emamian

emamian

الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء (باللباس المدني) مع مجموعة من ضباط الجيش خلال الاحتفال باليوم الوطني (الفرنسية)

أعلن الرئيس الباكستاني عارف علوي حل البرلمان بناء على طلب رئيس الوزراء عمران خان، ودعا لانتخابات مبكرة في غضون 90 يوما، وذلك بعد وقت قصير على إسقاط البرلمان مشروع قرار لحجب الثقة عن رئيس الوزراء.

ونقلت وكالة رويترز عن وزير الإعلام الباكستاني فؤاد شودري قوله إن الرئيس "حل الحكومة" أيضا.

وقال وزير الدولة للإعلام فرخ حبيب إن انتخابات جديدة ستُجرى في البلاد في غضون 90 يوما.

وألغى البرلمان الباكستاني اليوم الأحد مشروع قرار التصويت على حجب الثقة عن رئيس الحكومة عمران خان، في خطوة مفاجئة استندت إلى المادة الخامسة من الدستور.

واعتبر رئيس الجلسة قاسم خان سوري نائب رئيس البرلمان أن مشروع طرح الثقة كان نتيجة تآمر من شأنه الإضرار بالمصلحة الوطنية العليا، وبالتالي أعلن رفضه مستندا على المادة الخامسة من الدستور التي تمنع التصويت على أي مشروع قرار لا تتمتع دوافعه بالمصداقية.

وكانت المعارضة طالبت بجلسة برلمانية لحجب الثقة عن خان بعد أن اتهمته بعدم قدرته على معالجة ملفي الاقتصاد والسياسة الخارجية.

في المقابل، اتهم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الولايات المتحدة بدعم محاولة عزله لتغيير النظام، وقال إن محاولة تغيير النظام في باكستان هي تدخل سافر من واشنطن في السياسة الداخلية للبلاد.

ودعا خان الشعب الباكستاني إلى الاحتجاج اليوم الأحد في كل المدن رفضا لما وصفها بالمؤامرة ضد حكومته.

وأعلن أنه سيحضر اليوم مع جميع نواب حزبه جلسة البرلمان للتصويت على مشروع حجب الثقة عن حكومته.

وقد أغلقت شرطة العاصمة إسلام آباد الطريق الرئيسي المؤدي إلى مبنى البرلمان ومقرات الحكم منعا لوقوع اضطرابات.

من جانبها، رفعت المعارضة الباكستانية قضية في المحكمة العليا ضد قرار البرلمان منع التصويت على حجب الثقة عن حكومة خان.

المصدر : الجزيرة

 

فرضت السلطات السعودية غرامة قدرها 10 آلاف ريال سعودي على المعتمرين إذا حاولوا تأدية العمرة دون الحصول على تصريح إلكتروني.

وحسب بيان نشره الأمن العام السعودي عبر حسابه في موقع "تويتر"، شدد على ضرورة أن يقوم المعتمر أولا بالحصول على تصريح بالعمرة عبر تطبيقي "اعتمرنا" أو "توكلنا".

السعودية تفرض غرامة 10 آلاف ريال على المعتمرين في هذه الحالة

 

وفيما أكد البيان أنه لن يتم السماح بأداء العمرة دون تصريح، شدد على أن العقوبة ستكون غرامتها 10 آلاف ريال

ولفت البيان إلى أن هناك متابعات للتأكد مـن التصريح، عن طريق مطابقة ما في التطبيق بالهوية الوطنية أو بالإقامة أو برقم الجواز أو برقم الحدود وفق الموعد المحدد في التصريح.

◄أ- يحرص الإسلام على بناء الاسرة على أسس متينة تضمن لها البقاء والاستمرار والتماسك، غير أنّ الأمر لا يخلو من إمكانية حدوث خلافات وصراعات ومشكلات بين الزوج وزوجته. هنا يتدخل الإسلام بنظام فريد للمواجهة والعلاج بعد أن اتخذ مجموعة من الإجراءات الوقائية. فالإسلام يتخذ إجراءات وقائية Protective Procedures، تحول دون وقوع المشكلات أصلاً، لكن الله يعلم طباع البشر لأنّه سبحانه خالقها، ولهذا وضع مجموعة من الإجراءات الإرشادية Extension Procedures لإرشاد أعضاء الجماعة لمواجهة المشكلات قبل وعند ظهورها، ثمّ بعد هذا يتخذ مجموعة من الإجراءات العلاجية Curative Procedures.

ب- ويعلم سبحانه أنّ القلوب معرضة للتحول والاتجاهات تتغير، فقد يحل الشقاق محل التفاهم لأي سبب من الأسباب. وهنا يبدأ القرآن بالتحذير من الانقياد للنزعات الطارئة التي يمكن أن توجد الشقاق والخلاف. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء/ 19). في معاملتها بدون سبب معقول، وهو هنا يرشدنا إلى أن نزعات الكراهية قد تكون مؤقتة وطارئة، وقد يكره الإنسان شيئاً ولا يدري أنّ الله يجعل فيه خيراً كثيراً.

جـ- وإذا كان القرآن الكريم يوجه النصح للرجال فإنّه يرشد النساء إلى ضرورة التزام الصلاح والقنوت وطاعة الله فيما أمر بشأن حقوق الزوج وصيانتها وحفظها، وإطاعة أمر الزوج والاحتفاظ بالأسرار الزوجية والمنزلية...، وهذا النوع من الزوجات ليس للأزواج عليهن سلطان (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء/ 34)، أما اللائي يخرجن عن حدودهنّ ولا يطعن الله ويخشى منهن النشوز فهنا يبدأ العلاج الاجتماعي والنفسي تجنباً لإمكانية تفكك الأسرة وانحلالها. وهناك خطوات قرآنية للعلاج تتمثل في المستويات التالية:

1- النصح والإرشاد عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة.

2- إذا لم يجد هذا العلاج الأوّل، يقوم الزوج بهجر زوجته في المضجع، وفي هذا إيلام نفسي عنيف للزوجة يدركه النساء.

3- فإذا لم يجد الهجر، يقوم الزوج بتأديبها بالإيلام الجسمي المادي عن طريق الضرب، وهذا هو آخر وسيلة يملكها الرجل لعلاج زوجته التي يخاف نشوزها وهو عقاب لا يلجأ إليه الزوج إلا عند الضرورة.

هذا العلاج القرآني الكريم يصلح لكل العصور ولا يتعارض مع كرامة المرأة، ويتفق مع الطبيعة النفسية للمرأة، يتفق في تدرجه مع درجة النشوز والانحراف، فإذا أجدى النصح اللفظي انتهى الأمر، فإذا لم يجد لجأ الزوج إلى الأسلوب الثاني، وهو لا يلجأ للأسلوب الثالث – الإيلام الجسمي – إلا عندما تفشل الوسائل السابقة. وحتى في عملية الضرب وضع الإسلام الحنيف لها شروطاً يجعل منها وسيلة للتأديب والعقاب وليس للانتقام أو الإيذاء العنيف.

