قائد الثورة الإسلامية المعظم يستقبل كبار المسؤولين وكوادر النظام الإسلامي
التقى قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي عصر اليوم (الثلاثاء: 2016/6/14) رؤساء السلطات الثلاث ومسؤولي النظام الإسلامي و المدراء الكبار في مختلف الأجهزة و المؤسسات و الناشطين السياسيين و الاجتماعيين والثقافيين، و اعتبر زيادة القدرات الأساسية سبباً في صيانة الشعب و البلد و اقتدارهما، وأضاف: التخطيط و تعيين الأولويات لحل مشكلتين أساسيتين هما الركود و البطالة، ستزيد سرعة الحركة لتحقيق الاقتصاد المقاوم.
وأوصى سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم، في بداية حديثه بالانتهال أكثر من الأجواء المعنوية لشهر رمضان المبارك، و أشار إلى بعض الأدعية في هذا الشهر الشريف، قائلاً: في بعض الأدعية الرمضانية يطلب الخلاص من ذنوب لو ابتلي بها المسؤولون و المدراء لا سمح الله، لعاد الضرر على كل المجتمع و البلاد.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم عدم التحفز والاندفاع و الغفلة و قساوة القلب و عدم الاهتمام و الغرور من جملة هذه الذنوب، ملفتاً: إذا لم يراقب المسؤولون أنفسهم و ابتلوا بهذه الذنوب، فستكون المراحل الآتية و الأخطر هي القصور في المنعطفات و الابتلاء بالنفاق و تكذيب النعم الإلهية.
واعتبر سماحته السبيل الوحيد للانعتاق من هذه الذنوب و المزالق، التقوى و مراقبة الذات.
ثم أشار سماحته إلى قضايا الساعة و أكد على أن البلد في الفترة الراهنة يمر بظروف حساسة و خاصة، مردفاً: من جملة خصائص الفترة الحالية هي أن المسؤولين بخلاف فترة بدايات الثورة تعرفوا أكثر على الإمكانيات الضخمة للبلاد، و لديهم وعي كامل و جامع بقدرات البلاد و إمكانياتها.
و قال آية الله العظمى السيد الخامنئي: الخصوصية الأخرى التي تبعث على حساسية الفترة الراهنة هي وجود عداء علني خاص مع الجمهورية الإسلامية، يتجاوز حالات الخلاف العادية بين الدول و الحكومات.
و في معرض بيانه لسبب هذا العداء الخاص، اعتبر سماحته الجمهورية الإسلامية الإيرانية ظاهرة غير مسبوقة، ملفتاً: النظام الإسلامي يعارض وفقاً لمرتكزاته الفكرية و العملية الإسلامية الاستكبار و الظلم و التمييز و السياسات التعسفية، و رغم كل الضغوط فإن قدرته و نفوذه يتسعان ويتعمقان يوماً بعد يوم في المنطقة و العالم أكثر، و يتحدى المصالح الظالمة للقوى الاستكبارية باعتباره قوة جديدة آخذة في الظهور.
و أكد قائد الثورة الإسلامية المعظم: ينبغي معرفة مخططات العدو و أن تكون لنا مقابل ذلك خططنا العامة الصائنة، و البرامج التنفيذية أيضاً تكتسب معناها في إطار هذه الخطط العامة.
و أضاف آية الله العظمى السيد الخامنئي: مخطط العدو القضاء على قدرات الجمهورية الإسلامية، و إذا لم يستطع ذلك فالحيلولة دون نمو هذه القدرات.
و أكد سماحته على أن الطريق الوحيد لمواجهة مخططات العدو هو الاستفادة الصحيحة و المناسبة من الإمكانيات و الرفع المستمر لقدرات البلاد واقتدارها، و استعرض القدرات الأساسية في البلاد.
و كان الإيمان الإسلامي أول قدرة أشار لها قائد الثورة الإسلامية المعظم قائلاً: يستخدم الطرف المقابل كل إمكانياته و خصوصاً الفضاء الافتراضي ليزعزع الإيمان الإسلامي لدى الجيل الشاب و الأجيال اللاحقة، لذلك يجب أن نهتم اهتماماً خاصاً بالحفاظ على الإيمان الإسلامي و تعميقه في المجتمع باعتبارها أساساً للاقتدار.
