تبادل اتهامات بين وسائل إعلام سعودية وإمارتية من جهة, ووسائل إعلام قطرية من ناحية أخرى, على خلفية نشر تصريح للأمير القطري تميم بن حمد على موقع وكالة الأنباء القطرية "قنا"..الجانب القطري يقول إن التصريحات مفبركة والموقع تعرض للاختراق، ووسائل الإعلام السعودية والإماراتية تتجاهل النفي وتستمر في تغطية مباشرة للحدث وصولاً إلى حجب مواقع قنوات وصحف قطرية في الرياض وأبو ظبي.
صدر بيان عن المكتب الإعلامي في الدوحة أعربت فيه دولة قطر عن أنه سيتم ملاحقة ومقاضاة المسؤولين عن عملية الاختراق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية إن "موقف بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، باستمرار نشر التصريحات المكذوبة والتعليق عليها هو أمر يثير تساؤول حول دوافع وسائل الإعلام هذه".
وأعلنت الجهات المختصة في السعودية حجب مواقع قنوات الجزيرة ومواقع الصحف القطرية بسبب تصريحات أمير قطر بالرغم من نفي الدوحة لها والتأكيد أن الأمر عبارة عن اختراق إلكتروني لموقع وكالة الأنباء القطرية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر محمد المسفر قال إن العلاقات ليست سوية في مجلس التعاون الخليجي في ظلّ في ظروف قاسية وحاسمة داعياً إلى البحث عن المستفيد مما وصفه بـ"الإعصار الإعلامي" الذي شنّ على قطر من دون أي دليل مادي.
المسفر قال "إن مواقف قطر تم التعبير عنها خلال القمة الخليجية الأميركية وفي اجتماعات ثنائية بين أمير قطر والمسؤولين الذين التقاهم في الرياض"، مستبعداً صدور مثل هذه التصريحات عن الأمير القطري لأنه "شخص مسؤول وكل كلمة لديه محسوبة".
وعن الاتهامات التي وجهت للدوحة بدعم القاعدة والجماعات الإرهابية ردّ المسفر أنه يجب على وسائل الاعلام السعودية أن تكون حريصة على كل كلمة تقولها خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، واصفاً ما يجري بـ"الفرقعة الاعلامية" التي لا يمكن الاستناد اليها على الاطلاق.
ولفت إلى أن مواقف قطر معروفة مما يجري في الشرق الأوسط وقد لا يعجب البعض، مشيراً إلى أنها تتشارك المواقف نفسها مع دول مجلس التعاون في ما يتعلق بسوريا واليمن، لكن موقفها من يقوم على تأييد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وكذلك دعم غزة في مجالات مختلفة.
وتساءل المسفر عن تزامن هذه الحملة مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة معتبراً أن هناك أطرافاً لديها مصالح في زعزعة العلاقات الخليجية التي "تشهد مداً وجزراً".
ورأى المسفر أن هناك خطأ كبيراً في المفاهيم السياسية في صفوف قيادات مجلس التعاون، داعياً إلى ضرورة "انتهاء هذه الزوبعة" محذراً من إمكانية تسببها بعدم استقرار اجتماعي في منطقة الخليج.
أمير قطر: قاعدة العديد هي الفرصة الوحيدة للولايات المتحدة لامتلاك النفوذ العسكري في المنطقة
القضية بدأت بأن ظهر على وكالة الأنباء القطرية "قنا" خبر يحمل تصريحات لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أثارت جدلاً واسعاً في مضمونها وسرعان ما انتشرت كالنار في الهشيم.مسؤولون قطريون نفوا أن يكون هذا التصريح قد صدر عن الأمير القطري، وقالوا إن موقع وكالة "قنا" قد تعرض للاختراق، لكنه بدا مستغرباً أن وسائل إعلام سعودية وإماراتية تبنت هذا التصريح وفتحت النار على قطر!
موقع وكالة الأنباء القطرية الذي نسب إليه خبر التصريحات توقف عن العمل فعلاً ولاحقاً توعدت الوكالة عبر صفحتها على موقع تويتر بأن الجهات المختصة ستباشر التحقيق في هذا الأمر وستحاسب المسؤولين عنه، ورغم ذلك استمرت قناة العربية المحسوبة على السعودية، وتبعتها قناة الإخبارية السعودية الرسمية بفتح بث مباشر واستضافة محللين للحديث حول هذه التصريحات, الأمر الذي اعتبره مسؤولون قطريون استهدافاً مقصوداً وضمن حملة ممنهجة ومدروسة ضد قطر، خاصة وأن وسائل الإعلام السعودية تجاهلت النفي رغم استضافتها أحد المحللين قائلا على الهواء إن هناك نفياً قطرياً وما يتم تداوله غير صحيح.
وفي تطور متسارع في الفضاء الافتراضي قامت هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات بحجب موقع الجزيرة نت القطري، وبدأت الإخبارية السعودية بتفنيد الكتروني لمزاعم الدوحة كما قالت حول نظرية الاختراق إن "الزعم باختراق موقع وكالة الانباء القطرية أمر غير منطقي، كما أن نشر الخبر على كافة المنصات القطرية ينفي حجة الاختراق"، وهذا ما أكدته أيضاً جريدة الوطن السعودية.
وخلال ساعتين تصدر وسم #تصريحات_تميم التغريدات في السعودية، ليقابله وسم #تميم_المجد كوسم أول في قطر! وكانت منابر سعودية اتهمت قبل قمة الرياض وأثناءها ما أسمتها أذرع قطر الإعلامية بمحاولة تخريب القمة، تحت مسوّغ أن القيادة القطرية متخوفة من التقارب السعودي الأميركي أن يكون على حسابها، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملة هجوم
وللمرة الثانية خلال ساعات، نشرت صفحة وكالة الأنباء القطرية على موقع تويتر تغريدات تفيد بأن وزير الخارجية القطري أعلن سحب السفراء من السعودية والإمارات ومصر والكويت والبحرين، والطلب من سفراء هذه الدول مغادرة الدوحة خلال 24 ساعة, سرعان ما تبنته ونشرته وسائل الإعلام السعودية.
ونفت وسائل إعلام قطرية تلك التصريحات وقالت إن "صفحة الوكالة على تويتر تم اختراقها".
ليعاد لاحقاً استرجاعها وحذف التغريدات المنسوبة لوزير الخارجية القطري، ونشر تغريدة جديدة حملت غموضاً جديداً حيث قالت في تغريدة جديدة إن وزير الخارجية يؤكد أنه لم يقل سحب أو طرد السفراء وأن تصريحه "أخرج من سياقه".
التصريحات التي نسبت إلى تميم بن حمد وتم نفيها تفيد بأن "إيران تمثل ثقلاً إقليمياً وإسلامياً لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها"، مؤكداً أنها "قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة".
ويضيف التصريح الذي نسب إلى الأمير القطري أن "قطر تحرص على التعاون مع إيران من أجل استقرار الدول المجاورة"، ومبيناً أن "بلاده نجحت في بناء علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأميركية وإيران في وقت واحد".
ويقول التصريح أيضاً إن "ما تتعرض له بلاده من حملة ظالمة تزامنت مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، وتستهدف ربطها بالإرهاب، وتشويه جهودها في تحقيق الاستقرار، معروفة الدوافه والأسباب".
وهدد أمير قطر بحسب التصريح الذي نشر على وكالة الأنباء القطرية بأن "بلاده ستلاحق القائمين على تلك الحملة من دول ومنظمات".