هذا العلاج الذاتي الداخلي أجدى وأكرم من اللجوء – في كل صغيرة وكبيرة – إلى المحاكم وإذاعة الأسرار الأسرية مما يعقد المشكلة ويجعلها تستعصي على العلاج. يقول تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (النساء/ 34).

د- يرشدنا القرآن إلى الأسلوب الأمثل في مواجهة إمكانية نشوز الزوجة، فإنّه قد أرشد الزوجات إلى أمثل الأساليب لعلاج إمكانية نشوز الزوج. قال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 128). فالزوجة التي تلاحظ إعراض زوجها عنها أو تخاف نشوزه، عليها أن تعمل على إرضائه واستمالته إليها من خلال وسائل الترضية المشروعة التي لا تمس ديناً ولا خلقاً. ومن خلال الكلام الطيب والابتسامة المشرقة وإرضاء مطالبه المشروعة. وما يهمنا هنا ان مواجهة الخلافات هنا تتم داخل الجماعة الداخلية In Group وهي جماعة الأسرة الصغيرة ذاتها طالما أنّ المشكلة لم تتجاوز مجرد الخوف من النشوز، وملاحظة الإعراض، فالزوجان هما المكلفان بحل المشكلات دون اللجوء للتحكيم الخارجي في أي شكل من الأشكال.

هـ- في حالة تفاقم الخلاف والصراع بين الزوجين، ولم يستطيعا بجهودهما الذاتية حل المشكلات الداخلية، يوجهنا الإسلام إلى ضبط النفس حتى لا يسرف أحد الطرفين في إيذاء الطرف الآخر – حفاظاً على حق العشرة السابقة – لعل الله يجعل بعد عسر يسراً. وهنا يبدأ دور الجماعة الإسلامية – متمثلة أوّلاً في أسرة الزوج والزوجة – فمن واجب المسلمين إصلاح ذات بينهم يقول تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء/ 114). ويقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات/ 10). وحفاظاً على تماسك الأسرة وهي الوحدة الأساسية للحياة الاجتماعية، وحماية لها من التفكك وما يترتب على التفكك كمشكلة من مشكلات مترتبةً عليها كتشرد الأطفال وضياع مستقبلهم، أو الانحرافات الجنسية وتفكك الحياة والعلاقات بين الأسر، وإحلال علاقات الصراع بدلاً من التآخي والتعاون... إلخ، فإنّه يجب على القادرين من المسلمين محاولة إصلاح ذات بين الزوجين من أجل إزالة أسباب الخلاف وإعادة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه. وهذه هي خطوة التحكيم. وحرصاً من الإسلام على عدم إذاعة أسرار الأسرة ونشر أسباب الخلافات بين الناس، فإنّه استوجب من الأقارب – أقارب الزوجة وأقارب الزوج – (في شكل مجلس عائلي صغير) محاولة الإصلاح والقيام بعملية التحكيم بين الزوجين (وهي إحدى العمليات الاجتماعية Social Processes في علم الاجتماع الحديث) يقول تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء/ 35).

ومن عظمة القرآن أنّه جعل الخطاب هنا للمؤمنين جميعاً – لأنّ المجتمع الإسلامي هو مجتمع الحب الحرص على مصالح الآخرين والتعاون –. ولما كان أمر التحكيم لا يمكن أن يقوم به جميع المسلمين، فإن بعض المفسرين ذهب إلى أنّه موجه إلى من يمثل الأُمّة أو الحاكم – ومساعديه – ذلك أنّ الحاكم المسلم مكلف بملاحظة أحوال الناس والعناية بها ومحاولة إصلاحها. وذكر آخرون أنّه خطاب عام يدخل فيه الزوجان وأقاربهما فإذا استطاع الأقارب القيام بمهمة الإصلاح كان بها وإلا لكان الواجب إبلاغ الأمر إلى الحاكم. وهنا المسؤولية شركة بين جماعة المسلمين والحاكم، فالعضو في المجتمع الإسلامي مكلف بأن يلعب دوراً إيجابياً بناءاً في حياة بقية الأعضاء، فهو إيجابي مشارك، وهذه هي ما يطلق عليها المشتغلون بقضايا التنمية البشرية "المواطنة المشاركة" Participant Citizenship ولكن بالمفهوم الإسلامي البناء الذي ينبثق من عقيدة محددة. والله من وراء القصد دائماً في عملية الإصلاح (إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)، وهذا توجيه إلهي كريم بضرورة إخلاص النية وتحري العدل والصبر في التحكيم من أجل الإصلاح، ويشير الله سبحانه وتعالى في نهاية الآية أنّ الله كان عليماً خبيراً فهو يعلم خائفة الأعين وما تخفي الصدور، وفي هذا حفز ودفع للمحكمين إلى إخلاص النية والصدق في الإصلاح، والحفاظ على تماسك الأسرة وتجنب الانفصال. وهذه هي الوسيلة الرابعة في محاولات الإصلاح – وهي محاولة من الخارج بعد أن فشلت المحاولات الذاتية.►

 

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022 16:33

الحج.. رحلة السلام إلى البلد الآمن

◄يقول تعالى: (وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام) (إبراهيم/ 35).

.. ويشاء الله سبحانه أن يجعل للنّاس حرماً آمناً، وأرضاً للسّلام، يملأ ذكرها النفوس بالأمن والطمأنينة. وتشيع مناسكها في ربوع الدنيا السّلام واحترام الحياة، ليربّي الإنسان على احتراماً الأمن وحبّ السّلام، فتتوارى نوازع الشرّ والعدوان فيه.. تلك النوازع التي طالما دعته للولوغ في الدّماء والتمادي في سفكها بشكل دعا الملائكة أن تتساءل قبل خلقه واستخلافه: كيف يصلح لإعمار الأرض، ورعاية الحياة، من يفسد في الأرض. ويسفك الدّماء؟ (.. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها، ويسفك الدّماء، ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس إليك..) (البقرة/ 30).

أليست نزعته الاجراميّة هذه كافية لأن تحرمه من حق الوجود والعيش في رحاب الأرض؟؟

أليس الذي يسبّح بحمد الله، ويقدّس لعظمته ـ هو الجدير بإعمار الأرض، والحنو على الحياة واحترام إرادة الله وحكمته في خلقه.. وإذاً فمن أجل أن تمحى من الأرض هذه الجريمة.. وتنسى من دنيا الإنسان هذه الخطيئة.. راح الإسلام يربّي في نفس الحاج الدعوة إلى الأمن والسّلام.. ويزرع في نفسه مفهوم الدين عن قدسيّة الحياة.. ليعلمه أنّ الحياة لا يستحقّها من لا يحترم الحياة.. وأنّ المسبّحين بحمد الله.. العارفين به، هم الجديرون بإعمار الأرض وإنعاش الحياة.. لأنّهم هم الّذين يحترمون إرادة الحياة كما جرت حكمة الله وعدله فيها..

