مهّد الفراغ الفكري الناشئ عن فشل الأفكار الماركسية والليبرالية لنشر الخطاب الإسلامي المتجدد

قيم هذا المقال
(0 صوت)
مهّد الفراغ الفكري الناشئ عن فشل الأفكار الماركسية والليبرالية لنشر الخطاب الإسلامي المتجدد

على مشارف بدء العام الدراسي الجديد للحوزات العلمية، استضافت حسينية الإمام الخميني (رحمه الله) صباح اليوم الاثنين 28/8/2017 لقاء قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي بجمع من طلاب الحوزات العلمية في محافظة طهران.
وخلال الكلمة التي ألقاها الإمام الخامنئي أثناء اللقاء أشار سماحته إلى مميزات وخصائص مرحلة حكم النظام الإسلامي من أجل تنفيذ رسالة الحوزة وعلماء الدين حيث قال سماحته: اليوم الإنسانية والأجيال الشابة على وجه الخصوص بحاجة شديدة إلى الأفكار الجديدة، والإسلام لديه أفكاره الحديثة والجذابة فيما يتعلق بالإنسان والمجتمع والسياسة والتي إن وصلت إلى مسامع العالم، فإنها سوى تحظى بقبوله من دون أدنى ريب.
وأضاف الإمام الخامنئي: على المستوى العالمي هناك فراغ فكري منشؤه فشل الأفكار الماركسية والليبرالية وعدم إسدائها أي نتائج وهو ما مهّد الأرضيّة لنشر خطاب الفكر الإسلامي المتجدّد ..إذا تمكنّا من نشر أفكار الإسلام الحديثة والجذابة حول الإنسان والمجتمع والسياسة لتبلغ مسامع العالم خاصة الأجيال الشابّة فإنّها حتماً سوف تحظى بالقبول.
واعتبر سماحته وجود وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي واحداً من مميزات المرحلة الحالية والتي تساهم في إيصال رسالة الإسلام الحياتية وقال سماحته: إحدى مميّزات هذه المرحلة أيضاً هي كثرة الأسئلة والشبهات في الأذهان حيث أنّ كثرة الأسئلة هذه تساهم في تفعيل الأذهان من أجل العثور على الأجوبة وسوف تمهّد الأرضية لعبور حدود العلم.
ودعا قائد الثورة الإسلامية إلى البحث عن أجوبة منطقية وصحيحة لجميع الأسئلة والشبهات التي تدور في الأذهان حيث قال سماحته: يجب علينا أن لا نتوقف عند الأسئلة والشبهات، بل يتوجب علينا البحث عن أجوبة منطقية وصحيحة لها.
وفي جزء آخر من كلمته أشاد الإمام الخامنئي بالثورة الإسلامية بقوله: الثورة تواصل طريقها، وما يقوله البعض من أن "الثورة كانت حدثاً تحقق وانتهى وعلينا اليوم أن نعود إلى حياتنا الطبيعية" يعدّ خيانة للثورة، ذلك أنّ الثورة لا نفاد لأمدها.
وفيما يتعلق بدور الثورة الإسلامية قال الإمام الخامنئي: الثورة تقلب المبادئ الماضية رأساً على عقب، وتُنشئ مبادئ جديدة، والحفاظ على هذه المبادئ والمثل الجديدة يمثل استدامة الثورة واستمراريتها. فلو كانت الثورة بالأمس تحتاج إلى نضال لانتصارها، فهي اليوم أيضاً بحاجة إلى نضال لتكريس مبادئها وقِيَمها وإيصالها إلى النتيجة المرجوة، من أجل أن يكون المجتمع مجتمعاً إسلامياً.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: نحن لم نحقّق مجتمعاً إسلامياً ولا دولة إسلامية، وإنما استطعنا النهوض بثورة إسلامية ومعناه إيجاد حركة ثورية، وتمكّنا على أساس ذلك من إقامة نظام إسلامي. فقد وُفّقنا حتى الآن من تحقيق ذلك وهو أمر في غاية الأهمية، ولكن الذي يتلوه تأسيس دولة إسلامية وإيجاد تشكيلات إدارية إسلامية للبلد، وهناك فيما بيننا وبين الوصول إلى هذا الهدف بون شاسع.
كما دعا سماحته إلى عدم الشعور باليأس والإحباط ومواصلة النضال والجهاد بقوله: وهذا بالطبع لا يعني أن يشعر أحدٌ باليأس والإحباط أبداً. فمما لا شك فيه أننا رغم كل المعارضات وخلق العراقيل والعقبات نحثّ الخطى نحو الأمام، والواجب بالتالي مواصلة النضال والجهاد.
وتناول قائد الثورة الإسلامية الانتقادات التي وردت خلال كلمات الحضور والتي أشاروا خلالها إلى بعض المثالب والنواقص في الحوزة الدينية حيث قال سماحته: الانتقادات التي تحملونها بشأن الحوزة، والحوزة التي تبتغون إيجادها وهي غير موجودة حالياً على حدّ تعبيركم، لا يتسنى إيجادها إلا بإرادتكم وعزيمتكم.
كما رأى الإمام الخامنئي في الصفات التي يمتلكها طلبة الحوزات العلمية كالدافع والرغبة والشفافية عناصر هامة من أجل بناء الحوزة المنشودة وتحقيق المطالب وقال سماحته: إنكم لا تتسمون بسمة إدارية ولا تمتلكون موارد مالية، بيد أنّ تحقيق المطالب المنشودة لا يقتصر على امتلاك الإدارة والموارد المالية، وإنما يحتاج إلى عنصر آخر وهو المتوفّر فيكم: الدافع والرغبة والشفافية المطلوبة والغاية المرجوّة.
وعرّف قائد الثورة الإسلامية الجهاد المطلوب لبناء الحوزة المنشودة حيث قال: الجهاد أمر ضروري ومن دونه لا يمكن تحقيق أي شيء، والحوزة المنشودة أيضاً لا تُكتَسَب إلا بالجهاد. علماً بأن الجهاد لا يعني "يحيى فلان والموت لفلان"، ولا يعني الجهاد السياسي أيضاً، وإنما يعني الجهد والاجتهاد والقول والفكر وتبادل الآراء وإيجاد التنظيم والتشكيل.
وأضاف الإمام الخامنئي: ومن هذا المنطلق أنتم من تصنعون هذه الحوزة (الحوزة المنشودة). طبعاً يتوجب علينا مساعدتكم. كما ينبغي على مديري الحوزة تسهيل هذه الأعمال. يجب أن تشعروا بالمسؤولية عن ما ينبغي صناعته والقيام به في المستقبل.

قراءة 1432 مرة