emamian

emamian

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:11

علاج الدوخة التي تصيب الصائم بعد الإفطار

كثيراً ما يشعر الصائم بعد الإفطار بدوار وثقل في الرأس وبالتراخي والكسل مع الإحساس بعدم القدرة على الوقوف باتزان ويتساءل البعض عن سبب هذه الدوخة؟

الجواب: مع الإفطار يصاب البعض بأعراض الصداع والدوخة والدوار وعدم القدرة على الاتزان ويرجع ذلك إلى تناولهم كميات كبيرة من الطعام  والمشروبات مع دقائق الإفطار الأولى والسبب في ذلك أن المعدة ظلت فارغة لساعات طويلة متواصلة هى مدة الصيام ثم امتلأت فجأة وفي دقائق معدودة بكميات كبيرة من الأطعمة والمشروبات وبدون سابق انذار، والذي يحدث أن الدم يغادر أطراف الجسم والمخ متوجهاً إلى العضو المحتاج إلى تغذية وهي المعدة والجهاز الهضمي للقيام بعملياته الحيوية المكثفة نتيجة الطعام المفاجئ فيؤدي ذلك إلى هبوط الدم عن منطقة المخ مسبباً الشعور بالدوار ويستغرق ذلك حوالي 30 دقيقة ولهذا يُنصح الصائمين بأن يبدأ افطارهم بالتمر والماء كما أوصانا الرسول الكريم (ص) ثم القيام إلى الصلاة وفي هذه الأثناء تستعد المعدة للقيام بعملها بعد طول فترة الراحة أثناء الصيام وتستقبل كميات الطعام والشراب بدون أي متاعب، بالإضافة الى أن التمر من المواد السكرية سهلة الهضم والامتصاص وخلال فترة بسيطة يتم تعويض الجسم بالسكر الذي فقده أثناء الصيام، وقد أوضحت الدراسات العلمية الحديثة صحة وفاعلية ما نصح به الرسول (ص) من بدء الإفطار بتناول التمر والماء لاحتوائه على السكريات الأحادية التي تعطي سعرات حرارية عالية في فترة زمنية قصيرة بسبب سهولة هضمه وامتصاصه ولا يشعر الصائم بأي دوار بعد الإفطار.

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:10

ذكرُ اللهِ في شهرِ الصَّومِ

 (أرادنا الله في شهر رمضان) أن نذكره بعقولنا لتكون عقول الحقّ، وبقلوبنا لتكون قلوب الخير، وبعملنا ليكون عمل العدل، هذا الشَّهر الَّذي أراد الله لنا أن نذكره فيه بكتابه، بأن نقرأ كتابه قراءة تدبّر وتأمّل، وقد عظَّم الله هذا الشَّهر بأن أنزل فيه القرآن (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة/ 185)، فكان شهر الهدى وحركة البيّنات التي تقود النَّاس إلى الهدى وإلى الفارق بين الحقّ والباطل..

وأرادنا أن نجلس إليه لندعوه ولنبتهل إليه ونزداد قرباً منه، لنتحدَّث معه عن همومنا كلِّها، وآلامنا كلِّها، وأحلامنا كلِّها، وقضايانا كلِّها، لنتحدَّث إليه، ونطلب منه أن يجعل قلوبنا خالصةً له في كلّ ما ما أرادنا أن نعيشه من الإخلاص له والإيمان به والطَّاعة إليه.

وأرادنا في هذا الشَّهر أن نذكره بصلاتنا، لنصلِّي إليه أكثر مما نصلِّي في أيِّ شهر آخر، حتَّى يكون شهر رمضان شهر الموسم الَّذي روي عن رسول الله (ص) أنَّه قال فيه: «شهر دُعيتُم فيه إلى ضيافة الله، وجُعِلتم فيه من أهل كرامته، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله بنيّاتٍ صادقة، وقلوبٍ طاهرة، أن يوفّقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإنَّ الشقيَّ - وهذه كلمة كبيرة جداً - من حُرِم غفران الله في هذا الشّهر العظيم»، لأنّه موسم الطاعة والرحمة والمغفرة والرجوع إلى الله.

ولذلك، ورد في حديث عليّ (ع) عندما جاء عيد الفطر، ورأى النَّاس يتحركون هنا وهناك محتفلين به، قال: «إنَّما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه، وكلّ يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد».

فشهر رمضان شهر الطّاعة لله، والعيد عيد السَّعادة بهذه الطاعة. ولذلك، يمكننا أن نجعل كلَّ أيَّامنا أعياداً، إذا كنَّا نحصل على رضا الله في هذا العيد وذاك العيد.

 

التحذير الذي اطلقه رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد ابراهيم رئيسي يوم الاثنين للكيان الصهيوني أثناء الاستعراض العسكري في يوم الجيش، حمل في طياته حقائق جديدة ستسفر عن وقائع جديدة، اذا لم يأخذه الصهاينة في الحسبان كما ينبغي.

الرئيس الايراني قال في خطابه الذي القاه أمام العسكريين في ضواحي طهران، ان على الأعداء أن يعلموا أن الجيش الإيراني يرصد كل تحركاتهم ومستعد للرد على أدنى تحرك لهم، مضيفا: نقول للصهاينة إذا كنتم تسعون إلى تطبيع العلاقات مع دول المنطقة فلتعلموا إننا نرصد تحركاتكم بدقة.

واضاف: ان اقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية سيجعل الكيان الصهيوني لن يشعر بالهدوء والامان، مضيفا "سنستهدف مركز الكيان الصهيوني عند أدنى تحرك منه ضد الشعب الايراني".