لذا، فإنّ الحاج يجد في شعائر الحج ومناسكه: تربية عباديّة على احترام الحياة، يمارسها الإنسان ويستشعرها في ربوع البلد الآمن.. مكّة المكرّمة.. بلد الأمن والسّلام.. فجعل البيت الحرام، والبلد الحرام (مكّة) مثابة للنّاس، وأمناً تفزع إليه النفوس الخائفة، وتطمئن بجواره القلوب التي اعتراها الخوف فأفقدها لذّة الحياة..

ولا ينحصر استشعار الأمن في رفوع هذا البيت في التخلّص من مخاوف الحياة وحدها.. بل وهو أيضاً أمان للنّاس من الذنوب، وموضع للتّوبة والرّجوع إلى الله سبحانه، والدخول في أمنه من العقاب والسّخط، لذا كرّر القرآن آياته مؤكّداً على قدسيّة هذا الحرم وأمنه، فراح يسوق الآيات، ويكرّر عبارات (الأمن، والحرام) ليوحي للإنسان، ويشعره بقيمة هذه الحقيقة في الحياة.. حقيقة الأمن والسّلام، ليحرّر الإنسان من الخوف.. عقدته الكبرى، ومحنته التي تطارده في كلّ العصور: (فليعبدوا ربّ هذا البيت *ا لّذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) (قريش/ 3 ـ 4).

(وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلد آمناً..) (البقرة/ 126) .

(وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) (إبراهيم/ 35).

(فيه آيات بيّنات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً..) (آل عمران/ 97).

(وإذ جعلنا البيت مثابة للنّاس وأمناً..) (البقرة/ 125).

(والتين والزّينون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين) (التين/ 1ـ 3).

(إنّما أمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الّذي حرّمها وله كلّ شيء وأمرت أن أكون من المسلمين) (النمل/ 91).

(جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للنّاس والشّهر الحرام..) (المائدة/ 97).

(.. وحرّم عليكم صيد البرّ ما دمتم حرماً..) (المائدة/ 96).

(يا أيّها الّذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام) (المائدة/ 2).

وليست هذه النصوص وحدها هي التي تتحدّث عن الأمن والسّلام وحرمة الحياة واحترامها. بل هذا بعض من القرآن تحدّث عن حرمة البيت الحرام.. (الكعبة).. والبلد الحرام (مكّة)،.. والشهر الحرام (شهر الحجّ)، وأكّد على الامتناع عن سفك دماء الحيوانات البريّة،.. واصطيادها.. وقطع النباتات والأشجار التي نمت تحت ظلال بيت الله، وفي حرمه الأقدس.. وقتل الحشرات والهوام مادام الحجّيج محرمين.. ليغرس في نفس الإنسان احترام الأمن، وحبّ السّلام، وينتشله من العبث والجريمة وسفك الدماء.

وهكذا كان الحج رحلة السّلام إلى بلد الأمن والسّلام.. رحلة يستشعر فيها الحاج قيمة الأمن في نفسه.. وفي مجتمعه.. ومع بارئه الذي جعل له هذه البقاع المقدّسة بقاعاً آمنة، تطمئن فيها نفسه، وتأمن غضب خالقها برجاء عفوه، واستشعار رحمته والدخول في حمايته، فيعود الحاجّ وهو مهيّأ للتّوبة.. مستعد للصّلاح.

وما أجمل تشخيص الإمام جعفر الصّادق (ع) لهذه الحقيقة وهو يخاطب الحاج بقوله: «وأدخل في أمان الله، وكنفه وستره، وكلاءته من متابعة مرادك بدخول الحرم، ودخول البيت متحققاً لتعظيم صاحبه، ومعرفة جلاله وسلطانه».►

 

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022 16:32

الحج.. مؤتمر إسلامي جامع

◄الحج، ذلك المؤتمر الإسلامي الكبير، والتظاهرة الإيمانيّة الرائعة التي تشترك فيها صنوف متعدّدة من الأجناس، والفئات والطبقات، والقوميّات على موعد واحد، وفي أرض واحدة، يردّدون هتافاً واحداً، ويمارسون شعاراً واحداً، ويتّجهون لغاية واحدة، وهي الاعلان عن العبوديّة والولاء لله وحده، والتحرّر من كلّ آثار الشرك والجاهليّة، بطريقة جماعيّة حركيّة، تؤثر في النفس، وتشبع المشاعر والأحاسيس بمستوحيات الإيمان، ومداليل التوحيد.

والحج كما صرّح القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة إلى جانب كونه عبادة وتقرّباً إلى الله سبحانه، فإن فيه منافع اجتماعية، وفوائد ثقافيّة، واقتصاديّة، وسياسيّة، وتربويّة، تساهم في بناء المجتمع الإسلامي، وتزيد في وعيه وتوجيهه، وتساهم في حلّ مشاكله، وتنشيط مسيرته.

ففي الحج يشهد المسلمون: أروع مظاهر المساواة، والتواضع، والأخوّة الإنسانيّة، بإلغاء الفوارق والأزياء، وخلع أسباب الظهور الاجتماعي.. والظهور باللباس العبادي الموحّد (لباس الإحرام)، حيث يحس الجميع بوحدة النوع الإنساني.. وبالأخوّة والمساواة.

وفي الحج يستشعر المسلمون وحدة الأرض، ووحدة البشر، ويمثّلون عمليّة إسقاط الحدود التي صنعتها الأنانيّات والأطماع البشرية: الإقليميّة، والقوميّة، والعنصريّة..

فهم يقطعون آلاف الأميال، ويخترقون كلّ حواجز الحدود، ويجتازون كلّ الموانع التي صنعها الإنسان على أرض الله سبحانه.. استجابة لنداء العقيدة، وتلبية لهتاف الإيمان.

وفي الحج يلتقي المسلمون بمؤتمرهم الكبير، فيتذاكرون في شؤونهم، ويتشاورون في أمور حياتهم وعقيدتهم، ويتبادلون الخبرات والتجارب والآراء والعادات الحسنة، ويتعرّف بعضهم على مشاكل البعض، ويطّلع بعضهم على رأي البعض، ويتعرّف بعضهم على أخبار البعض الآخر، فيزداد الوعي، وتنمو المعرفة، وتشحذ الهمم من أجل الإصلاح والتغيير والاهتمام بشؤون الأمّة والعقيدة، فتخطّط المشاريع ويفكّر في الأعمال، وتؤسّس المراكز الفكريّة والسياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، ويستعين بعضهم بالبعض الآخر، وكأنّهم جسد واحد، وروح واحدة.

