اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان خطاب ترامب بالامس تضمن اكثر من 10 اكاذيب وقال مخاطبا الرئيس الاميركي: اقول لترامب نيابة عن الشعب الايراني؛ خسئت لتهديدك الشعب الايراني والنظام الاسلامي.
وفي كلمة له القاها صباح اليوم الاربعاء، أمام حشد من المعلمين لمناسبة يوم المعلم في ايران، قال سماحة القائد، لقد سمعتم تصريحات الرئيس الاميركي السخيفة. لربما كان هنالك اكثر من 10 اكاذيب في كلامه.. لقد هدد النظام وكذلك الشعب بانه سيفعل كذا وكذا، وانني اقول له نيابة عن الشعب الايراني: خسئت يا ترامب.
وقال آية الله الخامنئي، ان ما حدث، اي السلوك القبيح والسخيف للرئيس الاميركي لم يكن خلافا لتوقعاتنا. ان هذا السلوك كان قائما في عهد الرؤساء (الاميركيين) السابقين ايضا ولكن كان بصورة ما في كل مرحلة.
وقال سماحته، لقد مضى عامان ونصف العام على توقيع الاتفاق والان يقول هذا التافه الحقير (ترامب) انني ارفض (الاتفاق).
واشار قائد الثورة الاسلامية الى عداء اميركا للجمهورية الاسلامية وقال، ان عداء الاميركيين المستمر والعميق والرامي للاطاحة بالنظام هو عداء ليس ضدي انا شخصيا او سائر مسوؤلي البلاد بل هو عداء ضد النظام الاسلامي باكمله والشعب الذي اختار هذا النظام ويتحرك في نهجه، وحتى في عهد حكومة اوباما حيث كانوا يوجهون الرسائل ويطلقون بعض التصريحات كان في الحقيقة يهدفون للاطاحة لكنهم كانوا يقولون كذبا بان هدفهم ليس كذلك.
وتابع سماحته، انه حينما بدات القضية النووية واجراءات الحظر، كان بعض الشخصيات المعروفة يقولون لي "لماذا تصرون على القضية النووية، اتركوا هذه القضية ليكف الاميركيون عن ممارساتهم الخبيثة والعدائية".
واضاف، ان هذا الكلام كان خاطئا من عدة زوايا، احداها ان الطاقة النووية هي حاجة حقيقية للبلاد ولبضعة اعوام اخرى تكون البلاد بحاجة الى 20 الف ميغاواط من الطاقة الكهروذرية.
واعتبر سماحته بان من الخطأ الاعتماد على النفط لانه طاقة ناضبة ولابد من التفكير ببدائل له ومنها الطاقة النووية التي ستكون اجيال المستقبل بحاجة لها، واضاف، لقد قلت لهؤلاء المسؤولين بان الطاقة النووية هي ذريعة ولو تراجعتم فيها سيتجه الاميركيون الى ذريعة اخرى، ولقد حدث بالفعل ما كنا نقوله.
واضاف، ان القضية النووية قبلنا بها بالصورة التي كان المعارضون لايران يريدونها، الا ان عداء اميركا وذرائعها لم تنته.
واشار آية الله الخامنئي الى ذرائع اميركا حول القدرات الدفاعية والتواجد الاقليمي لايران واكد قائلا، لو اعلنتم غدا باننا سوف لن نصنع الصواريخ او اننا سنحدد مدياتها ستنتهي هذه القضية، ولكن من المؤكد انهم سيطرحون ذريعة وقضية اخرى لان عداءهم لنا بنيوي وان اميركا تعارض الجمهورية الاسلامية الايرانية من الاساس.
واعتبر ان السبب الاساس لهذا العداء الشديد هو انتصار الثورة الاسلامية وتاسيس الجمهورية الاسلامية وقطع يد اميركا عن ايران واضاف، انهم يريدون تدمير النظام والهيمنة من جديد على ايران ذات الاحتياطيات المهمة والموقع الاستراتيجي.
واضاف قائد الثورة الاسلامية، ان الاميركيين يريدون عملاء مثل بعض حكام المنطقة الا ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدافع عن عزة وعظمة وشموخ شعبها وهو ما لا يتحملونه.
