emamian

emamian

الثلاثاء, 17 أيار 2022 17:19

ما الذي يستنزف طاقاتك؟

الافتقار إلى النوم ليس السبب الوحيد لذلك الإحساس بالتعب والخمول الذي يعانيه الكثيرون، خاصة في فصل الشتاء.
أسباب تراجُع مستويات الطاقة لدينا كثيرة وتختلف باختلاف الأشخاص وأنماط حياتهم. فهناك مَن يتبع نظاماً غذائياً صحياً غنياً بالفيتامينات، خاصة فيتامين (C) المعروف بقدرته على تعزيز الطاقة والنشاط، وعلى الرغم من ذلك يسيطر عليه شعور بالخمول والتعب. وهناك مَن يحصل على قدر وافر من ساعات النوم، لكنه لا يتمتع بالنشاط والحيوية. ما الأسباب الرئيسية وراء استنزاف طاقاتنا، وكيف السبيل إلى تبديد الخمول ورفع مستويات الطاقة والنشاط.
1- وجبة الإفطار: يؤدي تفويت وجبة الصباح إلى تباطؤ عملية الأيض وحرمان الجسم من الوقود الذي يحتاج إليه للقيام بوظائفه بشكل جيد. تقول اختصاصية التغذية الأميركية جوي باور، إن تأثير نوعية الطعام الذي نتناوله صباحاً في طاقتنا، لا يقل أهمية عن تأثير تفويت الوجبة أو تناولها. فالكربوهيدرات المصنّعة التي نأكلها في المعجنات مثلاً (الكرواسان، المافينز) تحث الدماغ على إفراز السروتونين، وهي ناقلات عصبية تجعلنا نشعر بالارتياح والاسترخاء، في الوقت الذي نكون فيه في أمس الحاجة إلى التيقُّظ والاندفاع. فضلاً عن ذلك فإن الجسم يهضم هذه الكربوهيدرات المصنّعة بسرعة، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في مستويات سكر الدم، يليه انخفاض سريع مماثل، ما يؤدّي إلى هبوط حاد في مستويات الطاقة لدينا.
- الحل: يجب أن نبدأ يومنا بتناول وجبة إفطار تحتوي على 5 غرامات من البروتين على الأقل. فالبروتين يحث الجسم على إفراد نوريبينفرين، وهي مادة كيميائية تنشط إيقاع نبض القلب وتعزز درجة التيقُّظ. وخلافاً للكربوهيدرات، فإن هضم البروتين يتم ببطء، ما يساعد على استقرار مستويات سكر الدم الكاملة (3 غرامات من الألياف الغذائية، و120 وحدة حرارية) مع الحليب منزوع الدسم ونصف كوب من ثمار العلّيق، وملعقة طعام من الجوز المقطع (تحتوي كل حصة منها على 10 غرامات من البروتين). ويمكن للأشخاص الذين يفضّلون تناول الأطعمة المالحة، أن يختاروا طبقاً من العجّة المؤلفة من بياض 4 بيضات، نصف كوب من البروكولي المقطع، ربع كوب من البصل المقطع، 30 غراماً من الجبن المبشور خفيف الدسم (تحتوي كل حصة على 22 غراماً من البروتين).
2- ملابس العمل: الملابس الضيقة والأحذية ذات الكعوب العالية التي ترتديها النساء في المكتب أثناء العمل، تؤثر سلباً في مستويات الطاقة لديهنّ. وكانت الدراسات التي أجرتها الرابطة الأميركية للنشاط البدني في سان دييغو، قد أظهرت أن عدد الخطوات الذي تمشيه النساء يومياً، ينخفض بمعدل 490 خطوة في الأيام التي ترتدي فيها ملابس سميكة، مقارنة بالأيام التي تختار فيها ملابس عادية مريحة. ويعلق الاختصاصي الأميركي البروفيسور سيدريك براينت، فيقول إنه مع تراجع مستوى النشاط البدني الذي تقوم به النساء، تنخفض مستويات الطاقة لديهنّ. والجلوس خلف المكتب طوال النهار يؤدي إلى تباطؤ الدورة الدموية، ما يخفف من كمية الأوكسجين المنشط الذي يصل إلى مختلف خلايا الجسم.
- الحل: يجب اختيار الملابس التي تسمح لنا بالحركة، والأحذية المريحة التي تزيد من احتمال إقدامنا على المشي، خلال النهار، أما إذا تعذّر ذلك، فيمكننا الاحتفاظ بحذاء خفيف في المكتب ننتعله في فترة الغداء ونخرج في نزهة سيراً على الأقدام.
3- الفوضى التي تعم المكتب: إنّ البحث في أكوام غير مرتبة من الأوراق والملفات على المكتب، أمر يستنزف الوقت والطاقة في حدِّ ذاته، غير أن مجرد النظر إلى هذه الأكوام، يمكن أن يُسبِّب التوتر، تقول البروفيسورة كارول لاندو، أستاذة علم النفس العيادي في كلية براون الأميركية للطب، إن النظر إلى الأشياء التي تعمُّها الفوضى، لا يؤدي إلى التوتر فحسب، بل إنه يُسبِّب تراجعاً في مستويات الأداء والفاعلية، كما يستنزف طاقات الدماغ.
