليسارية في إسرائيل طلب إدارة قسم "الوعي اليهودي" شراء 25 ألف نسخة من كتب يفترض أنها تهدف إلى "تعزيز الروح القتالية في الحروب"، ليدرسها الجيش الإسرائيلي، لكن تبين أن من ضمنها كتب أطفال وقصصاً دينية لا علاقة لها بالمطلوب، من بينها كتب مستمدة من حكايات الراف نحمان مبرسلوف، وكتاب "صناعة الأكاذيب" للصحافي بن درور. كذلك تبيّن حينها أن الحاخامات ينوون توزيع هذه الكتب هدايا على الجنود.
ووفقاً لـ"هآرتس"، فإن "عدداً من الكتب في القائمة تبحث في المفاهيم الأساسية لليهودية، وتحلّل العلاقة بين اليهود في إسرائيل واليهود في الشتات، كما أن البعض الآخر من هذه الكتب مكرّس لقضايا الحرب على أساس وجهات نظر للحاخامات". إلى جانب ذلك من بين الكتب التي جرى تعليق شراءها كتاب مقتبس عن قصة العقيد درور فينبرغ، الذي قتل في الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 2002.