"أهلاً بكم في فلسطين"، الحملة التي أطلقتها مجموعات دولية مؤيدة للقضية الفلسطينية، أدّت إلى موجة من الإضطراب والإستنفار في أوساط كيان العدو،حيث انتشرت عناصر الشرطة الإسرائيلية في مطار بن غوريون لمنع النشطاء المشاركين في الحملة من ولوج الأراضي المحتلة. وفي مكان آخر كان للكيان أصدقاء عملوا على تقويض الحملة: تركيا، سويسرا، ايطاليا، بلجيكا، باريس وغيرهم.
انتشر مئات من رجال الشرطة الاسرائيلية اليوم في مطار بن غوريون لمنع نشطاء مؤيدين للفلسطينيين من الدخول ضمن حملة "أهلاً بكم في فلسطين"، بحسب ما أعلن متحدث باسم الشرطة. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد "نشرنا عدة مئات من رجال الشرطة لحفظ النظام في المطار". ووفقاً للإذاعة العامة الإسرائيلية، انتشر 650 رجل شرطة غالبيتهم بملابس مدنية في المطار، وتلقوا أوامراً من رؤسائهم "بممارسة ضبط النفس واعتقال أي مثير للمشاكل".
كما أضافت الإذاعة أن سلطات المطار تلقت ايضاً أوامراً بجعل الطائرات التي يشتبه بأنها تنقل نشطاء مؤيدين للفلسطينيين، نجحوا في اجتياز نقاط التفتيش في المطارات التي غادروا منها، بالهبوط في محطة الطائرات القديمة، مشيرةً الى أنه سيتمّ إلقاء القبض على النشطاء الذين يتمّ اكتشافهم وترحيلهم فوراً.
من جهته، صرّح وزير المواصلات الإسرائيلي اسرائيل كاتز للإذاعة العامة، أن كيانه "لا يستطيع السماح بدخول أناس استفزازيين لأراضيه والذين يريدون تقويض حق اسرائيل في الدفاع عن سيادتها". ورأى كاتز أن هؤلاء الناشطين ينتمون الى "منظمات موالية لايران".
ومن المتوقع مشاركة 1500 ناشط مؤيد للفلسطينيين في الحملة في عامها الثالث على التوالي بينهم 500 الى 600 فرنسي سيتوجهون الى بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة للمشاركة في حفل افتتاح مدرسة دولية. وأعلنت مجموعات دولية من مؤيدي القضية الفلسطينية على الإنترنت عزمها القدوم الى مطار بن غوريون في تل أبيب ابتداءً من 15 نيسان/ابريل، للتوجه منه الى الأراضي الفلسطينية التي يحتلها كيان العدو وتسيطر قواته على جميع مداخلها، باستثناء الحدود بين قطاع غزة ومصر.
هذا وسبق أن منعت سلطات العدو في تموز/يوليو الماضي مئات الناشطين المتضامنين مع الفلسطينيين، الراغبين في التوجه الى الضفة الغربية من دخول أراضيها سواء من خلال اعتقالهم لدى وصولهم الى مطار بن غوريون في تل أبيب وترحيلهم بعدها، أو بإقناع شركات طيران بمنعهم من الصعود على متن الطائرات.
باريس تساند تل أبيب: منع عشرات الناشطين من السفر إلى الأراضي المحتلة
في مكان آخر، تظاهر عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين اليوم في مطار رواسي شارل ديغول في باريس، بعد أن رفضت شركات الطيران تسجيل دخولهم بسبب وجود أسمائهم على لائحة "الأشخاص الغير مرغوب فيهم" التي أرسلتها سلطات العدو.
وقال أحد منظمي حملة "اهلاً بكم في فلسطين" اوليفيه بيشوت إن "حركتنا سلمية تماماً لكن للأسف لا يزال يُنظر إلينا كمثيرين للشغب". وأضاف بيشوت أنه تمّ رفض تسجيل "عشرات" الأشخاص. وقامت شركات الطيران الخميس بإبلاغ عشرات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين بأنهم لا يستطيعون التوجه الى تل أبيب، لكن الناشطين قرروا القدوم على الرغم من ذلك "للتنديد بهذا القرار".
