أكد قائد الثورة الاسلامية المعظم سماحة آية الله السيد علي الخامنئي خلال إستقباله حشداً من كبار قادة الجيش وكوادر القوات المسلحة التابعة لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية، بمناسبة اليوم الوطني للجيش والقوة البرية، على دور اقتدار الجيش وإمكانياته وحوافزه العالية في توفير أمن البلاد، واعتبر سماحته القوات العسكرية أحد عناصر توفير الأمن في البلاد.
وأكد سماحته على تأثير أداء الاجهزة الاقتصادية والعلمية والبحثية والتعليمية والثقافية في الحيلولة دون وصول الاعداء الى أغراضهم، واعتبر القضايا الاقتصادية أولوية البلاد الأولى وقال: إن المسؤولية الأساس للمسؤولين هي متابعة سياسات الإقتصاد المقاوم خاصة في قطاع توفير فرص العمل والانتاج والعمل الدؤوب لحل مشاكل الشعب المعيشية وكذلك الصمود أمام القوى الكبرى وعدم الخشية منها.
وأشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى الانتخابات القادمة التي ستجري يوم 19 أيار / مايو المقبل، واعتبر الانتخابات في الجمهورية الاسلامية الايرانية رمزا للسيادة الشعبية الاسلامية ومدعاة للعزة والفخر والرفعة وقال: على الشعب والمسؤولين والمرشحين أن يدركوا قيمة الانتخابات ويوفروا الأرضية لإنتخابات حماسية وفاعلة ومفعمة بالنشاط ونزيهة ومترافقة بالأمن والمشاركة الواسعة.
وأشاد سماحة القائد العام للقوات المسلحة باليوم الوطني للجيش الإيراني وأعرب عن تقديره لعوائل وزوجات وأبناء كوادر جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصفتهم في خندق واحد ومحاربون حقيقیون مع آبائهم، معتبراً تحديد يوم الجيش من قبل الإمام الخميني الراحل، واحداً من أفضل وأذكى الإجراءات التي قام بها الإمام الراحل (رض(، وقال سماحته: إن الإجراء الذي قام به الإمام الخميني الراحل وإضافة إلى تعزيزه وتقويته لأسس وركائز جيش الجمهورية الإسلامية، فهو أصاب الكثير من المتآمرين بخيبة الأمل واليأس آنذاك.
وأكد قائد الثورة الإسلامية المعظم أن تحديد يوم الجيش من قبل الإمام الخميني، يعني تقبّل هوية الجيش بكل خصوصياته وظروفه في بداية الثورة وأضاف سماحته: إن حماية وتقوية الجيش، كانتا هما الإيمان القلبي العميق للإمام الراحل وقرار الإمام الخميني هذا هو الذي جعل الجيش يتألق في جميع المجالات ما بعد الثورة.
واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم صمود الجيش امام المؤامرات الداخلية، أحد أمثلة السجل المشرق للجيش الايراني وقال: ان دور الجيش في مرحلة الدفاع المقدّس وتقديم مظاهر عملية من المستويات العالية للأخلاق والقيم المعنوية الى جانب القدرات القتالية، تُعد أحد المفاخر الاخرى للجيش الإيراني.
واعتبر سماحته شهداء قوات الجيش أمثال اللواء صياد شيرازي واللواء الطيار عباس بابائي نماذج عملية للأخلاق والمعنوية وقال: إن جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هو قوة فكرية ومعنوية، ويحمل أهدافاً طاهرة، ومقدّسة، والتي تعد واحدة من التأثيرات الهامة لما قام به الإمام الخميني الراحل في تحديد يوم الجيش، وینبغیي إدراك أهمية هذه القيم، والعمل على تقويتها.
وأكد سماحته ضرورة رفع مستوى الجهوزية المعنوية للجيش واشار الى الدور المهم للقوات المسلحة في توفير الأمن وأضاف: إن الأمن مهم جدا لدولة ما وكلما كانت القوات المسلحة اكثر اقتدارا واندفاعا فان ذلك يوفر الارضية لإرساء الأمن حتى لو لم يكن هذا الاقتدار مترافقاً مع التحرك العسكري.
وأوصى قائد الثورة الإسلامية المعظم قادة الجيش بتربية اناس يمكنهم أن يكونوا نموذجيين، وقال: يجب أن تسمو أمثلة أخلاقية مثل الشهيد صياد شيرازي والشهيد عباس بابائي يوماً بعد آخر في منظمة كبيرة ولها وزنها كجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأكد سماحته أن القوات المسلحة تعتبر من الأسوار المهمة لتوفير الأمن للشعب وأضاف: إضافة إلى القوات المسلحة، فإن المجموعات والأجهزة الإقتصادية، والتربوية، والعلمية، والبحثية، والثقافية، أيضاً وإذا ما عملت على مواجهة أهداف الأعداء، بصفتها أقساماً مكملة لبعضها بعضاً، فإنها يمكنها أن تهيء المجال أمام حماية وتعزيز الأمن القومي، وتنمية وتطوير البلاد.
وإعتبر سماحته أن من أهم خطط الأعداء، هي استغلال نقاط الضعف والمشاكل الإقتصادية لإلحاق الضرر بالشعب الإيراني، وأضاف: لهذا السبب برزت الأسماء والشعارات الإقتصادية خلال السنوات الماضي.
