أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اليوم الأربعاء، رأس السنة الأمازيغية، الموافق لـ 12 يناير/ كانون الثاني من كل عام، إجازة رسمية في البلاد لأول مرة.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن الرئيس بوتفليقة أعلن خلال اجتماع لمجلس الوزراء المنعقد اليوم، 12 يناير من كل سنة الموافق لبداية السنة الأمازيغية عطلة (إجازة) مدفوعة الأجر".
وقال بوتفليقة، حسبما نقلت عنه الوكالة، إن "هذا الإجراء على غرار كل الإجراءات التي اتخذت سابقا لصالح هويتنا الوطنية بمقوماتها الثلاث؛ الإسلامية والعربية والأمازيغية، كفيل بتعزيز الوحدة والاستقرار الوطنيين في الوقت الذي تستوقفنا فيه العديد من التحديات على الصعيدين الداخلي والإقليمي".
ويوافق 12 يناير 2018م، في التأريخ الأمازيغي 12 ينّاير 2968.
ويعود بداية التأريخ الأمازيغي في الجزائر إلى 950 عام قبل ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ويبدأ رأس السنة الأمازيغية في 13 يناير بدل الفاتح منه، بينما تتم الاحتفال ليلة رأس السنة أي في الثاني عشر منه.
وهناك روايتان تاريخيتان تتضاربان حول أصول الاحتفال بهذه المناسبة، تقول الأولى إن "ينّاير" يرمز للاحتفال بالأرض والفلاحة عموما تفاؤلا بعام خير وغلّة وفيرة على الفلاحين وعلى الناس عموما.
أما الرواية الثانية فتقول إنه اليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي "شاشناق" على الفرعون المصري "رمسيس الثاني" في مصر.
وخلال الأسابيع الأخيرة شهدت محافظات تقع شرق العاصمة الجزائر ويقطنها غالبية أمازيغ البلاد احتجاجات تطالب بترقية اللغة الأمازيغية في المؤسسات التعليمية.
ويأتي قرار الرئيس الجزائري استجابة لمطالب قديمة لأحزاب ومنظمات تمثل أمازيغ الجزائر ظلت تدعو إلى ترسيم رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وإجازة في البلاد.
ومطلع 2017، دعا حزب جبهة القوى الاشتراكية (معارض) إلى ترسيم مناسبة 12 يناير أو رأس السنة الأمازيغية كعيد وطني وعطلة رسمية وهو مطلب ردده خلال السنوات الماضية.
وحزب جبهة القوى الإشتراكية الذي يوصف بأنه أقدم حزب معارض في البلاد أسسه الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد العام 1963 وتعد محافظتي تيزي وزو، وبجاية، وجزء من محافظة البويرة الواقعة شرق العاصمة، والتي يقطنها أمازيغ الجزائر أهم معاقله.
ومطلع 2016، أقر تعديل دستوري أجري بالجزائر، الأمازيغية لغة رسمية ثانية إلى جانب العربية.
والأمازيغية هي اللغة الرئيسية في التعاملات اليومية لسكان منطقة القبائل الكبرى في الجزائر، التي تضم محافظات عدة شرق العاصمة، وينقسمون، وفق باحثين، إلى مجموعات منفصلة جغرافياً، وهم: القبائل في منطقة القبائل (شرق العاصمة)، والشاوية في منطقة الأوراس (جنوب شرق)، والمزاب (المجموعة الأمازيغية الوحيدة ذات المذهب الإباضي) في منطقة غرداية (500 كم جنوب العاصمة).
بالإضافة إلى الطوارق (أقصى الجنوب الشرقي)، والشناوة في منطقة شرشال (90 كم غرب)، وهناك مجموعة بربرية أخرى قرب مدينة ندرومة على الحدود مع المغرب، وتتميز لغتها أو لهجتها بقربها الكبير من الشلحية؛ وهم أمازيغية الشلوح (بربر) في المغرب.
ولا توجد أرقام رسمية بشأن عدد الناطقين بالأمازيغية كلغة، لكنهم مجموعة من الشعوب المحلية، تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة (غرب مصر) شرقاً، إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً.