اتهم فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بـ"الهجوم السيبراني" العالمي الذي شلَّ أنظمة الكمبيوتر فى جميع أنحاء العالم منذ يوم الجمعة. وقال إن روسيا "لا علاقة لها" بالهجوم متهمًا الولايات المتحدة بانشاء برامج القرصنة التي تتحكم في أجهزة كمبيوتر "مايكروسوفت".
وأعلن الرئيس الروسي في حديث الى وسائل الأعلام في بكين "أن البرامج الخبيثة التي تنشئها وكالات المخابرات يمكن أن تخرج بنتائج عكسية على منشئيها". وأضاف أن "قادة العالم يحتاجون الى مناقشة الأمن السيبراني على مستوى سياسي خطير". وقال إن الولايات المتحدة تراجعت عن التوقيع على اتفاقية الأمن السيبراني مع روسيا.
وتخشى السلطات من ان تتعرض الموجة الثانية من رانسومواري "وان اكري" للأنظمة عندما عاد الناس الى العمل وبدأوا باستخدام حواسيبهم صباح أمس الاثنين. وقال خبراء الكمبيوتر اليابانيون أن حوالى الفي جهاز كمبيوتر قد تأثرت، بينما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" ان حوالي 30 الف جهاز أصيبت.
وحذرت السلطات من يوم من الفوضى قبل يوم الاثنين، حيث قال مركز الأمن السيبراني الوطني أن العدوى القائمة يمكن أن تنتشر من خلال أنظمة الكمبيوتر. ويبدو أن أنظمة هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة تعمل بشكل كبير يوم الاثنين، على الرغم من أن سبعة من بين الـ47 جهازًا الموثقة تعرض لهجمات الأسبوع الماضي ولاتزال تسعى للحصول على دعم طارئ وفقا لما ذكرته الهيئة. وتم تحذير المرضى من بطء الخدمة في العمليات الجراحية، ولكن لا يبدو أن بيانات المرضى قد تعرضت للخطر. وعقد وزير الداخلية امبر رود اجتماعا للجنة الطوارئ أمس لبحث الاحتمالات المرتقبة.
وفيروس واناكري "رانسوموار"، الذي يغلق أنظمة الكمبيوتر يطالب 300 دولار في شكل بيتكوين، أصاب أكثر من 200 الف جهاز كمبيوتر يوم الجمعة واستمر تأثيره في نهاية الأسبوع. وقد تم دفع حوالي 33 الف جنيه إسترليني تعويضًا حتى الآن، وفقا لتحليل محافظ بيتكوين.
وفي ليلة الأحد، انتقدت "مايكروسوفت" وكالة الاستخبارات الأميركية التي صممت في الأصل البرمجيات التي سمحت لشن هجوم "رانسوموار" لتصيب أجهزة الكمبيوتر. ونشرت أداة "الأبدية الزرقاء" التي صممتها وكالة الأمن القومي على شبكة الإنترنت العامة من قبل مجموعة القرصنة المعروفة باسم "وسطاء الظل". وقد استخدمها مجرمو الإنترنت في شن عمليات مجهولة لإصابة أجهزة الكمبيوتر بفيروس رانسومواري حتى يوم الجمعة.
وقال براد سميث "أن حكومات العالم يجب ان تعامل هذا الهجوم كنداء للاستيقاظ. وقد تسربت مرارا عمليات الاستغلال في أيدي الحكومات إلى العامة وتسببت في أضرار واسعة النطاق. وأصدرت "مايكروسوفت" التصحيح خلال عطلة نهاية الأسبوع لاضعاف أداة "الأبدية الزرقاء" التي تهاجم الإصدارات القديمة من "ويندوز".
وقد أخبر باحثو الأمن صحيفة "تلغراف" أنه من غير المحتمل أن تكون رسائل التصيد الاحتيالي هي السفينة التي تنتشر من خلالها "رانسومواري". بدلا من ذلك فمن المرجح أن تنتشر عبر الآلات من خلال نظام "ويندوز" المستخدمة لتبادل الملفات بين أجهزة الكمبيوتر.