الإمام الخامنئي يلقي خطابه السنوي في الحرم الرضوي الشريف بمدينة مشهد

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الخامنئي يلقي خطابه السنوي في الحرم الرضوي الشريف بمدينة مشهد

ألقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية كلمة مهمة في اليوم الأول من السنة الإيرانية الجديدة 1395 هـ ش الموافق لـ 20/03/2016 م وسط حشود زوار مرقد الإمام الرضا (ع) و أهالي مدينة مشهد (شمال شرق البلاد) مبيناً المعنى الحقيقي و الأهداف الخفية و الخطيرة للفكر الاستسلامي الذي تحاول أمريكا و بعض من في الداخل حقنه في أذهان النخبة و الرأي العام للشعب الإيراني عن طريق طرح مفترق طريقين كاذبين زائفين، و عرض عشرة اقتراحات أساسية لـ «المبادرة و العمل» في مجال الاقتصاد المقاوم، مؤكداً: هذا الطريق المنطقي، و الثوري في الوقت نفسه، يصون إيران العزيزة مقابل التهديدات و الحظر، و يمكّن الحكومة في ظل التعاطف العام و مساعدة و تناغم السلطات الثلاث من تقديم تقرير عيني يبعث على الثقة في نهاية السنة الجارية.
و بارك قائد الثورة الإسلامية حلول العام الجديد للشعب الإيراني، و اعتبر أن اقتران بداية العام الإيراني الجديد 1395 و نهايته بميلاد السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) مبعث بركة للبلاد.
و تابع سماحته حديثه بشرح شعار هذه السنة أي «الاقتصاد المقاوم، المبادرة و العمل».
و أكد سماحته على أن اختيار شعار هذا العام له أساس منطقي و استدلالي، داعياً كل الشباب للتدبر و التعمق في هذا الأساس المنطقي، و أضاف قائلاً: ربما كان البعض يفضلون أن يكون شعار هذه السنة شعاراً ثقافياً أو أخلاقياً، و لكن بالنظر إلى مجمل أوضاع البلاد و قضاياها وقع القرار على اختيار شعار اقتصادي كما حصل في السنوات الأخيرة الماضية، ليشيع في أوساط الشعب على شكل «خطاب عام».
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: اختيار شعار هذه السنة قائم على تحليل و نظرة كلية لقضايا البلاد.
و قال سماحته في معرض شرحه لهذه النظرة الكلية: في الفترة الحالية يحاول الأمريكان حقن فكر خاص بين نخبة المجتمع و من ثم بين الرأي العام للبلاد قائم على أن الشعب الإيراني يقف أمام مفترق طريقين، و لا مناص له سوى اختيار أحد هذين الطريقين!
و قال آية الله العظمى السيد علي الخامنئي: الطريقان الذان يزعمونهما هما: إما أن يتصالح الشعب الإيراني مع أمريكا، أو يتعرض دائماً لضغوط أمريكا و المشكلات الناجمة عن هذه الضغوط.
و أشار سماحته إلى ما تمتلكه أمريكا من ثروة و أدوات سياسية و أجهزة إعلامية واسعة و معدات عسكرية، ملفتاً: طبقاً لهذا التفكير الخاص يجب التصالح مع حكومة مثل الحكومة الأمريكية و قبول إملاءاتها و التنازل بذلك عن بعض المواقف و الأصول و الخطوط الحمراء.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: في الاتفاق النووي الأخير الذي حظي بالتأييد، و كان المفاوضون من بلادنا أيضاً مقبولون، حصل نفس هذا الشيء، و في بعض الحالات قال لي وزير الخارجية المحترم: «إننا لم نستطع مراعاة بعض الخطوط الحمراء».
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: معنى هذا أنه عندما يكون الطرف المقابل حكومة مثل الحكومة الأمريكية فإن التصالح و التكيف معها يعني غض النظر عن بعض الأمور التي يصرّ المرء عليها.
