فاز الدكتور حسن روحاني لولاية رئاسية ثانية بعد حصوله على أكثر من 23 مليون صوت (57 %) حسب النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية الثانية عشرة في ايران التي اعلنتها وزارة الداخلية قبل قليل.
أعلن وزير الداخلية الايراني عبد الرضا رحماني فضلي، انه وحسب النتائج النهائية فان المرشح روحاني حصل على أكثر من 23 مليون صوت فيما حصل المرشح رئيسي على اكثر من 15مليون صوت بعد فرز اكثر من 41 مليون صوت.
واوضح رحماني فضلي في تصريح للمراسلين بمقر لجنة الانتخابات العامة، ان من مجموع 41.220.131 صوتاً صحيحاً حصل المرشح حسن روحاني على 23.549.616 صوتاً فيما نال المرشح ابراهيم رئيسي 15.786.449 صوتا (38.5%). كما حصل المرشح مير سليم على 478.215 صوتاً والمرشح مصطفى هاشمي طبا حصل على 215.450 صوتاً.
وبلغت نسبة مشاركة الناخبين الايرانيين في الانتخابات الرئاسية الايرانية اكثر من 71 بالمئة أي قام اكثر من 40 مليون شخص بالاقتراع وذلك حسب احصائيات رسمية.
من هو الدكتور حسن روحاني الرئيس الايراني المنتخب؟
ولد الدكتور حسن روحاني عام 1948 في مدينة "سرخة" احدى توابع محافظة سمنان في عائلة معروفة بالتدين والنضال ضد نظام الشاه.
وبدأ تعليمه الديني عام 1960 في الحوزة العملية بمدينة سمنان، ومن ثم انتقل إلى مدينة قم المقدسة عام 1961، حيث حضر حلقات الدراسة لكبار علماء الدين ونهل من علومهم، من بين يمكن الاشارة الى الايات العظام السيد محمد محقق الداماد، الشيخ مرتضى الحائري، السيد محمد رضا كلبايكاني، سلطاني، فاضل لنكراني. وبموازاة دراسته الحوزوية اكمل دراسته الاكاديمية حيث حصل على البكالوريوس في القانون من جامعة طهران عام 1972. ثم انتقل روحاني الى الخارج لاكمال دراسته حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة غلاسكو كالدونيان عام 1995 و 1999 .
النشاط السياسي
ولدى الحديث عن النشاط السياسي للشيخ روحاني يمكن العودة إلى عام 1965 حيث التحق بالإمام الخميني ( ره ) وبدأ جولاته في إيران ملقياً الخطب المناهضة لحكومة الشاه، الامر الذي ادى الى اعتقاله عدة مرات ومنعه من القاء أي خطب علنية.
إلا أنه وخلال احتفال عام في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1977 استخدم روحاني صفة "إمام" لمفجر الثورة الاسلامية الذي كان لا يزال في المنفى. ولكونه ملاحقاً من جهاز "السافاك" (الشرطة السرية التابعة للشاه) فإن آية الله محمد بهشتي وآية الله مطهري نصحاه بمغادرة البلاد.
مغادرته لطهران لم توقف نشاطه السياسي بل واصل محاضراته العلنية أمام الطلاب الإيرانيين في الخارج وانضم إلى الامام الخميني ( ره ) بعد وصوله إلى باريس.
مع انتصار الثورة في إيران شارك روحاني في إعادة تنظيم الجيش الإيراني والقواعد العسكرية. وانتخب عام 1980 عضواً في مجلس الشورى الإسلامي. ظل روحاني في البرلمان الإيراني لخمس دورات متتالية ما بين 1980 و2000، وكان خلال دورتين نائباً لرئيس المجلس كما ترأس لجنة الدفاع ولجنة السياسة الخارجية. وما بين 1980 و1983 ترأس لجنة الرقابة على الجهاز الاعلامي الوطني.
وخلال الحرب المفروضة على ايران كان روحاني يتنقل في مناصب عسكرية عدة من بينها قيادة قوات الدفاع الجوي. ومع نهاية الحرب حصل روحاني على أوسمة عدة تقديراً لدوره.
ومع تشكيل المجلس الأعلى للأمن القومي شغل روحاني منصب ممثل قائد الثورة الاسلامية في المجلس ثم أصبح أمين المجلس لمدة 16 عاماً بين 1989 و2005. كما عين مستشاراً للرئيسين رفسنجاني وخاتمي للأمن القومي لمدة 13 عاماً.
في عام 1991 عين في مجمع تشخيص مصلحة النظام كرئيس للجنة السياسة والدفاع والأمن في المجمع. في الانتخابات التشريعية عام 2000 انتخب روحاني ممثلاً لمحافظة سمنان في مجلس الخبراء وفي عام 2006 مثل طهران في المجلس ولا يزال في هذا المنصب حتى اليوم.
وعام 2003 تولى حسن روحاني بطلب من الرئيس الايراني الأسبق محمد خاتمي وبعد موافقة قائد الثورة، مسؤولية الملف النووي حيث مثل إيران في المفاوضات مع الجانب الأوروبي، يعاونه في ذلك فريق دبلوماسي يضم علي أكبر ولايتي وكمال خرازي.
وعقب انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران استقال روحاني من منصبه كأمين للمجلس الأعلى للأمن القومي وخلفه في هذا المنصب علي لاريجاني.
وتسنم دفة رئاسة الجمهورية الايرانية منذ عام 2013 وحتى 2017 حيث كان قد فاز في الانتخابات السابقة من المرحلة الاولى.
" الشيخ الدبلوماسي " هو اللقب الذي أعطي لروحاني بسبب دوره في المفاوضات النووية وهو عالم الدين الوحيد في الفريق النووي الإيراني حتى اليوم.
له العديد من التاليفات طبع منها:
- الامن القومي والدبلوماسية النووية
- الامن القومي والاقتصاد الايراني
- الرؤية السياسية للاسلام ؛ المجلد الاول: الاسس النظرية
- الرؤية السياسية للاسلام ؛ المجلد الثاني: السياسة الخارجية
- الرؤية السياسية للاسلام ؛ المجلد الثالث: القضايا الثقافية والاجتماعية
- مقدمة على تاريخ ائمة الشيعة
- سن الاهلية والمسؤولية القانونية
- الثورة الاسلامية؛ الجذور والتحديات
- اسس التوجه السياسي للامام الخميني ( ره )
- دور الحوزات العلمية في التحولات الاخلاقية والسياسية للمجتمع
كما له العديد من الكتب الاخرى التي لم يجر طباعتها لحد الان.