سبع أولويات مهمة لعمل الحكومة؛ والإقتصاد القضية الأولى للبلاد

قيم هذا المقال
(0 صوت)
سبع أولويات مهمة لعمل الحكومة؛ والإقتصاد القضية الأولى للبلاد

قائد الثورة الاسلامية المعظم يستقبل رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة

استقبل قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي صباح اليوم (الأربعاء: 2016/08/24) السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية واعضاء الحكومة وأثنى سماحته على جهود ومساعي الحكومة الحادية عشرة معتبراً أسبوع الحكومة فرصة سانحة لتقديم تقرير للشعب عن الانجازات، وتناول سماحته خلال اللقاء نقاطا مهمة في اطار 7 فصول في مجالات "الإقتصاد المقاوم" و"السياسة الخارجية" و"العلوم والتقنيات" و"الامن" و"الثقافة" و"الخطة التنموية السادسة" و"الاجواء الافتراضية"، باعتبارها الاولويات الاساسية للبلاد وخارطة طريق للحكومة الحادية عشرة خلال العام المتبقي لها.

وهنأ سماحته بمناسبة اسبوع الحكومة مخلداً ذكرى الشهيدين رجائي وباهنر باعتبارهما "نموذج الاخلاص والمثابرة والشعبية"، وأشار سماحته الى بعض المحاولات الرامية لتبرئة المنافقين (عناصر زمرة خلق الارهابية) المتورطين في هذه الجرائم وقال: للاسف ان البعض يحاول ايجاد مساحة من المظلومية لهؤلاء المجرمين المتورطين في اراقة دماء الالاف من المواطنين والمسؤولين والشخصيات البارزة ويعمل على تشويه الصورة الناصعة للامام الراحل (ره) ولكن هذه الاصابع الخبيثة والمغرضة لن تنجح في مبتغاها وستواجه الفشل كما في السابق .

واستمع قائد الثورة الاسلامية المعظم بعد ذلك الى تقرير لرئيس الجمهورية وبعض اعضاء الحكومة، مشيرا الى الاجراءات المتخذة وقال: ان هذه التقارير كانت متميزة وينبغي ان يطلع عليها الشعب، لأن الرأسمال الاساس هم الجماهير وثقتهم وأملهم .

وأوصى قائد الثورة الإسلامية المعظم، الحكومة الايرانية بالابتعاد عن القضايا الهامشية لاسيما خلال الاشهر القادمة التي ستشهد جدلا حول الانتخابات وأضاف: يحب عدم انشغال الحكومة بتلك الجدالات بأي شكل من الأشكال، بل يجب ان تبقى الى اليوم الاخير تعمل على استمرار خططها ومساعيها وتسوية العقبات وان اهم دعاية تقوم فيها الحكومة الحالية هي العمل والاجتهاد.

واعتبر سماحته اسبوع الحکومه بانه یشکل فرصة سانحة لتقییم اداء الحکومه من قبل الشعب والنخبة وقال: لا ضیر من الانتقاد لکن هذا الانتقاد یجب ان یکون منصفا ومصحوبا بتقدیم الالیات الصحیحة. 

وبعد أن بيّن سماحة آية الله الخامنئي بعض المقدمات الضرورية، عدد سبعة فصول رئیسیة کاولویات رئیسیة للبلاد وخارطة طریق للحکومة الحادیة عشرة، اولها "القضایا الاقتصادیة وتطبیق سیاسات الاقتصاد المقاوم" وقال: ان القضیة الاولی للبلاد الان هي القضایا الاقتصادیة ویجب معالجتها، وهذه المعالجة تکمن في التطبیق الصحیح والدقیق لسیاسات الاقتصاد المقاوم. 

واکد سماحته: یجب الوقوف بحزم لمنع استمرار المشاریع والبرامج الاقتصادیة التي لا تنسحم مع سیاسات الاقتصاد المقاوم. وأشار إلى أن السبيل لتطبيق سياسات الإقتصاد المقاوم يكمن في توظيف جميع طاقات البلاد في الحقلين الزراعي والصناعي وأضاف: ان احد الإلزامات العملية الهامة لتنفیذ سیاسات الاقتصاد المقاوم هو "بناء الخطاب" وخلق أجواء الحوار عبر التبيين الصحيح لهذه السياسات وتأثيراتها من قبل المسؤولين.  

واضاف سماحته ان الحرکة العلمیة للسنوات الاخیرة للبلاد والتقدم في قطاعات الجو فضاء والنانو والنووي والتکنولوجیا البیئیة ناجم عن بناء الخطاب للحرکة العلمیة والنهضة البرمجیة خلال السنوات الـ12 الماضیة، وقال: یجب ایجاد هکذا خطاب في المجتمع فیما یخص الاقتصاد المقاوم.  

وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم ان "تفویض صلاحیات اتخاذ القرارات للمحافظات" و"توجیه التسهیلات المصرفیة وکذلك الحجم الهائل من السیولة النقدیة نحو الانتاج"، و"محفزات التصدیر"، و"التسدید في اوانه لأثمان المحاصیل الزراعیة"، و"الاهتمام الجاد بالقری والصناعات التحویلیة"، تعد من الاجراءات الاساسیة والممکنة لتطبیق سیاسات الاقتصاد المقاوم. 

واعتبر سماحته "البيوقراطية الإدارية" و"الإجراءات المعرقلة لعمل المنتجين وخالقي فرص العمل" إحدى عقبات تنفيذ الإقتصاد المقاوم وأضاف: من الإلزامات الأخرى لتحقق الإقتصاد المقاوم، دعم الشركات العلمية المحور.

وأكد قائد الثورة الإسلامية: ان ثمة مشاریع یمکن تنفیذها في الداخل علی ید الشرکات القائمة علی المعرفة ولا یجب منحها للشرکات الاجنبیة. 

وتطرق سماحته الی الفصل الثاني ألا وهو "السیاسة الخارجیة" وأشار إلى أن السیاسة الخارجیة کانت احدی اولویات حکومة السید روحانی وقال: انی متفق مع هذا الموضوع واؤمن دائما بالعمل الدبلوماسي لکن یجب توزیع القدرات الدبلوماسیة بصورة مناسبة ومتزنة في العالم.

واضاف سماحته: ان آسیا وافریقیا وامریکا اللاتینیة یجب ان تنال نصیبها المناسب في السیاسة الخارجیة للبلاد. 

وشدد علی ضرورة اتخاذ موقف فعال في السیاسة الخارجیة، وقال: فیما یخص قضایا مثل قضایا المنطقة والتي هي معقدة للغایة ومتشابكة، یجب التصرف بدقة ووعي وقدرة تفکیر وفعالیة وتأثير. 

كما اكد سماحته على ضرورة الاستفادة ايضا من الطاقة الدبلوماسية للنهوض بالاقتصاد.

واشار الى عدم امكانية الاعتماد على التصرفات الظاهرية في المناخ الدبلوماسي، وقال: ان الشيء الوحيد الجدير بالثقة في الحقل الدبلوماسي، هو العمل الراسخ والمؤكد والموقع والذي يمكن الاحتجاج به.

وقال قائد الثورة الإسلامية المعظم انه یجب اخذ التجربة من عدم تقیّد امریکا بالتزاماتها في مجال الاتفاق النووي وقال: ان هذه التجربة تعلمنا انه لا یمکن الوثوق بوعود اي من الحکومات في امریکا ولا ينبغي ان نبادر الى ترتيب الاثار فورا على الوعود التي يقطعونها.

وقال سماحته: ان انتقادي لقضية الاتفاق النووي كان يعود الى نكث العهد وخبث الطرف الآخر وليس لاعضاء الفريق الايراني المفاوض لان فريقنا المفاوض بذل ما بوسعه ليل نهار ونحن نقدّر لهم جهودهم .

وتطرق سماحته الی الفصل الثالث من خارطة طريق الحكومة وهو "العلم والتکنولوجیا" وقال:ان البلاد ومن اجل تحقیق التقدم بحاجة الی العلم و التکنولوجیا، إذ تحقق تقدم جید خلال السنوات الاخیرة في هذا المجال.

ودعا سماحته الى تعويض تخلف البلاد عن الحركة العلمية العالمية عبر زيادة الحركة العلمية في ايران ورفع الميزانيات المخصصة لقطاع الابحاث وللجامعات.

والفصل الرابع الذي تناوله سماحة آية الله الخامنئي، هو "الأمن"، وقال: انه برعایة الله وفضله وفي ظل جهود قوی الامن والقوات العسکریة فان البلاد تحظی بدرع امنیة متینة وقویة بینما دول المنطقة ملیئة بالحوادث والتدهور الامني.

واعتبر سماحته ان "الروح الثوریة والدینیة للشعب" تشکل احد العناصر الرئیسیة للدرع الامنیة المتینة للبلاد، وأضاف: لا یجب اطلاقا الإخلال في هذا الحصن الدفاعي.

وأشار سماحته کذلك الی عوامل اخری في هذا الخصوص بما فیها القوات العسکریة والامنیة في البلاد وأضاف: يجب دعم هذه القوات دوماً وتشجيعها.

وأعتبر سماحته، التجهیزات والامکانات الدفاعیة للبلاد أنها العنصر الثالث للدرع الامنیة المتینة للبلاد، وأضاف: ان العدو قلق من زیادة القدرات الدفاعیة والصاروخیة للبلاد، لذلک یجب المساعدة علی زیادة القدرات الدفاعیة ودعمها.

