جلسة مجلس الأمن المخصصة للبحث في القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، تشهد رفضاً واسعاً من قبل الدول العربية والأوروبية والآسيوية للقرار الأميركي، ومنسق الأمم المتحدة لعملية السلام يحذر من انتفاضة ثالثة عقب القرار، فيما تهاجم مندوبة الولايات المتحدة مجلس الأمن وتعتبر أن الأمم المتحدة كانت من أكثر الجهات عدائية لإسرائيل.
شهد مجلس الأمن الدّوليّ رفضاً واسعاً من دول عربية وأوروبية وآسيوية للقرار الأميركيّ الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.
منسّق الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف حذّر من أن تصاعد التوتر بعد قرار ترامب بشأن القدس يمكن أن يتحوّل إلى انتفاضة جديدة، مطالباً بالبت في أمر القدس في إطار حل شامل وفق القرارات الأممية.
ملادينوف شدّد على أن حلّ الدولتين هو الحلّ الوحيد محذّراً من إمكانية تدحرج الخطوات الأحاديّة ما يفتح الباب أمام العناصر المتطرّفة -على حدّ تعبيره.
المندوب الفلسطيني في مجلس الأمن رياض منصور اعتبر أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "يهدد بزعزعة الوضع وبتبعات خطيرة"، قائلاً "لا بد من إلغاء هذا القرار"، مؤكداً أنه لا يمكن لطرف واحد احتكار عملية السلام وهو متحيز لسلطة الاحتلال.
وشكر منصور دول المجلس على مواقفها المبدئية من القدس، معتبراً أن على المجلس التصرف كي يعيد ثقة الشعب الفلسطيني بالقانون الدولي. وشدد منصور على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي استمرت في ارتكاب الجرائم والتسلط على الفلسطينيين وتغيير الطابع الديمغرافي للقدس.
مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي قالت إن الرئيس الأميركي "ترامب ملتزم بعملية السلام وأن القرار الأخير لا يغيّر الترتيبات المتعلقة بالقدس".
وأضافت إن واشنطن "لن تقبل تلقي تعليمات من دول لا تتمتع بمصداقية في التعامل بإنصاف مع الفلسطينيين والإسرائيليين"، واتهمت الأمم المتحدة بأنها كانت "من أكثر الجهات عدائية لإسرائيل".
ورأت هايلي أن بلادها لم تتخذ موقفاً بشأن حدود القدس ولا تدعم أي تغييرات على الترتيبات المتعلقة بالأماكن المقدسة.
من جهته، المندوب البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت أكد أن "القدس الشرقية محتلة وأن سفارة بريطانيا ستبقى في تل أبيب"، معتبراً أنه لا يجوز الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل قبل اتفاق سلام.
وشدد المندوب البريطاني على وجوب ترك الحدود للتفاوض مع تبادل الأراضي وجعل القدس عاصمة مشتركة للجانبين، وعلى وجوب حلّ قضية اللاجئين والمحافظة على الحرم الشريف على حاله وعلى وصاية الأردن لأماكن العبادة، مؤكداً أن "توسيع المستوطنات عائق في طريق الحل".
المندوب الفرنسي فرانسوا دي لاتر كرر مواقف زميله البريطاني مطالباً بحل شامل، ورفض القرار الأميركي داعياً إلى حل يعيد الاستقرار للشرق الأوسط وللعالم، وحذر من أن القدس قضية يمكن أن تعبئ المتطرفين.
المندوب الروسي في المجلس أشار في كلمته إلى أن موسكو قلقة جداً من القرار الأميركي بشأن القدس، وأوضح أن بلاده طلبت شرحاً من الجانب الأميركي بشأن أسباب نقل سفارتهم من تل أبيب إلى القدس، كما أبدى المندوب الصيني دعم بلاده لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67 عاصمتها القدس الشرقية.
مندوب السويد أولوف سكوغ أكدت رفضها الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، "لأنه يتعارض مع القانون الدولي والقرارات الشرعية الدولية باعتبارها مسألة من قضايا الوضع النهائي".
وشدد المندوب على أن السويد لم تعترف بتاتاً بضم القدس، وأن والإتحاد الأوروبي يؤمن بهذا، مؤكداً أن الاعتراف الأميركي يشعل التوتر في المنطقة وخارجها وردود الفعل ضده قوية. ودعا إلى الإمتناع عن العنف كي لا يتحول الصراع إلى صراع ديني.
أما مندوب مصر في المجلس عمرو عبداللطيف أبوالعطا فقد سرد قرارات مجلس الأمن الملزمة من أجل الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأعرب عن استنكار مصر للقرار الأميركي ورفضها لأي آثار مترتبة على ذلك لأنها تعتبره مخالفاً للشرعية الدولية.
وأعرب أبو العطا عن القلق البالغ من التداعيات الناجمة عن القرار على استقرار المنطقة نظراً للمكانة التاريخية والدينية للقدس على الوجدانين العربي والإسلامي.