الإمام الخامنئي يلتقي أعضاء الاتحادات الإسلامية الطلابية من مختلف أنحاء البلاد

قيم هذا المقال
(0 صوت)
الإمام الخامنئي يلتقي أعضاء الاتحادات الإسلامية الطلابية من مختلف أنحاء البلاد

التقى سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية صباح يوم الأربعاء 20/04/2016 م الآلآف من أعضاء الاتحادات الإسلامية الطلابية من مختلف أنحاء البلاد، و اعتبر أن موضوع الشباب أحد المجالات المهمة للمواجهة بين نظام الجمهورية الإسلامية و جبهة الاستكبار، مؤكداً: الجبهة المعادية للنظام الإسلامي تسعى إلى تغيير الهوية الدينية و الثورية للشباب الإيراني و سلب الأمل و المحفزات منه، و السبيل الوحيد في هذه المواجهة الخفية و المعقدة هو تربية شباب متدينين ثوريين عفيفين مصممين واعين متحفزين مفكرين شجعان مضحين، باعتبارهم «ضباط الحرب الناعمة». و أوصى قائد الثورة الإسلامية في بداية هذا اللقاء الشباب بالانتهال من الفرصة العظيمة التي يوفرها شهر رجب و من بعده شهرا شعبان و رمضان، و أضاف قائلاً: هذه الأشهر الثلاثة هي «ربيع المعنوية»، و الشباب باعتبارهم في ربيع العمر يمكنهم الاغتراف من هذه الفرصة الثمينة لتمتين البعد المعنوي في أنفسهم.
ثم عدّد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي بعض ميادين الصراع بين نظام الجمهورية الإسلامية و جبهة الاستكبار بزعامة أمريكا و الصهيونية موضحاً: استقلال البلاد سواء الاستقلال السياسي أو الاقتصادي و الثقافي أحد هذه الميادين، لأن القوى تجابه أي بلد يروم الوقوف مقابل هيمنة الأجانب و نفوذهم، و الدفاع عن استقلاله.
و اعتبر سماحته قضية التقدم ميداناً آخر من ميادين الصراع بين النظام الإسلامي و جبهة الاستكبار، مضيفاً: القوى العالمية تقف بوجه أي بلد يريد تحقيق التقدم لنفسه من دون الاعتماد عليهم، لأن مثل هذا التقدم يمثل نموذجاً يقتدى لسائر البلدان و الشعوب.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية هذا الموضوع من أهم دوافع القوى الاستكبارية للاصطفاف مقابل قدرات إيران الرامية إلى كسب العلوم النووية، و أضاف مؤكداً: إذا تنازلنا مقابل هذه القوى فإنهم سيوسعون معارضتهم بالتأكيد لتشمل حالات التقدم في مجالات تقنيات الأحياء و النانو و غيرها من الحقول العلمية الحساسة، لأنهم يعارضون أيّ تقدم علمي و اقتصادي و حضاري تحققه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
و أوضح الإمام السيد علي الخامنئي أن التواجد المقتدر لإيران في منطقة غرب آسيا و العالم، و موضوع فلسطين، و موضوع المقاومة، و موضوع أسلوب الحياة الإيراني الإسلامي من المجالات الأخرى للخلاف بين جبهة الاستكبار و النظام الإسلامي، ملفتاً: إذا شاع أسلوب الحياة الغربية في بلد ما فإن نخبة ذلك المجتمع سيتحولون إلى أفراد مستسلمين مقابل السياسات الاستكبارية.
و أشار سماحته إلى موضوع الشباب باعتباره واحداً من أهم ميادين الخلاف موضحاً: ثمة الآن في موضوع الشباب حرب ناعمة خفية و شاملة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جانب و أمريكا و الصهيونية و أتباعهما من جانب آخر.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية الشباب من طلبة المدارس و طلبة الجامعات ضباط هذه الحرب الناعمة، مردفاً: في هذه الحرب الناعمة يمكن تصوّر ضابطين بهويتين متباينتين توجبان اختلاف النتائج في هذه الحرب.
و أكد سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن الحرب الناعمة أخطر من الحرب الصلدة، و أشار إلى بعض ترّهات الأعداء قائلاً: في بعض الأحيان يهددوننا بحرب الصلدة و قصف، و هذا الكلام مجرد حماقات، لأنهم لا يمتلكون الأرضية و الجرأة لهذا الشيء، و إذا قاموا بمثل هذا العمل فإنهم ستلقون ضربة موجعة.
و أشار سماحته إلى أن الحرب الناعمة قائمة الآن ضد النظام الإسلامي، و علينا بدل محض الدفاع، أن نقوم بهجمات، موضحاً: إذا كان لنا في المقرات و الخنادق ضباط متدينون ثوريون مصممون واعون مثابرون و أصحاب أفكار و شجعان و مضحون فسيمكن تخمين الحصول على نتائج جيدة في هذه المعركة.
و أضاف قائد الثورة الإسلامية: أما إذا كان في مقرات هذه الحرب الناعمة و خنادقها ضباط مستسلمون مخدوعون يعتمدون على ابتسامات الأعداء، و غير متحفزين، و لا أفكار لهم، و غير مكترثين لمصيرهم و مصير الآخرين، و مشغولون بغرائزهم، فإن نتيجة المعركة ستكون معروفة تماماً.
و لفت آية الله العظمى السيد الخامنئي قائلاً: إذن، في الحرب الناعمة يمكن أن يكون هناك ضابطان بهويتين مختلفتين، ضابط تستسيغه الجمهورية الإسلامية و ضابط تستسيغه جبهة الاستكبار، و وجود كلّ واحد من هذين الضابطين يمكنه أن يغيّر مصير المعركة.
و أكد سماحته على أن الإصرار على تدين الشباب و عفافهم و ورعهم، و اجتنابهم الانشغال بالغرائز، يجب أن لا يعتبر عصبية و تحجراً، و أضاف يقول: الغربيون و خصوصاً الأمريكيين يسعون إلى أن يكون الشاب الإيراني عنصراً عديم الإيمان، و غير شجاع، و عديم الدوافع و المحفزات، و عديم التحرك، و عديم الأمل، و حسن الظن بالأعداء، و سيئ الظن بقيادته و جمهوره الداعم له، لكن النظام الإسلامي يحاول تربية شباب على الضدّ من إرادة جبهة الاستكبار.
و أوصى قائد الثورة الإسلامية الاتحادات الإسلامية الطلابية و الجامعية توصية أكيدة بالاهتمام بتربية و إعداد شباب لهم هوية دينية و ثورية، و تنمية هذه الروح بين كل الشباب، مضيفاً: كما أن لنا خططنا و برامجنا طويلة الأمد لتحرك شباب البلاد حركة علمية و دينية و ثورية، فالعدو أيضاً له خططه و برامجه طويلة الأمد، و سبيل مواجهة هذه المخططات هو تطوير الحالة النوعية و الكمية للشباب الثوري و المتدين، و صمودهم و ثباتهم.
ثم أشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى واجبات المسؤولين حيال الشباب، و أكد على أن التربية و التعليم لها إدارة متدينة، و يجب الاستفادة من هذه الفرصة قائلاً: في المدارس يجب فضلاً عن الاهتمام بالأمور الدراسية للتلاميذ وضع خطط و برامج صحيحة لتوفير فرص لهم للخوض في الأعمال الثورية أيضاً، حتى يتربى جيل الشباب و يُعدّ إعداداً ثورياً.
و أوصى سماحته مسؤولي التربية و التعليم بإفساح المجال للتنظيمات الثورية و المتدينة، مثل مجمع الاتحادات الإسلامية لطلاب المدارس و تعبئة التلاميذ، مردفاً: يُسمع أن هناك مخالفات تمارس ضد الأعمال الثورية في بعض المدارس، و على التربية و التعليم أن تتصدى لهذا المنحى.
و اعتبر قائد الثورة الإسلامية بيئة شباب البلاد بيئة باعثة على الأمل، مؤكداً: رغم وجود الكثير من عوامل الانحراف المختلفة و جبهة الأعداء الواسعة، ثمة في البلاد اليوم شباب مؤمن ثوري من أهل التعبّد و التضرّع، و المشي في مراسم الأربعين، و قراءة القرآن، و الاعتكاف، و الصمود في الميادين الثورية، و يجب أن نشكر الله تعالى على وجودهم.
و عدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي وجود مثل هؤلاء الشباب في البلاد شيئاً عظيماً جداً، و أكد على أنه بعد مضي 37 سنة على انتصار الثورة الإسلامية، لم تستطع جبهة الاستكبار القضاء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو منع تطورها و اقتدارها في المنطقة، قائلاً: رغم وجود الكثير من التهديدات العملية و الإعلامية، فقد أثبت حزب الله لبنان اليوم تواجده الرشيد في العالم الإسلامي، و إدانته على قصاصات ورقية من قبل حكومات فاسدة عميلة فارغة خاوية، لا أهمية لها على الإطلاق.
و أشار سماحة قائد الثورة الإسلامية إلى هزيمة الكيان الصهيوني على يد حزب الله لبنان في حرب الـ 33 يوماً، و مقارنة هذا الانتصار بهزيمة الجيوش القوية لثلاثة بلدان عربية على يد الكيان الصهيوني، مؤكداً: حزب الله و شبابه المؤمن يشعون و يتألقون كالشمس، و هم مبعث فخر للعالم الإسلامي.
و اعتبر سماحة الإمام الخامنئي أن ذات الحركات الدائرة حول محور الحقيقة ذات سائرة نحو الرشد و النمو و التطور، مردفاً: قد تواجه الحقيقة بعض الصعاب، لكنها ستنتصر في النهاية.
و عدّ سماحته الشرط الأساسي لانتصار الحقيقة صمودَ ضباط الحرب الناعمة حيال المشكلات، مؤكداً: الحقيقة ملكُ الشباب، و سيأتي بلطف من الله اليوم الذي تزول فيه المشكلات تدريجياً، و يقف فيه الشباب على القمم.
قبيل كلمة قائد الثورة الإسلامية تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين حاج علي أكبري ممثل الولي الفقيه في مجمع الاتحادات الإسلامية لطلبة المدارس عارضاً تقريراً عن نشاطات هذا التنظيم، و قال: طموحنا اليوم هو تربية تلاميذ في مستوى الثورة الإسلامية، و على هذا الأساس فإن التربية الثورية بالانتهال من المعارف العلوية تمثل أساس كل البرامج. كما ألقى إثنان من التلاميذ الأعضاء في مجمع الاتحادات الإسلامية لطلبة المدارس كلمتين عرضا فيهما آراءهما و همومهما بخصوص نشاطات التلاميذ و قضايا الشباب و التربية و التعليم في مدارس البلاد.

قراءة 1570 مرة