لافروف في طهران لحسم الموقف المشترك من سوريا

قيم هذا المقال
(0 صوت)

في تطور نوعي على صعيد الجهود الروسية ـ الإيرانية لحل الأزمة السورية تتوجه موسكو جنوباً نحو طهران للإعلان رسمياً عن ولادة حلف جديد ـ قديم بين الطرفين لإيجاد مخرج لحليفهما الرئيس بشار الأسد يقوم على أساس «المزيد من التشدّد في رفض ما يعرف بالخطة اليمنية» لنقل السلطة، ولإطلاع المسؤولين الايرانيين على جزئيات «توافق يعمل الروس على بلورته مع الأميركيين» للخروج من الوضع الحالي على أساس «عدم التخلي عن الاسد» ودعمه لتجاوز الازمة، وهو ما يعزز موقف دمشق، كما الموقع التفاوضي لإيران في الاجتماع المقبل في موسكو مع مجموعة «5+1» حول برنامجها النووي من جهة ويعكس المكانة الاقليمية المتنامية لإيران في الترتيبات الاقليمية والدولية من جهة ثانية.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غداً الأربعاء الى طهران لإجراء محادثات حول «الوضع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مع التركيز على التحولات الجارية في العالم العربي وسوريا»، حسبما اوضحت وزارة الخارجية الإيرانية.

وقال مصدر إيراني مطلع رفض الكشف عن اسمه إنه سيتم خلال الزيارة «التطرق الى القضايا ذات الاهتمام المشترك بين إيران وروسيا علي الصعيد الإقليمي بما فيها الموضوع السوري».

وأوضح مصدر مطلع في طهران لـ«السفير» إن الهدف الاساسي من زيارة «لافروف يتعلق بالموضوع السوري بشكل رئيسي ومن ثم الملف النووي» الايراني.

وأضاف المصدر نفسه إن «لافروف سيبلغ الإيرانيين رفض روسيا التخلي عن الأسد وإن موسكو ستدعمه حتى النهاية. وفي المقابل سيطلب لافروف منهم دعم مسعى بلاده لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، إضافة إلى مناقشة مقترح روسي ستتناوله محادثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الاميركي باراك أوباما المرتقبة سعياً للوصول إلى تفاهم للخروج بحل مقبول للأزمة السورية».

وكشف مصدر مقرب من دوائر صنع القرار في طهران لـ«السفير» أن الامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي في ايران سعيد جليلي «طلب خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة سان بطرسبرغ من نظرائه الروس التمسك بالرئيس الأسد ورفض أي حل أو مقترح على شاكلة الحل اليمني لحل الأزمة السورية». وأوضح المصدر نفسه أن جليلي طالب «موسكو بتشدد أكثر حيال هذا الموضوع بعدما أبدى بعض المسؤولين الروس تهاوناً في الموضوع».

وكانت روسيا اقترحت عقد مؤتمر دولي حول سوريا يهدف إلى إنقاذ خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الهادفة لحل الاوضاع في سوريا.

وحث لافروف على «إشراك ايران في المؤتمر رغم تحفظ واشنطن وباريس»، ويتحدث مراقبون هنا عن «إمكانية تجاوز تلك العواصم لتحفظاتها على مشاركة طهران لتمرير مشاركة أطراف كتركيا وقطر».

ومن المقرر أن تتناول الزيارة ايضاً المفاوضات المقررة في موسكو بين إيران ومجموعة «5+1» في الثامن عشر والتاسع عشر من حزيران الحالي.

وعبرت الخارجية الروسية عن املها في «أن تعقد جميع الاطراف بمن فيها الطرف الايراني عزمها على مفاوضات بناءة يمكن ان ينتج عنها نتائج إيجابية وتطور في مسيرة التغلب على الاختلافات». واضاف بيان صادر عنها أن من الواقعية عدم توقع «إمكان اتفاق جميع الاطراف على موضوع النووي الايراني في الاجتماع المقبل» في موسكو، ولكنها مع ذلك تعتقد «ان مسيرة المفاوضات يجب ان تستمر أيضا بعد الجولة المقبلة».

وقالت الوزارة إن المقترح الروسي المعروف باسم «خطوة خطوة» نظم على اساس «قيام طهران بتنفيذ بعض الطلبات وفي المقابل تقوم مجموعة «5+1» ببعض الإجراءات»، وهو ما «تأمل موسكو أن تتم دراسته تفصيلياً» في الاجتماع.

وأضاف البيان إن «قسماً مهماً من اهداف زيارة لافروف الى طهران الاربعاء سيخصص للتطرق إلى مقدمات اللقاء التالي بين وزير خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون مع سعيد جليلي، بحضور المدراء السياسيين لمجموعة 5+1».

وتشير أوساط إيرانية إلى أن «اقتراب موعد بدء سريان المقاطعة الاقتصادية المشددة وانخفاض أسعار النفط عالمياً وزيادة إنتاج السعودية للنفط» لتغطية النقص في إمدادات النفط الإيراني و«الضغط الاميركي على زبائن طهران «لتقليل اعتمادهم على نفطها»، جعل الغربيين «يعتقدون ان ايران في وضع حرج»، وأنها في حال «عدم تقديمها تنازلات في مفاوضات موسكو فإن العقوبات المشدّدة التي تشمل مقاطعة المصرف المركزي وحظر النفط سيبدأ سريان مفعولها». وهو ما يمكن أن «يغير مسيرة ونتائج المفاوضات لمصلحة الغرب ويعزز الآمال لديه بأن تقدم طهران تنازلات حقيقية».

وقال مصدر إيراني لـ«السفير» إن «الغرب يعمل على عدم السماح لإيران بالاستفادة من منهج ربح - ربح في التفاوض كما يعمل على الحيلولة دون توظيف استضافة الأصدقاء الروس الاجتماع لمصلحة ايران وتعزيز مكانتها الاقليمية والدولية».

واضاف المصدر نفسه إن ما يستشف من تصريحات وزيرة الخارجية الامـــيركية هيلاري كلينتون ومواقف فريـــق كاثـــرين اشتون هو «أن الطرف الغربي بصدد إعـــادة النظــــر في نهج مفاوضات اسطنبول وبغداد لتغيـــير مسارها ونتائجها» التي يمكن أن تتمـــخض عن مكاسب للطرفين الايراني والدولي.

هذا الارتياب بالغرب دعا عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي كاظم جلالي لتأكيد أن مفاوضات «موسكو هي محك لاختبار نيات الغرب ومدى جديته للوصول الى نتائج من خلال المحادثات».

واضاف جلالي «إن التجربة أثبتت أن الغربيين قلما يلتزمون بنتائج المفاوضات»، مشيراً إلى عرقلة الغربيين لمسار المحادثات وتجاهلهم» للوساطة البرازيلية والتركية في موضوع توفير الوقود النووي» للأغراض الطبية والعلمية في ايران.

وهو ما يدعو بحسب جلالي إيران إلى «عدم الوثوق بالغرب ومفاوضاته المجهدة ولا إلى الوثوق في التزامه بمضمون المحادثات ونتائجها».

وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي الى طهران بعد أسبوع على لقاء جمع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد على هامش قمة اقليمية في بكين، حيث أكد بوتين على حق إيران ببرنامج نووي «سلمي».

قراءة 1663 مرة