منذ 28 ديسمبر الماضي، تشهد إيران مظاهرات بدأت في مدينتي مشهد وكاشمر (شمال شرق)، احتجاجات على غلاء المعيشة، قبل أن تتحول لاحقًا إلى تظاهرات تتبنى شعارات سياسية
الولايات المتحدة الأمريكية كانت تسعي إلى حشد أعضاء مجلس الأمن وتكثيف الضغط الدولي على طهران، من خلال طرح سجل حقوق الإنسان في إيران على طاولة مجلس الأمن، في جلسة استمرت حتى ساعات فجر اليوم السبت.
كلمات ممثلي الدول الأعضاء بالمجلس وقبلها الإفادة التي قدمها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة " تاي بروك زرهون" في بداية الجلسة كانت متوازنة ودعت إلى ضرورة إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع طهران.
واعتبرت روسيا أن مجرد الدعوة الأمريكية لإجراء مناقشة في مجلس الأمن حول ملف حقوق الإنسان والتظاهرات الأخيرة في إيران بمثابة "إساءة استخدام لسطات مجلس الأمن".
"تاي بروك زرهون" مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أكد في إفادته خلال الجلسة أن الأمانة العامة للمنظمة الدولية "أهمية التواصل مع السلطات ألإيرانية في طهران "للمساعدة في منع وقوع أعمال العنف أو الانتقام من المتظاهرين السلميين".
وأشار المسؤول ألأممي في إفادته إلى "المسيرات الواسعة" التي خرجت في العديد من المدن الإيرانية خلال اليومين الماضيين، "مؤيدة للحكومة كما أن الأمين العام تلقى خطابا من الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة اتهم فيه واشنطن بتصعيد تدخلها في الشؤون الداخلية لإيران بذريعة توفير الدعم للاحتجاجات"، حسب تعبيره.
المندوب الروسي " فاسيلي نيبينزيا" انتقد بشدة نظيرته الأمريكية "نيكي هيلي" وتساءل في بداية إفادته "لماذا تصر الوليات المتحدة على إساءة استخدام السلطات الممنوحة لمجلس الأمن الدولي؟".
ودعا في إفادته خلال الجلسة إلى "ترك الخوض في الشأن الإيراني"، محذرا من مغبة التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وقال موجها كلامه لأعضاء المجلس "نشهد مرة أخرى كيف تستغل واشنطن مجلس الأمن وموضوع اليوم ليس من صلاحيات المجلس".
واستطرد " لقد تسببت التدخلات الأمريكية في انهيار الأنظمة في العراق وسوريا.. إن النهج الأمريكي من خلال استخدام مجلس الأمن أدى إلى الفوضى في ليبيا وسوريا واليمن".
المندوب الفرنسي، "السفير فرانسوا ديلاتر"، حذر من تداعيات التعامل الخارجي مع التظاهرات التي تشهدها إيران بأسلوب يؤدي إلى "تعزيز التطرف" في بلدان المنطقة" على حد تعبيره.
وقال ديلاتر، خلال الجلسة " موقفنا من العنف الذي صاحب التظاهرات الأخيرة في إيران ينبغي أن يكون مناسبا.. رسالتنا هي اليقظة والقلق والدعوة إلى الاحترام الكامل لحرية التعبير... ولكننا نقول لا ... لإشعال الأزمة من الخارج لأنه لن يعزز سوى التطرف، وهو بالتحديد ما نريد تجنبه".
وأكد أن بلاده " تريد أن تحافظ على حوار عملي مع طهران بشأن مجموعة واسعة من القضايا وعلى وجه الخصوص أنشطتها البالستية ودورها في المنطقة".
وأردف قائلا "رسالتنا أيضا هي الدعوة للحفاظ على خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) التي ما زالت أكبر انجاز".