و أكد سماحته على أن البعض في الداخل أيضاً يؤيدون الفكرة الخطيرة القاضية بوجود مفترق طريقين زائفين، و يسعون إلى إقناع الآخرين بها، ملفتاً: يقول هؤلاء الأفراد إن اقتصاد إيران له إمكانيات و فرص كبيرة و الاستفادة من هذه الإمكانيات غير ممكنة بمجرد الاتفاق النووي، إنما هناك قضايا أخرى مع أمريكا يجب على شعب إيران و مسؤولي البلاد اتخاذ القرار فيها و المبادرة إليها.
و عدّ قائد الثورة الإسلامية الحوار و التعاون مع أمريكا بشأن «قضايا منطقة غرب آسيا» و كذلك التحاور معها حول «اختلافات طهران و واشنطن على أساس تنازل إيران عن الأصول و المبادئ و الخطوط الحمراء» من جملة هذه القضايا و الأمور التي تسعى لها هذه الرؤية بعد الاتفاق النووي.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن أصحاب هذه الرؤية الخاصة يعتقدون إن مشكلات البلاد الاقتصادية لا تحل إلا بالتحاور مع أمريكا حول مختلف الأمور و التنازل عن مواقفنا، و أضاف قائلاً: يقول هؤلاء الأشخاص كما أن الاتفاق النووي أخذ اسم «برجام» فإن الحوار مع أمريكا حول الأمور الأخرى و حتى قضية دستور البلاد يمكنه أن يمثل برجام الثاني و الثالث و الرابع، حتى يعيش الناس بهذه الحوارات عيشة مريحة و يصار إلى معالجة مشكلاتهم.
و تابع سماحته يقول: المعنى الحقيقي لهذا التفكير الخطير هو أن تصرف الجمهورية الإسلامية الإيرانية النظر تدريجياً عن ركائز اقتدارها و أمنها و عن القضايا الأساسية التي تلتزم بها بحكم الإسلام و في إطار النظام الإسلامي، مثل قضية دعم المقاومة و الإسناد السياسي لشعوب فلسطين و اليمن و البحرين، و تقرّب مواقفها من إرادات أمريكا!
و قال قائد الثورة الإسلامية: طبقاً لهذا التفكير الخاص، يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تتكيّف و تتصالح في نهاية المطاف مع العدو الصهيوني كما فعلت بعض الحكومات العربية التي مدت بكل وقاحة يد الصداقة نحو الكيان الصهيوني.
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أنه في إطار هذا التفكير الخطير ستتواصل التراجعات خطوة بعد خطوة، مردفاً: إذا تم العمل طبقاً لإرادة أمريكا و رغبتها يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تغض النظر عن أدواتها الدفاعية أيضاً، و أن تجيب دوماً عن أسئلة «لماذا» الأمريكية و تستجيب لجشع أمريكا و استزاداتها.
و أشار سماحته إلى الضجة الإعلامية الأخيرة لوسائل الإعلام الغربية حول المناورات الصاروخية الإيرانية قائلاً: في حين تبادر أمريكا بين الحين و الحين إلى إجراء مناورات مشتركة في منطقة الخليج الفارسي التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات، تثير الضجيج ضد مناورات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دارها و حريمها الأمني.
و شدد قائد الثورة الإسلامية على أنه في حال قبول هذا التفكير سوف لن تتوقف استزادة أمريكا و التراجع أمامها حتى عند هذه الحدود، مضيفاً: في تتمة هذا السياق التدريجي يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية طبعاً أن تقدم إيضاحات للأمريكيين عن أسباب تأسيسها للحرس الثوري و قوات القدس، و لماذا يجب أن تكون السياسات الداخلية متطابقة مع موازين الشرع، و لماذا ينبغي أن تعمل السلطات الثلاث على أساس الشريعة الإسلامية، و لماذا لا يصادق مجلس صيانة الدستور على القوانين المتعارضة مع الشريعة؟
و أكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: إذا تنازلنا مقابل أمريكا فسوف يتقدم العدو خطوة خطوة إلى الأمام، و يصل الأمر إلى حيث إفراغ الجمهورية الإسلامية الإيرانية من مضمونها، و لا يبقى منها سوى شكلها الظاهري.
و تابع سماحته قائلاً: على أساس هذا «التحليل و التفكير الذي يريده الأعداء» إذا أراد شعب إيران الخلاص من شرّ أمريكا فيجب عليه التخلي عن محتوى الجمهورية الإسلامية و المفاهيم الإسلامية و عن أمنه.
و بعد أن بيّن قائد الثورة الإسلامية الأبعاد المختلفة لهذا التحليل الخاص، انتقل إلى تشخيص آفاته و سلبيته، منوّهاً: من الأمور التي لم تؤخذ بنظر الاعتبار في هذا التحليل هو أن أي اتفاق مع أمريكا يعني اضطرار إيران إلى تنفيذ التزاماتها مقابل عدم التزام أمريكا بتعهداتها و نكثها لعهودها و مخادعاتها و غشها في أداء الالتزامات، و هذا ما نراه اليوم عياناً، و هذا يعني خسارة محضة.
و أشار الإمام السيد علي الخامنئي في معرض إثباته لهذه القضية إلى الاتفاق النووي كنموذج، قائلاً: في هذا الاتفاق نفسه لم يعمل الأمريكان بما وعدوا به، و حسب تعبير وزير الخارجية المحترم قاموا بالتزامات على الورق، و لكن على الصعيد العملي منعوا تحقق تلك الالتزامات بطرق ملتوية أخرى.
و أضاف سماحته: الآن مع وجود الاتفاق النووي لا تزال معاملاتنا المصرفية تعاني من مشاكل، و أموال إيران لم تعد لها، لأن البلدان الغربية و البلدان الخاضعة لتأثيرها تخاف من أمريكا.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على أنه من الأمور الأخرى التي يجري تجاهلها عند عرض مفترق هذين الطريقين الزائف هو سبب و أساس عداء أمريكا للشعب الإيراني و حقدها عليه، و استطرد قائلاً: بالنظر للموقع الاستراتيجي لإيران في المنطقة، و مصادر النفط و الغاز الضخمة، و عدد السكان الكبير، و المواهب الكبيرة، و الماضي التاريخي العريق، تعدّ إيران زهرة المنطقة، لكن نفس هذا البلد المنقطع النظير كان لعقود من الزمن في قبضة الأمريكيين و تحت هيمنتهم، إلى أن أخرجه الشعب الإيراني بثورته الإسلامية من تحت سلطة الأمريكان المطلقة.
و أضاف سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي: الثورة الإسلامية لم تخرج إيران من أيدي الأمريكان و حسب، بل و نشرت روح المقاومة و الصمود مقابل الهيمنة الأمريكية في المنطقة و حتى خارج المنطقة.
و لفت سماحته يقول: يرى الأمريكيون أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي السبب الرئيس في هزيمة سياسة تشكيل الشرق الأوسط الكبير، و هيمنة الكيان الصهيوني على شؤون المنطقة، و كذلك إخفاقهم في اليمن و سورية و العراق و فلسطين، و عليه فإن عداءهم للشعب الإيراني أساسي و عميق، و لن ينتهي هذا العداء إلّا عندما يستطيعون إحياء هيمنتهم على إيران.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي حديثه باستعراض أسباب الهيمنة الطويلة لبريطانيا و من ثم أمريكا على إيران قائلاً: كان البريطانيون و الأمريكان قد بنوا في هذا البلد خنادق يعملون من خلالها على مواصلة هيمنتهم، لكن الثورة الإسلامية التي صنعتها أيادي الشباب الثوري حطمت هذه الخنادق و بنت خنادق جديدة لصيانة الجمهورية الإسلامية و مصالح الشعب الإيراني.
و أشار سماحته قائلاً: يسعى الأمريكان الآن بمخططاتهم و باستخدام الأدوات الدبلوماسية إلى ترميم الخنادق التي تهدمت و تهديم خنادق الثورة.
و قال قائد الثورة الإسلامية: النظام البهلوي الطاغوتي المستبد كان أهم خنادق أمريكا في إيران، لكن الثورة الإسلامية استأصلت الحكم الملكي و الشخصي و أقامت مكانه خندقاً منيعاً قوياً اسمه سيادة الشعب.