التهديد الايراني باستهداف قلب الكيان الصهيوني عند ادنى تحرك منه ضد الشعب الايراني، يظهر بأن ايران قد اتخذت قرارا هذه المرة بالرد المباشر وفي داخل الكيان الصهيوني على الاعمال الصهيونية التي تنوعت في الماضي بين اغتيال للعلماء النووين والعلماء غير النووين واعمال تخريبية في منشآت نووية وغيرها وارسال طائرات مسيرة الى داخل الاجواء الايرانية وارسال عملاء لتنفيذ عمليات في داخل ايران، وما شابه ذلك.

وهذا يعني انتهاء عصر العمليات الاجرامية ضد ايران، أو اذا لم يرتدع الموساد فعلى كيان الاحتلال برمته ان يدفع الثمن على شكل تلقي الضربات في مركزه وبشكل مباشر ومعلن في السابق، وفي الحقيقة يمكن القول ان كلام السيد ابراهيم رئيسي يمكن اعتباره بداية عهد جديد للكيان اللقيط فهو الان تحت رحمة التهديد بتلقي الضربات المدمرة في الداخل عند ارتكاب أي خطأ تجاه ايران، ما يعني نهاية قصة ردع جيش الاحتلال.

طالما تغنى كيان الاحتلال بقدرات جيشه الاحتلالي الرادعة وتبجح وتعربد بأن ذراعه طويل و ... لكنه الان تلقى تهديدا يضعه أمام مصير محتوم وهو الحرب، وليس في خارج الحدود كما تحب الاستراتيجية العسكرية الصهيونية بل تلقي الضربات في المركز وفي القلب، وهذا يشير بأن من يقف بالمرصاد لهذا الكيان لايعير اهمية لجيشه الذي قالوا عنه بأنه أسطوري، فبعد تحطم هذه الأسطورة المختلقة على يد المقاومين في لبنان وفلسطين، جاء دور التحقير على يد الايرانيين الذين قالوا لهؤلاء ان قبضتنا فوق رأسكم وبانتظار خطأكم.

يقول قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، أن  "إيران تمتلك 3000 صاروخ باليستي من أنواع مختلفة، وجزء منها يمكن أن يصل إلى  تل أبيب"، ومن يعرف الحقائق يعلم بأن هذا العدد اقل بكثير مما لدى الايرانيين من صواريخ تصل الى اسرائيل، وان العمق الصهيوني الصغير لايتحمل انهمار أمطار الصواريخ النقطوية والآلاف من الطائرات المسيرة بالاضافة الى اسلحة وأساليب للعقاب لم يكشف عنها حتى الآن. 

من  الآن فصاعدا على المستوطنين الصهاينة الاسراع في الهجرة العكسية لأن الردع قد تبخّر ، والأماكن البديلة عن فلسطين كثيرة لهم، فليؤويهم الاميركان والبريطانيين الذين يعشقون كل ما هو صهيوني "لأن الأرض هنا لفظتهم".

بقلم: فريد عبدالله

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:07

الكذبُ خطرٌ يهدِّدُ الأفرادَ والمجتمعاتِ

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).

خطورةُ الكذبِ

إنَّ أخطر ما يتهدد الدول والمجتمعات ويقوّض أركانها ويهدّد العلاقات بين مكوّناتها، هو تفشّي الكذب فيها، ما قد يؤدي إلى تضييع الحقائق وتزييفها وفقدان الناس ثقتهم بعضهم ببعض، ومن خلاله تفتح أبواب الشرّ وسبل الانحراف، حتى ورد في الحديث: «إنَّ أَعْظَمُ الخطايا اللّسانُ الكَذُوبُ».

ويكفي للدّلالة على خطورة الكذب، أنه السلاح الذي استخدمه إبليس لإخراج آدم وحوّاء من الجنة، فهو عندما عرف أنّ الله سبحانه وتعالى نهاهما عن أن يأكلا من شجرة حدَّدها لهما، جاء إليهما بثوب الناصحين وبلسانٍ كاذبٍ وقال لهما: (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ). وحتى يكون سلاحه هذا ماضياً وفاعلاً، أقسم لهما إنه من الناصحين، وكان له ما أراد.

وهذا السلاح هو الذي يستخدمه إبليس في إغواء الناس، وحتى يكونوا معه من أصحاب السَّعير، والذي أشار إليه الله سبحانه، عندما قال: (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُور)..

وهو ما سيعترف به يوم القيامة: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ).

 

نهيُ الأحاديثِ عن الكذبِ

فقد أشارت الآيات والأحاديث إلى هذه المخاطر، فقد ورد أنَّ رجلاً جاء إلى رسول الله (ص) قائلاً له: إني ابتليت بخلال أربع: الزنا، وشرب الخمر، والسّرقة، والكذب... وهي خلال أعرف أنَّ الله حرَّمها، ولكن لا طاقة لي على تركها كلّها، فإن قبلت مني بترك واحدة منها، آمنت بك، فقال له رسول الله (ص): نعم، تستطيع ذلك، اترك الكذب... فقبل الرَّجل ذلك وأسلم. فلمّا ولَّى الرجل، عرضوا عليه شرب الخمر، فقال في نفسه: إن أنا شربت الخمر وسألني رسول الله عن شربها، فماذا أقول له؟ فإن كذبت أكون بذلك نقضت معه العهد، وإن صدقت أقام عليَّ حدَّ شرب الخمر، فتركها لذلك. ثم عرضوا عليه الزنا، فجاءه الخاطر نفسه وترك لأجل ذلك الزنا، وعندما أراد السَّرقة، تكرّر الأمر نفسه، فعاد إلى رسول الله (ص) وقال له: ما أحسن ما فعلت! لما منعتني عن الكذب، انسدَّت أبواب المعاصي.. وتاب الرَّجل عن الذنوب الثلاثة وعن أيّ ذنب كان سيفعله.

ومن هنا، ورد الحديث: «إنَّ الله عزَّوجلَّ جعل للشرّ أقفالاً، وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشّراب، والكذب شرّ من الشراب».