والحج بما هو تجمّع بشري ضخم، يستقطب الملايين من المسلمين، من مختلف الأقطار والأمصار، فهو ينتج حركة بشريّة هائلة، يتّبعها تحرّك اقتصادي ومالي ضخم، عن طريق النقل، والاستهلاك، وحمل البضائع، وتبادل النقود، وشراء الأضاحي والحاجيّات ومستلزمات الحج والإقامة والسفر، فينتفع العديد من المسلمين، ويشهد مجتمعهم حركة اقتصاديّة وماليّة نشطة.

وفي الحج اعداد وتربية لسلوك الفرد ونوازعه، ففي الحج يتعوّد الحاج الصّبر، وتحمّل المشاق، وحسن الخلق.. من اللّطف، والتواضع، واللّين، وحسن المحادثة، والكرم، والتعاطف، والامتناع عن: الكذب، والغيبة، والخصومة، والتكبّر.. الخ.

وفيه يتعوّد الألفة، والتعارف عن طريق السفر والاختلاط، فتنمو لديه الرّوح الاجتماعيّة، وتتهذّب ملكاته الأخلاقيّة، عن طريق هذه الممارسة التربويّة، والتفاعل البشري الرّائع، الذي يشهده في الحج، بأرقى درجات الالتزام، والاستقامة السلوكيّة.

وقد تحدّث الإمام جعفر بن محمّد الصّادق (ع) عن منافع الحج، وفوائده، بإجابته البليغة على سؤال أحد أصحابه (هشام بن الحكم).

قال: هذا الصحابي الجليل للإمام يسأله: ما العلّة التي من أجلها كلّف الله العباد بالحج والطّواف بالبيت؟

فقال (ع): «إنّ الله خلق الخلق.. ـ إلى أن قال ـ وأمرهم بما يكون من أمر الطاعة في الدين، ومصلحتهم من أمر دنياهم، فجعل فيه الاجتماع من الشرق والغرب، ليتعارفوا، ولينزع كلّ قوم من التجارات من بلد إلى بلد، ولينتفع بذلك المكاري والجمال، ولتعرف آثار رسول الله (ص)، وتعرف أخباره، ويذكر ولا ينسى.. الخ».

ويتطابق مع هذا التعليل والتحليل شرح حفيده الإمام عليّ بن موسى الرّضا (ع) لمنافع الحج، وآثاره الاجتماعيّة التي يجنيها الفرد والمجتمع حين قال: «إنّما امروا بالحج لعلّة الوفادة إلى الله عزّ وجلّ، وطلب الزيادة، والخروج من كلّ ما اقترف العبد، تائباً ممّا مضى، مستأنفاً لما يستقبل مع ما فيه من اخراج الأموال، وتعب الأبدان، والاشتغال عن الأهل والولد، وحظر النفس عن اللذّات، شاخصاً في الحرّ والبرد، ثابتاً على ذلك، دائماً مع الخضوع والاستكانة والتذلّل، مع ما في ذلك لجميع الخلق من المنافع، لجميع من في شرق الأرض وغربها، ومن في البرّ والبحر ممّن يحج وممّن لم يحج، من بين تاجر، وجالب، وبائع، ومشتر، وكاسب، ومسكين، ومكّار، وفقير، وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه، مع ما فيه من التفقّه، ونقل أخبار الأئمة إلى كلّ صقع وناحية، كما قال الله عزّ وجلّ: (.. فلو لا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون ) (التوبة / 122) وليشهدوا منافع لهم».

وهكذا شاء الله أن يكون الحج محراباً للعبادة.. وموسماً للتربية والتوجيه.. ومجالاً للمنفعة وتحقيق المصالح الاجتماعية للإنسان..►

 

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022 16:31

البيت الحرام.. بيت عالمي

العلّامة السيِّد محمّد حسين فضل الله

◄إنّ قيمة البيت الحرام، هي في أنّ الإنسان الذي بناه كان يعيش كلّ معنى الروحانية التي أفاضها على البيت، حتى يعيش هذا البيت في كلّ مداه كلّ هذه الروحانية التي أراد الله للناس أن يغرفوا منها، وأن يعيشوها بكلّ معانيها.

وهكذا رأينا كيف أنّ الله سبحانه وتعالى، بعد أن بنى إبراهيم البيت، أراد لهذا البيت أن يكون البيت العالمي. قال سبحانه: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) (آل عمران/ 96). يُقال إنّه كانت هناك بيوت للعبادة، لكن ربّما كان المقصود بقوله: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ) أنّه البيت العالمي. يعني كانت هناك مساجد صغيرة، كما يوجد عندنا مسجد محلّة أو مسجد قبيلة أو مسجد بلد، لكن هذا المسجد ـ أي البيت الحرام ـ هو المسجد العالمي الذي أراد الله للناس من الشرق والغرب أن يأتوا إليه. (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) وبكّة هي لغة في مكة (مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، فالله أنزل فيه البركة، وأراد للناس أن يهتدوا به (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ) (آل عمران/ 97) ممّا حشده الله سبحانه وتعالى فيه من آياته (مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (آل عمران/ 97).

(وَمَنْ كَفَرَ) (آل عمران/ 97) مفسّرة ومَن لم يحجّ، وليس المراد الكفر العقيدي، بناءً على هذا التفسير، بل الكفر العملي، وأنّ الإنسان الذي يؤمن بالله ولا يعمل بما كلّفه الله هو بمنزلة الكافر، لأنّ النتيجة واحدة، ذلك أنّ الكافر لا يعمل لأنّه لا يؤمن، وهذا مع أنّه يؤمن لكنّه لا يعمل، فالنتيجة في الخطّ العملي، هو أنّه كافر عملاً، وإن لم يكن كافراً عقيدةً (فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران/ 97).

وهكذا أراد الله من إبراهيم (ع) أن يبدأ النداء إلى الحجّ: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) (الحجّ/ 27-28)، باعتبار أنّ الله سبحانه وتعالى يريد للناس أن يجعلوا من الحجّ ساحة منفعة لهم، فقد تكون المنفعة في الجوانب العبادية، وهي الأساس، وقد تكون في الجوانب الثقافية التي يلتقون فيها ليعطي كلّ واحد منهم ثقافته للآخر، أو في الجوانب الاقتصادية أو السياسية أو ما إلى ذلك، حيث إنّه المجمع العالمي الذي يلتقي فيه الناس من الشرق والغرب ليتعارفوا، ولينتفعوا من خلال هذا التعارف، وهذا الترابط الذي يمكن أن يؤدِّي إلى نتائج كبيرة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والروحي والعبادي.