و أوضح الإمام الخامنئي أن الخوف من القوى و خصوصاً أمريكا خندق آخر من الخنادق المساعدة على هيمنة أمريكا، ملفتاً: بخلاف فترة حكم الطاغوت، لا يوجد في الجمهورية الإسلامية الآن أي شخص واع و مطلع و معتمد على القيم الدينية يخاف من أمريكا.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى أنه قد يكون هناك اليوم أيضاً من يخافون من أمريكا، مردفاً: خوف الطاغوت من أمريكا كان عقلائياً لأنه لم يكن يمتلك رصيداً و دعامة مقابل أمريكا، و لكن في الجمهورية الإسلامية ليس الخوف من أمريكا عقلائياً لأن الجمهورية الإسلامية تحظى بدعم و إسناد الشعب الإيراني الكبير.
و اعتبر سماحته إفشاء عدم الثقة بالذات و تبديد روح الاعتماد على النفس الوطنية طريقاً آخر من طرق أمريكا للهيمنة مضيفاً: بانتصار الثورة الإسلامية تحوّل خندق الخضوع للهيمنة هذا إلى خندق «نحن قادرون» الكبير.
و اعتبر آية الله العظمى السيد الخامنئي فصل الدين عن السياسة خندقاً آخر من خنادق أمريكا للهيمنة على إيران، مردفاً: هذا الخندق أيضاً قضت عليه الثورة الإسلامية.
و استطرد قائد الثورة الإسلامية في حديثه موضحاً أن قصده الصريح من كلمة العدو هو أمريكا، و أضاف قائلاً: الساسة الأمريكان و وزارة الخزانة الأمريكية تبقي عملياً على الحظر بأساليب معقدة و خاصة و تنتهج العداء المطلق بتهديدها بالحظر من ناحية، و من ناحية أخرى يمدّون في البيت الأبيض مائدة «هفت سين» الإيرانية التراثية، و يبدون حرصهم على عمالة شبابنا في ندائهم النوروزي و بأساليب تصلح لخداع الأطفال!
و لفت سماحته قائلاً: سبب هذا السلوك هو أن الساسة الأمريكان لا يزالون لا يعرفون شعب إيران الواعي و لا يعلمون أن هذا الشعب الفاهم يدرك جيداً الأهداف و الأساليب العلنية و الخفية لأعدائه.
و صرّح آية الله العظمى السيد الخامنئي بأنه لا مشكلة لنا مع شعب أمريكا مثل كل الشعوب الأخرى، إنما نجابه السياسات العدائية لأمريكا، مستعرضاً حقائق يحدّد التنبّه لها الطريق الصحيح لمسيرة البلاد.
و كانت الحقيقة الأولي التي أشار لها قائد الثورة الإسلامية من بين هذه الحقائق هي الاستثمار و الإمكانيات الطبيعية و الإنسانية الكبيرة للتقدم الذاتي الاستثنائي، و الفرص الدولية، و القدرة على التأثير في المنطقة و على المستوى العالمي في بعض الحالات.
و اعتبر سماحته عداء أمريكا الواضح لشعب إيران و النظام الإسلامي حقيقة أخرى من علاماتها الجلية استمرار تهديدات أمريكا المتكررة و مساعيها الدؤوبة للحيلولة دون انتفاع إيران من نتائج برجام (الاتفاق النووي).
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: قبل أشهر من انتخابات رئاسة الجمهورية في أمريكا راح المرشحون يتسابقون في الإساءة لإيران و التصريح ضدها، مضافاً إلى أنه لا توجد أية ضمانة بأن تبقى الحكومة الأمريكية اللاحقة ملتزمة بهذه الالتزامات القليلة في برجام، و مع ذلك في كل مرة يجري فيها الكلام عن عداء أمريكا يضطرب البعض في الداخل و يتخبطون.
و كانت الحقيقة الثالثة التي ألمح لها قائد الثورة الإسلامية هي عدم وجود حدود لأدوات عداء أمريكا ضد شعب إيران.
و لفت سماحته قائلاً: للأمريكان ثلاث أدوات رئيسية و مؤثرة هي الإعلام و النفوذ و الحظر.
و ركّز الإمام علي الخامنئي حديثه في الحرم الرضون الشريف بمناسبة بدء السنة الإيرانية الجديدة على قضية الحظر قائلاً: الواقع هو أن العدو يشعر بأن الحظر مؤثر في الإضرار بإيران، و بالطبع فإن تصرفاتنا أيضاً لها دور في تكريس هذا الشعور عنده.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي في هذا الصدد: في فترة ما في الداخل ضخّمنا أضرار الحظر، كما أننا في فترة ما ضخّمنا آثار رفع الحظر، و الحال أن شيئاً لم يحدث لحد الآن في هذا المضمار، و إذا سار الوضع على نفس هذا المنوال فلن يحدث شيء أيضاً.