ولا تقف آثار الكذب ومخاطره على من يتمّ الكذب عليهم وتشويه الحقائق، بل على الكاذب أيضاً؛ فقد ورد في الحديث: «من عُرف بالكذب قلّت الثقة به».

وفي الحديث: «إنَّ الكذبَ يُسَوّدُ الوَجهَ، وينقص الرّزق، ويورث الفقر، ويسبّب المهانة في الدنيا، والعذاب في الآخرة».

ويصل الأمر إلى طرده من رحمة الله (أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).

وقد ورد في الحديث: «يكتسب الكاذب بكذبه ثلاثاً: سخط الله عليه، واستهانة النَّاس به، ومقت الملائكة له».

 

لا يجتمعُ كذبٌ وإيمانٌ

ومنعاً لكلِّ التَّداعيات الخطيرة التي قد يؤدِّي إليها الكذب، دعا الإسلام الإنسان إلى أن يكون واعياً عندما يستمع وعندما يقرأ، وعندما يتابع الواقع السياسيَّ أو الاقتصاديَّ أو الاجتماعيَّ أو ما ينسب إلى الدّين، حتى لا يقع في أحابيل من يزيفون الحقائق ويتلاعبون بفكر النَّاس ومشاعرهم ومواقعهم، مما أشارت إليه الآية التي تلوناها: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).

وعمل الإسلام في الوقت نفسه على الإشارة إلى ما قد يؤدِّي إليه، فاعتبر أنَّ الكذب لا يجتمع مع الإيمان، وهذا ما عبَّرت عنه الآية: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ).

وقد ورد عنه (ص): «علامة الإيمان أن تؤثر الصِّدق وإن ضرَّك، على الكذب وإن نفعك»، لأنَّه سيضرّك بعد ذلك.

وقد ربط الله سبحانه طريق النَّار بالكذب، كما ربط طريق الجنة بالصّدق، وذلك عندما جاء رجل إلى رسول الله (ص)، فسأله: يا رسول الله: ما عمل الجنّة؟ فقال له: "الصدق". وعندما عاد ليسأله عن عمل النَّار، قال له: "الكذب".

وقد ورد في الحديث: "كبرت خيانة أن تحدِّث أخاك حديثاً هو لك مصدِّق وأنت له كاذب". وقد اعتبرته الأحاديث "خائناً"، بل هو أكبر الخائنين، ومنافقاً، وهذا قوله: (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ).

وفي الحديث: «ثلاثٌ من كنَّ فيه فهو منافق: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان».

فيما هدَّد الله الذين يكذبون عليه بالعذاب: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ).

ونحن عندما نتحدث عن الكذب، فإنَّه لا يقف عند حدود الكلام كالذي نشهده في الأخبار الكاذبة التي تنقل إلى الناس، إن من خلال وسائل الإعلام والتواصل، بل نراه أيضاً في المتملّقين لمن يمتلكون المال أو السلطة لكسب ودّهم وما عندهم من مال أو موقع، وفي الوعود الكاذبة وشهادة الزور، ونراه في الَّذين يسوّقون السِّلع ويظهرون خصائص ومميزات لها وهي ليست بتلك الصّورة.

 

الكذبُ المباحُ

لكنّ الإسلام رغم كلّ هذا التشدّد في حرمة الكذب وذمّه، أجاز الكذب إذا توقَّف عليه الإصلاح ولم يكن الإصلاح ليتمّ إلَّا به.

لذا، ورد في الحديث: «المصلح ليس بكاذب». وورد: «الكلام ثلاثة: صدق، وكذب، وإصلاح بين النَّاس». كما يجوز الكذب، أو قد يصبح واجباً لدفع الظّلم عن إنسان مؤمن، فقد ورد في الحديث: «احلف بالله كاذباً ونجِّ أخاك من القتل»، «الكذب مذموم إلَّا في أمرين: دفع شرّ الظّلمة، وإصلاح ذات البين».

 

الكذبةُ البيضاءُ؟!

إنَّ من المؤسف أن يسوِّق البعض للكذب ويعتبره مهارة وشطارة وأنَّه ملح الرجال، ويفرِّق بين كذبة بيضاء وأخرى سوداء، وقد وصل الأمر إلى أن صار له يوم باسمه يبرّرون فيه الكذب، ولو من باب الهزل، وهو الأوَّل من نيسان.

فيما الحديث يقول: «اتَّقُوا الْكَذِبَ الصَّغِيرَ مِنْهُ وَالْكَبِيرَ فِي كُلِّ جِدٍّ وَهَزْلٍ».

 

لمواجهةِ هذه الآفةِ

إنَّنا أحوج ما نكون إلى مواجهة هذه الآفة واستئصالها، وذلك بتعزيز الوعي لدى أجيالنا وفي المجتمع للتَّداعيات الّتي غالباً ما تحصل من وراء هذه الآفة عند الله وعلى صعيد الواقع، حيث تؤكِّد تجارب الحياة، أنَّ الكذب قد ينجي ظاهراً، وقد يحصل الإنسان على بعض الفوائد منه، ولكنَّ حبل الكذب قصير، وما يخسره الإنسان بسببه أكثر مما يربحه، إن هو ربح، فهو يخسر علاقته بربِّه الذي بيده أمر رزقه وحياته ونجاته، وسينعت إن لم يكن في الدنيا، ففي الآخرة، بالخائن والمنافق، وسيكون مهاناً ذليلاً.

لن يكون هناك أمان واطمئنان واستقرار في المجتمع إلَّا بالصدق، فقد ورد في الحديث: «الصّدق صلاح كلّ شيء، والكذب فساد كل شيء»، و«الصِّدق ينجيك وإن خفته، والكذب يُرديك وإن أمنته».

وقد ورد في الحديث: «لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإنّ ذلك شيء اعتاده، فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته»، ولن تكون لنا النجاة يوم القيامة إلَّا به، وهذا ما أشار الله إليه: (هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).

