يجب على المرأة المسلمة أن تجعل السیدة الزهراء(سلام الله عليها) أسوة وقدوة لها في حياتها لكي تترقى وتكون في مقامها الانساني العظيم، ولابدّ عليها أن تعرف منزلتها ومكانتها الانسانية والإلهية في الإقتداء والتأسي ببنت رسول الله(ص).
وللقدوة في حياة الإنسان رجلاً كان أم إمرأةً أهمية كبرى ولهذا يفترض حسن اختيار الشخصية التي سترتسم له مثالاً أعلى يقتدي به ونموذجاً يستلهم من سيرته الدروس والعبر..
وبخصوص القدوة في حياة المرأة المسلمة على وجه التحديد يمكن الحديث عن النساء العظيمات اللواتي تركن نماذج خالدة في تاريخ الإسلام وعلى رأسهن سيدة نساء المسلمين بل "سيدة نساء العالمين" بما يستبطنه هذا اللقب من معاني العظمة والسمو الكافية لتجسيد الصورة الحقيقية للقدوة في حياة المرأة اليوم خصوصاً في ظل ما يشهده واقعها من تشويه وابتذال للقيمة الأنثوية التي تمتلكها واعتبارها كمقياس للتفاضل والتمايز على حساب المعايير المعنوية والروحية التي تضمن للمرأة المحافظة على الصورة الإنسانية في ظهورها العام والتي تؤهلها للقيام بأسمى الأدوار في المجتمع..
لذلك يجب على المرأة المسلمة ان تجعل الزهراء- سلام الله عليها- أسوة وقدوة لها في حياتها، لكي تترقى وتكون في مقامها الانساني العظيم، ولابد عليها أن تعرف منزلتها ومكانتها الانسانية والإلهية في الإقتداء والتأسي ببنت رسول الله(ص)، فكانت الزهراء(ع) في كل جوانب الحياة القدوة المثلى والنموذج الراقي للمرأة المسلمة، كيف لا، وهي من بلغت ذروة الكمال الإنساني والإيماني، وجسدت في حياتها قيم وأخلاق الإسلام على أرقى مستوى، فكانت نعم القدوة ونعم الأسوة للمرأة المسلمة، ونعم الشاهدة على أن الله سبحانه وتعالى قد فتح للمرأة آفاق ومعارج الكمال الإنساني والإيماني وشرفها وأعلى من شأنها بالقيم والأخلاق والمبادئ العظيمة، هذه الشخصية العظيمة التي يعتبر الحديث عنها صورة حية للقيم والمبادئ والأخلاق والآداب والمثل العليا التي مثلتها وحملتها وعاشت بها.
ولذلك كانت وستبقى أنموذجاً حياً لنساء العصر المسلمات اللآتي عرفنّ أن الله هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين بهنّ وأعلم بما يصلحهنّ ويحافظ على سترهنّ وكرامتهنّ ومنزلتهنّ التي شرفهنّ الله بها، إن حياة الزهراء البتول حياة فريدة ومليئة بالدروس التربوية للأمة الإسلامية عامة والمرأة المسلمة خاصة، ونحن هي في أمس الحاجة للتمسك بها والسير على نهجها وخطاها في واقع حياتنا قولاً وفعلاً، لا سيما العدوان الأمريكي الصهيو سعودي الغاشم والحصار الخانق، وحربهم الناعمة الممنهجة على المرأة اليمنية بالذات لمسخنا عن هويتنا الإيمانية وقداوتنا من نساء العالمين خاصة بنت الرسالة الخاتمة فاطمة الزهراء، لأنهم يعلمون بأنه إذا صلحت صلح المجتمع اليمني بأكمله أو العكس.
لذلك كانت المرأة أول المستهدفات عبر حربهم العسكرية بصواريخهم وطائراتهم وأسلحتهم الفتاكة فقتلوها وهدموا البيوت عليها، قتلوها في كل الأماكن حتى في صالات الأعراس والعزاء، أرادوا كسرها ليكون المجتمع لقمة سائغة لإحتلاله، ولكنها خرجت من تحت الركام والأشلاء ونفضت كل أحزانها ووقفت صامدة بكل شموخ وعنفوان تدفع لزوجها وأبنائها لميادين القتال، وتنفق مالها ومجوهراتها وكل ما تجود به، فما كان منهم إلا أن يحاولوا استهدافها عبر حربهم الناعمة لإفسادها فتارة باسم الحرية وأخرى باسم المساواة بالرجل وتارة باسم التحضر ومواكبة العصر، فأرادوا نزع حجابها واختاروا لها من القدوات الغربيات شرارهّن ليجعلوها لاهثة وراء دور الأزياء وعمليات التجميل واقتناء كل ما يخل بدينها وعفتها وطهارتها.
ولكن المرأة اليمنية فشلت كل مخططاتهم، وتصدت لهجماتهم الشرسة بقوة إيمانها وتمسكها بقدواتها، ولهذا هي تحتفي في كل عام بيوم مولد الزهراء(س) الذي حدده الإمام الخميني -رحمة الله عليه- يوما عالميا للمرأة المسلمة ، لأن السيدة الزهراء قدوتها وعلى خطى سيرتها تسير وتقتفي أثرها كإمرأة مسلمة في مجتمعها وبيتها، الأمر الذي من شأنه حطِّم مكائد العدوان وأفشل مخططاتهم في حربهم الناعمة التي اتخذوها وسيلة للنيل منها، فطوبى للمرأة اليمنيّة التي سلكت سبيل الزهراء وسجلت أروع صور الصمود في مواجهة العدوان، وجسّدت عفتها وعفافها قولاً وفعلاً، واستمدت صبرها وصمودها من مواقف ومآثر الزهراء- عليها السلام، فكان طوق نجاتها في الدنيا والآخرة.