استضافت العاصمة الايرانية طهران فعاليات "المؤتمر الدولي للاديان والصحوة المعاصرة"، بمشارکة اساتذة و ممثلین عن الادیان المختلفة، من ١٤ بلدا و ذلك بهدف دراسة دور ومكانة زعماء الدین في الصحوة المعاصرة.
ویتناول المؤتمر عدة محاور اهمها "المفاهیم و القیم الدینیة" و"الدین والتیار والحركات المعاصره" و"التحدیات والاضرار والآفاق المستقبلیة".
وفي بداية المؤتمر قدم الدكتور دهشيري امين المؤتمر ورقة اشار فيها الى ان المؤتمر عقد "لدراسة ظاهرة الصحوة التي يشهدها العديد من دول العالم والتي جاءت نتيجة للتغيير الذي تعيشه هذه المجتمعات".
واعتبر دهشيري ان "قضية الصحوة تناولتها وتحدثت عنها كافة القيادات العربية والعالمية". ورأى ان هذه الظاهرة تستجوب تبادل الاراء ووجهات النظر "من اجل التوصل الى تعريف حقيقي وواقعي لها".
وتابع قائلا "ومن هذا المنطلق اقام مركز حوار الاديان في رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في الجمهورية الاسلامية الايرانية هذا المؤتمر".
من جانبه لفت محمد باقر خرمشاد رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية في كلمة له بالمناسبة، الى ان هذا المؤتمر "يسعى الى الاجابة على السؤال التالي وهو " ماهي علاقة الاديان بالصحوة التي تشهدها العديد من دول العالم؟".
ورأى خرمشاد ان "القران الكريم وتعاليم الاسلام تدعو الى الصحوة والتحرير من كافة الاغلال التي تمنع الانسان من التحرك والتقدم والازدهار في كافة المجالات". ودين الاسلام كسائر الاديان الالهية يرفض العبودية لغير الله سبحانه وتعالى غير ان هذا الدين يؤكد على ان عملية التغيير والتطور في اي مجتمع لن تحدث من دون ان يريد ويسعى المجتمع والانسان لذلك. وهذه ما تؤكده التعاليم الدينية والقرانية".
واشار الى ان "الجانب الديني في هذه الحركة واضح جدا وانه لا يمكن فصله عنها" موضحا بأنه " لا يمكن تحليل هذه الظاهرة وفق الاطر السابقة للتحركات الاجتماعية الدينية والتي هي بالتحديد الاطر الشيوعية او الراسمالية بل يتعين علينا البحث عن اطار جديد يمكننا من خلاله تحليل وتفسير هذه الحركة".
الى ذلك ذكر خرمشاد ان "المؤتمر يدرس ظاهرة الصحوة، ويشارك فيه ممثلين عن اغلب الاديان ليتحدثوا مبينين موقف دينهم تجاه الصحوة المعاصرة".
من جانب اخر اعتبر " باواجينز " الامين العام لمجلس الاديان العالمية في امیركا، خلال كلمته في المؤتمر ان " الدين يعد احد العوامل الاساسية التي تؤكد هوية اي انسان لذلك فإن اغلب القضايا الهامة التي تحدث في العالم بما فيها الحروب، يرجع اسبابها الكثيرون الى امور دينية".
وتطرق باواجينز الى ظاهرة الصحوة متسائلا " لماذا زعماء وعلماء الدين يلتزمون الصمت تجاه هذه الصحوة ولايطرحون مواقف اديانهم منها"؟ ثم رد قائلا " إما أن هؤلاء لايرون اهمية لما يجري ولذلك لايتحدثون عنه، واما انهم يواجهون ضغوطا سياسية هائلة لاتسمح لهم بالتحدث في الموضوع؛ وإما انهم لا يعرفون ابدا بما يجري حولهم".
على صعيد اخر عبر باواجينز عن تخوفه من التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط قائلا "مع ان هذه المنطقة لاتتحمل وقوع حرب جديدة الا ان سحب هذه الحرب بدأت تظلل اجواءها"؛ لافتا الى ان "الوضع الحالي يستدعي من زعماء الاديان التحرك لتبديد هذه السحب ومنع وقوع حرب جديدة من خلال تبادل الاراء والتشاور".
وخلص الامين العام لمجلس الاديان العالمية في امیركا الى القول بأن الاسلام يواجه حاليا هجمة واسعة تهدف تشويه صورته في اعين الراي العام العالمي مما يتعين على قادة الدين الاسلامي السعي الى تبيين الصورة الحقيقية عن الاسلام والتاكيد على ان هذا الدين يرفض العنف ولايدعمه".
يذكر ان المؤتمر الدولي للاديان والصحوة المعصرة يستمر بأعماله على مدى يومين وسيخرج ببيانه الختامي الثلاثاء.