البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الاسلامية في بغداد

قيم هذا المقال
(0 صوت)
البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الاسلامية في بغداد

إن ما تمر به الدول الإسلامية اليوم من فتن وخلافات يحتم على عقلائها وسادتها وكبرائها أن يتحركوا لكبح جماح كل فكر متطرف يدعو للقتل والتكفير والإقصاء، وهذا يتطلب تضافرا في الجهود وعملا مشتركا لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف.

بهذه العبارات، انهى المشاركون في مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي استضافته العاصمة العراقية بغداد في 11 اذار 2023، تحت شعاء "المسلم اخو المسلم ..منطلقنا لبنان الانسان والوطن"؛ مع تركيزهم على الهدف المرجو من إقامة هذا المؤتمر، والذي يكمن في "إيجاد أرضية الاتحاد والتضامن للعالم الإسلامي، وتبادل الأفكار بين العلماء والباحثين من أجل إيجاد التقارب العلمي والثقافي بينهم، بغية الوصول إلى الوحدة الإسلامية وحل وإذابة الخلافات بين المسلمين ليكون مفهوم الأخوة هو السائد في الأمة". 

وافادت وكالة انباء التقريب (تنـا)، ان الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، تراس وفدا لتمثيل الجمهورية الاسلامية الايرانية في مؤتمر بغداد الدولي للوحدة الاسلامية. 

وفيما يلي، نص البيان الختامي لهذا المؤتمر الذي تسلمت وكالة "تنا" نسخة منه :

بسم الله الرحمن الرحيم 
[وَلْتكُن مِّنكُمْ أمَّة يَدْعُونَ إِّلَى ٱلْخَيْرِّ وَيَأمُرُونَ بِّٱلْمَعْرُوفِّ وَيَنْهَوْنَ عَنِّ ٱلْمُنكَرِّ وَأولئِّكَ هُمُ ٱلْمُفْلِّحُونَ]
- آل عمران - 104 
البيان الختامي للمؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية 
المنعقد في 19 شعبان 1444هـ الموافق 11 آذار 2023م العراق – بغداد 
تحت شعار "المسلم أخو المسلم.. منطلقنا لبناء الإنسان والوطن"، وبرعاية كريمة من قبل ديوان الوقف السني، وانطلاقاً من تعاليم ديننا الحنيف وسيرة نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، في التأكيد على الأخوة والوحدة ورص الصفوف، ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، شهر الطاعات والرحمات والمغفرة، بادرت عدة مؤسسات دينية لعقد المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية، تأكيداً لما أمر به الله تعالى وحث عليه نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم).

لقد تمت إقامة هذا المؤتمر في ظروف يحتاج فيها العالم عموما والعالم الإسلامي خاصة إلى العدالة والسلم والسلام والأخوة أكثر من أي  وقت مضى، فلا بد لعقلاء الأمة من وقفة جادة يصححون فيها المسار، ويعيدون الأمة إلى ما أراده الله تعالى وإلى ما عمل عليه نبينا الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، لتكون أمة مرحومة تستحق كل ما في الرحمة من معاني. 

إن الهدف المرجو من إقامة المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية هو إيجاد أرضية الاتحاد والتضامن للعالم الإسلامي، وتبادل الأفكار بين العلماء والباحثين من أجل إيجاد التقارب العلمي والثقافي بينهم، بغية الوصول إلى الوحدة الإسلامية وحل وإذابة الخلافات بين المسلمين ليكون مفهوم الأخوة هو السائد في الأمة. 

لذا قد بادر أخوتكم في مؤسسة جماعة علماء العراق، ومجلس علماء الرباط المحمدي ومؤسسة العراق للتقريب والحوار، ودار الإفتاء العراقية، ومدرسة الإمام الخالصي، وبرعاية كريمة من قبل ديوان الوقف
السني، بالعمل على جمع الكلمة من خلال هذا المؤتمر، وتحقيق التعايش السلمي بين أبناء الدين الواحد. 

ومع اشتراك عشرات العلماء والمفكرين والدعاة من داخل وخارج العراق في هذا المؤتمر المبارك، ومع مجموعة كبيرة من البحوث العلمية التي ناقشت محاور المؤتمر التي ركزت على قضايا الأمة الجوهرية وحذرت من الفتن التي تتربص بها، فإن المؤتمرين قد خلصوا لجملة من المقررات والتوصيات التي تسُهم بتحقيق التعايش والتآلف والتآخي بين أبناء الأمة الإسلامية، إذ يمكن إيجاز هذه التوصيات بالآتي : 

