مواجهات بين مصلّين والاحتلال في باحة الأقصى

قيم هذا المقال
(0 صوت)

مواجهات بين مصلّين والاحتلال في باحة الأقصى

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أنها اعتقلت 15 شخصاً من المصلّين في المسجد الأقصى إثر مواجهات اندلعت داخل باحات المسجد عقب صلاة الجمعة، مضيفة أنها استخدمت قنابل الصوت لتفريق مصلين فلسطينيين رشقوها بالحجارة من داخل حرم المسجد.

وترافقت هذه الاشتباكات مع إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين يمكن أن يتراجعوا عن مبدأ تبادل الأراضي كأساس للمفاوضات القائمة مع سلطات الاحتلال، فيما نظمت فصائل فلسطينية، تتقدمها «كتائب عز الدين القسام»، عرضا عسكريا في قطاع غزة احتجاجا على المفاوضات.

وفي القدس، نقلت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا) عن شهود قولهم إنّ «قوات كبيرة .. اقتحمت باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة وألقت قنابل الغاز والصوت وغاز الفلفل السام على المصلين داخل المصلى القبلي، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق».

وجاءت الاشتباكات إثر تظاهرة نظمها مئات من المصلين احتجاجا على اقتحام اليهود المتطرفين والمستوطنين الأقصى وزياراتهم اليه. وأتت التظاهرة متزامنة كذلك مع تعزيز قوات الاحتلال وجودها في تلك المنطقة بسبب عطلة «رأس السنة اليهودية» التي بدأت يوم الأربعاء الماضي.

من جانبه، قال المتحدث باسم شرطة الاحتلال ميكي رونفيلد إن عشرات الضباط دخلوا المنطقة الواقعة في الحي القديم في القدس لتفريق مئات المحتجين، مضيفاً أن «ضابطين أصيبا بجروح طفيفة واعتقل 15 فلسطينيا».

بموازاة ذلك، أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع بعدما قمعت قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري في قرية بلعين غربي رام الله.

في سياق آخر، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الفلسطينيين يمكن أن يتراجعوا عن مبدأ تبادل الأراضي كأساس للمفاوضات القائمة مع إسرائيل إذا تراجعت الأخيرة عن الاتفاقات الموقعة مع الحكومات السابقة.

وقال عباس، خلال لقائه وفداً عربياً رياضياً يزور فلسطين، إن «موضوع التفاوض الآن هو ترسيم الحدود. نحن قدمنا وجهة نظرنا بالموضوع والطرف الإسرائيلي قال إنه يريد طي ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية (الأسبق ايهود اولمرت) في موضوعي الأمن والحدود»، مضيفاً «أما في موضوع الحدود، فاتفقنا (مع اولمرت من العام 2006 الى العام 2009) على أن يتم الانسحاب من كل الأراضي المحتلة منذ العام 1967 مع تبادل محدود (للأراضي). أولمرت طرح نسبة 6 في المئة (من تبادل الأراضي) ونحن عرضنا نسبة 1,9 في المئة».

وتابع الرئيس الفلسطيني، الذي يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري يوم الاثنين المقبل في العاصمة البريطانية لندن، قائلاً إنّ «وفدنا أبلغ الوفد الإسرائيلي الحالي انه إذا أردتم التراجع عن ما تم الاتفاق عليه مع اولمرت فإننا أيضا نتراجع عن موافقتنا على تبادل الأراضي ونريد أراضي حدود العام 1967 كما هي»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «المفاوضات تسير ونحن لا نعلن عن تفاصيل ومواعيد اللقاءات لكن يوم الأربعاء الماضي كان اجتماع للوفدين وسيكون اجتماع أمني بحضور الجنرال الأميركي (جون) الن المنسق الأميركي الأمني يوم الاثنين المقبل». ولم يفصح عباس عن مكان الاجتماع ومن سيحضره من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفيما أشاد عباس بالدعم الأميركي للمفاوضات، التي استؤنفت في 30 تموز الماضي، كشف أن الجانب الفلسطيني يريد دوراً روسياً، وانه أرسل رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات «لوضعهم بصورة تفاصيل المفاوضات وأعطيته تعليمات لإبلاغهم أول بأول عن تفاصيل المفاوضات والتشاور والتنسيق معهم».

إلى جانب الكلام الرسمي الفلسطيني، نظمت الفصائل الفلسطينية، تتقدمها «كتائب عز الدين القسام»، عرضاً عسكرياً في قطاع غزة احتجاجاً على المفاوضات التي يجريها ممثلو السلطة الفلسطينية مع إسرائيل. وفيما شاركت عناصر من «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، التي انسحبت في وقت لاحق، إلى جانب «ألوية الناصر» وفصائل أخرى في العرض، امتنعت «حركة الجهاد الإسلامي» عن المشاركة.

من جانبها، اتهمت حكومة «حماس» إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية إلى جانب دول عربية لم تسمها بمحاولة إثارة الفوضى في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحكومة «حماس» اسلام شهوان، في مؤتمر صحافي في مدينة غزة، «يتعرض قطاع غزة لاستهداف متواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأدواته في المنطقة، حيث تشترك في هذا المخطط أجهزة استخبارات الاحتلال الصهيوني وجهاز استخبارات سلطة رام الله والأمن الوقائي وأجهزة استخبارات دول عربية سنكشف عنها في وقت لاحق».

قراءة 1388 مرة