وكانت قضیة "الثقافة"، الفصل الخامس الذي تطرق الیه قائد الثورة الاسلامیة المعظم، بإعتبارها أولوية هامة جداً للبلاد وأضاف: الثقافة، تشمل الادب والفن ونمط الحیاة والسلوك والاخلاق الاجتماعیة، وكافة الأجهزة والمؤسسات الثقافية مسؤولة وتتحمل وظائف في كافة هذه الحقول.  

وأضاف سماحته أنه لیس من دعاة الجزمیة والضغط والاضطهاد في المیدان الثقافي بل یؤمن ایمانا راسخا بالتفکیر الحر لکن التفکیر الحر لا یعني التفسخ والسماح للاعداء بالحاق الصدمات والضربات. 

واکد سماحته في معرض تلخيصه لهذا الفصل: فیما یخص الثقافة فانه یجب ان تکون روح الحریة مصحوبة بالتخطیط العادل لتساهم في تحقیق النمو الجید وتمنع الصدمات الثقافیة. 

وكان الفصل السادس الذي اشار الیه سماحته کاولویة للبلاد وخارطة طريق الحكومة، هو اهمیة "'الخطة التنمویة السادسة" وضرورة الاسراع في وضع نص نهائي لها.

واشار سماحته الى التأخير في تقديم الخطة الخمسية السادسة للتنمية وقال: ان خطط التنمية تقود الى التنسيق وتضافر الجهود كحلقات السلسلة الواحدة وصولا الى تحقيق أهداف البلاد ، لذلك من الضروري الإسراع في تنفيذ برامج الخطة  لعدم السماح بتأخير الأعمال أكثر من ذالك.

واعتبر سماحته الفصل السابع من توصياته للحكومة، موضوع الفضاء الافتراضي، وقال: إن الفضاء الافتراضي هو عالم واسع جدا وفي تنام ولا يتوقف، وهو مصحوب بفرص كبيرة وبالتهديدات في نفس الوقت.

واكد ضرورة الاستفادة القصوى من الفرص المتاحة عبر الفضاء الافتراضي ودفع التهديدات الناجمة عنه، وهذا هو الهدف من تشکیل المجلس الاعلی للفضاء الإفتراضي وأضاف: يجب الاسراع في ایجاد الشبکة الوطنیة للمعلومات وتشغيلها.

وتحدّث سماحة آية الله الخامنئي في الختام عن المدفوعات والمرتبات غیر المألوفة وقال: لا یجب تخطي هذه القضیة بسهولة ويجب التصدي بحزم لها من قبل جمیع السلطات والمؤسسات.

في بداية اللقاء تحدث السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية مقدماً تقريراً عن إنجازات الحكومة، وأكد على أهمية الإقتصاد المقاوم، معتبراً "إرساء دعائم الإستقرار والثبات الإقتصادي" يعد من أكبر إنجازات الحكومة خلال الثلاث السنوات الماضية من عمرها.

وأعرب الرئيس روحاني عن أمله بأن يصل النمو الإقتصادي في البلاد الى خمسة بالمائة خلال السنة الراهنة.

واشار إلى أن من بين الإنجازات التي حققتها الحكومة الحالية نمو الإنتاج الوطني، ومن ضمنه زيادة انتاج النفط ومكثفات الغاز.

وأشار الرئيس روحاني إلى النمو الحاصل بنسبة 15.5 بالمائة في القطاع الزراعي وقال: لقد حققنا في العام الجاري الإكتفاء الذاتي في مجال القمح، لافتاً إلى أن إيران تنتج حالياً 14 مليون طن من القمح سنوياً.

ونوه إلى أن الحكومة قامت بمد 457 كيلومترا من السكك الحديدية وتقوم حالياً بمد 700 كيلومتر منها في شتى أنحاء البلاد.

ولفت إلى أن هناك 2500 شركة معرفية تعمل حالياً في أنحاء البلاد، مشيراً إلى ان هذه الشركات قامت بتوفير 40 ألف فرصة عمل في البلاد.

وحول المشاكل الإقتصادية التي تعاني منها البلاد قال الرئيس روحاني، إن أهم المشاكل التي نعاني منها هي قضية فرص العمل، مشيراً إلى أن الحل الكامل لهذه المشكلة يتطلب إيجاد مليون فرصة عمل في السنة.

كما تحدث في هذا اللقاء السيد جهانغيري النائب الأول لرئيس الجمهورية، وكل من السيد ستاري نائب رئيس الجمهورية للشؤون العلمية والتكنولوجية، والسيد زنكنة وزير النفط، والسيد ربيعي وزير التعاون والعمل والشؤون الإجتماعية، والسيد آخوندي وزير الطرق وبناء المدن والسيد نوبخت نائب رئيس الجمهورية رئيس منظمة الميزانية والتخطيط رافعين تقاريرهم عن إنجازات الحكومة في مختلف القطاعات.

وفي ختام هذا اللقاء أقيمت صلاتي الظهر والعصر بإمامة سماحة قائد الثورة الإسلامية المعظم.  

 

قراءة 1587 مرة