في جينيف: عشرون تمكنوا من الإنطلاق إلى فلسطين وآخرون منعوا من ذلك
في سياق متصل، تمكّن أكثر من عشرين ناشطاً مؤيداً للفلسطينيين اليوم من الصعود الى الطائرة المتوجهة من جنيف الى تل أبيب، بينما منعت الشرطة العشرات منهم من السفر. وقال المتحدث باسم الحملة أنس محمد "بحسب الناشطين تمكن أكثر من عشرين ناشطاً من الصعود على متن الطائرة"، مشيراً الى أن "العشرات الذين منعوا من الصعود احتجوا على ذلك في مطار جنيف". من جهته، أكد متحدث باسم شرطة جنيف أنه لم يسمح لشخصين بالصعود على متن الطائرة وأن ثلاثين آخرين كانوا في المطار حاولوا التظاهر.
يديعوت أحرونوت: تركيا منعت متضامنين أجانب من السفر عبر مطاراتها
إلى ذلك، أكد موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، أن السلطات التركية منعت متضامنين أجانب من السفر عبر مطاراتها الى الأراضي المحتلة، "وهي بذلك حذت حذو فرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول التي تواطأت مع اسرائيل وألغت حجوزات المتضامنين الأجانب على متن شركاتها"، بحسب الصحيفة.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات الإحتلال تسعة متضامنين أجانب وصلوا الى مطار اللد في عدة رحلات جوية إحداها من باريس، وقد تمّ إبعاد ثلاثة من النشطاء ضمن حملة "مرحباً بكم في فلسطين" من اسرائيل أحدهم من الأردن. كما يخضع أربعة نشطاء آخرين للتحقيق من قبل القوات الاسرائيلية. وقالت مصادر في الشرطة الإسرائيلية إنه يتوقع وصول نشطاء آخرين في رحلة جوية قادمة من بازيل في سويسرا قبل ظهر اليوم واخرى قادمة من انطاليا في تركيا بعد ظهر اليوم.
وأكدت المواقع الضحفية الاسرائيلية المختلفة أن شركات الطيران: إيير فرانس، ولفنتانزا وشركة إير إليطاليا وتركيش إيروييز، قد أبلغت المتضامنين الذين وردت أسماؤهم في القوائم الإسرائيلية بإلغاء تذاكرهم ورحلاتهم على متنها طائراته إلى إسرائيل. ولفتت الصحافة الإسرائيلية، صباح اليوم أنه على الرغم من ذلك إلا أن السلطات الإسرائيلية قلقة من أن يتمكن العشرات من المتضامنين من الوصول إلى مطار اللد وخلق حالة من البلبلة والفوضى، مشيرةً إلى أن "قائد الشرطة أمر عناصر الشرطة الإسرائيلية بالتعامل بحزم مع هؤلاء المتضامنين". إلى ذلك، ستوزع سلطة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية في كيان العدو رسالة باسم نتنياهو تدعو المتضامنين إلى التوجه والاحتجاج على "المذابح في سورية وعلى الجرائم المزدوجة التي ترتكبها حماس في القطاع"، على حد زعمها.
ناشط ايطالي: السلطات الإسرائيلية تخشى المظاهرات الداعمة لفلسطين
من جهة أخرى، منعت الخطوط الجوية الإيطالية سبعة نشطاء مؤيدين للفلسطينيين يحملون الجنسية الإيطالية صباح اليوم من الصعود على متن الطائرة المتوجهة الى تل أبيب، بناءً على طلب من سلطات العدو. وقال عضو رابطة المحاميين الديمقراطيين فابيو مارسيلي وأحد أعضاء الوفد الإيطالي معلقاً "هذا التوجه يدل على أن السلطات الاسرائيلية تخشى من المظاهرات الداعمة لفلسطين".