- الحل: قليل من الفوضى أمر مقبول، لكن يجب الحرص على ترتيب المكتب، بحيث لا تتراكم عليه أشياء لا نستخدمها. تقول الاختصاصية الأميركية لورا ستاك، إننا يجب ألّا نضع على مكاتبنا إلّا الأشياء التي نستخدمها باستمرار. أما الأشياء الأخرى، فيجب أن نضعها داخل الأدراج. وللحفاظ على ترتيب المكتب، يمكن تخصيص 5 دقائق عند نهاية كل يوم عمل، لوضع الوثائق التي يتم العمل عليها في ملف خاص، وترتيب الوثائق الأخرى المنجَزَة في أمكنتها. يقول الاختصاصي الأميركي البروفيسور ستيفن بيرغلاس، إنّ تحضير المكتب لاستقبال اليوم التالي، يمنحنا شعوراً بإنجاز العمل وإتمامه، ما يؤدّي فوراً إلى تخفيف التوتر الذي يؤثر سلباً في مستويات الطاقة.
4- عادة احتساء القهوة: إن احتساء فنجان من القهوة في الساعة الثالثة بعد الظهر، يساعد على تنشيطنا في فترة بعد الظهر، غير أن تأثيره يستمر للأسف، حتى أثناء الليل. تقول باور، إن الكافيين يمكن أن يبقَى في الجسم مدة تصل إلى أكثر من 8 ساعات. وهذا يعني أن تناول القهوة في وقت متأخر بعد الظهر، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في النوم، ما يحرمنا من الراحة الضرورية للتمتع بالنشاط في اليوم التالي.
- الحل: يجب حصر استهلاكنا القهوة في فنجانين أو ثلاثة فناجين يومياً (تحتوي على ما يتراوح بين 200 و300 ملغ من الكافيين)، مع الحرص على تناول الفنجان الأخير قبل 8 ساعات من موعد النوم. وفي حالة الإحساس بالخمول في فترة بعد الظهر، يمكن الاستعاضة عن القوة بوجبة خفيفة غنية بالبروتين، مثل حفنة من اللوز.
5- التوتر والقلق: تقول الدكتورة نيسا غولدبيرغ، مديرة المركز الطبي الخاص بصحة القلب، التابع لجامعة نيويورك، إن التوتر المزمن يزيد من سرعة نبض القلب ويرفع ضغط الدم، ما يجبر الجسم على بذل مجهود إضافي لأداء وظائفه. إضافة إلى ذلك، فإن التوتر والقلق يجعلاننا نميل إلى شد عضلاتنا، ما يُسبِّب آلاماً وتعباً. كذلك فإن الأشخاص القلقين، غالباً ما يتنفسون بشكل سطحي، فلا يحصلون على كمية كافية من الأوكسجين. وتُعلّق غولدبيرغ قائلة، إن هذا التنفس السطحي يزيد من تراكُم ثاني أوكسيد الكربون في الدم، ما يجعلنا نشعر بالتعب والترنّح.
- الحل: أفضل ما يمكننا أن نقوم به عندما نشعر بالقلق، التنفس بعمق وببطء ثلاث مرات، فمن شأن ذلك أن يمنح الجسم جرعة كبيرة من الأوكسجين المنشط، ويسهم في إبطاء نبض القلب السريع. وما إن يتوافر لدينا بعض الوقت، علينا القيام بنشاط مريح يخفف من تأثير الضغوط مثل مشاهدة فيلم فكاهي، أو الخروج مع الأصدقاء.
6- تأخير موعد الاستيقاظ في عطلة نهاية الأسبوع: إنّ الإفراط في النوم خلال عطلة نهاية الأسبوع كتعويض عن ساعات النوم الضائعة خلال أيام الأسبوع، ليس بالأمر المفيد للصحة. وتعلق اختصاصية النوم الأميركية البروفيسورة آمي ولفسون، فتقول إن ذلك يؤدي إلى اضطرابات في إيقاع ساعة الجسم البيولوجية التي تتحكم في دورة النوم واليقظة. كذلك فإن النوم لساعة متأخرة صباحاً، سيؤدي بالضرورة إلى النوم في ساعة متآخرة ليلاً، ما يزيد من صعوبة التأقلم من جديد مع روتين العمل الأسبوعي.
- الحل: يجب الحرص على عدم تأخير موعد النوم المعتاد لأكثر من ساعة خلال عطلة نهاية الأسبوع. كذلك فإن النوم مدة ساعة إضافية يؤدي إلى اضطراب الإيقاعات البيولوجية. وفي حال استمرار الشعور بالترنح صباحاً بعد رنين جرس المنبه، يجب فتح ستائر غرفة النوم، فضوء الشمس يبعث برسائل إلى الدماغ يعلن له فيها أن وقت الاستيقاظ قد حان.
7- الافتقار إلى فيتامين (C): الكثيرون منا لا يحصلون على ما يكفي من فيتامين C، والمعروف أن انخفاض مستويات هذا الفيتامين يؤدي إلى الخمول. أما سبب ذلك فيعود إلى أن فيتامين C يساعد الجسم على إنتاج الكارنيتين، وهي جزئية تحمل الأحماض الدهنية إلى داخل الخلايا، حيث يتم حرقها لإنتاج الطاقة. تقول البروفيسورة كارول جونستون، أستاذة علوم التغذية في جامعة أريزونا الأميركية، إن نقص الكارنيتين يجبر الجسم على استخدام الكربوهيدرات أو البروتين كبدائل لإنتاج الطاقة. ويمكن لهذا يُسبِّب إفراز الجسم حامض اللاكتيك، وهو مادة لا فائدة لها، تتراكم في الأنسجة وتُضعف العضلات.
- الحل: يجب الحصول على الكمية المنصوح بتناولها يومياً من هذا الفيتامين، وهي 75 ملغ، وذلك عن طريق تناول المنتجات الطبيعية الغنية به مثل البرتقال والكيوي (تحتوي كل ثمرة منهما على 70 ملغ)، البروكولي (يحتوي فنجان من البروكولي المقطع على 74 ملغ)، أو الفراولة (يحتوي الفنجان من الفراولة على 89 ملغ).