بعد إثباته لتركيز العدو على الحظر طرح قائد الثورة الإسلامية سؤالاً أساسياً: ما هو السبيل الصحيح لمواجهة هذه الأداة من أدوات الضغط و الخصومة؟
و في معرض الإجابة أشار سماحته مجدداً إلى المفترق الكاذب لطريقين، و الذي يعرضه الأمريكان مقابل هذا السؤال، أي الاستسلام أو الضغط و الحظر، مردفاً: طبعاً ثمة في هذا المجال مفترق طريقين حقيقي هو إما أن نتحمّل فقط مشكلات الحظر، أو نصمد بالاعتماد على الاقتصاد المقاوم و نتغلب على المشكلات.
ثم ركز آية الله العظمى الخامنئي حديثه على مفهوم شعار هذه السنة «الاقتصاد المقاوم، المبادرة و العمل» منوّهاً: قامت الحكومة بأعمال منها تشكيل لجنة لقيادة الاقتصاد المقاوم، و هي تخبر عن نتائج إيجابية منها إيجابية مستوى التجارة و انخفاض الواردات، و لكن من اللازم القيام بأعمال أساسية في هذا المجال.
و أكد قائد الثورة الإسلامية على ضرورة تشخيص و رسم خارطة طريق مقدماً عشرة اقتراحات أساسية للمبادرة و العمل في مضمار الاقتصاد المقاوم.
و كان اقتراحه الأول تشخيص النشاطات و الشبكات الاقتصادية المميزة و التركيز عليها، ليمكن عن هذا الطريق فتح طرق متعددة أخرى للازدهار الاقتصادي و تكريسه.
و كان الاقتراح الثاني الذي قدمه قائد الثورة الإسلامية للمبادرة و العمل من أجل ازدهار الاقتصاد المقاوم هو إحياء و تفعيل الإنتاج الداخلي.
و أضاف سماحته: تشير بعض التقارير إلى أن ستين بالمائة من قدرات البلد الإنتاجية معطلة أو تعمل بأقل مما يمكن أن تعمل به. و بمقدور الحكومة عبر تواصلها مع الخبراء و علماء الاقتصاد النقاد، أن تحيي الإنتاج الداخلي.
و كان «الامتناع الجاد عن شراء البضائع الخارجية التي يضعف استهلاكها الإنتاج الداخلي» و «إدارة الأموال و المصادر المالية لإيران التي تدخل للبلاد من الخارج» اقتراحين عمليين آخرين قدمهما الإمام الخامنئي للمسؤولين التنفيذيين.
و أضاف سماحته: طبعاً لم تعد لحد الآن أموال إيران إليها بسبب شيطنة الأمريكيين و بتأثير من عوامل أخرى، و لكن ينبغي على كل حال الحذر من إنفاق هذه المصادر المالية على الإسراف و المشتريات غير الضرورية و إهدارها.
و كان الاقتراح الخامس الذي عرضه قائد الثورة الإسلامية لمبادرة المسؤولين و عملهم هو جعل القطاعات الاقتصادية المهمة علمية المحور.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي: الموهبة الإيرانية التي تستطيع إصابة صاروخ عن بعد ألفي كيلومتر بخطأ لا يتجاوز البضعة أمتار تستطيع بالتأكيد الإبداع في صناعات مهمة أخرى منها النفط و الغاز و إنتاج محركات السيارات و الطائرات و القطارات، و على الحكومة توفير أرضيات هذه العملية.
و كان الاقتراحان السادس و السابع الذان طرحهما قائد الثورة الإسلامية في كلمته لأجل تقدم اقتصاد البلاد و تعزيزه هو الاستفادة من قطاعات سبق أن تم الاستثمار فيها بمقاييس ضخمة مثل البتروكيمياويات و بناء محطات الطاقة، و اشتراط كل المعاملات الخارجية بشرط نقل التكنولوجيا إلى داخل إيران.
