بكلام واضح وبلا أي مواربة، وجه ممثلو الدول الأوروبية والولايات المتحدة في المجموعة الدولية الموكلة رعاية الحل في سوريا، رسالة واضحة لهذه المجموعة بأن التطبيع مع سوريا، ما يعني إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، مرفوض تماماً في المرحلة الحالية ولن يحصل "قبل التوصول إلى حل شامل للأزمة وفقاً للقرار 2254".
ممثلو الدول الغربية اختاروا اللقاء الأخير لمجموعة العشرين التي لا تزال تجتمع أسبوعياً في مقر الأمم المتحدة في جنيف، لتوجيه هذه الرسالة، وقد علمت الميادين من دبلوماسيين شاركوا في هذا الاجتماع أن الرسالة الأميركية – الأوروبية وجهت مباشرة إلى ممثلي الدول العربية والهدف "فرملة الاندفاعة العربية الأخيرة نحو سوريا"، والدول العربية في هذه المجموعة هي: السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والعراق وقطر وعمان ولبنان ومصر والأردن.
وبحسب محضر اللقاء الذي اطلعت عليه الميادين، فإن المجتمعين ناقشوا عدة ملفات متعلقة بسوريا بشكل مباشر أو غير مباشر أهمها:
- مسار تشكيل اللجنة الدستورية.
- الانسحاب الأميركي من سوريا ووضع ادلب بعد التطورات الميدانية الأخيرة.
- الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
- اجتماع وارسو في 13و14 شباط/ فبراير المقبل حول إيران.
في الملف الأول، لم يطرأ اي تغيير على عقدة تشكيل اللجنة والأمور متوقفة عند اصرار مجموعة الدول الغربية على رفض التشكيلة التي أعلن عنها وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في جنيف 18 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتعتبر هذه المجموعة أن اللجنة الدستورية بصيغتها الحالية تتمثل فيها الحكومة باكثرية الأعضاس، وعلم أن الجانب الروسي أبلغ المبعوث الخاص استعداده تسهيل مهمته من خلال اعادة النظر ببعض الأسماء الخمسة المقترحة من قبل الأمم المتحدة لتحل محل أسماء مقربة من الحكومة السورية على لائحة المجتمع المدني.
في ملف انسحاب القوات الأميركية من سوريا، أكدت التقارير الميدانية التي ناقشها المجتمعون أن القوات الأميركية في سوريا لا تزال تحافظ على تواجدها من دون أي تغيير وأن ما قامت في اطار قرار الرئيس الأميركي لم يتعد سحب بعض الآليات الثقيلة فقط، أما في وضع ادلب فقد أكد ممثل تركيل في المجموعة أن الأوضاع في ادلب ستبقى على ما هي عليه الآن رغم سيطرة جبهة النصرة على معظم اراضي المنطقة المنزوعة السلاح، مع التأكيد على أن أنقرة "لن تسمح باقتراب القوات الحكومية السورية من ادلب".
وأثار الجانبان الروسي والإيراني في المجموعة مسألة الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا، وقال المندوب الروسي للمجتمعين أن "موسكو ترفض تحويل سوريا الى ساحة لتصفيات الحسابات الاقليمية" بالاشارة إلى مزاعم إسرائيل أنها تستهدف القوات الايرانية الموجودة في سوريا.
كما أثار الجانب الروسي الدعوة الاميركية لمؤتمر وارسو في 13 و14 من الشهر المقبل، وكرر موقف بلاده الرافض لهذا المؤتمر، معتبرا ان عنوان المؤتمر المعلن "مؤتمر حول الشرق الاوسط" لا يتطابق مع واقع التحضيرات له وتساءل: كيف يعقد مؤتمر لمناقشة قضايا الشرق الاوسط من دون ذكر القضية الفلسطينية؟"، واضاف: الواضح أن هدف هذا المؤتمر هو محاصرة ايران وتوجيه ضربة للاتفاق النووي الموقع معها وهذا أمر مرفوض بالنسبة لنا".