اندرس بيريك بريفيك .. الشاب النرويجى الذى قتل العشرات فى هجوم اوسلو وفى جزيرة اولى القريبة منها اعلن فى موقعه على الانترنت وفى وثيقة تقع فى 1467 صفحة افكاره اليمينية المتطرفة والصادمة فى نفس الوقت الا ان القضية اتخذت بعدا بريطانيا مثيرا للاهتمام و القلق فى ان واحد -- فكيف ذلك ؟ ومتى بدات هذه الرحلة ؟
بريفيك هذا اليمينى المهووس بدا رحلته مع التطرف على يد اليمين المتشدد و العنصرى فى بريطانيا بلقاء مع بعض ساسة هذا التيار فى مقابلة مصغرة عام 2002 فى لندن كما ان هناك تقارير شبه مؤكدة بان بريفيك شارك فى مظاهرة لعصبة الدفاع الانجليزية العنصرية يميينة التوجه اقيمت فى لندن العام الماضى .
واللافت للانتباه ان بريفيك يقول انه اجتمع فى عام 2002 بثمانية من اعضاء اليمين المتشدد من مختلف انحاء اوروبا لما سموه اعادة تشكيل (فرسان الهيكل فى اوروبا) وهى جماعة تهدف الى السيطرة السياسية و العسكرية على بلدان اوروبا الغربية و فرض اجندة ثقافية محافظة فى هذه البلدان. الوثيقة المنشورة والتى وقعها النرويجى بريفيك باسمه و أرخ لها بعام 2011 و مكانها لندن تشمل اشارات متكررة الى صلاته بعصبة الدفاع الانجليزية اليمينية المتطرفة فى بريطانيا .
كما يقر بريفيك انه ربطته صداقات عبر الفيس بوك باكثر من 600 من اعضاء عصبة الدفاع الانجليزية و انه تحدث مع العشرات من اعضائها و قادتها وامدهم بافكار ايدلوجية و ساعدهم فى وضع استراتيجيات دعائية فى بدايات عملهم الا ان عصبة الدفاع الانجليزية و- التى نظمت سلسلة مظاهرات فى كثير من مدن و شوارع بريطانيا وتحولت الكثر منها الى اعمال عنف - اصدرت بيانا تندد فيه بهجمات النرويج و تناى بنفسها عن افكار بريفيك و تزعم انه كان من منتقديها .منظمة يمينية متطرفة اخرى تدعى اوقفوا اسلمة اوروبا - مقرها بريطانيا- قالت ان بريفيك حاول الانضمام الى مجموعتها على الفيس بوك الا ان رفض لما وصفته -المنظمة - بصلاته الواضحة بالنازيين الجدد الا انها فى نفس الوقت لم تستبعد ان يكون قد شارك فى احدى مظاهراتها الخمسين.
وثيقة النرويجى بريفيك التى نشرها على الانترنت موضحا التفاصيل الدقيقة للهجمات التى نفذها وضع اعلاها الصليب الاحمر و نشرت بالانجليزية تكشف هذه الوثيقة عداءه السافر للاسلام و المسلمين و الافكار الماركسية كما تظهر هوسه بالحروب الصليبية و يعتبر فيها المسلمين تهديدا مفترضا لاوروبا المسيحية كما توقع نشوب حربا اهلية اوروبية تقوم على ثلاث مراحل وتنتهى عام 2083 باستئصال ما سماه الثقافة الماركسية و ترحيل جميع المسلمين .
المفارقة هنا ان الجماعات المناهضة للعنصرية فى بريطانيا اقرت بانها لم تكن على علم بنشاطات جماعة فرسان الهيكل فى اوروبا كما حذرت من ان بريفيك قد يكون لديه بعض او كل التفاصيل عن هذه الجماعة.
القضية اثارت مما لا شك فيه اهتمام المنظمات الاسلامية و الهيئات الحقوقية فى بريطانيا و التى اكدت انها طالما حذرت من خطورى تنامى التيار اليمينى العنصرى المتطرف الذى يستهدف المسلمين و دعت الى مواجهته و التصدى لمنع انتشار افكاره هذه المنظمات اعتبرت ان هجوم النرويج يدق جرس انذار و يجعل من الضرورى التحرك قبل انتشار هذا الهوس العنصرى فى اكثر من موقع فى اوروبا و العالم.