بمسيرات جماهيرية حاشدة، أحيت العديد من الدول العربية والإسلامية مراسم يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الراحل آية الله الخميني عام 1979، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك تأكيداً على أنّ القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين المحورية.
وانطلقت المسيرات في 900 مدينة ايرانية في يوم القدس العالمي، ونزل الإيرانيون إلى الشارع يحملون لافتات توكد مناصرتهم للقدس المحتلة وضرورة إزالة الاحتلال وتحرير فلسطين والقدس الشريف.
وأكد المشاركون الذين بلغ عددهم الملايين دعمهم لمسيرات العودة الكبرى كما نددوا بهرولة بعض الدول نحو التطبيع مع كيان الاحتلال، وأطلق المتظاهرون من مختلف شرائح ومكونات الشعب الإيراني في طهران هتافات ضد جرائم كيان الاحتلال ودعم الإدارة الأمريكية لها على غرار سائر المدن الإيرانية.
من جانبه أكد رئيس السلطة القضائية في إيران، آية الله صادق آملي لاريجاني خلال مشاركته في مسيرات يوم القدس أنه مادام الشعب موجوداً في الساحة فإن أمريكا وأذنابها في المنطقة لن يتمكنوا من تحقيق مآربهم المشؤومة، وانتقد المسؤول الإيراني بعض الأنظمة الإسلامية، بأنها لا تدع الشعوب تطلق أصواتها وتعبّر عن تضامنها مع القضية الفلسطينية.
بدوره وصف رئيس مجلس الشوري الإسلامي في إيران علي لاريجاني يوم القدس العالمي بأنه يشكّل يوم وحدة المسلمين جميعاً، وأضاف لاريجاني في كلمة ألقاها في المسيرات المقامة في طهران إن الأعداء يريدون حرف أنظار المسلمين عن القضية الفلسطينية، معتبراً أنّ الهدف من صفقة القرن هو القضاء على القضية الفلسطينية والضغط على المقاومة وهذا لن يتحقق، مشيراً إلى أن التلاحم الإسرائيلي السعودي أتى لتغطية الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
كذلك قام المشاركون في المسيرات الميلونية ليوم القدس العالمي في طهران بتنفيذ حكم الإعدام الرمزي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنديداً بالانحياز الأمريكي لكيان الاحتلال الإسرائيلي وقراره باعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لهذا الكيان الغاصب، وندد المتظاهرون بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بدعم من الإدارة الأمريكية وصمت من المنظمات المتشدقة بالدفاع عن حقوق الإنسان وذلك بالتزامن مع عملية تنفيذ حكم الإعدام، كما هتف المشاركون ضد خطة الرئيس الأمريكي المسماة بـ "صفقة القرن" الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية بدعم من حلفائه الإقليميين موكدين على مواصلة عزمهم لتصدي هذه المؤامرة.
وفي العراق، نظمت مسيرات جماهيرية حاشدة في بغداد وعدد من المدن العراقية، صباح اليوم الجمعة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني لإحياء يوم القدس العالمي، وشاركت الجماهير العراقية في العديد من محافظات البلاد في التظاهرات بمناسبة يوم القدس العالمي تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي على غزة. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات تدين الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وسط شعارات تدعو إلى دعم القضية الفلسطينية وتندد بالصمت الدولي إزاء ما يحدث في غزة، وارتدى المشاركون في المسيرة الزيّ العسكري تعبيراً عن استعداداهم للدفاع عن القدس المحتل، فيما داسوا بأقدامهم علماً "إسرائيلياً" رسم على الأرض.
وفي فلسطين، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن التقديرات تتحدث عن مشاركة نصف مليون فلسطيني في صلاة الجمعة التي ستقام في يوم القدس العالمي، في القدس المحتلة، وتوافد عشرات الالاف من الفلسطينيين علی حاجز قلنديا العسكري من أجل الوصول للقدس لإحياء يوم القدس العالمي، في حين منعت قوات الاحتلال الرجال الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن الأربعين سنة من عبور الحاجز والتوجه إلی القدس.
وفي قطاع غزة المحاصر، أحيت فصائل المقاومة الفلسطينية يوم القدس العالمي، مؤكدين رفض احتلال الكيان الإسرائيلي للعاصمة الفلسطينية، وطالب المشاركون في المسيرات الجماهيرية بأن تمتد المسيرات زمانياً وجغرافياً إلى الضفة الغربية والقدس، وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن مشروع المقاومة قائم على إفشال صفقة القرن الأمريكية الهادفة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبراً أن مسيرات "العودة الكبرى" المتواصلة على حدود قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، "أحدثت نقلة نوعية في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وحققت اختراقات مهمة على الصعيدين السياسي والعسكري".
كذلك خرجت صباح اليوم مسيرة تضامنية بمناسبة يوم القدس العالمي في العديد من الدول الإسلامية كسوريا وماليزيا وأفغانستان واليمن ونيجيريا وبعض العواصم الأوروبية، وأكد المشاركون أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وفلسطين هي قلب الأمة وبوصلتها، و هتفوا منددين بسياسات القتل والإجرام الذي يقوم بها الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، منددين بتخاذل بعض الأنظمة الإسلامية في دعم الشعب الفلسطيني والهرولة للتطبيع مع العدو الإسرائيلي.