خلاصة أعمال الحجّ

وهكذا يحدّثنا الله سبحانه وتعالى في آياته عن أعمال الحجّ، وعمّا ينبغي للناس أن ينطلقوا به. ويؤكّد سبحانه وتعالى في مسألة الحجّ نقطة أساسية، هي الخلاصة لكلّ أعمال الحجّ، وهي ذكر الله سبحانه وتعالى، فإنّ الله سبحانه وتعالى أراد للناس أن يخرجوا من الحج بنقطتين؛ إحداهما نتيجة للأُخرى «ذكر الله، وتقوى الله»، لاحظوا قوله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ) (البقرة/ 197). والرفث كناية عن العلاقة الجنسية (وَلَا فُسُوقَ) (البقرة/ 197) والمراد كلّ فسق، سواء بسبّنا بعضنا البعض أو بغير ذلك (وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة/ 197) يعني الجدال طبعاً في غير الحقّ، الجدال الذي يتحرّك ليثير العداوة والبغضاء والتعقيدات وما إلى ذلك، لأنّ الله أراد للحجّ أن يكون فرصة سلام، لا أن يكون مناسبة يمكن أن تثير البغضاء بين الناس (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) (البقرة/ 197) حتى لا يشعر الإنسان أنّ هناك خيراً يفعله يمكن أن يضيع عند الله (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) (آل عمران/ 195).

(وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) (البقرة/ 197)، ففي الحجّ، كما في غيره، يريد الله للإنسان أن يجعل زاده في الحياة الدُّنيا الذي يحمله إلى الآخرة، والذي يرتفع بمكانته عند الله، هو التقوى، لأنّها الزاد الذي يحقّق لك السعادة في الدُّنيا والآخرة، والله يخاطبنا بعد أن يبيّن لنا حقيقة التقوى وقيمتها بقوله: (وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ) (البقرة/ 197)، وهذه كناية تعني يا أُولي العقول، لأنّ عقل الإنسان يقوده إلى التقوى، ويقوده إلى ما فيه نجاته ومصلحته.

ثمّ يقول: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) (البقرة/ 198)، فلا مانع من أن تنتفع مادّياً هناك بما لا يشغلك عن حجّك وعن عبادتك (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ) (البقرة/ 198) أن تذكر الله عند المشعر الحرام، بحيث يكون وجودك هناك مملوءاً بذكر الله، وأن تذكر الله في قلبك، وأن تذكر الله في إحساسك، وأن تذكر الله في عقلك، وأن تذكر الله بلسانك (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ) (البقرة/ 198)، يعني اذكروه شاكرين له على أساس نِعمة الهداية (وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ) (الأعراف/ 43)، بحيث يشعر الإنسان بأنّ نِعمة الهداية هي في الإيمان وفي توحيد الله، وهي النِّعمة الكبرى التي لابدّ من أن يذكر الإنسان ربَّه عندما يتذكَّره بالشُّكر (وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) (البقرة/ 198).

(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) (البقرة/ 199)، ولا تنشغلوا في الحديث الذي يتعلّق بأُموركم الشخصية أو بلهوكم وبعبثكم، بل انطلقوا من حيث أفاض الناس، في مسيرة ربّانية تتّجه بكم إلى ما يريد الله لكم أن تصلوا إليه من تقواه (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) (البقرة/ 199)، ولتكن إفاضتكم مملوءةً بالاستغفار (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ) (البقرة/ 199-200) وانتهيتم من ذلك كلّه (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) (البقرة/ 200). ويبقى ذكر الله هو الأساس في كلّ حركة من حركات الحجّ، تذكره وأنت تطوف، وتذكره وأنت تسعى، وتذكره وأنت تقف في عرفات، وتذكره وأنت تفيض من عرفات، وتذكره وأنت تقف في المشعر، وتذكره وأنت تقف في منى، بل تذكره وأنت ترجم الشيطان. وفي المحصِّلة، أن يكون ذكر الله هو الخطّ الحركي الذي تتحرّك فيه (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ) وجلستم (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ)، باعتبار العلاقة التي تشدّ الإنسان إلى أبيه، بحيث تجعله يتذكّره دائماً (أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)، لأنّ علاقتكم بالله هي أعظم من علاقتكم بآبائكم.

دعاء الدُّنيا والآخرة

ثمّ يحدّثنا الله تعالى عن الخطّ الذي عندما نذكره فيه، فإنّنا ندعوه، لأنّنا إذا ذكرنا الله، شعرنا بالحاجة إليه، وشعرنا بالفقر إليه. فكيف تدعو الله سبحانه وتعالى؟ وما هو مضمون الدُّعاء؟ إنّ الله يقسّم الناس على حسب عمق الإيمان في نفوسهم: (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) (البقرة/ 200)، كمن يقول: اللّهُمّ اعطني أولاداً، اعطني بيتاً، اعطني مالاً، اعطني صحّة، أمّا أن تقول: اللّهُمّ اعطني جنّة، اعطني رضواناً، فهذا أمرٌ ثانوي لا يهمّ البعض، بحيث إنّه قد لا يفكّر في الآخرة كلّيةً، لأنّه مستغرق في الدُّنيا، فقد تشغله دنياه حتى وهو بين يدي الله الذي قال: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر/ 60)، فحتى وهو ماثلٌ بين يدي الله، يعيش الاستغراق في الدُّنيا، بحيث لا يفكّر أن يطلب من الله أن يرضى عنه، وأن يدخله جنّته وما إلى ذلك (فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً) (البقرة/ 200-201) فنحن نعيش في الدُّنيا، ولنا حاجاتنا، ولنا أُمورنا، ولنا قضايانا (وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (البقرة/ 201-202).

وعلى ضوء هذا، فعلى الإنسان عندما يدعوه الله، أن يدعو وهو منفتح عليه، بحيث يضع بين يدي الله دنياه وآخرته، وليطلب من الله أن يعطيه في الدُّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وأن يقيه عذاب النار، ليشهد الله على قلبه أنّه لم يستغرق في الدنيا بحيث تشغله عن آخرته، ولم يفهم الآخرة على أنّها ابتعاد عن الدُّنيا، فللدُّنيا مطالبها، وللآخرة مطالبها.►

 

المصدر: كتاب الندوة/ ج4

 

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022 16:29

آفاق الحج الواسعة

العلامة السيد محمد حسين فضل الله

◄في البداية ينطلق الإنسان في النداء الذي يؤكد عبوديته لربّه فكلمة التلبية "لبّيك اللّهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك" هي كلمة التوحيد الحركي الذي ينطلق في عقل الإنسان وفي وجدانه من أجل أن يحرك الإنسان في كلّ نداءات الله سواء كانت النداءات التي تخاطب إنسانيته في قوله تعالى: (يا أيهّا الناس) والتي تخاطب إيمانه في قوله تعالى (يا أيّها الذين آمنوا) حيث يقف الإنسان بين يدي ربّه عارياً من كلّ شكليات الواقع الفردي والإجتماعي ليؤكد أنه لن يستجيب له استجابة واحدة ولكن إجابةً بعد إجابةٍ، مما يوحي بأن الإجابة تظلّ تتحرك في خط الحياة، فالإجابة الأولى والثانية والثالثة هي أن يكون كله في حركة مع الله، ليتحول الإنسان إلى تجسيد لاستجابته لله، من خلال دعوته سبحانه وتعالى للناس (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24).