فلندع الله أن نكون من الصَّادقين الذين يطابق قولهم عملهم، وسريرتهم علانيتهم، وإيمانهم سلوكهم، وأن نكون مع الصَّادقين حتى لو كانوا أبعد الناس، وفي مواجهة الكاذبين حتى لو كانوا أقرب الناس.

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 06:05

الصّوم يدفعنا إلى التّواضع

بما أنَّ الصَّوم فرصة للإنسان كي يؤكِّد ارتباطه بالله تعالى، فإنَّ هذا الارتباط يوجب عليه المبادرة إلى محاسبة النّفس ومراقبتها، والتعرّف إلى مكامن ضعفها بغية تصحيح أوضاعها.

فعندما يصوم المرء احتساباً وقربةً إلى الله، فإنّ هذا الاحتساب يستدعي منه وقفة فيها كلّ الجرأة والحريّة على انتقاد الذّات ومعرفة حجمها الطّبيعيّ.

فإن كان متكبّراً على زوجته وعياله وجيرانه ورفاقه، فعليه أن يتوقف عن ذلك، ويستفيد من صيامه معنى المواظبة على التّواضع لله، والتواضع للناس، وأن يعيش هذا التواضع سلوكاً عملياً مع الناس، فلا يبغي عليهم، ولا يبخسهم حقّهم، بل يعيش التودّد لهم، والرّحمة لضعفائهم، والبرّ بمستضعفيهم.

كثيرون منّا لا يعرفون أحجامهم، ويعيشون انتفاخ الشخصيّة والغرور، فيستعلون على الفقراء والنّاس من حولهم، وبما أنَّ الصّوم عبادة تهدف إلى تربية مشاعر الصَّائم على كلّ سموّ وخلق رفيع، فإنّ عليه أن يرفض كلّ كبر وغرور.

الصيام يدعو الصائم إلى أن يخفض جناحه لأهله وأولاده وللنّاس من حوله، وأن يشعرهم بأنه يمارس الطاعة والعبادة فعلاً، من خلال تصرّفاته المقبولة التي يرضاها تعالى، وليس مجرّد أنه ممتنع عن الطّعام والشّراب فقط.

لا بدّ من أن يترك الصّوم في نفوسنا أثراً طيّباً يصحّح لها مشاعرها، وينظّم لها سلوكيّاتها المنحرفة، فما دام الإنسان في طاعة الله، فإنّ عليه التنبه إلى مسؤوليّاته، ومعرفة قدره وحدوده، وعدم الانجراف وراء وساوس النّفس التي تجعله وضيعاً في أعين الناس، وساقطاً من حسابات الله في الدّنيا والآخرة.

كتب علينا الصّيام في كلّ عام، حتى نلتفت إلى أحجامنا، وما نحن عليه من أوضاع نفسية وروحيّة، ولنعمل على مراجعتها وتصويب الخلل فيها، فالمصيبة أن يصرّ البعض على انحرافهم، وأن يكتفوا بمظاهر العبادة دون إحداث التّغيير المطلوب، من أجل تثبيت الشخصيّة الإيمانيّة في المجتمع، والّتي تعمل على تحصينه من كلّ ما يضرّه ويؤذيه.

المشكلة أن نخرج من الصَّوم ونبقى على انحرافنا الخلقيّ والاجتماعيّ والرّوحيّ، وإذا كان الأمر كذلك، فما نفع صيامنا ما دامت سلوكيَّاتنا بعيدة عن روحانيَّات الصّوم وآدابه، الّتي تؤكِّد من جملة ما تؤكّده، نبذ الذاتيّات والأنانيات، وممارسة التواضع، ومحاسبة النفس. فلنكن من الصّائمين المتواضعين لله والنّاس، ولنخرج من الصّوم ونحن في أفضل حال يرضاها الله تعالى لنا...

 

في حياتنا، حينما نتعرّض لأيّة هزّة أرضية، أي مشكلة ذاتية أو اجتماعية، نحاول أن نحلّها بإحدى الطرق التالية:

1- اعتماداً على تجاربنا الماضية.

2- اللجوء إلى أقرب الناس إلينا.

3- وإذا فشل هذا وذاك، نلتجئ إلى مُعتمَد، أو ركن وثيق نظنّ أنّه الأقدر على حلِّ مشكلتنا.

في حبّ الله لا يكون الاعتماد عليه في المشاكل العويصة، والمصائب النازلة فقط، بل في كلِّ حال، حتى في الشؤون الصغيرة.

فأنتَ وقد تَهيّأت وتَعبّأت – للامتحان الذي ستؤدِّيه بعد قليل، لا تأمن المفاجآت، لذلك – إذا كنت تتعاطى الحب مع الله – تجد أنّ قلبك يرفع يدي الضراعة ليكون أداؤك في الامتحان الأفضل، وأن تأتي بأحسن النتائج، وأن تعود إلى أهلك راضياً مسروراً.

وحينما تتجه في الصباح إلى متجرك أو حانوتك أو دكّانك أو محلّك، وقد شحنته ليلة أمس بالبضائع التي تحسب أنها الرائجة في السوق هذه الأيام، وقد بكّرت لأنّ الله بارك في البكور؛ لكنك وأنتَ في طريق السير باتجاه المتجر لا يفتر لسانك عن ترداد: يا فتّاح يا عليم.. يا رزّاق يا كريم.

وإذا كنت أمس قد قررت أن تقوم برحلة سياحية إلى إحدى المناطق القريبة أو البعيدة، وعبّأتَ خَزّان البنزين، وزيَتَّ السيارة، ونفخت دواليبها، واصطحبت معك عدّة التصليح الأوّلية؛ لكنك وأنت تدير مفتاح السيارة، تشرع على اسم الله، وربّما قرأت آية الكرسي، وبعض الأدعية المخصوصة في السفر.