 

الثلاثاء, 17 أيار 2022 17:18

فيض الرّحمة الإلهيّة

يقول الله تعالى في كتابه المجيد: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الأنعام/ 54). وقال تعالى: (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَالْمُحْسِنِينَ) (الأعراف/ 56).

يريد الله تعالى في هاتين الآيتين، أن يؤكّد أنّ العنوان الأساس الذي ينبغي أن يتصوّر الإنسان به ربَّه هو عنوان الرّحمة، فهو الرّحمن الرّحيم الذي كان الوجود كلّه مظهراً من مظاهر رحمته، ليشعر الإنسان ـ دائماً ـ بقربه من الله، من خلال حركة الرّحمة التي وسعت كلّ شيء، وبأنّ رحمة الله قريبةٌ من جراحه لتضمّدها، ومن آلامه لتخفّفها، ومن همومه لتكشفها، ومن جوعه لتُشبعه، ومن عطشه لترويه، ومن ذنوبه لتغفرها، ومن طموحاته لتحقّقها، ومن خطواته لتسدّدها، ومن مسيرته لتصوّبها، ومن كلّ مصيره لتفتحه على مواقع الرّضوان في الدُّنيا والآخرة.

وهكذا تقترب رحمة الله من صلاة الإنسان لترفعها، ومن دعائه لتسمعه وتجيبه، ومن عمله لتتقبّله، بما يشعر معه الإنسان بأنّه لا يستقلّ بعملٍ من دون رحمة الله تعالى، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أما إنّه لا ينجي إلّا عملٌ مع رحمة». وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما خلق الله من شيء إلّا وقد خلق له ما يغلبه، وخلق رحمته تغلبُ غضبه»

وهكذا كانت الرّحمة هي العنوان الّذي أراده الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال عزّ وجلّ: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة/ 128)، وهو الّذي امتدَّت رحمته لتتوجّه إلى الإنسان كلّه، فقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء/ 107).

وهكذا نستوحي من كلّ ذلك، أنّ على المسلم أن يعيش أفق الرّحمة في حياته للنّاس من حوله، وهي التي تمثّل الوصيّة التي يتواصى بها المجتمع الإسلامي، وهذا ما نقرأه في قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (البلد/ 17). وهو ما أكّده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لمّا قال له رجل: أحبّ أن يرحمني ربّي، فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمْك الله». وعن الإمام عليّ (عليه السلام): «من لم يرحم الناس، منعه الله رحمته».