وعدّ آية الله العظمى الخامنئي التقدم العلمي القدرة الثانية الأساسية للبلاد، و أكد على أن الطرف المقابل يعارض التقدم العلمي بشدة، و قد استعان لإيقاف هذا التقدم حتى باغتيال علماء البلاد، مردفاً: من أجل مواجهة هذا التقدم العلمي استخدموا حتى الأدوات الخبيثة و الممنوعة من قبيل البرمجيات السيئة و الفايروسات الإنترنتية، و كنا نستطيع ملاحقتهم في المحاكم الدولية على هذه الجريمة، لكن هذا لم يحصل للأسف.
و أشار سماحته: من الأسباب الأساسية للضغط على القطاع النووي معارضتهم لتقدم البلاد علمياً، و هم أنفسهم يعلمون أن ادعاء محاولة الحصول على قنبلة نووية كذبة واضحة.
و اعتبر سماحته القدرة الاقتصادية و القدرة الدفاعية الرادعة من العوامل الأخرى لاقتدار البلاد، و شدد على زيادة هذه القدرات قائلاً: ينبغي الحفاظ على القدرة السياسية الوطنية بمعنى الوحدة و الانسجام الوطنيين، و رغم وجود الاختلافات و الأذواق السياسية المتنوعة، و التي لا إشكال فيها، يجب أن لا يكون هناك اختلاف بين الشعب على أسس حركة النظام.
و تابع آية الله العظمى السيد الخامنئي يقول: بلطف من الله يوجد اليوم هذا الانسجام و الوحدة الوطنيان بخصوص أسس النظام الإسلامي، و قاطبة الشعب تحب الثورة و مظاهر الثورة و ذكريات الثورة و اسم و ذكرى الإمام الخميني (رحمه الله).
وعدّ سماحته شبابية السكان في البلاد قدرة أخرى أساسية للبلاد مردفاً: السكان الشباب نعمة كبيرة و مهمة جداً، و على المسؤولين الحكوميين بتخطيطهم الصحيح السير باتجاه زيادة السكان الشباب في البلاد.
وبعد تأكيده على القدرات الستة الأساسية في البلاد و ضرورة تطويرها لمواجهة مخططات العدو، ألفت يقول: العدو هو الشبكة الاستكبارية التي تقف الحكومة الأمريكية على رأسها، و كذلك الشبكة الصهيونية و مظهرها الكيان الصهيوني الزائف.
وأشار سماحته إلى أن الطرف المقابل لا يخفي عداءه بحال من الأحوال، مضيفاً: كلام وزير الخارجية قبل أيام في الاجتماع العلني لمجلس الشورى الإسلامي بأن ذات أمريكا لم تتغير، كلام صحيح تماماً، فالذات الأمريكية حالياً هي نفسها الذات الأمريكية في زمن ريغان، كما لا يوجد أي اختلاف بين الديمقراطيين و الجمهوريين.
وألمح آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى تصور خاطئ بخصوص أمريكا قائلاً: يتصور البعض أننا نستطيع الانسجام مع أمريكا و حل مشكلاتنا، لكن هذا التصور خاطئ و توهم.
وأكد سماحته على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الناحية المنطقة لا تكون أبداً موضع محبة الحكومة الأمريكية، مضيفاً: لقد كان سلوك الأمريكان خبيثاً و معانداً دائماً، لذلك فإن التصور بأن القضايا بين إيران و أمريكا مجرد سوء فهم و يمكن حلها بالمفاوضات و بأسلوب الخمسين - خمسين، تصور غير واقعي و خاطئ.
واستطرد قائد الثورة الإسلامية المعظم: القضية الأصلية للأمريكيين هو وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و هذا ما لا يعالج بالمفاوضات والعلاقات، لأن القدرة و الاستقلال الناجم عن الإسلام غير مقبول من قبل الاستكبار.
وأكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على أن المصالحة من وجهة نظر أمريكا معناها التنازل عن المواقف و المبادئ، ملفتاً: لا نهاية لهذا التنازل، كما أنهم يتحدثون الآن عن موضوع الصواريخ بعد الموضوع النووي، و بعد موضوع الصواريخ يأتي الدور لحقوق الإنسان، و بعد حقوق الإنسان، يطرح موضوع مجلس صيانة الدستور، و بعد ذلك موضوع ولاية الفقيه، و يصل الدور إلى دستور البلاد و سيادة الإسلام، إذن، من الخطأ التصور بأن الجمهورية الإسلامية يمكنها التصالح مع الأمريكان.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية المعظم إلى تصور خاطئ آخر، فقال: يتصور البعض أن سبب خصام أمريكا مع إيران هو تحريض الجمهورية الإسلامية و هجوميتها، و الحال أنهم هم الذين كانوا منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية يهاجمون الشعب الإيراني و يفرضون عليه الحظر و يدينونه و يؤوون عدوه، و أسسوا بذلك للعداء و الخصام.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية أن تقوية «مناعة البلاد و اقتدارها» العلاج الحقيقي لكل عداءات المستكبرين، مؤكداً: طبقاً للأمر القرآني الصريح يجب أن نزيد ما استطعنا من قوانا و قدراتنا الإيمانية و الاقتصادية و الدفاعية و العلمية و السياسية و السكانية.
ودعا سماحته مسؤولي كل الأجهزة إلى النهوض بواجباتهم على نحو تام في سياق زيادة القدرات و «الصيانة الوطنية» موصياً المسؤولين في الوزارات و الأجهزة المتعلقة بالقدرات العلمية للبلاد إبعاد أنفسهم عن اللغط و الأمور الجانبية.
وأكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على ضرورة دعم الشباب المؤمنين الثوريين باعتبارهم إحدى قدرات البلاد، مردفاً: كما قلتُ بصراحة و وضوح فإنني أدافع دوماً عن الشباب المؤمنين الثوريين، و أحبهم.
وتابع سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم حديثه في لقائه بمسؤولي النظام بذكر نقاط مهمة في مجالي الاقتصاد و الاتفاق النووي (برجام).
واعتبر الركود و البطالة المشكلتين الأساسيتين في البلاد، ملفتاً: هذه المشكلات قبل أن تكون ناتجة عن الحظر، ناجمة عن سياسات و خطط الحكومات الحالية و السابقة و الأسبق.
وأشار آية الله العظمى السيد الخامنئي إلى بعض السبل لحل هاتين المشكلتين، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بالصناعات الصغيرة و المتوسطة، وأضاف: إحياء هذه الصناعات من أسس الاقتصاد المقاوم، و يمكنه إلى حد كبير تنشيط الاقتصاد و توفير فرص عمل.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية ترتيب أولويات الأعمال على جانب كبير من الأهمية منوهاً: من الطبيعي أن يعتبر كل واحد من الوزراء المحترمين مشكلاته أهم، و أن يحاول الحصول على مصادر مالية أكبر، و لكن على الحكومة ترتيب الأولويات بنحو واقعي و تسريع الحركة الاقتصادية.
وأبدى سماحته أمله في تحقق نتائج النشاطات الحكومية تحققاً عينياً ملموساً على صعيد الاقتصاد المقاوم، معتبراً دعم الشركات العلمية المحور ذا أولوية تامة و تأثير في حل مشكلتي الركود و البطالة الأساسيتين.
كما أشار سماحة آية الله الخامنئي إلى أهمية استقطاب و توجيه الرساميل و المصادر الخارجية نحو المجالات التي تحتاجها البلاد، ملفتاً: في هذا المضمار أيضاً ينبغي العمل حسب الأولويات.
الحيلولة دون استيراد البضائع ذات المماثلات الداخلية أو التي لا تحتاجها البلاد، و تبديل المعدات الصناعية المتهالكة، و الاهتمام الكامل بقطاع الزراعة، و التركيز و الاستثمار لإنتاج و تصدير المنتجات النفطية بدل بيع الخامات، كانت من التوصيات الأخرى التي قدمها قائد الثورة الإسلامية للمسؤولين.
وأضاف سماحته: زيادة إنتاج النفط و بيعه من احتياجات البلد، لكن البلد الذي يمتلك أكبر احتياطيات الغاز و النفط في العالم يجب أن لا يستورد البنزين، و على المسؤولين أن يخططوا و يبادروا لمعالجة هذه المشكلة.
وانتقد آية الله العظمى السيد الخامنئي الرؤية التي تقول بعدم وجود المصادر اللازمة لتحقيق الاقتصاد المقاوم، مردفاً: إيداعات الشعب في البنوك بالعملة الصعبة و العملة الوطنية تشكل رقماً عالياً جداً، فوجّهوا هذه المصادر نحو تسريع تحقيق الاقتصاد المقاوم عن طريق التسهيلات و المشجعات القانونية.