لماذا هذا اللجوء إلى الله، والاستعدادات جارية على قدم وساق، فحتى المحارب الذي أمضى فترة طويلة من التدريب في الثكنات وساحات التدريب، وتدرَّب على فنون القتال، لا يستغني عن أن يلهج وهو يواجه العدو بالقول: (ربَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبراً وثَبِّت أقدامَنا وانصُرنا على القَومِ الكافرين) (البقرة/ 250).

إنّ شعور المُحبّ لله بأنّ استعداداته – مهما بدت كاملة – ينقصها استكمال ما لم يكن في البال والحسبان، وأنّه تحسّب للظاهر الملحوظ والمُشاهَد القريب؛ لكنه لا يستطيع التحسب لغير المنظور، المفاجئ، والبعيد عمّا يقع تحت حساباته.

لقد أنفقَ نوح (ع) زمناً طويلاً وهو يبني السفينة على عينِ الله، أي أنه كان يتلقى التعليمات من مصدر سماوي حتى يُنشئ تلك المركبة المائية الكبيرة؛ لكنه حين حانت ساعة الصفر، تحرَّك بها على اسم الله قائلاً: (اركَبُوا فيها بِسمِ اللهِ مَجرايها ومُرساها) (هود/ 41).

وبعد أن فرغ إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) من بناء البيت بناءً على أمر الله تعالى، وكان قد عُرف عن إبراهيم (ع) أنه إذا عمل عملاً أتمّه وأتقنه: (وإذ ابتَلى إبراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فأَتَمَّهُنَّ) (البقرة/ 124).

أي يُنفِّذ الأوامر الإلهية بالحرف؛ لكنهما وقفا يتضرّعان بين يَدَي الله: (رَبَّنا تَقَبَّل مِنّا إنّك أنتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) (البقرة/ 127).

فالتصديق بأنّ الله هو مُقدِّر الأُمور، وأنّه مُسبِّب الأسباب، وأنّه المؤثر في الوجود، ولا حدود لقدرته، يجعلني أنا العبد الضعيف – مهما أوتيتُ من قوّةلا أستغني عن "القوى العظمى" أو "القدرة الكلية" فيما أحتسب وفيما لا أحتسب، وهذا هو معنى توكل المحبين على محبوبهم.

 

 

الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2022 05:54

الأسس المقومة للتغيير الاجتماعي

د. محمّد بحر العلوم

 

◄"المجتمع هو العلة الأولى في تحويل الإنسان من كائن بيولوجي، أو كائن عضوي حيواني إلى الإنسان ككائن مثقف".

ومعنى كون الإنسان كائناً اجتماعياً، إنّه لا يستطيع أن ينعزل عن أقرانه أو يعيش منفرداً، نظراً لكونه مرتبطاً في معظم أوقاته بأفراد مجتمعه، سواء على مستوى العائلة، أو القبيلة، أو المدينة، فهو على علاقة دائمة بهذه الكيانات الاجتماعية، والتي تؤلف كيان المجتمع الإنساني، ولا يمكن اتصافه بالإنسانية إلّا بمشاركته هذه الكيانات المجتمعية، والمساهمة في بناء حياتها العامة، "ولو جردنا الإنسان من لغته، ودينه، ومعتقداته، وأزيائه، وهي التي يكتسبها من المجتمع، فسوف لا نراه إنساناً، وانما نتصوره وحشاً من وحوش الغاب".

فالمجتمع عالم إنساني يلجه الفرد من اللحظة التي يولد فيها، إلى اللحظة التي يفارقه إلى دنياه الثانية، وهذا المجتمع الإنساني على امتداده الزمني متطور ومتغير، ولا يمكن أن يكون ثابتاً على وتيرة جامدة، وخط واحد، نظراً لضرورة تطوره، ومماشاته لطبيعة الظروف والاتجاهات الحضارية والمدنية.

ونتساءل حين نرى ضرورة التغيير للمجتمع، وانّه من المستحيل أن يبقى ثابتاً غير متحرك، إذاً ما هي الأسس المقومة للتغيير الاجتماعي؟

ليس من السهل تحديد المقومات والعناصر الباعثة على التغيير، ولكن يمكن أن نعطي ملامح لأهم آراء علماء الاجتماع في عملية التغيير، وهي بإيجاز:

 

1- العامل الديني:

مما لا شكّ فيه أنّ للدين تأثيره الخاص على الإنسان بحيث يصبح قوة نزوع إلى فعل "الخير" واندفاع ملزم بضبط النفس عن اتباع الهوى، نظراً لكون العقيدة الإنسانية تضفي الأخلاق، والقيم الإنسانية، والكمال، وهي جوانب لا تعدو الدين، إن لم تكن من صلبه، وتدعو إلى تثبيت الوازع الديني في النفس.

إنّ السلوك الإنساني الهادف ينشأ من التأثر الديني أكثر من أي عامل آخر، وذلك نتيجة قوة علوية قاهرة يخضع الإنسان لها ويرضى بقضائها، ويؤمن بأقدارها، ولا ينحرف عن رسالتها، التي ترسم له الخط الإنساني بما يصونه من الانحراف والزلل. وحين يصل الإنسان إلى درجة من الإيمان بهذا التوجه العقائدي، يكون خط العقيدة واقعاً يتفاعل مع نفسه لتندفع إلى خارجه ثورة إصلاحية في سبيل تقويم مجتمعه من الانحراف، أو تغييره نحو الأفضل بما ينسجم ومعتقده الخلاق، الذي يؤمن بالعدالة، والحياة، وحرية الإرادة، والسعادة، وعدم الظلم بكلّ ألوانه، وكلّها تهدف إلى بناء دولة تعتمد في تنفيذ تشريعاتها على القانون من ناحية، وعلى الأخلاق من ناحية أخرى.