كما انتقد سماحته الضجيج السياسي و الصحفي حول الفساد مردفاً: الاقتراح الثامن من أجل المبادرة و العمل في إطار الاقتصاد المقاوم هو المحاربة الجادة و الواقعية للفساد و خصوصاً الاستئثار و التهريب الذين يوجهان ضربات كبيرة لاقتصاد البلاد.
و كان ترشيد الانتفاع من الطاقة و الذي يمكنه ضمن سياق معين أن يفضي إلى توفير مائة مليون دولار، و النظرة الخاصة و الداعمة للصناعات المتوسطة و الصغيرة لإيجاد فرص عمل و تفعيل الاقتصاد آخر اقتراحين من الاقتراحات العشرة التي قدمها آية الله العظمى السيد الخامنئي للمسؤولين التنفيذيين الإيرانيين من أجل تحقيق شعار السنة الإيرانية الجديدة و هو «الاقتصاد المقاوم، المبادرة و العمل».
و أضاف سماحته: طبعاً يمكن القيام بأعمال أخرى في هذا الطريق، و لكن لو تم تنفيذ هذه النقاط العشر فستنطلق في البلاد حركة ثورية كبيرة نحو التقدم تعمل على صيانة اقتصاد إيران و تحصينه و تخفض تأثيرات الحظر بالكامل.
و أكد قائد الثورة الإسلامية: في حال تنفيذ هذه الحركة المنطقية الثورية سوف لن يرتعد أحد مقابل الحظر و لن تكون هناك حاجة لغض النظر و التنازل عن الأصول و المبادئ و القيم و الخطوط الحمراء من أجل رفع الحظر الأمريكي.
و أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى ضرورة مساعدة الحكومة من قبل الناس و الخبراء السياسيين و الاقتصاديين، مضافاً إلى التنسيق و التفاهم بين السلطات الثلاث، مردفاً: نتمنى في ظل المبادرة و العمل لتحقيق الاقتصاد المقاوم أن تستطيع الحكومة في نهاية السنة الجارية تقديم تقرير ملموس للشعب عن إحياء عدة آلاف معمل و مصنع صناعي و إنتاجي و زراعي، و أن يشعر الشعب بهذه الأعمال و ترتفع ثقتهم و اطمئنانهم.
كما أوضح الإمام السيد علي الخامنئي أن العمل بطريقة ثورية كان مقدمة لنجاحات العقود الثلاثة الأخيرة، و أكد ثانية على ضرورة تكريم و تثمين الطاقات الثورية و الحزب اللهية مضيفاً: مكتسبات العلماء الشهداء النوويين الإيرانيين، و نجاحات الشهيد طهراني مقدم في مجال الصواريخ، و كاظمي في مجال الخلايا الجذعية، و الشهيد آويني و المرحوم سلحشور في الميادين الثقافية تدل على كيف يمكن للروح و الأفكار الثورية أن تحلّ العقد و تصنع النجاحات.
و شدّد قائد الثورة الإسلامية في ختام كلمته على أهمية القضايا الثقافية مردفاً: أؤكد مرة أخرى على المسؤولين بأن يدعموا الجماعات الشعبية التي تتكوّن تلقائياً في أنحاء البلاد و تمارس العمل الثقافي.
و أضاف قائلاً: ينبغي تنمية هذه الجماعات يوماً بعد يوم، و بدل أن تفتح الأجهزة الثقافية أذرعها للذين لا يؤمنون بالإسلام و الثورة و القيم، يجب أن تدعم الشباب المتدين و القوى المؤمنة و الثورية و الحزب اللهية.
و خاطب قائد الثورة الإسلامية شباب الوطن قائلاً: البلاد و الحاضر و المستقبل لكم، و إذا عملتم في هذه الميادين بإيمان و ثقة بالذات فلن تستطيع لا أمريكا و لا أكبر من أمريكا ارتكاب أية حماقة.
كما أشار سماحته إلى رحيل العالم المجاهد الخدوم المخلص للعتبة الرضوية المرحوم آية الله الشيخ واعظ طبسي، معتبراً فقدان هذه العالم الثوري المجاهد خسارة كبيرة.

قراءة 1822 مرة