أكد وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست بحاجة لمظلة خارجية كي تحافظ على أمنها، لافتاً إلى أن البلاد تعتمد في تأمين أمنها على دعم شعبها، مثلما تعتمد على هذا الدعم في مسألة تطورها ونهضوها بنفسها.
وصرح الوزير ظريف في مقابلة صحفية أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تحتاج لدعم خارجي في الحفاظ على أمنها، مؤكداً أن إيران تكتسب أمنها من دعم شعبها وإسناده لها.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني بالقول إن نظرتنا منصبة على الداخل الإيراني فيما يخص النهوض بالبلاد وتطورها وتقدمها على مختلف الصعد والمجالات.
وفيما يخص الإتفاق النووي، أكد الوزير ظريف أن مسألة الحفاظ على هذا الإتفاق تقتضي القيام بمتابعة أمور عدة، لافتاً إلى أن الإتفاق النووي هو وثيقة وقعت على أساس إنعدام الثقة بين الطرفين الموقعين عليها، لا سيما عدم وثوق الجمهورية الإسلامية بأميركا.
وأوضح وزير الخارجية الإيراني أن طهران تمتلك عدداً من الخيارات فيما يخص البقاء في الإتفاق النووي، وقد نقلت ذلك إلى الطرف الآخر، لافتاً إلى أن البلاد تمتلك القدرات الكاملة للعودة إلى وضع ما قبل الإتفاق النووي.
وأضاف الوزير ظريف انه يمكننا أن نكون ناجحين في الوقت الذي نكون فيه مستعدين خلال إلتزامنا بالإتفاق النووي، لإظهار وتبيين الخيارات الواسعة التي نمتلكها، موضحاً أن الجمهورية الإسلامية أبرمت في ذروة خطاب الإدارة الأمريكية الجديدة إثنين من أهم العقود الأجنبية مع شركتي توتال ورنو، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على نجاح إيران في الإتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن الإدارة الأمريكية السابقة لم تنضم إلى المفاوضات مع إيران تفضلاً منها، مبيناً أن الأمريكيين كانوا قد إختبروا جميع السبل والوسائل كالعقوبات والضغوط السياسية والإقتصادية ضد إيران.
وأضاف ظريف أن الشعب الإيراني كان قد أثبت في إنتخابات العام 2013 م أن هذه الضغوط محكومة بالفشل، لافتاً إلى أنه على الإدارة الأميركية الجديدة أن تعي جيداً أن السياسات الخاطئة سوف لن تجدي نفعا.
وفيما يتعلق بمغالطات إدارة ترامب، أكد وزير الخارجية الإيراني أن الإتفاق النووي ليس إتفاقاً ثنائياً، فهو يحظى بتأييد المجتمع الدولي، مبيناً أن الأمر ليس بهذه السهولة بحيث تتخذ الولايات المتحدة قراراً بالإنسحاب من الإتفاق النووي.
وأضاف الوزير ظريف أن الخيارات التي تمتلكها ايران ستجعل قضية عدم امتثال أي من الاطراف الاخرى باهضة الثمن بالنسبة لتلك الاطراف.
وعن التدخلات والضغوط الأمريكية ضد إيران، صرح وزير الخارجية الإيراني، قائلاً: إن سياسات أمريكا كانت تدميرية للغاية، وفي بعض الأحيان كانت واشنطن تأخذ العبرة من هذه السياسات، لكنها تعود إلى إنتهاجها مجدداً.
وأضاف الوزير ظريف أن تنظيم داعش الإرهابي والتطرف يعدان نتاجاً للتدخلات الخارجية والإحتلال الأجنبي وسياسات الكيان الصهيوني، لافتاً إلى أن ذلك كله هو نتيجة لعدم تحمل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لمسؤولياتها إزاء شعبها، ونتيجة للسياسات الأميركية الخاطئة في المنطقة.
وتابع وزير الخارجية الإيراني بالقول أنه على أميركا وبعض الدول في المنطقة أن تعي أن الأمن ليس بضاعة بحيث يمكن شراؤها، مشدداً على ضرورة أن تتولى دول المنطقة مسؤولية حماية أنفسها بنفسها.
وأكد ظريف أن المنطقة بحاجة إلى نموذج من التعاون للوقوف بوجه السياسات الخاطئة لأميركا، موضحاً أن هذا التعاون من شأنه القضاء على هذه السياسات الخاطئة لأميركا في المنطقة.
واشار وزير الخارجية الإيراني إلى الإنتصارات التي حققها محور المقاومة في المنطقة، قائلاً: إن السياسة الخارجية الإيرانية نجحت في تعريف العالم بالمسببين الحقيقين لظاهرة الإرهاب، مضيفاً أنه بعون الله وبدعم المقاومة إستطعنا تحقيق نجاحات جيدة في مواجهة المجموعات الإرهابية، مؤكداً ان من يدعمون التطرف سوف لن يتمكنون من الوصول إلى تحقيق أي نجاحات تذكر.
وفيما يخص دعم القضية الفلسطينية، فقد صرح وزير الخارجية الإيراني أن القضية الفلسطينية تعتبر أهم عامل في توحيد العالم الإسلامي، وأن الصهيانة توصلوا إلى نتيجة مفادها أنهم يجب عليهم تدمير هذا العامل المهم.
وتابع الوزير ظريف أن الإيرانيوفوبيا والشيعة فوبيا اللذين يروج لهما من قبل الكيان الصهيوني وبعض المتعاونين معه في المنطقة، الهدف من ورائهما هو طمس القضية الفلسطينية ومحوها من ذاكرة المؤمنين بها، لافتاً إلى أن أحد اهداف السياسة الخارجية في الحكومة الإيرانية الجديدة هو إعادة لفت إنتباه العالم الإسلامي إلى القضية الأهم الموحدة للعالم الإسلامي وهي القضية الفلسطينية.
وزير الخارجية: لسنا بحاجة لمظلة خارجية لحماية أمننا
نشرت في
التفاسیر