وهكذا ينطلق الإنسان المسلم في حياته بالرّحمة، ويتحرّك معها بالحكمة التي تضع الرّحمة في مواضعها؛ لأنّ في الناس من يضرّهم اللّين، فتكون الرّحمة بهم أن نقسو عليهم ليستقيموا، وأن نشتدّ عليهم ليرجعوا، وهذا ما أشار إليه الإمام عليّ (عليه السلام) بقوله: «رحمة من لا يرحم تمنع الرّحمة، واستبقاء من لا يُبقي يُهلك الأمّة».

 

د. محمد نجيب أحمد

◄إمتاز القرآن الكريم في تربيته للمجتمع بأنّه منهج عملي وواقعي، يواجه الحياة بما يصلحها ويقومها، ويمدها بعناصر القوة والبقاء، فعاش هذا المنهج في مكة يربي صحابة رسول الله (ص) على الإيمان والثبات والصبر والأخلاق الطاهرة... إلخ، ولم تكن للثلة المؤمنة من دولة وحماية تحميهم، فأنتقلوا بالهجرة إلى يثرب، حتى تكون من هذا المجتمع دولة سارت على درب النور الإلهي، وكان لابدّ لهذا المجتمع الجديد من مبادئ ثابتة، يسير على خطاها أفراد المجتمع في حياتهم، ومن ضمن هذه المبادئ والدعائم العدل، الذي كان له الدور الهام في بناء هذا المجتمع الفتي.

إنّ المتتبع لآيات الله في كتابه، يرى أنّ الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل في آيات كثيرة، وذلك لما فيه من أهمية عظمى، فإنّ كلَّ علاقة في الإسلام لابدّ وأن تقوم على العدالة، واعتبار الناس جميعاً سواسية، وإن كان هنالك ثمة تفاضل بين الناس في العمل والجزاء.

وإن كان هنالك لكلِّ دين سمة يتسم بها، فسمة الإسلام هي العدالة، والبعد عن الظلم. (فالعدالة تحدد كلّ علاقة بين الناس في السلم والحرب، في كلِّ زمان ومكان، ففي السلم يكون حسن الجوار، وفي الحرب يكون الباعث لها ليس للعدوان وإجحاف حقوق الغير، وإنما تكون قائمة أوّلاً وأخيراً على العدالة).

والعدالة في الإسلام وشريعته فريضة واجبة، فرضها الله على الجميع دون استثناء، ففرضها على الرسول (ص) وأمره بها، قال تعالى: (فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ...) (الشورى/ 15)، قال البيضاوي في تفسير قوله تعالى: (وَأُمِرْتُ لأعْدِلَ بَيْنَكُمُ)، وأمرت لأعدل بينكم في تبليغ الشرائع والحكومات، وهذا إشارة إلى كمال القوة العملية.

وإقتضت الضرورة في إقامة العدل وتطبيقه وعدم التواني فيه، كما تقتضي المصلحة والحكمة إشاعته والوقوف بجانبه والتمسك به، إذ العدل ظل الله في أرضه ورحمته في خلقه، والحارس للعقيدة والمال والنفس والعرض، والعدل خصب البلاد وأمن العباد، به قامت السماوات والأرض. فإلى العدل يأوي الضعفاء، ويلوذ إليه الفقراء، وفي العدل إنصاف للمظلوم، ورزق للمحروم، به يجتمع الشمل، وتتحد الكلمة وتدوم الرابطة، وتقوي الأواصر بين الناس وبفضل العدل قويت الأمم ودامت دولة العدل إلى قيام الساعة، ودولة الظلم ساعة، وقتها قصير وإن يبدو للبعض أنها تطول، ولكن مآلها إلى الزوال، وبالعدل أخذت الأمم أسباب السعة في الرزق، وعزت بعد ذل وهوان، وبه استيقظت بعد الغفلة، فالعدل سيف الحقِّ المسلط على الباطل وأعوانه، وعلى الشيطان وحزبه، وعلى الشرك وجنده، فبالعدل يُظهر الله دينه ويقوي حجته، وينصر أولياءه والصالحين من عباده، فالعدل ملاك الأمر كلّه، وجماع الخير ورأس الفضائل.

والعدل تتوقف عليه سعادة وطمأنينة المجتمع، فمن أتصف بالعدل كان محبوباً عند الناس آمناً على نفسه وماله وعرضه، فإذا ما أمن الناس وسعد المجتمع بالعدل، عمل الفرد فيه بحرية ونشاط فيزداد الإنتاج ويستقر الأفراد.

