هل ستشن أمريكا و"إسرائيل" حربًا على إيران؟

قيم هذا المقال
(0 صوت)
هل ستشن أمريكا و"إسرائيل" حربًا على إيران؟

أسباب استبعاد الحرب

من أبرز الأسباب التي تجعل الحرب غير مرجحة، الكلفة الباهظة التي ستتكبدها الولايات المتحدة وحليفها الإسرائيلي. فإيران تمتلك قدرات عسكرية متقدمة، تشمل صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة قادرة على استهداف القواعد الأمريكية في الخليج والكيان الإسرائيلي، وهو ما تحسب له واشنطن حسابًا دقيقًا. إضافة إلى ذلك، تمتلك إيران العديد من الأوراق غير المكشوفة التي قد تفاجئ خصومها.

وقد توعّد قائد الثورة، الإمام السيد علي خامنئي، الولايات المتحدة، قائلًا:

"إذا هددنا الأمريكيون، سنهددهم. وإذا نفذوا تهديداتهم، سننفذ تهديداتنا. وإذا اعتدوا على أمننا، سنعتدي على أمنهم دون أي تردد."

كما أن تعرض إيران لهجوم عسكري قد يدفعها إلى تغيير عقيدتها النووية أو الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وربما تقليص المزيد من التزاماتها في الاتفاق النووي.

التداعيات الاقتصادية العالمية

أي هجوم كبير على إيران سيؤدي إلى اضطرابات في سوق النفط العالمي، نظرًا إلى موقعها الجغرافي المطل على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، والذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية. وبالتالي، فإن أي تصعيد عسكري سيضر بالاقتصاد الأمريكي والعالمي على حد سواء.

من جهة أخرى، فإن حليف إيران في اليمن، يسيطر على مضيق باب المندب، الذي يربط المحيط الهندي بقناة السويس والبحر المتوسط، ومنه إلى مضيق جبل طارق فالمحيط الأطلسي. وتمر عبره ناقلات النفط والسفن التجارية بين آسيا وأوروبا وأمريكا، إذ تستحوذ التجارة المارة عبر المضيق على ما بين 12% و15% من إجمالي التجارة العالمية، وحوالي 10% من النفط المنقول بحرًا.

رفض أمريكا التورط في حرب جديدة

بعد انسحابها من أفغانستان والعراق، لا تبدو الولايات المتحدة في وارد التورط في حرب طويلة جديدة في الشرق الأوسط. كما تدرك الإدارة الأمريكية أن أي حرب ضد إيران ستمثل تهديدًا وجوديًا لمحور المقاومة، ما سيدفع جميع أفرقاء المحور – الممتد جغرافيًا من المحيط الهندي شرقًا إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب جنوبًا، وشرق البحر المتوسط غربًا، ومضيق هرمز شمالًا – إلى الانخراط في الصراع.

الموقف الدولي من الحرب

تعارض الصين وروسيا الحرب على إيران، وقد تقدمان لها الدعم السياسي والاقتصادي في حال تعرضها لهجوم.

يفضل حلفاء أمريكا في أوروبا الحلول الدبلوماسية، لا سيما أنهم يعانون من تداعيات الحرب في أوكرانيا.

لذلك، يبقى الخيار الأكثر احتمالًا هو توجيه ضربات عسكرية محدودة، إلا أن هذا السيناريو قد يكون مستبعدًا أيضًا، لأنه قد يتطور إلى حرب شاملة لها التداعيات نفسها.

بدائل الحرب: العقوبات وزعزعة الاستقرار الداخلي

إحدى الاستراتيجيات التي قد تلجأ إليها الولايات المتحدة هي محاولة زعزعة الاستقرار الداخلي في إيران عبر دعم اضطرابات شعبية. إلا أن إيران أكدت استعدادها لمواجهة هذا السيناريو، إذ صرّح وزير الأمن الإيراني، إسماعيل خطيب، مؤخرًا بأن بلاده مستعدة لإفشال مثل هذه المحاولات.

أما الخيار الأكثر ترجيحًا فهو تكثيف العقوبات الاقتصادية، وهو نهج سبق أن استخدمته واشنطن ضد طهران. ومع أن العقوبات أثّرت على الاقتصاد الإيراني، إلا أن طهران تمكنت من الالتفاف عليها إلى حد كبير. غير أن الظروف الدولية تغيرت اليوم؛ فإيران أصبحت عضوًا في منظمتي بريكس وشنغهاي، ولديها علاقات تجارية واسعة، فضلًا عن توقيعها اتفاقيتين استراتيجيتين طويلتي الأمد مع روسيا والصين. كما أن العقوبات الأمريكية المتزايدة على العديد من الدول دفعت المتضررين منها إلى التعاون فيما بينهم لمواجهتها، ما يمنح إيران قدرة أكبر على تجاوز العقوبات، خصوصًا من خلال التجارة البينية، والتعامل بالعملات المحلية، والمقايضة.

وفي هذا السياق، يرى الإمام خامنئي أن حل الأزمة الاقتصادية والمعيشية في إيران يكمن في "همة المسؤولين الملتزمين وتعاون الشعب المتحد"، مؤكدًا أن التفاوض مع أمريكا لن يحل أي مشكلة، تمامًا كما لم يحلها سابقًا.

المفاوضات: الخيار الأكثر ترجيحًا

مع ضعف احتمالات الخيارات العسكرية والاقتصادية، يبقى المسار الدبلوماسي هو الأكثر واقعية، أي العودة إلى المفاوضات. إلا أن هذه المفاوضات، بعد التطورات الأخيرة في البرنامج النووي الإيراني، ومع تعقيدات الشروط الأمريكية، قد تستغرق وقتًا طويلًا، وربما لا تكفي ولاية ترامب الجديدة (في حال فوزه) لإنجاز اتفاق جديد.

قراءة 13 مرة