قال مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعمل على حشد دعم القوى العالمية لمنع تعرض كرد العراق لمزيد من "الانتكاسات مع فقدانهم أراضي" أمام الجيش العراقي.
وأضاف المسؤولون أن نتنياهو أثار المسألة في مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الأسبوع الماضي، وفي اتصال آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء الماضي.
المسؤولون الإسرائيليون قالوا إن هذا الأمر أثير أيضاً في اتصالات نتنياهو مع فرنسا، وأشاروا إلى أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات تطرق إليه في حديثه مع مسؤولين بالإدارة الأميركية في واشنطن هذا الأسبوع.
من جهته، قال مسؤول في حكومة نتنياهو رفض الكشف عن اسمه نظراً لحساسية "العلاقات الإسرائيلية الكردية" إنّ "لإسرائيل مصالح أمنية في كردستان نظراً لقرب الإقليم من طهران ودمشق خصمي إسرائيل"، مشيراً من دون تفاصيل "إنها مكان استراتيجي".
المسؤول في حكومة نتنياهو قال إن "إسرائيل ترغب في حصول كرد العراق على الوسائل اللازمة لحماية أنفسهم"، مضيفاً أنه "سيكون من الأفضل أن يعطيهم أحد السلاح وأي شيء آخر، وهو شيء من الواضح أننا لا نستطيع فعله".
وكان نتنياهو قد قال منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي إن "إسرائيل تؤيد إقامة دولة كردية مستقلة".
وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس قال من جهته لإذاعة "تل أبيب" اليوم الجمعة "المهم في الوقت الحالي هو منع حدوث هجوم على الكرد ومنع إبادتهم، ومنع أي أذىً يلحق بهم وبحكمهم الذاتي ومنطقتهم"، مضيفاً أن "هذا الأمر تريده تركيا وإيران والقوى الشيعية في الداخل وقوى أخرى في العراق وكذلك جانب في الحكومة العراقية"، وفق ما قال.
ووصف مسؤول إسرائيلي آخر في حديث مع "رويترز" مساعي نتنياهو بأنها "التزام أخلاقي" تجاه الكرد.
وحافظت إسرائيل على علاقات سرية مع الكرد في المجالات العسكرية والمخابراتية والتجارية منذ الستينيات، مع غياب أي علاقات علنية بينها وبين إقليم كردستان العراق.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله لأعضاء في الكونغرس الأميركي قبل حوالي شهر إن السبب وراء تأييد استقلال الكرد هو كون هؤلاء يشكلون ذخراً استراتيجياً لإسرائيل التي تعتبر الداعم العلني الوحيد لاستفتاء إقليم كردستان.
ويذكر أن "إسرائيل" هي الطرف الرئيس والوحيد الذي أقرّ بحق الكرد في إقامة دولة لهم. ويقول محللون إن ذلك يرجع في جانب منه إلى أن إسرائيل تعتبر المجموعة العرقية، التي يتوزع أبناؤها بين العراق وتركيا وسوريا وإيران، "عازلاً أمام أعداء مشتركين".