ولقد نعم المسلمون بهذا العدل، عندما وضعت فلسفته في التطبيق على عهد رسول الله (ص).

والعدل في المجتمع الإسلامي يبني جسور الثقة بين الحاكم والمحكوم فينعم الحاكم بالإطمئنان من قبل المحكوم، وتستقيم شؤون المجتمع بإستقامة الأفراد، ويأخذ الجميع حقوقهم، فلا يُهضم حقّ إنسان على حساب الآخر، فيتساوى الجميع ويتناصف الكل، فترجع الحقوق لأصحابها، ويُقضي على الظلم الذي هو سبب لهلاك الأُمم والمجتمعات. فالمجتمع إذا ما ساد فيه العدل تنتزع رغبات الميل والهوى من النفوس، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 135). وسبب نزول الآية الكريمة أنها نزلت في النبي (ص)، إختصم إليه غني وفقير وكان ضلعه مع الفقير، رأى أنّ الفقير لا يظلم الغني، فأبى الله تعالى أن يقوم بالقسط بين الغني والفقير. فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ).

جاء في الظلال أنّ هذه الآية درساً للجماعة المؤمنة بندائهم إلى النهوض في إقامة العدل بين الناس، على النحو الفريد الذي لم يقم إلا على يد هذه الجماعة، والعدل الذي تتعامل فيه الجماعة مع الله مباشرة خالصاً من كلِّ عاطفة، أو هوى أو مصلحة، سواء كانت على مستوى الفرد أو المجتمع أو الدولة أو الأُمّة، متجردة من كلِّ العواطف والاعتبارات الأخرى، غير تقوى الله ومرضاته.

وإذا ما انعدم العدل في المجتمع، تسود الفوضى ويتفشى الظلم والعدوان، وتضطرب الأُمّة وتهلك، قال الماوردي: "وأما القاعدة الثالثة. أي من القواعد التي تصلح بها الدنيا حتى تصير أحوالها منتظمة وأمورها ملتئمة، فهي عدل شامل يدعو إلى الألفة، ويبعث على الطاعة، وتعمر به البلاد، وتنمو به الأموال، ويكثر النسل ويأمن به السلطان، ونخلص من ذلك في أهمية العدل وأثره على المجتمع، أنّ العدل يؤدي إلى الطمأنينة بين أفراد المجتمع، وسلامة الأُمّة، ويرضى الفرد بما يحكمه الحكام، والعدل في المجتمع ينتصف به من الظالمين. ويعني هذا أن يظل المجتمع متماسكاً متحاباً قوياً متضامناً، فإذا أمن الإنسان على نفسه وماله وحقه واطمأن إلى عدالة الحكام، عمل في حرية ونشاط، فيزداد الإنتاج ويدر هذا بالخير على المجتمع، وبالعدل يمتنع الفساد، لأنّ الفاسد إن علم أنّه سيلقى الجزاء، ولم يجد إهمالاً أو محاباة في المعاقبة، امتنع عن إفساده، ولو عكس الأمر لسادت الفوضى في انتشار الظلم، وعم القلق ربوع المجتمع، ولقل الإنتاج، لأنّ ظلم الأداة الحاكمة السياسية يؤدي بالتأكيد إلى قلة واضطراب الإنتاج. ►

 

المصدر: كتاب المجتمع الإسلامي (دعائمه وآداب في ضوء القرآن الكريم)

 

 

تتواصل الاحتفالات بمختلف المناطق اللبنانية  بفوز لوائح الأمل والوفاء، وافادت مصادر اعلامية في البقاع ان هناك اجواء احتفالية في مدينة بعلبك وسائر مدن المنطقة والقضاء بالفوز الكبير للائحة الامل والوفاء بـ٩ مقاعد.

كما افادت المصادر في الجنوب ان” الاجواء الاحتفالية مستمرة منذ الأمس وهناك الكثير من المسيرات المحتفلة بانجاز مرشحي المقاومة الانتخابي”.

وأكد المرشح الفائز في دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل – كسروان) رائد برو أن نجاح مرشح المقاومة في جبيل وكسروان له دلالة كبيرة ان المقاومة في نسيج المنطقة وعند كل الطوائف، متوجها بالشكر لله وجمهور المقاومة والثنائي وعوائل الشهداء والفعاليات.

وقال برو إن “مرشح المقاومة هو مرشح جبيل وكسروان وسيحمل هم اهل جبيل وكسروان ومعاناتهم”، مضيفا “كنا شركاء مع التيار الوطني الحر في المسيرة والانتخابات ونجاحنا هو للكل”.

