تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع؛ رغم تحذيرات من الانزلاق في حرب أهلية قد تتسبّب بكارثة إنسانية.
وفيما يتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة؛ أعلنت قوات الدعم السريع تمديد الهدنة الإنسانية لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من منتصف ليل الأحد. وذلك استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية؛ لفتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة.
هذا الصراع الدامي الذي أغرق السودان في مستنقع الفوضى؛ استدعى تحرك الصليب الأحمر لتدارك الوضع الإنساني؛ وأعلن وصول أول شحنة مساعدات إنسانية جواً إلى مدينة بورتسودان؛ ضمن عمليات الطوارئ التي ينفّذها منذ اندلاع المعارك، على أن ترسل اللجنة طائرةً ثانية تحمل إمدادات طبيةً إضافية وموظفين في مجال الطوارئ. وطالبت اللجنة الدولية طرفي النزاع باحترام الالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب القانون الدولي، وتيسير عمل الموظفين الطبيين وموظفي العمل الإنساني، ومعاملة المحتجزين معاملةً إنسانية.
وقال المدير الاقليمي لمنظمة إفريقيا في اللجنة الدولية باتريک يوسف:"بحسب منظمة الصحة العالمية تعمل نسبة 16 بالمئة فقط من المستشفيات والوضع مروع للغاية بسبب نقص الافراد ونقص الاحتياطيات الطبية، الهلال الاحمر السوداني يحاول الوصول الی الجثث في الشوارع".
ولا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة، تعاني من نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية ويقبع الكثيرون منهم في المنازل. ونزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة.
أمّا في مستجدات عمليات الإجلاء التي تشرف عليها عدة دول أجنبية وعربية؛ قال مسؤولان أمريكيان إنّ الولايات المتحدة أرسلت سفينةً تابعةً للبحرية إلى السودان للمساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين الذين تقطّعت بهم السبل؛ واسطة النقل هي سفينة نقل سريع موجودة في بورتسودان بصفة مؤقتة؛ ومن المرجح أن يتم إجلاء المئات على متن هذه السفينة.