وكانت قضية الاتفاق النووي (برجام) و درجة التزام الأطراف المقابلة بالتزاماتها الجانب الأخير من كلمة قائد الثورة الإسلامية المهمة في لقائه الرمضاني بمسؤولي و مدراء النظام الإسلامي.
واعتبر سماحته آراء كلا الفريقين المؤيد للإتفاق النووي والمعارض له مبالغاً فيها، و تابع يقول: الذين يثنون على الإتفاق النووي والذين يعارضونه و ينتقدونه، يبدون في تصريحاتهم بعض المبالغات أحياناً، و الحال أن للإتفاق النووي نقاطاً إيجابية حسنة، و نقاط ضعف و عيوباً.
وتابع قائد الثورة الإسلامية المعظم: حسنات الإتفاق النووي هي الأمور التي شجعت الجمهورية الإسلامية على التوجه نحو المفاوضات، و طبعاً لم تتحقق الكثير من هذه الحسنات.
و قال سماحته في إشارة إلى عيوب الإتفاق النووي: هذه العيوب هي الأمور التي كنا نخشاها دائماً و نكرر أن الطرف المقابل سيّئ العهد و سيّئ الذات و ناكث لالتزاماته.
وأضاف سماحته: توجد في الإتفاق النووي ثغرات لو كانت قد أغلقت لكانت العيوب أقل أو لزالت.
وأثنى سماحته على الجهود الكبيرة و الصعبة للمفاوضين الإيرانيين مؤكداً: ما نقوله حول برجام لا يتعلق إطلاقاً بجهود و مشاق هؤلاء الإخوة الأعزاء، بل هو تقييم لأداء الطرف المقابل.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الجوانب الشديدة الغموض في ميثاق الإتفاق النووي والتي تمهد الأرضية لاستغلال الأطراف المقابلة مؤكداً: الجمهورية الإسلامية لن تنقض الإتفاق النووي ابتداء، لأن الوفاء بالعهود أمر قرآني، و لكن إذا تحقق تهديد مرشحي رئاسة الجمهورية الأمريكية بتمزيق الإتفاق النووي عملياً، فإن الجمهورية الإسلامية سوف تحرق الإتفاق النووي، وهذا العمل أيضاً أمر قرآني بخصوص مواجهة نقض العهود.
وتابع سماحته حديثه بالإشارة إلى مصاديق من عدم عمل أمريكا بالتزاماتها ملفتاً: كان واجب الطرف المقابل رفع الحظر، لكنه لم يعمل بهذا الواجب، فهو رفع بعض الحظر بنحو من الأنحاء، لكن الحظر لم يرفع على الصعيد العملي.
وألمح قائد الثورة الإسلامية: حافظ الأمريكان على الحظر الأولي بشكل كامل، و هذا ما يؤثر على الحظر الثانوي الذي أريد له أن يرفع.
وأكد آية الله العظمى السيد الخامنئي: ليدقق المسؤولون في هذه الحقائق و الواقعيات، و لا يكرروا أن الحظر قد رفع.
وأشار سماحته إلى عدم حلّ مشكلة التعامل و التواصل مع البنوك الخارجية مردفاً: يقول مسؤولو الحكومة الأمريكية باللسان و التعميمات أنه لا يوجد مانع من تعامل البنوك مع إيران، لكنهم يفعلون على الصعيد العملي ما يجعل البنوك لا تتجرأ على التعامل مع إيران.
وعدّ آية الله العظمى السيد الخامنئي تصريح أحد المسؤولين الأمريكان مؤخراً بأننا لن ندع إيران ترتاح، نموذجاً لهذا السلوك المزدوج، و أضاف قائلاً: قام الطرف الأمريكي بهذا الذنب و المخالفة الكبيرة في عرقلة البنوك الخارجية مع إيران، و لا ينبغي لأحد تبرير سلوك الأمريكان هذا.
وكان «تأمين ناقلات النفط» موضوعاً مهماً آخر أشار قائد الثورة الإسلامية إلى تفاصيل نكث أمريكا لعهودها فيه، قائلاً: هم طبعاً وافقوا على سقف محدود لهذا التأمين، لكن البنى الكبيرة للتأمين لا تدخل في هذا الموضوع لأن الأمريكان أعضاء في هذه البنى و يمارسون العرقلة.
وأشار سماحته إلى عمل الجمهورية الإسلامية بكامل التزاماتها و تعهداتها مردفاً: لقد أنجزنا كل تعهداتنا و التزاماتنا المسبقة، و أوقفنا التخصيب بنسبة عشرين بالمائة، و فردو، و أراك، لكن الطرف المقابل لا يزال يتوقع المزيد.