وأشار إلى أن “هذا الاصبع لا ينكسر وهو جزء من اليد الممدودة لكل اهالي جبيل وكسروان وللمسيحيين قبل المسلمين، وهو استمرار لدم الشهداء وكل الطيبين وجزء من السواعد التي حمت لبنان وثرواته وسيكسر ثقافة الانعزال”.

بدوره توجه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد بالشكر الخالص الى كل شعبنا الوفي.

واضاف:”الشعب عبر بحماسة عن تاييده لنهج المقاومة وخطها السياسي وثقته بقيادته الحكيمة والشجاعة وعبر عن التاييد في كل الدوائر التي تواجد فيها مرشحون لكتلة الوفاء للمقاومة”.

وشكر عوائل الشهداء والجرحى والاسرى المحررين وكل الفعاليات واهلنا الذين شاركوا بحماسة في الاستحقاق ليعبروا عن تاييدهم الحازم للمقاومة وقيادتها ونهجها ونوابها.

واضاف”اهلنا هم من يستحقون التهنئة وسنواصل جولاتنا ونلقاهم في بلداتهم”.

واشار الى انه “المطلوب الان ان نتوجه الى العمل فامامنا مجال ضاغط يتطلب الكثير من الجهد”.

وتابع”نستحضر الوقفات الوطنية للحلفاء وستثبت المقاومة انها الرقم الصعب في البلد والمنطقة”.

من جهته قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض انه “مهما فعلنا لهذا الشعب بطينته المعطاءة نبقى مقصرين”.

واضاف أنه”بالامس انتخاب وغدا عمل، ويجب ان ندرك اننا مقبلون مرحلة صعبة والمؤامرات لن تقف وبالمعنى السياسي والتشريعي مرحلة دقيقة وحساسة”.

وتابع”نشعر بكثير من الثقة والطمانينة اننا قادرون مجددا على تجاوز هذه التحديات”.

وأردف قائلا:”ما حصل تسونامي شعبي بكل معنى الكلمة وادعو مجتمع المقاومة الى عدم القلق والمناخ الشعبي ذو ولاء مطلق لهذه المقاومة”.

 

الثلاثاء, 17 أيار 2022 17:15

الشباب.. مزايا ومسؤوليات

الشيخ حسين الخشن

 

◄تمتاز مرحلة الشباب بأنّها مرحلة الحيوية والنشاط، فالشباب طاقة، والطاقة لابدّ من أن تُستثمر. وكما أنّ الشباب طاقة فهو أيضاً نِعمة، والنِّعمة تواجه بالشُّكر لا بالكفر، وشُكرُها يعني أن نؤدِّي حقَّها، فلا يكون ذلك بالقول فقط، بل بالفعل أيضاً، بأن نستثمرها فيما خُلقت له، فنِعمة المال يكون شُكرها بأداء حقّه إلى الفقراء والمساكين، ونِعمة الصحّة وكذا الشباب، تُشكران بأن تُبذل كلّ منهما في خير الإنسانية.

الطاقة والحيوية

ولأنّ الشباب طاقة، فسوف يُسأل المرء عنه يوم القيامة، ففي الحديث الشريف: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع... وعن شبابه فيما أبلاه». ولأنّه نِعمة فسوف يُسأل عنه ـ أيضاً ـ يوم القيامة كما يُسأل عن كلِّ النِّعَم، قال تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر/ 8).

ومن خصائص نِعمة الشباب، أنّها إذا فُقدت لا تُعوّض، فالمال إذا تلف أو سرق فبالإمكان تعويضه، والجاه أيضاً يمكن تعويضه، ولكنّ الشباب لا يمكن تعويضه، ولا يمكن أن يعود، كما قال الشاعر:

 ألا ليت الشبابَ يعودُ يوماً               فأخبرُه بما فعلَ المشيبُ

وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع): «شيئان لا يعرف فضلهما إلّا مَن فقدهما: الشباب والعافية».

