قال قائد الثورة الإسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال إستقباله الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين والوفد المرافق ظهر اليوم (الأربعاء:2016/12/14): رغم الأزمات المستمرة التي يختلقها حماة الكيان الصهيوني بهدف نسيان قضية فلسطين، فإن هذه الارض الشريفة ستتحرر ببركة المقاومة وجهاد الشعب والفصائل الفلسطينية.
وأشاد سماحته بالدوافع الايمانية وروح الصمود بين الفلسطينيين، وقال: إن السبيل الوحيد لإنقاذ القدس الشريف يتمثل في الجهاد والمقاومة، وان السُبل الاخرى لا عاقبة لها ولا جدوى منها.
وأبدى قائد الثورة الإسلامية المعظم إرتياحه لمبادرة النقاط العشرة التي قدّمتها حركة الجهاد الاسلامي لتوحيد الفصائل الفلسطينية في مقاومة الصهاينة، وأضاف: إن التأكيد على الجهاد، والرفض التام لاتفاقيات المساومة، والإصرار على إتحاد الفصائل الفلسطينية وإدانة مساعي بعض الدول الرجعية للتطبيع مع العدو، تشكل أهم نقاط هذه المبادرة.
وأكده سماحة آية الله الخامنئي أهمية تطبيق هذه المبادرة، وقال: لا شك ان هناك من سيكلّف بمنع تطبيق محتوى مبادرة حركة الجهاد الاسلامي، لذلك لابد من التحلي بالحذر لِئلا تبقى هذه المبادرة حبراً على ورق، ولئلا تصاب بالنسيان بعد الاشادات الاولى والتكتيكية للمبادرة.
ورأى قائد الثورة الإسلامية المعظم ان السبب الرئيس للمشكلات العديدة في المنطقة يعود الى "المستكبر الأعظم والشيطان الأكبر" أي أميركا، وأشار الى تدخل صغار الشياطين في المنطقة في إصطناع الأزمات الموجودة، وقال: إن هدفهم جميعاً هو إضعاف القضية الفلسطينية لدى الرأي العام بالمنطقة وبالتالي محوها من أذهان الشعوب.
وأضاف سماحته: إن الجمهورية الاسلامية ورغم إنشغالها ببعض قضايا المنطقة، فإنها أعلنت دوماً وبصراحة ان فلسطين هي القضية الاولى للعالم الاسلامي، وهي بذلك تؤدي واجبها في هذا المجال.
وأشار سماحته الى مسؤوليات "الفصائل الفلسطينينة والعلماء والمثقفين والكتّاب العرب" في إبقاء جذوة القضية الفلسطينية متقدة لدى الرأي العام للشعوب، وقال: لابد من بذل جهود مضاعفة من أجل "خلق أجواء فكرية وخطاب عام في العالم الاسلامي حول أولوية قضية فلسطين"، بنحوٍ يشعر المسؤولون المساومون في بعض الدول بالهلع من رد فعل الشعوب.
وتطرق سماحة آية الله الخامنئي الى محاولات أميركا وحلفائها الاقليميين لاختلاق مختلف الاحداث وإقحام عامل المذهب في الازمات، وقال: خلافاً لهذا الضجيج الاعلامي المثار، فإن الاهالي السُنّة في حلب والموصل وسائر المدن الاخرى يُقتلون على يد التكفيريين الجناة، لذلك فهذه الازمات لا صلة لها بالشيعة والسنة.
ووصف سماحته قادة العصابات التكفيرية بأنهم مثل أئمة الكفر، وقال: إن إحدى أهم قضايا المنطقة تتمثل في المواجهة الشاملة للعصابات التكفيرية من أمثال داعش وجبهة النصرة وسائر العصابات، لأنه في غير هذه الحال، ستبقى القضية الفلسطينية مهمشة بسبب اختلاق التكفيريين للازمات باستمرار.
وشدد قائد الثورة الاسلامية المعظم على ضرورة التصدي الحازم لتغلغل التكفيريين في فلسطين المحتلة، وقال: إن مهمة هذه العصابات تتمثل في إثارة الفتنة ولابد من التحلي بالوعي واليقظة والحزم التام لمواجهتها.