ووصف قائد الثورة الإسلامية المعظم مسألة تعزيز البنية الإقتصادية للبلاد بأنها من أكثر القضايا حساسية، والأكثر أساسية، قائلاً: على هذا الأساس فإنني أؤكد على تنفيذ سياسات الإقتصاد المقاوم بصفته مجموعة "عمل وحركة وإقدام" لا سيما فيما يتعلق بمجال الإنتاج وتوفير فرص العمل، وكذلك الأوضاع المعيشية للشعب وموظفي الأجهزة المختلفة، بما فیهم منتسبو القوات المسلحة.
وأشار سماحة آیة الله الخامنئي إلى تركيز أعداء نظام الجمهورية الإسلامية على إستغلال نقاط الضعف الإقتصادي بهدف إخلال التوازن في البلاد، وأضاف: عندما يكون دافع وهدف الأعداء واضحاً، فينبغي حينها أن يتم تعزيز دافع المسؤولين في تنفيذ سياسات الإقتصاد المقاو، وقد قمت بشرح كافة هذه القضايا التي هي أيضاً وجهة نظر نخبة الخبراء الاقتصاديين للمسؤولين بشكل تفصيلي وبصورة خاصة.
وتابع سماحته: ما آمله من المسؤولين هو حينما يشاهدون إندفاع الأعداء لإستغلال نقاط الضعف الإقتصادية، يتوجب عليهم العمل على معالجة نقاط الضعف الإقتصادي وسد الثغرات.
وتابع سماحته قائلا: بطبيعة الحال فان للجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني الكثير من نقاط القوة وان السبب في شموخ الشعب امام المؤامرات المختلفة منذ انتصار الثورة الاسلامية يعود لنقاط القوة هذه التي تعد اكثر من نقاط الضعف كمّا ونوعا.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم أن احدى نقاط القوة البارزة هذه تتمثل في شجاعة وثبات الشعب الايراني وصموده امام تهديدات وعربدة القوى الكبرى، واضاف: ان إحدى أحابيل القوى العدوانية لإخافة الشعوب والحكومات وإرغامها على توفير المصالح اللامشروعة لهذه القوى، هي العربدة وتضخيم القدرات.
وتابع سماحته:إن اكثر الحالات السيئة لبلد ما هي ان يخاف مسؤولو ذلك البلد من تهديد وإخافة العدو لان هذا العمل يفتح الباب لاعتداء العدو.
ونوه قائد الثورة الإسلامية المعظم: ليس هناك أدنى شك في ضرورة إدارة شؤون البلاد من خلال التعقل والتدبير والحكمة لكن هذه الحكمة والتعقل ينبغي ان يرافقهما الشجاعة.
وأكد سماحته: ان الخوف من تهديد العدو والتأثر بتهديد الاقوياء هو أول التعاسة.
وأضاف سماحته قائلا: إذا أراد أحد أن يخاف ليس هناك اي مشكلة ولكن لايخاف نيابة عن الشعب وعلى حساب الشعب لان الشعب الايراني صامد في وجه الاعداء.
وأشار سماحته الى أنواع المؤامرات المحاكة ضد ايران منذ انتصار الثورة الاسلامية واضاف: لو كان من المقرر ان تخشى الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني من القوى الكبرى وان تتراجع أمامها لما كان هنالك الآن أثر لإيران والشعب الايراني.
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم: إن العدو سواء كان اميركا او اكبر منها، لا يمكنها ان ترتكب اي حماقة امام نظام مرتبط بشعبه ويحب شعبه والشعب يحب ذلك النظام ايضا وهما مقاومان امام العدو.
ونوّه قائد الثورة الاسلامیة المعظم الى انه ليس هناك ادنى شك في عداء القوى الكبرى لاسيما امريكا للشعب الايراني، مضيفا: أن يقولوا انهم يتفقون مع فلان ما هذا الكلام غير صحيح لان عدائهم مستمر منذ عهد الامام الخميني(رض) وبعده وخلال الحكومات المختلفة.
ولفت سماحته الى ضرورة استمرار صمود الشعب الايراني وعدم تأثره بتهديد امريكا وبعض الدول الاوروبية، وأضاف: إن جزءا مهما من مواصلة الصمود في وجه الاعداء يقع على عاتق القوات المسلحة والجزء الرئيسي الاخر على عاتق الاقتصاديين والمجموعات الثقافية والتعليمية لاسيما القائمون على القطاعات العلمية والبحثية.
وأشار سماحته في الجزء الاخير من كلمته الى الانتخابات المقبلة، معتبرا الانتخابات من مفاخر الشعب الايراني ومدعاة للعزة والاقتدار والشموخ للشعب الايراني في العالم وأضاف: كان يسعى المغرضون لاظهار الاسلام في نقطة مواجهة لسيادة الشعب لكن الجمهورية الاسلامية الايرانية اظهرت عبر سيادة الشعب الاسلامية والانتخابات عدم صحة هذا الكلام.
وأضاف سماحته: ان الشعب برمته يشعر في الانتخابات ان مفتاح ابواب البلاد في يده وهو من يحدد العناصر الرئيسية في البلاد.
واكد سماحته: ينبغي ان تجري الانتخابات بمشاركة واسعة ومفعمة بالنشاط والحماس والحيوية والنزاهة ومترافقة مع الامن، معتبرا مثل هذه الانتخابات بانها تجلب للبلاد الكثير من المنعة والحصانة.
واشار سماحته الى القضايا المشبوهة التي تروج لها وسائل اعلام العدو ومحاولاتها العدوانية لتخريب الانتخابات واضاف: ان الشعب الايراني سيتصدى لمثل هذا التحرك بيقظته وفطنته هذه التي ابداها دوما.