فور إعلان الرئيس الأميركي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل" انهالت بيانات الإدانة والاستنكار من كل دول العالم، حيث أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن لا بديل عن حل الدولتين، والرئيس الفرنسي أبدى رفضه لقرار ترامب واعتبره مناقضاً للقرارات الأممية، كما أدانت الخارجية الإيرانية والتركية والمصرية القرار الأميركي.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه "لا بديل عن حل الدولتين ولا توجد خطة بديلة"، وأضاف "من اليوم الأول تحدثت بشكل واضح بأن أي قرار يهدد قضايا الحل النهائي سأقف ضده".
وأكد غوتيرش أن القدس من قضايا الحل النهائي التي يجب أن تراعي قرارات الأمم المتحدة، مشدداً على أنه سيبذل أقصى ما في وسعه "لدعم الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات".
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن فرنسا لا تؤيد قرار الرئيس ترامب "الأحادي" بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعا إلى الهدوء في المنطقة.
وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي في الجزائر "هذا القرار مؤسف وفرنسا لا تؤيده ويتناقض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وشدد ماكرون على أن وضع القدس يحدده الإسرائيليون والفلسطينيون من خلال المفاوضات..
في حين اعتبر مجلس الاتحاد الروسي قرار ترامب بشأن القدس "خرقاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة وحل الدولتين".
إيران وتركيا تنددان بالقرار الأميركي: غير قانوني وسيشعل انتفاضة جديدة
الخارجية الإيرانية سارعت إلى الإعلان أن القرار الأميركي "غير العقلائي والاستفزازي فيما يخص الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، يكشف عن النوايا المشؤومة لأميركا"، مضيفة في بيان لها أن "القرار الأميركي سيثير مشاعر المسلمين ويشعل انتفاضة جديدة".
وشددت الخارجية الإيرانية على أن القرار الأميركي سيفاقم التطرف والعنف، ومسؤولية ذلك "ستقع على عاتق أميركا والكيان الصهيوني"، وطالبت إيران كل الأوساط الدولية والبلدان المتنفذة خاصة المسلمة منها بمنع تنفيذ هذا الإجراء الأميركي، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
رئاسة الجمهورية العربية السورية قالت عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي إن مستقبل القدس "لا تحدّده دولة أو رئيس بل يحدّده تاريخها وإرادة وعزم الأوفياء للقضية الفلسطينية التي ستبقى حيّة في ضمير الأمة العربية حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".
الخارجية التركية بدورها نددت "بالتحرك غير المسؤول للولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإٍسرائيل"، معتبرة أن قرار ترامب بخصوص القدس "غير قانوني وغير مسؤول". فيما تجمع بضع مئات من المتظاهرين خارج القنصلية الأمريكية في اسطنبول احتجاجا على بيان ترامب بشأن القدس.
من جهتها استنكرت الخارجية المصرية القرار الأميركي وأبدت رفضها أي آثار مترتبة عليه، وقالت "أكدت مصر على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة".
وأشارت إلى "قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظراً للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي".
وذكرت الوزارة أن القرار ستكون له "تأثيرات سلبية للغاية" على عملية السلام.
شيخ الأزهر بدوره حذر من التداعيات الخطيرة لقرار ترامب وقال إنه تجاهل مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم.
الرئيس اللبناني ميشال عون قال إن قرار الرئيس الأميركي يهدد عملية السلام واستقرار المنطقة، وأضاف قرار ترامب "خطير ويهدد صدقية الولايات المتحدة كراعية لعملية السلام في المنطقة، وينسف الوضع الخاص الذي اكتسبته القدس على مدى التاريخ".
ولفت الرئيس عون إلى أن هذا القرار أعاد عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الوراء عشرات السنين وقضى على كل محاولة لتقريب وجهات النظر بينهم، محذراً مما يمكن أن يحدثه القرار الأميركي من ردود فعل تهدد استقرار المنطقة وربما العالم أجمع.
ودعا عون الدول العربية إلى وقفة واحدة لإعادة الهوية العربية إلى القدس ومنع تغييرها.
الحكومة الأردنية اعتبرت اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل "خرقاً للشرعية الدولية والميثاق الأممي".
وزير الخارجية القطري اعتبر أن قرار ترامب يشكل تصعيداً خطيراً وحكماً بالإعدام على كل مساعي السلام.