1. العودة إلى إسلام وثقه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند مقدمه للمدينة المنورة وفي وثيقتها وحجة الوداع، فالمسلم أخو المسلم. 
2. إن ما تمر به الدول الإسلامية اليوم من فتن وخلافات يحتم على عقلائها وسادتها وكبرائها أن يتحركوا لكبح جماح كل فكر متطرف يدعو للقتل والتكفير والإقصاء، وهذا يتطلب تضافرا في الجهود وعملا مشتركا لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف. 
3. العمل الجدي والحثيث بالترويج لمفهوم الأخوة الإسلامية بين المسلمين في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، والعمل على تربية الأجيال القادمة على هذا المفهوم من خلال إزالة الضغائن من القلوب. 
4. العمل على مواصلة الحوار العلمي بين العلماء والنشطاء الدينيين والثقافيين في العالم الإسلامي، وتسليط الضوء على كل ما يتربص بالأمة من فتن ومكر بغية ضمان سلام وأمان حقيقي تنعم به الأمة في كنف تعاليم دينا دين الرحمة والعدالة والتعايش. 
5. تعزيزا لمفهوم الوحدة والأخوة، يحث المؤتمرون الحكومات الإسلامية على تجريم مثيري الفتن والخطاب الطائفي بين المذاهب
قانونياً، وسن  بعض التشريعات والقوانين التي تمنع الشقاق الطائفي بالأقوال والأعمال أو إهانة المقدسات الواضحة لأي  فريق. 
6. يدعو المؤتمرون الحكومات الإسلامية والعربية لتعزيز المناهج الدراسية بمقررات ومفردات تؤكد على مفاهيم السلم والتعايش والمحبة والسماحة والأخوة، وبما يسهم بإنتاج جيل يأخذ على عاتقه تفعيل هذه المخرجات.
7. العمل الجدي على إجراء دراسات للتاريخ الإسلامي والثقافة والحضارة والأدب من أجل غرس فكرة الأ مة الواحدة، ووضع مشروع عام يقوم على أسس فكرية وعلمية توجه الأفكار والمشاعر والطاقات نحو استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية، فضلا عن العمل على نبذ وتفنيد كل ما تحمله الموروثات من روايات هدامة تفرق الأمة وتشتت جمعها.
8. يؤكد المؤتمرون على جوهرية ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للإسلام والعالم، إذ أن إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لن يكون ممكناً إلا من خلال إيقاف آلة التدمير الصهيونية والاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية.  
9. يؤكد المؤتمرون أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل خيانة كبرى للشعب الفلسطيني وللأمة عموما، وأن جنوح بعض الدول الإسلامية لركوب قطار التطبيع مع الصهاينة سيشجع هذا الكيان الغاصب على مزيد من الوقاحة والظلم والعدوان بحق الأبرياء، لذا يدعو المؤتمرون تلك الدول لإعادة النظر في مواقفها نصرة لدينهم ولأمتهم. 
10. دعما لمفهوم التعايش والمحبة والسلم المجتمعي، يدعو المؤتمرون الحكومة العراقية خصوصا والحكومات
الإسلامية عموما لمعالجة ملف النازحين والمهجرين واللاجئين، لا سيما في العراق وسوريا وفلسطين من خلال تحقيق مبدأ حق العودة. 
11. تحقيقا لمفاهيم العدالة والسلم المجتمعي والعيش الآمن والمستقر، يدعو المؤتمرون الحكومة العراقية خصوصا والحكومات العربية والإسلامية لحسم ملفات المعتقلين والمغيبين قسرا، ومنحهم حق التقاضي العادل وفقا للمدد القانونية المنصوص عليها منعا للغبن والإجحاف. 
12. يؤكد المؤتمرون على جوهرية ومركزية دور المرأة في المجتمع وأهمية دعم هذه الشريحة المهمة لبناء الأسرة التي تعُد اللبنة الأساس في بناء المجتمعات. 
13. دعوة القنوات الفضائية العربية والإسلامية إلى الامتناع عن التهييج الطائفي والأخبار والبرامج الحوارية والات صالات الهاتفية التي تعزز من الخلافات والتناحرات بين أبناء الأمة، فضلا عن العمل على تأسيس فضائيات ومواقع جديدة تهتم  بوحدة الأمة. 
14. التأكيد على وجوب التواصل، والتكافل الاجتماع ي  بين أبناء الأمة، والعمل على توحيد مواقيت المناسبات الإسلامية، وتحبيب إقامة الشعائر الجامعة لبث روح الألفة والتسامح بين المسلمين. 
15. تأسيس موقع الكتروني تحت عنوان "المؤتمر الدولي للوحدة الإسلامية" بهدف تحقيق هذه التوصيات، وتشكيل لجنة متابعة دائمة لتفعيل توصيات المؤتمر مع الجهات المعنية، وإدارة كافة المشاريع المنبثقة عنها.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين/ 
بغداد 03/11 /2023 
قراءة 374 مرة