وخاطب آية الله العظمى السيد الخامنئي رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية مؤكداً: لا توافقوا مطلقاً على توقعات الطرف المقابل في خصوص «ألياف الكاربون المستخدمة في صناعة أجهزة الطرد المركزية» و «قياس 300 كيلو من المواد النووية»، و لا ترضخوا لها.
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى الأموال الإيرانية المحتجزة في الخارج قائلاً: الوصول إلى عائدات النفط الإيراني في الوقت الحاضر عملية صعبة ومكلفة، و الأموال التي لنا في بنوك سائر البلدان لم تعد للجمهورية الإسلامية بعد، لأن هذه الأموال بالدولار، و نقلها مقفل بسبب عداء أمريكا لنا وإخلافها عهودها.
وتابع سماحته حديثه بالإشارة إلى أن الصناعة النووية صناعة استراتيجية يجب أن تبقى و تتطور من دون خلل.
وأشار سماحته إلى التأثير المحسوس للصناعة النووية في صيانة أمن البلاد و رفع مستواه، مؤكداً: قابليات هذه الصناعة و كوادرها البشرية القديرة و إمكانية وصولها إلى الوضع السابق يجب أن تصان و تحرس.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: لحسن الحظ تم الحفاظ على إمكانية العودة إلى الوضع السابق، و نستطيع في الظروف التي نجد أنها لازمة أن نصل بواسطة أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد، و خلال أقل من سنة و نصف، إلى 100 ألف سو، لذلك لا يتصور الطرف المقابل أن أيدينا مغلولة.
وأكد آية الله العظمى السيد الخامنئي على المواجهة الجادة لكل أنواع العرقلة الأمريكية و خاطب المسؤولين قائلاً: الحق يؤخذ، خصوصاً من ذئب مثل أمريكا يجب انتزاع الحق من بين مخالبه.
و أبدى قائد الثورة الإسلامية المعظم ارتياحه لتصريحات رئيس الجمهورية الإسلامية و وزير خارجيتها بخصوص مواجهة عرقلة أمريكا، موضحاً: من أجل مواجهة جفاء الطرف المقابل و أعماله يجب أن نحافظ على قدراتنا.
واعتبر سماحته قدرة إيران على التخصيب بنسبة عشرين بالمائة و صناعة أجهزة طرد مركزية متطورة العامل الأصلي لقبول الجانب الأمريكي ببعض الالتزامات، مؤكداً: لو لا الاقتدار العلمي و التقني لإيران لما كان الأمريكان بالتأكيد ليوافقوا حتى على هذا الوضع الحالي، لذلك ينبغي زيادة هذا الاقتدار أكثر فأكثر.
وقال سماحة آية الله الخامنئي في النقطة الأخيرة من الجانب المتعلق بالملف النووي من كلمته في لقائه مدراء الدولة: نتوقع من هيئة الإشراف على تنفيذ برجام أن تقف بدقة و مراقبة متزايدة أمام كل نقطة يسيئ فيها الطرف المقابل التصرف أو يفكر بالخيانة، و أن تدافع عن مصالح الشعب.
قبل كلمة قائد الثورة الإسلامية المعظم تحدث في هذا اللقاء حجة الإسلام و المسلمين حسن روحاني رئيس جمهورية إيران الإسلامية معتبراً شهر رمضان شهر الرحمة الإلهية ومشيراً إلى ظروف البلاد عند بدء عمل الحكومة الحادية عشرة قائلاً: جعلت الحكومة السيطرة على التضخم على رأس أولوياتها، و استطعنا الهبوط به من 40 وواحد بالعشرة في سنة 1392 [2013 م] إلى 11 و تسعة أعشار في نهاية عام 1394[بداية 2016 م]، وسوف نهبط بالتضخم في الشهر المقبل إلى رقم من خانة واحدة.
واعتبر الدكتور روحاني السيطرة على سوق العملة الصعبة و النمو الاقتصادي و الخروج من الركود من المكتسبات الأخرى للحكومة.
وأشار رئيس الجمهورية الإسلامية في جانب آخر من حديثه إلى خطوات الحكومة في قطاع الزراعة قائلاً: من سنة 92 إلى 94 ارتفعت المحاصيل الزراعية من 97 مليون طن إلى 112 مليون طن.