فطرة سليمة

وعندما يُولد الإنسان، فإنّه يُولد نقي الفطرة، بعيداً من كلّ أشكال الانحراف، وتستمر حالة الصفاء والنقاء هذه إلى حين بلوغه، ولذا نرى الشباب متحفّزاً لكلّ خير، ومتطلّعاً للتغيير، بدافع فطرته البعيدة عن الملوّثات، وهكذا نراه أقرب إلى الصلاح، وأكثر اندفاعاً إليه، فالشاب يُرجى إصلاحه أكثر من الكهل، لأنّ الكبير قد يقسو قلبه بفعل المؤثّرات السلبية، ويصبح من الصعب تغييره، بينما الشاب، حيث إنّه أقرب إلى الفطرة، فإنّه أبعد عن العادات السيِّئة. يقول مولانا الإمام الصادق (ع) لأحد أصحابه المعروف بالأحول: «أتيت البصرة؟ قال: نعم، قال (ع): كيف رأيت مسارعة الناس في هذا الأمر ودخولهم فيه؟ فقال: والله إنّهم لقليل، ولقد فعلوا، وإنّ ذلك لقليل، فقال (ع): عليكم بالأحداث فإنّهم أسرع إلى كلّ خير». فالشباب ـ إذاً ـ أسرع إلى كلّ خير، لأنّ فطرتهم سليمة لم تتلوّث، وتنبض بالخير والحبّ.

مرحلة تحديد المسارات

هذه الميزة تتفرّع على سابقتها، فالشباب مفترق طُرق، وهو الأرضية الصالحة لتلقّي الأفكار البنّاءة أو الهدامة، يقول الإمام عليّ (ع): «إنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك».

ويمكننا القول إنّ الشباب كالصفحة البيضاء تتلقّى كلّ ما يكتب فيها، أو قل إنّها من هذه الجهة كالإسفنجة الخالية التي تمتص كلّ ما أُلقي فيها. كما يمتاز الشباب بقوّة الإحساسات العاطفية، فالإحساس بالجمال والكمال حاضر لدى الشباب أكثر من غيره.

مسؤوليات الشباب: عِلم... وعمل

ويمكننا أن نلخّص هذه المسؤوليات بكلمتين: العِلم والعمل،  فالمسؤولية الأساس التي تقع على عاتق الشباب بما أنّهم أمل الأُمّة ومستقبلها، أن يتعلّموا ويأخذوا بأسباب العِلم، فالمستقبل لا يُبنى إلّا بالعِلم، وهل تتخلف الأُمم إلّا عندما يبتعد أبناؤها عن الأخذ بأسباب العِلم؟ يقول الإمام الصادق (ع) فيما رُوِي عنه: «لست أحبّ أن أرى الشاب منكم إلّا غادياً في حالتين: إمّا عَالماً أو مُتعلِّماً، فإن لم يفعل فرّط، فإن فرّط ضيّع، وإن ضيّع أثم، وإن أثم سكن النار والذي بعث محمّداً بالحقِّ».

من هنا، فإنّ على الشاب أن يعيش هم العِلم وقلق المعرفة، ليفكّر على الدوام ليس فقط في نفسه وهمومه الشخصية، بل عليه أن يفكّر كيف يخرج الأُمّة من حالة الجهل، وكيف يُساهم في تقدّم أُمّته لترقى إلى مستواها اللائق بها كأُمّة شاهدة على الأُمم.

وإنّ ذلك لن يحصل بالتأكيد إلّا إذا اعتبرنا الجهل هو أعدى أعدائنا، كما هو بالفعل، وإنّ ضريبة الجهل هي التخلُّف، ونتيجته هي العنف والإفراط، يقول الإمام عليّ (ع): «لا ترى الجاهلَ إلّا مُفرِطاً أو مُفَرِّطاً». وكذلك، فإنّ ثمرة الجهل هي انتشار العداوة والبغضاء بين الناس، لأنّ «الناس أعداء ما جهلوا»، وإذا اقترن الجهل بالتدين فتلك المصيبة الكبرى، لأنّه يزيده تشدداً وتزمتاً، ولذا قال عليّ (ع): «ما قصم ظهري إلّا رجلان: عَالم مُتهتك وجاهل مُتنسك»، وقد نظّم بعضهم هذا المعنى، فقال:

فسادٌ كبير: عَالم مُتهتك           وأكبر منه جاهل مُتنسك

هما فتنة للعالمين عظيمة            لمن يَهن في دينه بتمسّك

إذاً، يرى الإسلام أنّ المدخل إلى الإيمان يكون من باب العِلم، لأنّ الإنسان كلّما ازداد عِلماً ازداد إيماناً، وكلّما ازداد جهلاً ازداد تزمتاً وبُعداً عن الله سبحانه وتعالى، ومن هنا نعرف السرّ في اعتماد القرآن الكريم على الشواهد الآفاقية، كأهم دليل على وجود الله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت/ 53).