     ثم إن قصة الطواف ليست مادية بحيث تجعل الإنسان يطوف حول هذه الأحجار التي قدّسها الله وعظّمها ولا عظمة لها في ذاتها إلاّ من خلال تعظيم الله لها، فنحن نعظّمها لا من خلال أنّها أحجار مقدسة، ولكننا نقدسها من خلال ما ترمز له من أنه بيت الله، وبيت الله يبقى رغم تهدم الحجارة وتفتتها، فإذا سقطت أحجار جديدة تأتي هندسة جديدة ويبقى بيت الله.

 

       -  رمز الطّواف:

    رمزياً ليس الطواف عملية مادية تحاول أن تحصي فيها خطواتك، ولكنها رمزٌ إلى أن من يطوف في بيت الله، وحول الكعبة لابدّ أن يكون طوافه في كلّ ما يطوف به من مواقع، ومن بيوت أن يكون طوافه لله في مواقع طاعته وفي مواقع جهاده وفي مواقع حركته في الحياة، سواء في الأعمال والأموال أو العلاقات، يطوف بالبيت فلا يمكن بعد ذلك. إذا أخلص أن يطوف في بيوت الظالمين، وفي بيوت الكافرين والمستكبرين، لأن الله حدّد له مواقع طوافه، فالطواف رمز يجعل كلّ طوافك في الحياة وفي أي موقع ودائرة طوافاً لله تعالى.

    

    - رمز السعي:

   عندما تسعى ليكن سعيك رمزاً لكل سعي في الحياة بحيث تسعى وليس هناك ما يلفتك، ليس هناك من مناظر جميلة تجتذبك.. وليس هناك أشياء مميزة، ولكنك تسعى لأن الله أراد لك أن تسعى والسعي رمز لكل سعيك في الحياة، أن تسعى في كلّ مواقع قربات الله وفي كلّ مواقع الإمتثال لأوامر الله.

   وهكذا نتأمل في "عرفات" ونتأمل في "المزدلفة" ونتأمل في "منى" ليعطينا ذلك كله أن يكون التأمل هو طابع شخصيتك، فلا تنطلق في أي مشروع وفي أي عمل إلاّ بعد أن تتأمله أولاً، وثانياً، وثالثاً لتوازن بين ما تتحرك فيه وما تنطلق منه، فإذا كنت تنطلق من الله ومن الإسلام شريعةً ومن محمّد (ص) نبياً ومن القرآن كتاباً، فلابدّ أن تحرك كلّ ذلك في كلّ مشروع وفي كلّ عمل وفي كلّ علاقة وفي كلّ موقف وفي كلّ موقع.

   وهكذا أن ترجم شيطانك في عقلك عندما يتحرك شيطان عقلك بفكر الشر وأن ترجم شيطانك في قلبك عندما تنطلق خفقات قلبك في عاطفة الشر، وأن ترجم شيطانك في حركتك عندما تتحرك حياتك في اتجاه الشر.

   هكذا تحجّ إلى الله بأن تبدأ الحج بعد أن ينتهي الحج، لتحجّ إلى الله في كلّ ساحات الحياة، فحياتنا فيها الكثير من مواقع الطواف وفيها الكثير من مواقع السعي، وفيها الكثير من مواقع الصراع مع الشيطان، وفيها الكثير من عرفات، ومن المشعر الحرام، ومن منى، إنّها تتوسّع حتى تشمل الحياة.

   وهكذا، تبقى التلبية لتؤكد نفسها في كلّ واقعنا الروحي والفكري والحركي فالله أراد لنا أن نصلي، وأن نصوم وأن نحج فنحن نلبّيه في ذلك، والله أراد لنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وأن تكون صرختنا "لبّيك اللّهمّ لبّيك" منطلقةً من حركة الصراع في الداخل، والله أرادنا أن نجاهد الكفار والمنافقين والمستكبرين فعلينا أن نقول "لبّيك اللّهمّ لبّيك".►

 