وفي جانب آخر من حديثه، وصف سماحته النصر بأنه "وعد الهي محتوم في حال إستمرار الجهاد وتحمل الصعاب"، وأوضح سماحته: إن من طبيعة المستكبرين هي العداء لجبهة الحق، لذلك لا ينبغي ان نستغرب من استمرار هذا العداء.
وأكد سماحته أن مواصلة الجهاد بحاجة الى اليقظة والتحليل الصحيح للاحداث، وأضاف: هذا هو نهج العقلاء ولابد من مواصلة الجهاد بيقظة ووعي تامين.
ونبّه قائد الثورة الإسلامية المعظم الى مؤامرات المستكبرين المستمرة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وقال: لدينا ثقة عميقة بوعد النصر الالهي، ونعمل بواجباتنا في جميع المجالات، ولا نخشى المعارضة من أي متغطرس.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي الطابع الشبابي للمجتمع الفلسطيني أمراً هاماً، وأشار الى اهمية حيوية وتحرك الضفة الغربية، وقال: اننا وكما قبلنا سابقاً فان الكيان الصهيوني سوف لن يكون له وجود في غضون الاعوام الـ25 القادمة شريطة الكفاح الشامل والموحد من قبل الفلسطينيين والامة الاسلامية ضد الصهاينة.
وفي ختام حديثه، شدد سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم على ضرورة التحلي بالحذر التام تجاه محاولات الاعداء الرامية لإثارة الشقاق والمشكلات الداخلية داخل حركة الجهاد الاسلامي، وقال: ان أهمية حركة الجهاد الاسلامي هي الآن أكثر مما مضى.
وفي هذا اللقاء، أعرب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين السيد رمضان عبد الله شلح، عن شكره وتقديره للمواقف الشجاعة والحكيمة لسماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم والجمهورية الاسلامية الايرانية وكذلك مساندة الاخوة في حزب الله اللبناني ودفاعهم عن قضية الشعب الفلسطيني المظلوم ومبادئه، وأشار إلى أوضاع المنطقة، وقال: من المؤسف أن بعض البلدان العربية قد رفعت يدها عن القضية الفلسطينية وبدأت تتسابق للتحالف مع الكيان الصهيوني.
وأكد على أن تزايد عمليات القمع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومواصلة احتلال أراضيه من قبل الصهاينة ولا سيما الضفة الغربية، هي نتيجة للأوضاع المزرية التي تعاني منها المنطقة وتخاذل بعض الحكومات العربية، وانتقد تعاون السلطة الفلسطينية مع الكيان الصهيوني، وأضاف: الشباب الفلسطينيون بحمد الله تعالى يمتلكون وعياً اليوم وبات زمام المبادرة بأيديهم وسوف يواصلون انتفاضتهم.
وأشار الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إلى الظلم الذي يعاني منها شعبه وبالأخص محاصرة أكثر من مليوني مواطن في غزة وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة معتبرا هذه الحالة المثيرة للقلق بأنها واحدة من المشاكل الأخرى التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، وقال: حركة الجهاد الإسلامي قدّمت مشروعاً من عشر فقرات وقد لقي ترحيباً من قبل المثقفين والكتاب في العالم العربي، والسبيل الوحيد لتحقيق النصر في فلسطين هو مواصلة المقاومة في مدينة غزة المحاصرة ودعم الانتفاضة في الضفة الغربية، كما يجب على السلطة الفلسطينية إلغاء اتفاقية أوسلو.
كما أكد السيد رمضان عبد الله على أن المقاومة باتت تمتلك قابليات تفوق ما كان لديها سابقاً بأضعاف مضاعفة، وهذه القابليات تفوق أيضاً ما شاهده العالم إبان حرب الـ 51 يوماً مع الصهاينة، فقد تم تطوير الصواريخ من حيث المدى ودقة إصابة أهدافها، وأضاف: فلسطين أرض مصيرية وما لم يرجع الحق إلى أهله فسوف لا تشهد المنطقة استقراراً أبداً.