 

2- العامل الفكري أو الثقافي:

إنّ حركة الإنسان نحو بناء فكره، والتركيز على توسيع آفاقه الثقافية تؤدي إلى نتائج ذات أثر كبير، في حركة تقدم وتطور المجتمع، وتدعو إلى تأسيس ثورة إصلاحية شاملة في ميدان العلم والمعرفة.

كما إنّ العناصر الأساسية التي تتميز بها الثقافة هي:

1-  الثقافة ظاهرة إنسانية تنشأ نتيجة للتفاعل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات.

2-  تقوم الثقافة بتحديد الأنماط السلوكية التي ارتضاها المجتمع لأفراده لإشباع احتياجاتهم البيولوجية، والاجتماعية.

3-  تنتقل الثقافة لكلّ فرد من أفراد المجتمع عن طريق التعليم خلال مراحل نموه ونضوجه في المجتمع الذي يعيش فيه.

4-  الثقافة لها صفة الاستمرار، ويتوقف ذلك على استمرار المجتمع الذي تظهر فيه، وهي في ذلك مستقلة عن أي فرد معين، أو جماعة بالذات.

من مجموع هذه العناصر الأساسية للثقافة يتضح لنا أنّ للعامل الثقافي أثره في النواحي الفكرية، أو الفنية في المجتمع، نظراً لأنّ كلّ فرد، وكلّ جماعة يشاركون بالضرورة في ثقافة المجتمع الذي ينتمون إليه.

 

3- العامل الاقتصادي:

الاقتصاد: هو العامل الذي يهتم بالحياة المادية للمجتمع، ووسائل تنمية موارد ثرواته وإنتاج هذه الثروات، وتداولها، وتوزيعها، واستهلاكها، كما يهتم بالعوامل والعناصر التي تنتج: السلع، والخدمات، وبثروة الأرض، أو الموارد الطبيعية، وكذلك العمل الذي يتمثل في مهارات الأفراد ودوافعهم، ورأس المال والموارد المتاحة للإنتاج، والتنظيم، وتوزيع الدخل بين الأفراد، والجماعات نتيجة للعامل الاقتصادي.

فالعامل الاقتصادي باعتباره الموجه لحياة المجتمع، والمسؤول الأوّل عن كثير من المشاكل، والظواهر الاجتماعية، بما في ذلك التغير الاجتماعي. فقد نظر إلى العامل الاقتصادي، هو المسبب إلى حد كبير للتطورات والأحداث التي تتفجر في المجتمع سلباً، أو استقراره إيجاباً.

وترى بعض النظريات الاقتصادية، أنّ لهذا العامل تأثيراً كبيراً بحالة التغيير في المجتمع الإنساني لدرجة أنّ جميع العوامل الأخرى تكاد عديمة الأهمية إلى جانب العامل الاقتصادي، وعليه فنظام الإنتاج السائد في أي مرحلة من مراحل نمو المجتمع، ونظام الملكية الذي يتبعه هو العنصر الهام في حياة المجتمع، وفي تغيير المجتمع كذلك.

 

4- العامل السياسي:

يجب أن لا نستخف بالعامل السياسي في التأثير وقدرة التحفيز، لتغيير المجتمع، وقد اهتم علماء الاجتماع بموضوع السياسة، واعتبروه فرعاً من فروع العلوم الاجتماعية، وعرف عندهم بأنّه: "علم الدولة" الذي يبحث ممارسة الدولة لسلطاتها، والتنظيم والحكومة، وأسلوب حكمها، وعلاقة الطبقة الحاكمة بأفراد المجتمع، وحقوق وواجبات الأفراد، ومدى مراعاة السلام، والنظام داخل المجتمع، واختصاص السلطات القائمة، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، إلى غير ذلك من القضايا التي تخص السلوك السياسي.

إنّ القضية السياسية، حين دخلت ميدان الثورات والانقلابات، حصدت الكثير من الحكومات، وبهذا التبدل في هيكلية السلطة تعطلت القوانين، وتغيرت الواجهة الاجتماعية بنسب متفاوتة تبعاً لشعارات الحكام المتعاقبين على الحكم بواسطة القوّة، أو الفرض السياسي.

هذه أهم العناصر المقومة أو المثيرة لتغيير المجتمع الإنساني، وهي ذات نفوذ كبير في عملية التغيير، إن إيجاباً أو سلباً.

أما النظرية القرآنية في عملية التغيير الاجتماعي والتي أشارت إليها الآية الكريمة اتخذت من المحتوى الداخلي للإنسان قاعدة أساسية لعملية تغيير المجتمع، فتغير أوضاع القوم وظواهرهم لا يتم إلّا بتغيير أنفسهم، هذا لا يعني أنّ العمليتين منفصلتين، وإنما تسيران جنباً إلى جنب فعملية صنع الإنسان لمحتواه الداخلي لفكره وإرادته تسير بجنب عملية البناء. والسيرة النبوية تؤكد التلازم بين العمليتين عملية الداخل والخارج أو ما يطلق عليها الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر ولا يمكن فصلهما. تقول الرواية:

إنّ رسول الله (ص) بعث سرية، فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر. قيل يا رسول الله (ص): وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس. ثمّ قال (ص): "أفضل الجهاد مَن جاهد نفسه التي بين جنبيه".►

 

المصدر: كتاب آفاق حضارية للنظرية السياسية في الإسلام

 

الأربعاء, 06 نيسان/أبريل 2022 10:48

شهر رمضان المبارك :: في رحاب الشهر المبارك

ما هي خطتنا لشهر رمضان المبارك؟

شهر رمضان يقع مرّةً واحدةً في السنة، فمن يدخله مسترسلًا مرتجلًا دون تخطيط، أو يتعاطى معه دون برنامج محكم وخطّة مدروسة، حتّى مع اعتقاده حرمة هذا الشهر، فلن يستفيد منه الفائدة المرجوّة.

