عندما يكون الأمن مستوردا.. أوكرانيا مثالا

قيم هذا المقال
(0 صوت)
عندما يكون الأمن مستوردا.. أوكرانيا مثالا

في تغريدة على منصة إكس قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لم يسر اجتماعنا في البيت الأبيض، بالطريقة التي كان من المفترض أن يكون عليها. من المؤسف أن يحدث بهذه الطريقة. لقد حان الوقت لتصحيح الأمور.. أنا وفريقي مستعدون للعمل تحت القيادة القوية للرئيس ترامب".

 

لم ينس زيلينسكي ان يعزف على الوتر الذي تطرب له مسامع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وهو اعلان استعداده لتقديم الموارد الطبيعية لاوكرانيا على طبق من ذهب لامريكا تتصرف بها كيف تشاء، وذلك عندما اكد استعداده لتوقيع اتفاق يمنح الولايات المتحدة أفضلية الوصول إلى مواردها الطبيعية ومعادنها "في أي وقت وبأي تنسيق مناسب".

محاولة زيلنيسكي كسب ود ترامب لم تكن كافية على ما يبدو بعد اللقاء العاصف في البيت الابيض يوم الجمعة، حيث نقلت وكالة رويترز عن أربعة مصادر مطلعة يوم امس الثلاثاء، قولهم ان ترامب "يسعى الآن للحصول على صفقة كبرى وفضلى مع أوكرانيا وأن معايير الاتفاقية قد تتغير".

بات واضحا ان تراجع زيلينسكي، رغم الاهانة التي تعرض لها امام العالم اجمع في البيت الابيض، بهذا الشكل الدراماتيكي، كان وراءه اسباب لم تكن خافية، فالرجل خاف على نفسه قبل اي شيء اخر، بعد التهديد الذي وجهه اليه ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" الخاصة به عندما قال "ان أميركا لن تتحمله لفترة أطول". وبعد تهديد ترامب هذا اعلن مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأميركي "آمل وأدعو، بصراحة، أن يعود الرئيس زيلينسكي إلى رشده، وأن يعتذر عن سلوكه ويعود إلى طاولة المفاوضات بامتنان، أو أن يتولى شخص آخر قيادة البلاد للقيام بذلك".

 

بعد التهديدات الامريكية العلنية، اعلن النائب الأوكراني أليكسندر دوبينسكي إنه تقدم بطلب رسمي لرئيس البرلمان لبدء إجراءات عزل الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وطالب بعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب للنظر في إمكانية إنشاء لجنة خاصة للتحقيق مع الرئيس.

الشيء الاخر والمهم هو ان الادارة الامريكية تعاملت مع رئيس دولة اخرى معامل مدير مع موظف، وذلك عندما كشفت شبكة "سي إن إن" عن مصادر لم تسمها، إن مسؤولين في إدارة ترامب طالبوا الأوكرانيين على إعادة المحادثات لمسارها الصحيح قبل خطاب ترامب امام الكونغرس، "عاجلا وليس آجلا". وطالبوا زيلينسكي بالاعتذار علانية لترامب.

اليوم لا يمكن وصف حال اوكرانيا بقيادة زيلينسكي، الا بالكارثي، فالبلد دخل في حرب لا ناقة لشعب اوكرانيا فيها ولاجملا، فقط من اجل توسيع حلف الناتو ليصل الى حدود روسيا، بالرغم من وجود اتفاقيات منها اتفاقيات مينيسك، التي كانت تدور حول ابقاء اوكرانيا خارج نطاق حلف الناتو، لكن زيلينسكي، رهن بلاده ومستقبل شعبه، بوعود الغرب وعلى راسه امريكا و ورطه شعبه في حرب ضروس مع قوة عظمى، فد خلالها 20 بالمائة من اراضي بلاده، كما سيخسر ثرواتها الغنية على مدى عقود، وومن المؤكد وفور انتهاء الحرب سيكون في مواجهة شعبه، الذي سيطالبه باجوبة على اسئلة بديهية جدا، وفي مقدمتها كيف ورط بلاده في حرب وهو لا يملك قراره السياسي، وكيف يطلب الامن من الخارج، واخيرا، كيف سيمنح ثروات شعبه لامريكا دون مقابل. ولا نعتقد ان الشعب سيرحمه حينها.

المصدر: العالم 

قراءة 28 مرة