تشهد العاصمة الإيرانية طهران مسيرات حاشدة اليوم الأحد أمام مقر السفارة الأميركية السابق لمناسبة يوم مقارعة الاستكبار العالمي.
قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري اعتبر أن "تاريخ الـ 40 عاماً للثورة في ايران تتحدث عن الهزائم المتتالية لاميركا تجاه الجمهورية الاسلامية".
"العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران لن تنجح"، أكد جعفري وأشار إلى أن "البنتاغون طلب من القوات الأميركية في المنطقة بضرورة الامتناع عن نشر معلومات عن قدرات ايران".
وختم جعفري قائلاً "أميركا تركز على الحرب الاقتصادية والنفسية ضد إيران ويأتي ذلك بعد انهزامها في المنطقة".
وفي بيان له حول المناسبة، أكد الحرس الثوري الإيراني أن يوم الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر يمثّل رمزاً لمعاداة الاستكبار وانتصار الشعب الإيرانيّ في مواجهة أميركا وحركة الاستكبار الخبيثة، متعهداً بأن يصبح "صفعة" يوجّهها شعب إيران للرئيس الأميركيّ دونالد ترامب.
وتستعد الولايات المتحدة لتصعيد عقوباتها على إيران. وفي هذا السياق، كان المرشد الإيراني السيد علي خامنئي قال خلال اجتماع مع آلاف الطلاب السبت إن "أميركا هُزمت في تحديها مع إيران طيلة 40 عاماً"، وأضاف "العالم يعارض كل قرار يصدر عن ترامب".
لا يزال التحدّي مستمرّاً بين أمريكا و إيران منذ ٤٠ عاماً وقد أقدم العدوّ على ممارسات عديدة؛ لقد شنّت أمريكا حروباً عسكريّة واقتصاديّة وإعلاميّة. وهنا تكمن حقيقة هامّة هي أنّ الجهة المهزومة في تحدّي الأربعين عاماً هي أمريكا والجهة المنتصرة هي الجمهوريّة الإسلاميّة.
روسيا تدعم إيران
وأكدت روسيا وقوفها إلى جانب طهران رغم تحذيرات واشنطن.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في مقابلة مع صحيفة "الفايننشال تايمز" إن موسكو تتطلع لمواصلة تطوير تجارتها بالنفط الإيراني، الذي تبيعه إلى بلدان أخرى وفق اتفاق النفط مقابل البضائع مع إيران.
وقالت وزارة الطاقة الروسية إنها "تؤكد قطعاً" بأن هذه التجارة ستستمر الأسبوع المقبل.
ودانت وزارة الخارجية الروسية بدورها العقوبات الأميركية على إيران، ورأتْ أنها تضرب مرة أخرى اتّفاق الحد من انتشار الأسلحة النووية.
بيان الوزارة عبّر عن خيبة موسكو العميقة من سعْي واشنطن إلى إفشال الآليات القانونية الدولية في مجال حظر الانتشار النوويّ.
وأكدت روسيا التزامها بحفظ التعاون التجاريّ والاقتصاديّ وتوسيعه مع إيران، ورأتْ أنّ طهران ستمنع نظام ترامب من الوصول لأهدافه غير القانونية.
ومنحت الولايات المتحدة موّقتا ثماني دول، إعفاءات من عقوباتها على إيران.
الإمارات تحمل إيران مسؤولية العقوبات
من جانبه، رأى وزير الدولة الإماراتيّ للشؤون الخارجية أنور قرقاش أن ما وصفه بـ "السياسات العدائية الإيرانية" هي المسؤولة "إلى حد كبير عن إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران".
وفي تغريدة له على "تويتر" قال قرقاش إنّ "التطرّق إلى الشواغل الإقليمية والدولية بشأن سلوك إيران وسياستها بشكل عقلانيّ سيخدمها كما المنطقة بشكل أفضل"، لافتاً إلى أنّ "إيران الطبيعية والمستقرّة والنامية جيّدة للجميع".
ترحيب إسرائيلي
كذلك، وصف رئيس الحكومة الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو خطوة ترامب بإعادة فرض العقوبات على إيران بالتاريخية.
وفي كلمة له مسجّلة من بلغاريا، قال نتنياهو إنّ آثار العقوبات الأولية تظهر مع تدنّي سعر العملة الإيرانية، مشيراً إلى أنه "لقد طالبت طوال سنوات استئناف العقوبات بالكامل ضد النظام الإرهابي في ايران الذي يعرض العالم كله للخطر".
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات إقتصادية على إيران في آب/ أغسطس 2018 بعدما انسحب دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرم بين إيران والقوى الغربية عام 2015.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت خروجها من الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع دول مجموعة 5+1، ولاحقاً أقرت حزمة من العقوبات على طهران، ولكن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق عملت في الآونة الأخيرة على إيجاد طرق بديلة للحفاظ على الاتفاق النووي والالتفاف على العقوبات الأميركية وحماية الشركات الأوروبية من تبعاتها.