كلنا معرضون للإصابة بالأمراض وبالاضطرابات الصحية، الخفيفة منها والخطيرة. لكن في وسعنا دائماً اتخاذ إجراءات وقائية بسيطة تساعدنا على تجنبها. درهم وقاية خير من قنطار علاج، والتعرف إلى السبل الوقائية الطبيعية، وتطبيقها في حياتنا اليومية يساعدنا على تجنب الأمراض وعلى التمتع بصحة جيِّدة أطول مدة ممكنة. وهناك نصائح عدة يجمع عليها الخبراء والأطباء، وأبرزها مثلاً الحفاظ على وزن صحي. فقد أظهرت الأبحاث أن زيادة الوزن تلعب دوراً رئيسياً في زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل السكري، ومرض القلب. ونستعرض في ما يلي عدداً من هذه النصائح التي تساعد في وقايتنا من 4 من أكثر الأمراض انتشاراً.   1- مرض القلب: ما هو؟ التعريف البسيط لمرض القلب هو تضيق في الشرايين التي تزود القلب بالأكسجين، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، الخناق الصدري والسكتات الدماغية. - عوامل ومؤشرات الخطر: * ارتفاع مستويات الكوليسترول: يؤدي تراكم الكوليسترول على الجدران الداخلية للشرايين إلى تضيقها وتصلبها. ويقول المتخصص الأسترالي الدكتور نيل كوهين، مدير المركز الوطني لأمراض القلب والسكري، إنّه كلما ازداد تضيق الشرايين، تراجعت كمية الدم التي تنساب فيها، ومع الوقت قد تصاب هذه الشرايين بانسداد كامل أو شبه كامل. * ارتفاع ضغط الدم: عندما يتم ضخ الدم في الجسم بضغط أكبر من الضغط الطبيعي، فإن ذلك يعرض الشرايين، خاصة في مواقع انحناءاتها وتفرعاتها لإجهاد، ويزيد من سرعة تراكم طبقات الكوليسترول عليها. * الاكتئاب والإجهاد النفسي: يشير البحاثة الأميركيون إلى أنّ الاكتئاب والإجهاد النفسي يمكن أن يخلقا تغييرات فيزيولوجية قد تخفف من قدرة أوعية القلب الدموية على التوسع. وقد يسببان أيضاً تراكم الدهون في منطقة البطن، وهي عنصر خطر معروف للإصابة بمرض القلب، فهي تؤدي إلى العديد من التغيرات الكيميائية المسببة للالتهابات في الجسم. - سبل الوقاية: * اعتماد نظام غذائي صحي: والحد من تناول الدهون المشبعة التي تسهم في رفع مستويات الكوليسترول. ويؤكد المتخصص الأميركي في التغذية والتر ويليت أن 70 في المئة من حالات مرض القلب يمكن تجنبها لو تبنى الناس أنظمة غذائية صحية. وهذا يعني أن يكون النظام الغذائي فقيراً بالدهون المشبعة والملح، وغنياً بالمنتجات الطبيعية، مثل الخضار والفواكه. ومن الضروري أيضاً أن يكون فقيراً بالكربوهيدرات المكررة والمصنعة، لأنّها تسهم في رفع مستويات الكوليسترول. * التخفيف من التوتر والاكتئاب: يؤكد المتخصص الأميركي في أمراض القلب الدكتور ريتشارد كارول أنّ التعرض للإجهاد النفسي لفترات طويلة، يشكل خطراً على القلب موازياً لذلك الناتج عن التدخين، أو عن ارتفاع ضغط الدم. وهو ينصح بالتخفيف من هذا الإجهاد، إضافة إلى معالجة حالات الأرق في حال وجودها. ويقول كارول إنّ النوم باستمرار لمدة أقل من 6 ساعات ليلاً يزيد من خطر الإصابة بمرض القلب بنسبة 50 في المئة. * القيام بأنشطة بدنية ذات درجات متفاوتة من الشدة: كل أنواع الأنشطة البدنية تساعد في الوقاية من مرض القلب، غير أنّ الخبراء يؤكدون أن إدخال فورات قصيرة من التمارين السريعة والقوية لبضع دقائق أثناء ممارسة الرياضة، تزيد بمعدل 3 أضعاف من تأثير الرياضة الوقائي. فمن شأن هذه التمارين أن تقوي القلب، وتخفض مستويات الأنسولين وتوسع الأوعية الدموية بشكل أكثر فاعلية من الالتزام بالسرعة نفسها طوال فترة ممارسة الرياضة.   2- سكري الفئة الثانية: ما هو؟ إنّه حالة مرضية يفشل فيها الجسم في استخدام الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس، ما يؤدي إلى ارتفاع في مستويات سكر الدم يسبب مشاكل صحية خطيرة. - عوامل ومؤشرات الخطر: * زيادة الوزن: يقول كوهين إنّه عندما يتزايد كثيراً عدد الخلايا الدهنية، فإنها تقوم بتدمير الخلايا التي تنتج الأنسولين. وفي الوقت نفسه يحدث في الجسم ما يسمى بظاهرة مقاومة الأنسولين، وهي تحصل عندما تتراجع استجابة الخلايا لأي كمية ينتجها البنكرياس من الأنسولين، وهو الهرمون الذي يخرج السكر من الدم ويحمله إلى الخلايا، حيث يتم استخدامه لتوليد الطاقة. وتضافر هاتين الظاهرتين يعني أنّ الجسم لن يتمكن من الإبقاء على مستويات سكر الدم في مستوياتها الطبيعية. * معاناة سكري الحمل: غالباً ما يختفي السكري الذي تعانيه بعض الحوامل بعد ولادة الطفل، لكنه يزيد لدى آلام من خطر الإصابة بسكري الفئة الثانية في فترة لاحقة من حياتها. * نمط الحياة الخامل: الكسل والخمول لا يزيدان فقط من إمكانية زيادة الوزن التي تلعب دوراً رئيسياً في الإصابة بالسكري، بل يسهمان أيضاً في تراجع حجم النسيج العضلي. والعضلات التي تعمل وتنشط تمتص كمية كبيرة من السكر لتسخدمه مصدراً للطاقة، ما يخفف من إجهاد البنكرياس. - سبل الوقاية: * الحفاظ على وزن صحي: من المهم جدّاً تفادي زيادة الوزن، والحفاظ على وزن صحي مدى الحياة، مع الحرص على إبقاء محيط الخصر في الحدود الصحية أيضاً، وذلك لأن أكثر أنواع الدهون ضرراً هي تلك التي تتجمع في منطقة البطن. ويقول كوهين إن إمكانية الإصابة بأمراض مزمنة مثل سكري الفئة الثانية ترتفع لدى النساء اللواتي يزيد محيط خصورهنّ على 80 سم. وترتفع كثيراً هذه الإمكانية لدى النساء اللواتي يزيد محيط خصورهنّ على 88 سم. * ممارسة الرياضة بانتظام: يجمع الخبراء على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية معتدلة القوة لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً، وفي معظم أيام الأسبوع، والأمثل أن يكون ذلك في أيام الأسبوع كافة. * زيادة مرات الوقوف: تبين أنّ الجلوس لفترات طويلة يزيد من خطر الإصابة بالسكري، وذلك لأنّ الجلوس يوقف تقلصات العضلات التي تعمل على تحليل الغلوكوز. ومن الضروري أن نقف ونمشي على الأقل مرة كل نصف ساعة. * التعرف إلى نسبة السكر في الدم: هناك عدد كبير من الناس مصابين بالسكري من دون أن يعرفوا ذلك، وهناك آخرون يتعرضون للإصابة بسبب ارتفاع مستويات سكر الدم لديهم وهم أيضاً لا يعرفون. وتؤكد المتخصصة البريطانية في السكري والتغذية ديان كريس أن أهم ما يجب علينا القيام به هو الخضوع لفحص دم لمعرفة مستويات السكر في الدم. * التأكد من تأثير الأدوية التي نتناولها: أظهرت الأبحاث التي أجريت في جامعة ستانفورد الأميركية أن تناول بعض أنواع مضادات الاكتئاب وبعض أدوية خفض مستويات الكوليسترول، يزيد من خطر الإصابة بالسكري، ومن الضروري استشارة الطبيب بشأن وصف أدوية بديلة. * مضغ الطعام ببطء: وجد البحاثة اليابانيون أن إمكانية الإصابة بمشاكل تتعلق بتحمل الغلوكوز، تتضاعف لدى الأشخاص الذين يأكلون بسرعة مقارنة بالآخرين. وهم يعزون ذلك إلى أنّ الأكل بسرعة يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات سكر الدم.   3- الخرف أو مرض الـ"زهايمر": ما هو؟ تراجع في القدرات الذهنية يتزايد مع التقدم في السن. - عوامل ومؤشرات الخطر: * ارتفاع ضغط الدم: تقول المتخصصة الأسترالية روبين فاين: إن ارتفاع ضغط الدم يفاقم ظاهرة تراكم نوع من البروتينات في دماغ المصابين بمرض الزهايمر. * التدخين: أكدت دراستان حديثتان أنّ التدخين يزيد من خطر الإصابة بالخرف، ويعتقد العلماء أن ذلك يعود إلى التأثير السلبي للتدخين في القلب والأوعية الدموية ودوره في زيادة ارتفاع ضغط الدم. * العزلة الاجتماعية: أظهرت الأبحاث أنّ الوحدة والعزلة تسهمان في مضاعفة خطر الإصابة بمرض الـ"الزهايمر". ويعود ذلك إلى أنّ الاحتكاك بالآخرين والتفاعل معهم يستلزم تشغيل العديد من الوظائف الذهنية، ما يسهم في الحفاظ على الدماغ، وبناء احتياطي من الخلايا العصبية الصحيحة والسليمة التي يمكن أن تقي الإصابة بالخرف. - سبل الوقاية: * السيطرة على ارتفاع ضغط الدم في وقت مبكر: تقول فاين: إنّ ارتفاع ضغط الدم، الذي يحصل في منتصف العمر، هو الذي يزيد إلى حد كبير من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة. * الإقلاع عن التدخين: أظهرت الأبحاث أنّ المدخنين الذين يقلعون عن هذه العادة ينجحون مع الوقت في التخفيف من خطر إصابتهم بالخرف. * نسج علاقات الصداقة والقيام بأنشطة اجتماعية: تبين أن توسيع شبكة العلاقات الاجتماعية، والالتقاء بالأصدقاء بانتظام والاشتراك في أعمال تطوعية وفي جمعيات خيرية، كلها تشكل دفاعات وقائية ضد الإصابة بالزهايمر.   4- التهاب المفاصل العظمي: ما هو؟ حالة مرضية تحصل عندما تبلى الغضاريف الموجودة بين عظام المفاصل وتتلف. ويؤدي هذا التلف إلى احتكاك العظام ببعضها، ما يسبب الألم ويؤدي إلى مزيد من التلف والتمزق. - عوامل ومؤشرات الخطر: * معاناة الأهل التهاب المفاصل: يمكن أن يشير إلى وجود خلل جيني في الغضاريف، يزيد من إمكانية الإصابة لدى أفراد العائلة. * زيادة الوزن والسمنة: من العوامل الأكثر تأثيراً في المفاصل، لأنّ الوزن الزائد يزيد من العبء الذي تتحمله المفاصل ويعرضها للكثير من الإجهاد. * أما أبرز المؤشرات التي قد تدل على الإصابة: فهي بالطبع ألم في المفاصل وتيبسها، أو انتفاخها خاصة في الصباح. - سبل الوقاية: * الحرص على تناول زيت السمك: أظهرت دراسات بريطانية أنّ الظام الغذائي الغني بأحماض أوميغا-3 الدهنية يخفف من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل العظمي بنسبة 50 في المئة. * تفادي الأحذية ذات الكعب العالي: هذا الكعب يعرض المفاصل لضغوط غير طبيعية ويزيد من سرعة تلف وبلي الغضاريف. * الإكثار من الخضار والفواكه: هذه المنتجات الطبيعية غنية بمضادات الأكسدة التي تساعد على التخفيف من الالتهابات التي تفاقم آلام المفاصل. وقد تبين أنّ الكرز بشكل خاص يتمتع بقدرة مميزة على مكافحة الالتهابات، ما جعل الكثيرين بتناولون خلاصة الكرز على شكل أقراص مكملة.

 

الأربعاء, 30 آذار/مارس 2022 16:19

لماذا تنسد الأذن؟

كشفت الدكتورة ناتاليا سيرغييفا، أخصائية طب وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، لماذا تنسد الأذن وإلى إي أمراض يشير هذا الشعور.



وتشير الأخصائية الروسية في حديث لراديو "سبوتنيك"، إلى أن انسداد الأذن هو شعور ذاتي، عندما يسوء سماع الأصوات، أو عندما يشعر الشخص بأن صوته مرتفع جدا. وهذا الشعور عادة يكون مرتبطا بأمراض البرد.

وتقول، "يرتبط انسداد الأذن بأمراض البرد، فمثلا بسبب الزكام يحتقن الأنف والبلعوم الأنفي، حيث يقع الأنبوب السمعي، ومهمته موازنة الضغط في الأذن الوسطى الواقعة خلف طبلة الأذن. وهذا الضغط يجب أن يكون موجبا. ولكن في حالة الزكام، يحتقن هذا الأنبوب ولا يتمكن من تنفيذ مهمته، لذلك يشعر الشخص بانسداد أذنيه. لذلك يجب في هذه الحالة استشارة الطبيب الأخصائي، لأن الحالة قد تتطور إلى التهاب الأذن الوسطى".

وتضيف، يمكن أن يشعر الشخص بانسداد أذنيه في حالة الطيران أو عند الغوص. ولكن هذه ليست حالة مرضية، ويمكن للشخص أن يتخلص من هذه الحالة بنفسه.

وتقول، "لا يتمكن الأنبوب السمعي من موازنة الضغط بسرعة في حالة الطيران أو الغوص. لذلك على كل من يعاني من هذه الحالة أن يحمل معه بخاخ رذاذ للأنف يساعد على تضييق الأوعية الدموية قبل بداية الرحلة الجوية، ويمكن أيضا مص حلوى بطيئة الذوبان في الفم أو مضغ علكة، لأنها تساعد على تنشيط الأنبوب السمعي وبالتالي يتوازن الضغط".

ووفقا لها، في بعض الأحيان يشير انسداد الأذن إلى مرض لا يمكن علاجه إلا في مرحلة مبكرة.

وتقول، "يمكن في مرحلة مبكرة من ضعف السمع الناجم عن انسداد الأذن المتقطع أو الدائم، مع عدم وجود أعراض أخرى، أن يشير إلى مرض خطير. لذلك على الشخص فورا مراجعة الطبيب الأخصائي قبل فوات الأوان، لأنه لا يمكن علاج هذا المرض إلا في مرحلة مبكرة. وبعكسه يتطور المرض ويضعف السمع تدريجيا ويصعب وقف تطوره".

 

كيف تتناول فطورا صحيا للحفاظ على صحة القلب؟ الجواب هنا مع معلومات عن أمور تؤثر في صحة القلب مثل الدهون الثلاثية والكوليسترول والتدخين.

ينصح الأطباء وخبراء التغذية بتجنب العديد من الأطعمة للمحافظة على صحة القلب، ومن جهة أخرى ينصحون بقائمة بأفضل الأطعمة الصحية لوجبة فطور تساعد على تحسين صحة القلب. تعرف على أهمها.

لا شك في أن التغذية الصحية تنعكس على الصحة الجسدية، ولدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب يمكن أن يساعد تناول الطعام المناسب في تحسين صحتهم على نحو كبير. لهذا السبب ينصح العلماء دائمًا باتباع نظام غذائي صحي، والاهتمام بشكل خاص بوجبة الفطور، وذلك وفقا لتقرير في "دويتشه فيله".