1- علينا أن نخطّط لنكون بعد شهر رمضان أفضل ممّا كنّا قبله، لا أثناءه.

2- أن نحدّد أمورًا معيّنةً نريد أن نتحسّن فيها، فلا يتوقّع أحدٌ أنّه يمكنه أن يتحسّن في كلّ شيء دفعةً واحدةً. فعلى سبيل المثال، نحدّد أربعة أشياء نريد أن نتحسّن فيها، على فرض أنّنا لا نقوم أو لا ندوام عليها قبل شهر رمضان:
• الصلاة في أوّل الوقت.
• التصدّق يوميًّا.
• الصلاة يوميًّا في المسجد.
• صلاة الليل.

3- أن تكون الأهداف مكتوبة، فهي تتحقّق أكثر من التي في الذهن فقط، ومعرفة مدى تحقّقها أوضح.

4- أن تكون الأهداف قابلةً للقياس، فمثلًا، لنتجنّب عبارة "سأقرأ أكبر كمّيّةٍ من القرآن"، بل نكتب: "سأختم 3 ختمات".

5- تحديد كيفيّة التعامل مع القرآن الكريم، مثلًا:
• تحديد مدّة زمانيّة للخلوة مع القرآن من دون مقاطعات.
• تحديد كمّيّة معيّنة للقراءة، يمكنك الالتزام بها، كثلاثة أجزاء أو أكثر من ذلك.
• تحديد آيةٍ أو مقطعٍ قرآنيٍّ للتدبّر فيه، وفهمه، وتفسيره.

6- علينا أن نكتب خطّةَ شهر رمضان قبل حلوله، ونراجعَها عدّة مرّات، لتحسينها، ولتجديد النيّة، وتصفية الإخلاص لله تعالى.

وهناك نقاط كثيرة يمكن وضعها في خطّة شهر رمضان، وما ذُكِرَ نماذج مختصرة لبيان أهمّيّة التخطيط.

زاد القلوب في شهر الله - بتصرّف، دار المعارف الإسلامية الثقافية

 

قال فاسيلى نيبينزيا، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، إنه من الممكن بشكل نظرى أن تستبعَد بلاده من مجلس حقوق الإنسان، ولكن استبعادها من مجلس الأمن أمر غير ممكن.

ووفقًا لموقع روسيا اليوم، قال نيبينزيا: "الحديث عن إمكانية استبعادنا من مجلس الأمن لا يستند إلى أى شيء على الإطلاق، على الرغم من أنه لا يمكن استبعاد أى شيء الآن، لأننا نعيش فى عالم أصبحت فيه جميع القواعد بلا قيمة".

وأضاف: "اليوم، مندوبة الولايات المتحدة قالت إن بلادها تحاول وستحاول استبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان.. حسنا، من الناحية النظرية يمكن القيام بذلك، لكن من المستحيل استبعادنا من مجلس الأمن، لأنه ببساطة جزء من الأمم المتحدة".

وكانت قد أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكى، فى وقت سابق، أن المندوبة الأمريكية تعمل وستعمل على تعليق عضوية روسيا فى مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة".

 

المساجد والعتبات المقدسة تقدم وجبة الإفطار للصائمين (مواقع التواصل)

تختلف أيام شهر رمضان المبارك ولياليه في بلاد فارس التي تتميز بالتنوع القومي والثقافي، وتحظى كل منطقة منها بتقاليد وطقوس رمضانية خاصة تم تصنيفها ضمن قائمة التراث المعنوي في إيران، نظرا لأهميتها لدى الشعب الإيراني.

ولطالما عرف رمضان المبارك في إيران "بشهر الطاعة وضيافة الله وليس كمثله وربيع القرآن"، ويستبق الإيرانيون رؤية هلال الشهر بتنظيف البيوت والمساجد في آخر جمعة من شهر شعبان، اعتقادا منهم بأنها الخطوة الأولى لإزالة آثار الذنوب عن قلوبهم وتطهيرها لاستقبال الشهر الفضيل، فضلا عن إعداد وتحضير ما يحتاجون إليه طوال الشهر من المواد الغذائية.

وكالأعوام الماضية، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي عشية حلول شهر رمضان تقليص فترة الدوام في الدوائر والمؤسسات الحكومية ساعة واحدة من انتهاء وقت العمل في الأيام العادية، تقديرا لوضع الصائمين.

ويفضل الإيرانيون وجبة خفيفة عند رفع أذان المغرب، تتكون من كأس من الشاي أو الحليب الساخن وخبز وتمر وجبن ولوز والخضار الطازج، إلى جانب حساء الآش أو الهريسة، على أن يتناولوا وجبة العشاء الدسمة بعد ساعة تقريبا من إقامة صلاة العشاء.

فارس ورمي الحجارة

تختلف الطقوس والتقاليد الرمضانية من مدينة إلى أخرى في فسيفساء الطوائف والقوميات الإيرانية، كالفرس والعرب والأتراك والتركمان والأكراد والبلوش واللور.

 

الصائمات يساهمن في إعداد مائدة الإفطار في المساجد والعتبات المقدسة في إيران

الصائمات يسهمن في إعداد مائدة الإفطار في المساجد والعتبات المقدسة في إيران (مواقع التواصل)

ففي مدينة شيراز (مركز محافظة فارس) يستقبل السكان رمضان المبارك برمي الحجارة، ويسألون البارئ المغفرة والتوفيق لصيام رمضان بالقول "ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وها نحن تركنا أعمالنا البذيئة كهذه الحجارة التي قمنا برميها على الأرض".

وقبيل الغروب في آخر جمعة من شعبان، يخرج الناس من البيوت إلى الطبيعة حاملين معهم قطعا من الطين الجاف، ويقومون برميها على الأرض لتتلاشى؛ إيمانا منهم بأن أداء هذه الطقوس سيمحو ذنوبهم وسيئاتهم.