وأضاف الشيخ حسن روحاني: في مجال احتياطيات المواد الغذائية الاستراتيجية مثل القمح و الرز، ارتفعت احتياطيات سنة 94 إلى ثلاثة أضعاف قياساً إلى سنة 92 ، و نقدر أن يكون إنتاج القمح في السنة الجارية 95 عشرة ملايين طن و هو رقم يساوي تقريباً احتياجات البلاد.
وأشار روحاني إلى التقدم في صناعة النفط قائلاً: تم افتتاح المراحل 12 و 15 و 16 و 17 من مجمع پارس الجنوبي، و ستفتتح إلى نهاية العام الجاري ثلاث إلى أربع مراحل أخرى منه.
وأضاف رئيس الجمهورية الإسلامية: ازداد إنتاج البلاد من الغاز خلال هذه المدة 150 مليون متر مكعب كل سنة.
كما أشار إلى زيادة خطوط سكك الحديد قائلاً: أضيف 475 كيلومتراً من خطوط سكك الحديد، و هناك برامج و خطط لإضافة 700 كيلومتر آخر لهذه الشبكة، ما يجعلنا نشهد تحولاً كبيراً في مجال الترانزيت و خطوط سكك الحديد في البلاد.
وأوضح روحاني أننا شهدنا تطوراً إيجابياً في مضمار التجارة الخارجية مؤكداً: في السنة الماضية و بعد ستين عاماً فاقت الصادرات غير النفطية في البلاد وارداتنا غير النفطية.
وتابع يقول: كمعدل، كان المستوى التجاري للبلاد خلال الأعوام الثمانية الماضية سلبياً بمقدار 25 مليار دولار، لكن هذا المستوى أصبح الآن إيجابياً لأول مرة.
وأشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى المفاوضات النووية قائلاً: في هذه المفاوضات تم تكريس الحقوق النووية للشعب الإيراني و إلغاء القرارات الظالمة.
و أوضح رئيس الجمهورية الإسلامية أن الخطوة الأولى بعد رفع الحظر هي الوصول إلى أسواق تصدير النفط موضحاً: في هذا المجال عدنا تقريباً إلى ظروف ما قبل الحظر.
وأعلن الدكتور روحاني أن إنتاج متكثف الغاز ارتفع من 370 ألف برميل إلى 390 ألف برميل في الأشهر الأخيرة، مردفاً: ارتفع تصدير النفط الخام الآن إلى مليوني برميل، كما ارتفع إنتاج النفط من مليونين و سبعمائة ألف برميل إلى ثلاثة ملايين و ثمانمائة ألف برميل.
وأكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية: نحتاج اليوم إلى الاتحاد و الصمود لتحقيق أهدافنا.
واعتبر روحاني أن أهم قضية تواجه البلاد اليوم هي قضية البطالة، و أوضح أن من مفاخر الحكومة الحادية عشرة طوال الأعوام الثلاثة الماضية توفير مليون و 340 ألف فرصة عمل خالصة جديدة، مضيفاً: طبقاً لما أعلنه مركز الإحصاء لدينا الآن أكثر من 22 مليون فرصة عمل في البلاد.
وأوضح أن قلة الطلب هي من مشكلات التوصل إلى النمو الاقتصادي، مردفاً: من دون أسواق جديدة لا نستطيع الوصول إلى نمو اقتصادي منشود، و لأجل هذا ينبغي أن نسعى لإيجاد أسواق جديدة داخلية و خارجية، و نحاول كذلك استقطاب الاستثمارات الخارجية.
وأشار الدكتور روحاني إلى كلام قائد الثورة الإسلامية الأخير حول بطالة الشباب مؤكداً: إنه مبعث خجل بالنسبة للحكومة أيضاً أن يكون الشاب الإيراني الدارس عاطلاً عن العمل.
وقال رئيس الجمهورية الإسلامية إن هيئة قيادة الاقتصاد المقاوم تشكلت العام الماضي بأمر من قائد الثورة الإسلامية، مضيفاً: أقامت هذه الهيئة لحد الآن 19 اجتماعاً، و وضعت 110 مشاريع ضمن الأولوية.
وأشار الشيخ روحاني إلى ضرورة عدم زعزعة الثقة بين أبناء المجتمع قائلاً: إذا أخذ عدد من الأفراد في زاوية ما رواتب أعلى، فلا نحوّل هذا إلى قضية وطنية، و الحكومة لها آذان صاغية لسماع النقود.