قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه لم يرفض مطلقاً أيّة دعوة إلى المفاوضات، التي اعتبرها الطريق الوحيد نحو السلام، لافتاً إلى أن إسرائيل تتصرّف كدولة فوق القانون الدولي وأنها حوّلت الاحتلال إلى استعمار استيطاني دائم.
وفي كلمة له في مجلس الأمن في نيويورك، رأى عباس أنه على بريطانيا أن تتحمل مسؤولية نتائج وعد بلفور على الشعب الفلسطيني، وأضاف "نريد لشعبنا الفلسطيني أن يعيش بحريّة بعيداً عن الحروب والإرهاب والتطرّف".
وتابع عباس "مشكلتنا ليست مع أتباع الدين اليهودي، بل مع من يحتلّ أرضنا ويصادر حرّيتنا"، متّهماً واشنطن بأنها ناقضت تعهّداتها وخالفت الشرعية الدولية بقرارها الأخير بشأن القدس.
ودعا الرئيس الفلسطيني إلى آلية دولية متعددة الأطراف تنبثق عن مؤتمر دولي لحل قضية القدس، وتابع "سنواصل مدّ أيدينا لصنع السلام والعمل لإنهاء الاحتلال وفق حل الدولتين".
ووصف عباس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية "بأنها سلطة من دون سلطة تعمل عند الاحتلال"، كما دعا إلى "مؤتمر دولي للسلام منتصف العام الحالي بمشاركة دولية واسعة، كما إلى تطبيق المبادرة العربية ووقف الخطوات الأحادية".
ورأى أن هذا المؤتمر يجب أن يتضمّن الاعتراف بدولة فلسطين، بالإضافة إلى الاعتراف المتبادل مع إسرائيل، على أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية هي القدس الشرقية، معربّاً عن "الاستعداد لتبادل أراضٍ مع إسرائيل بشكل طفيف باتفاق بين الطرفين".
وإذّ وعد بتكثيف الجهود من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أنه سيطالب بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبشأن قضية المساعدات التي تُقدّم للاجئين، لفت الرئيس الفلسطيني إلى "أنه في حال توقف الدعم للاجئين الفلسطينيين، فإن هؤلاء سيتحوّلون إلى إرهابيين أو لاجئين في أوروبا".
وختم عباس كلامه متوجّهاً للحاضرين بالقول "ساعدونا كي لا نضطر لاتخاذ قرارات لا نرضاها ولا يرضاها العالم".
هايلي لعباس: سننقل السفارة سواء أحببت ذلك أو كرهته
وعلى الفور، ردّت سفيرة واشنطن في مجلس الأمن نيكي هايلي على الرئيس الفلسطيني، قائلة إن "قرار نقل السفارة لن يتبدّل سواء أحببته أو كرهته"، معتبرة أن الإدارة الأميركية السابقة قد ارتكبت خطأً فادحاً في عدم ممانعة إصدار القرار 2334 الصادر عن المجلس الأمن، حيث وصفت هذا القرار بأنه لا يدفع للسلام.
الخارجية الأميركية ردّت على عباس بالقول "ستدرس مشاركة دول أخرى في المفاوضات مستقبلا إذا رأت ذلك مناسباً".
أما وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فقد علّق على كلمة عباس في مجلس الأمن بقوله "السيد أبو مازن، جميعنا نعلم من أنت. بيدٍ تدفع الأجور للمخرّبين الذين يمسّون بإسرائيل ولعائلاتهم، وباليد الأخرى تطلب الاعتراف من الأمم المتحدة".