واشار آية الله الخامنئي الى رسالة وجهها ترامب قبل عدة ايام الى بعض حكام دول الخليج الفارسي واضاف، ان الرئيس الاميركي يامر في رسالته حكام هذه الدول بان افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا، انهم يريدون ان يتعاملوا مع الجمهورية الاسلامية بهذه الصورة لكنهم لا يستطيعون لانها حولت ذل شعبها وبلادها في العهدين القاجاري والبهلوي الى العزة والاستقلال والصمود ولا تتنازل عن مصالحها الوطنية.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية خطاب ترامب المستهجن والسخيف بانه كان متوقعا مؤكدا، ان الجمهورية الاسلامية ستبقى شامخة رغم عداوات الحكومات الاميركية المتلاحقة.
وتطرق سماحته الى الاتفاق النووي واشار الى تنبيهاته المكررة للمسؤولين في الاجتماعات الخاصة والعامة حول الحذر من الثقة باميركا واضاف، لقد قلنا للمسؤولين بانه عليكم ان تاخذوا ضمانات حقيقية من الطرف الاخر قبل ابرام اي اتفاق ولا تثقوا بكلامهم.
ونوه الى شروطه التي طرحها في حينها للقبول بالاتفاق النووي من جانب ايران واضاف، ان احد هذه الشروط كان اخذ الضمانة الخطية وتوقيع الرئيس الاميركي في حينه بازالة الحظر، وبطبيعة الحال فان المسؤولين المعنيين بذلوا جهودهم لكنهم لم يستطيعوا وافضت النتيجة الى انه بعد عامين ونصف العام من تنفيذ ايران لالتزامتها اعلن الرئيس الاميركي الخروج من الاتفاق النووي واضحى يهدد الشعب الايراني.
واشار سماحته الى بعض الحديث حول الاتفاق النووي مع الدول الاوروبية الثلاث قائلا، انني لا ثقة لي بهذه الدول الثلاث ايضا واقول لا تثقوا بهم. إن اردتم التوقيع على اتفاق فاحصلوا منهم على ضمانات حقيقية وعملية ودون ذلك سيفعل هؤلاء غدا ما فعلت اميركا اليوم ولكن باسلوب اخر.
واضاف قائد الثورة، ان هؤلاء يسددون طعنة الخنجر في صدر الطرف المقابل والابتسامة مرسومة على شفاههم، ويقومون بالاشادة الظاهرية ويتابعون مآربهم بالقول اننا نعلم بانكم لا تقوضون الاتفاق النووي.
وحول العمل مع الاوروبيين قال، ان هذه القضية حساسة جدا، فان استطعتم ان تحصلوا على ضمانات حقيقية وقابلة للثقة وهو بالطبع امر مستبعد جدا، فلا اشكالية في ذلك واستمروا في التحرك ودون ذلك لا تواصلوا بهذه الصورة الحالية.
واعتبر سماحته مسؤولي البلاد بانهم امام اختبار كبير واكد قائلا، ان المسؤولين اليوم امام اختبار كبير، هل سيحفظون عزة واقتدار هذا الشعب ام لا. يجب صون عزة ومصالح الشعب بصورة حقيقية.
وتابع قائلا، بطبيعة الحال فان المسؤولين صرحوا بمسالة توفير المصالح هذه ولكن من اجل تحقيق هذا الهدف يجب العمل بدقة ويقظة وعقلانية مع الاوروبيين وعدم الثقة بكلام مسؤوليهم ، لانه لا قيمة لمجرد الكلام وهم يتعاملون في عالم الدبلوماسية تماما من دون اخلاق.
وفي جانب اخر من تصريحاته اعتبر سماحته ساحة تربية الشباب المؤمنين ذوي الهمم والعزيمة بانها ساحة حرب حقيقية وكبرى، مؤكدا ضرورة تربية جيل الشباب وفقا لاهداف وطموحات وتوجهات الجمهورية الاسلامية الزاخرة بنماذج كبرى كالشهداء النوويين والشهيد مصطفى جمران والشهيد آويني والشهيد حججي.