العرب وقرقيعان

وفي مدينة الأهواز (جنوب غربي البلاد)، قد لا تجد فرقا كبيرا في التقاليد الرمضانية مع الدول العربية، لا سيما الثقافة العراقية والخليجية.

وتمسي ليالي رمضان المبارك عامرة جدا في مدينة الأهواز (مركز محافظة خوزستان) والمحافظات الأخرى التي تقطنها القومية العربية، منها بوشهر وهرمزغان وجزيرتي كيش وقشم.

 

الصائمات يساهمن في إعداد مائدة الإفطار في المساجد والعتبات المقدسة في إيران

مشهد من احتفالات قرقيعان في الأهواز (مواقع التواصل)

ومن أهم التقاليد الرمضانية في المناطق العربية في إيران الاحتفال بمنتصف الشهر المبارك، إذ يتجمع الأطفال عقب تناول الإفطار ويقومون بجولة على بيوت الأزقة القريبة من منازلهم، ويصطحبون معهم أكياسا لجمع الهدايا والحلويات من المنازل، مرددين أناشيد شعبية مثل "قرقيعان وقرقيعان الله يعطيكم رضعان" و"يا أهل السطوح تعطونا لو نروح".

وقامت منظمة التراث الثقافي والسياحة الإيرانية عام 2017 بتصنيف تقاليد قرقيعان ضمن قائمة التراث المعنوي للعرب في إيران.

البلوش والمسحراتي

وليس بعيدا عن المناطق الجنوبية، يقطن البلوش الضفة الشمالية لمياه بحر عمان في محافظة سيستان وبلوشستان المحاذية للحدود مع باكستان وأفغانستان. وتشتهر المناطق البلوشية بنشاط المسحراتي طيلة الشهر الفضيل، إذ يمر شخص من كبار السن في الشوارع والأزقة ينشد عبارات مسجوعة وأبيات شعرية متناغمة لإيقاظ الناس للسحور.

ومن العادات الأخرى التي يسعى البلوش إلى الحفاظ عليها قدر المستطاع تقليد "آرك وبرك" (بمعنى الأخذ والعطاء)، حيث تقوم العائلات بتقديم جزء من وجبة الإفطار إلى الجيران وكل من تصله رائحة الطعام التي تعده العائلة، وبذلك يتقاسم أهالي القرى طعامهم في الإفطار.

التركمان ونماز ليق

وفي محافظة كلستان (شمال شرقي إيران)، يعمد التركمان إلى صعود المرتفعات والأسطح العالية من أجل تحري هلال الشهر المبارك، معتقدين أن الشخص الذي يرى هلاله قبل الآخرين يحصل على أجر وثواب كبير.

ومن يحالفه الحظ ويستهل شهر الصيام، فيبادر إلى قراءة آيات شريفة من سورة البقرة، ويعلن بصوت عال وبفرح وسرور رؤيته هلال رمضان.

 

التركمان يحرصون على إقامة صلاة الجماعة في رمضان المبارك

التركمان يحرصون على إقامة صلاة الجماعة في رمضان المبارك (مواقع التواصل)

وتقوم نساء التركمان بحياكة سجادات صغيرة للصلاة تعرف "بنماز ليق"، ثم يتم إهداؤها إلى مساجد الحارة مع حلول شهر رمضان.

ومن التقاليد التركمانية الأخرى في رمضان "مراسم المصالحات"، إذ يقوم المخاتير المعرفون "بياش أولي" بدعوة الأشخاص المتخاصمين في منازلهم، لحلحة الخلافات ووضعها جانبا تمهيدا للدخول في شهر الطاعة.

الآذريون وأكياس البركة

ومن التقاليد والعادات الرمضانية لدى الأتراك والآذريون في إيران خياطة أكياس البركة في الأيام الأخيرة من رمضان؛ ففي يوم 27 من الشهر المبارك تحمل النساء الصائمات كمية من القماش والخيط والإبرة معها إلى المسجد.

وبعد أداء صلاة الظهر يبدأن خياطة كيس أو أكياس قبل إقامة صلاة العصر. ويعتقد أهالي المحافظات التي يقطنها الآذريون -مثل أذربيجان الشرقية وهمدان- بأن كل من يدخل مبلغا من المال في هذه الأكياس يضاعف الله سبحانه وتعالى له ويبارك في أمواله.

ودأبت بعض المناطق في إيران على حياكة أكياس البركة يوم الجمعة الأخير من رمضان، ثم يوضع فيها مبلغ يُحفظ بها حتى العام المقبل، إيمانا منهم بأنها تجلب البركة للبيت حتى رمضان العام المقبل.

 

لا تزال بعض المناطق الإيرانية تشتهر بنشاط المسحراتي طيلة الشهر الفضيل

لا تزال بعض المناطق الإيرانية تشتهر بنشاط المسحراتي طيلة الشهر الفضيل (مواقع التواصل)

الأكراد وصلاة التراويح

ومثل المناطق السنية الأخرى في إيران، يحرص أهل السنة والجماعة من الأكراد المنتشرين في محافظات أذربيجان الشرقية وكردستان وكرمانشاه على إقامة صلوات التراويح مع حلول الشهر المبارك في المساجد.

وعادة تكون صلاة التراويح 20 ركعة أو 8 رکعات في بعض المناطق، كما يصلي الصائمون قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان.

ومهما تنوعت العادات والتقاليد لدى القوميات الإيرانية في رمضان المبارك، فإنها تتوحد في إحياء ليلة القدر، إذ يقضيها الصائمون بالصلاة والدعاء والتوبة.

كما أن الشارع الإيراني يخرج في مظاهرات نصرة للقدس الشريف في يوم الجمعة الأخير من رمضان المبارك الذي أسماه اام (الامام)الخميني مؤسس الثورة الإيرانية "يوم القدس العالمي".

المصدر : الجزيرة