انطلقت، أمس الخميس (24 نوفمبر 2016)، بمدينة فاس المغربية، أعمال المؤتمر العالمي الثاني للباحثين في السيرة النبوية، الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية المغربية (مبدع) حول موضوع "آفاق خدمة السيرة النبوية"، بمشاركة العديد من العلماء والباحثين والأكاديميين المختصين في السيرة النبوية من المغرب وعدة دول إسلامية.
ويبحث المؤتمر، المنظم بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية والمجلس العلمي الأعلى من 24 إلى 26 نوفمبر الجاري مختلف التصورات والمقاربات التي يجب اتخاذها من أجل تسريع إخراج السيرة النبوية الكاملة والشاملة وتنسيق الجهود من أجل خدمتها وترشيد البحث فيها.
وقال عبد الله غازي، وزير الشؤون الدينية بجمهورية غينيا كوناكري، إن تنظيم المؤتمر يأتي في وقت اشتدت فيه حاجة الأمة الإسلامية للاستفادة مما تتضمنه هذه السيرة العطرة، باعتبارها تشكل دستورا ومنطلقا لاقتباس العبر والدروس في الأخلاق والصدق والأمانة.
وأضاف إن سيرة الرسول الكريم هي نموذج للمحبة والحكمة والقيم الرفيعة للعدل ومحاربة الظلم وللتسامح والإخاء، مشيراً إلى أنه لو اعتمدت هذه السيرة النبوية كمنهاج لحياة الإنسان لانتفت الصراعات بين الشعوب وبين الأفراد ولتحققت العدالة.
وأكد أن السيرة النبوية هي حقائق ثابتة وموسوعة علمية وأخلاقية واقتصادية واجتماعية وسياسية تستحق أن تدرس وتكون نموذجاً لمجتمع متكامل.
من جهته أكد سعيد شبار ممثل المجلس العلمي الأعلى على الأهمية التي يكتسيها تنظيم هذا المؤتمر الذي يستهدف تجميع جهود الأمة الإسلامية من أجل خدمة السيرة الكريمة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مشدداً على ضرورة انتظام هذه الجهود في خيط ناظم ووفق مقاربات علمية حتى تكون أكثر فاعلية وإجرائية في النهوض بقضايا الأمة الإسلامية.
وقال إن من أهداف هذا المؤتمر، فسح المجال للنظر في السيرة النبوية الشريفة ككل مع تيسير وتقريب النموذج الأكمل لهذه السيرة، مشيرا إلى أنه وبعد جهود التجميع والتدوين التي استغرقت جهود السلف سيقوم الخلف بتقديم هذه السيرة بشكل شمولي ومتكامل.
بدوره، اعتبر محمد الروكي، رئيس جامعة القرويين المغربية، أن تنظيم هذا الملتقى الدولي يشكل حلقة ضمن جهود الباحثين والمفكرين في تجميع وتدقيق السيرة النبوية التي تعد سجلاً حافلاً بحياة الرسول الكريم(ص) قبل البيعة وبعدها كما تعد مدونة عظمى لأخلاقه وصفاته وتصرفاته وأقواله.
وأضاف إن السيرة النبوية هي النموذج الأمثل لبناء مجتمع متكامل ومتضامن مؤكداً حاجة الأمة الإسلامية اليوم للعودة الراشدة لهذه السيرة والاقتباس منها واستخلاص الدروس والعبر، مشيراً إلى أن على الباحثين والمفكرين أن يعتمدوا البحث العلمي الرصين من أجل العمل على إخراج النص الكامل والصحيح لهذه السيرة النبوية حتى تتيسر الاستفادة منها.
وأجمع المتداخلون في المؤتمر على التأكيد على الأهمية التي يكتسيها موضوع هذا الملتقى العلمي الدولي خاصة في هذه الظروف التي تعيش فيها الأمة الإسلامية تحديات كثيرة ومتنوعة وما أحوجها إلى الاسترشاد بسيرة سيد الكون النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن بين العروض والمداخلات التي سيقدمها المشاركون في هذا المؤتمر (الاعتماد على القرآن الكريم مصدرا للسيرة) و(الاعتماد على كتب الحديث مصدرا للسيرة) و(تطبيق منهج أهل الحديث على كتب السيرة والتاريخ) إلى جانب قضايا من قبيل جمع نصوص السيرة النبوية وترتيب حوادثها وتركيبها تركيبا صحيحا شاملا وفقه التربية وفقه الاجتماع والسياسة وفقه الإصلاح وغيرها.