الخارجية الروسية تطلب من واشنطن تقليص عدد موظفي بعثتها الدبلوماسية في روسيا إلى 455 شخصاً، بعد إعلان الرئيس الروسي ردّاً على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده أن موسكو ستكون مضطرة إلى الردّ على وقاحة واشنطن، لكنّ شكل هذا الردّ وتوقيته يتوقفان على الصيغة النهائية للعقوبات الجديدة ضدّ روسيا الذي يجري حالياً بحثه في الكونغرس الأميركي.
أعلنت الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، أن موسكو تترك لنفسها حق التعامل بالمثل ردّاً على عقوبات واشنطن ضدها، مؤكدة أن الرد سيؤثر على المصالح الأميركية.
وأضافت الخارجية أن "الجانب الروسي يجمد استعمال السفارة الأميركية في روسيا اعتبارا من 1 آب/ أغسطس جميع المستودعات الواقعة في شارع دوروجني بموسكو ومبنى في منطقة سيريبرني بور".
كما اقترحت موسكو على واشنطن تقليص عدد موظفي بعثتها الدبلوماسية في روسيا الى 455 شخصا، قبل 1 أيلول/ سبتمبر
وكان الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين أعلن أنّ بلاده ستكون مضطرة إلى الردّ على وقاحة الولايات المتحدة لكنّ شكل هذا الردّ وتوقيته يتوقفان على الصيغة النهائية للعقوبات الجديدة ضدّ روسيا الذي يجري حالياً بحثه في الكونغرس الأميركي.
وخلال مؤتمر صحافيّ مع نظيره الفنلنديّ ساولي نينيستي عقب محادثات ثنائية بينهما في فنلندا الخميس، قال بوتين إنّ تبنّي السلطات الأميركية العقوبات ضدّ روسيا سيمثّل محاولة واضحة لاستفادة الولايات المتحدة من مواقعها الجيوسياسية لضمان تنفيذ مصالحها الاقتصادية على حساب حلفائها.
وأضاف بوتين "نتعرض ومنذ فترة طويلة لأعمال استفزازية مستمرة، وقاموا بطرد عدد كبير من دبلوماسيينا دفعة واحدة ومن دون توضيح أي أسباب، وثم صادرو ممتلكاتنا الدبلوماسية، الأمر الذي يخرج عن المنطق لأنه يتناقض مع جميع مبادئ القانون الدولي في مجال العلاقات الدبلوماسية".
واعتبر أن العقوبات الجديدة أيضاً تعد "غير شرعية على الإطلاق من وجهة نظر القانون الدولي، وهي تنتهك مبادئ التجارة الدولية وقواعد منظمة التجارة العالمية".
وكان ديمتري بيسكوف الناطق باسم الكرملين إن الردّ على قرار العقوبات الأميركية سيتخذه الرئيس بوتين.
يذكر أن مجلس النواب الأميريكي تبنى الثلاثاء الماضي، مشروع قانون ينص على توسيع العقوبات، التي سبق أن فرضتها الولايات المتحدة على روسيا.
ومن المقرر أن تتم إحالة الوثيقة قريباً إلى مجلس الشيوخ ليجريحال مواقفته عليها، تسليمها للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي حال تبني المشروع بشكله الحالي، ستصبح الحزمة الجديدة من العقوبات الأميركية ضد روسيا الأوسع نطاقاً منذ العام 2014.
هذا وكان الاتحاد الأوروبي قد وصف العقوبات الأمبريكية المقترحة بأنها "خطوة أحادية" من جانب واشنطن.
وأعربت المفوضية الأوروبية في بيان لها عن قلقها بعد تبني مجلس النواب الأميركي العقوبات. وأبدت المفوضية تخوفها من جهة "للتبعات الممكنة لهذه العقوبات على استقلالية الاتحاد الأوروبي على صعيد الطاقة"، ومن جهة أخرى "إزاء انعكاساتها السياسية السلبية المحتملة"، مذكرة بأهمية "تنسيق سياسة العقوبات بين دول مجموعة السبع كافة".
وردّت كلّ من إيران وروسيا على العقوبات وأكدتا أنهما لن تتركا العقوبات الأميركية بلا رد. الرئيس الإيراني حسن روحاني قال إنها عقوبات مكررة ولم تعد فاعلة وأنه من المنطقي الرد عليها. أما نائب وزير الخارجية الروسي فأكد أن موسكو لن تترك العقوبات بلا ردّ وان واشنطن أصبحت خطراً على بلاده.
برلين: العقوبات على روسيا تضر بالشركات الألمانية
من جهتها، عبّرت برلين عن غضبها من واشنطن بسبب العقوبات ضد روسيا.
وقالت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيت زيبريز إن العقوبات الأميركية الجديدة ضد روسيا تضر بالشركات الألمانية، وبالعلاقات بين برلين وواشنطن.
وأضافت زيبريز، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عنها خلال مقابلة لها مع قناة ألمانية إن "الولايات المتحدة خرجت عن المسار المشترك مع الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالعقوبات ضد روسيا"، مضيفة أن عدم التنسيق مع الاتحاد بشأن هذه المسألة قد يضر بالشركات الألمانية.