العقل آلة العِلم

وعندما نتحدّث عن العِلم فلا يمكننا أن نغفل آلة العِلم ووسيلة المعرفة الأساسية وهي العقل، فالعقل هو وسيلة الإبداع، وهو دليل الإنسان ومُرشده إلى ربّه وخالقه، كما هو وسيلة اكتشاف الكون، والمفروض بالإنسان أن يُبقي عقله على الدوام يقظاً وفي حالة حركة، لأنّ سكون العقل يعني سكون الحياة. عن الإمام الرضا (ع): «صديق كلّ امرء عقله وعدوه جهله»، وما يريده الإسلام للشاب أن يعمل دائماً على تنمية عقله وتغذيته بكلّ جديد نافع، ولا سيّما أنّ عقل الشاب هو بطبيعته عقل متحفّز للمعرفة، ومتطلّع إلى الحقيقة، فعلى الشاب أن لا يكون ممّن يؤجِّرون عقولهم وتتحكّم بهم عواطفهم وانفعالاتهم، فيميلون مع كلّ ريح، ويُساقون مع كلّ موضة جديدة، إنّ عقولنا أمانة الله عندنا، ولا يجوز لنا أن نبدّد هذه النِّعمة، ففي الحديث عن الإمام الكاظم (ع): «قل خيراً وأبلغ خيراً ولا تكن أمعة، قال: وما الأمعة؟ قال تقول: أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس، إنّ رسول الله (ص) قال: يا أيّها الناس إنّما هما نجدان؛ نجد خير ونجد شرّ، فلا يكن نجد الشرّ أحب إليكم من نجد الخير».

وعلينا أن نعلم أنّ سبباً أساسياً لدخول جهنم هو عدم إعمال العقول، (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك/ 10).

إنّ قوّة الشاب ليس فقط في عضلاته، بل في عقله أيضاً، وقد كان أمير المؤمنين (ع) يقول: «رأي الشيخ أحبّ إليّ من جلد الغلام»، أي إنّ المعركة لا تُقاد بالعضلات فحسب، بل بالتخطيط والرأي الصائب.

العمل سرّ النجاح

المهمّة الثانية المُلقاة على عاتق الشباب هي مهمّة العمل، لكنّ ما الذي نقصده بالعمل؟ إنّ ما نقصده هو العمل على خطّين؛ العمل في سبيل المعاش، والعمل في سبيل المعاد، «اعمل لدُنياك كأنّك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً».

أمّا العمل في سبيل المعاش فهو أمر ضروري، والأُمّة التي لا تعمل هي أُمّة فاشلة ومحكومة بالتخلُّف وبالسقوط في مجال التنافس الحضاري، وستبقى عالة على الآخرين، والحقيقة أنّ العمل ليس خياراً من خيارات الأُمّة، بل هو ضرورة لا مفر لها من الأخذ بها وواجب من واجباتها.

الإسلام ومحاربة الكسل

وإدراكاً منه لأهمّية العمل في تقدّم الأُمم، فقد حثّ الإسلام عليه، وشنّ حملة على الكسل والتكاسل والبطالة والدعة، ففي الحديث: «كان رسول الله (ص) إذا نظر إلى الرجل فأعجبه قال: هل له حرفة؟ فإن قالوا لا، قال: سقط من عيني، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله (ص)؟ قال: لأنّ المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه»، أي أنّه يحوّل دينه إلى دكان للإتجار به.

إنّ السعادة لا تنال بالأماني، بل بالكد والعمل، عن عليّ (ع): «هيهات من نيل السعادة السكون إلى الهوينا والبطالة»، وعنه (ع): «إنّ الأشياء لما ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر»، وعن الباقر (ع): «الكسل يضر بالدِّين والدُّنيا»، ومن الطريف أنّ الإمام الصادق (ع) كان يشكو من الكسل المستشري في زمانه، يقول: «لا تكسلوا في طلب معايشكم فإنّ أباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها»، ولست أدري ماذا يقول مولانا الإمام الصادق (ع) في أهل زماننا هذا الذين زحف إليهم الكسل، وتراخوا واستراحوا للترف واللهو والدعة؟!

الخصومة المفتعلة بين الدِّين والدُّنيا

والأمر الأخطر من مجرد استشراء الكسل هو في اختلال النظرة إلى مفهوم العمل، وتشوّه المفهوم الديني إزاءه لدى قطاعات من أبناء الأُمّة، وتمثّل هذا التشوّه في إيجاد خصومة مفتعلة بين الزُّهد والعمل، أو بين الدُّنيا والآخرة، حيث يتخيّل البعض أنّ الانغماس في العمل يُنافي الزُّهد، وهذه النظرة هي نظرة خاطئة بالتأكيد، فإنّ الإسلام نظر نظرةً متوازنة إلى الدُّنيا والآخرة، «اعمل لدُنياك... واعمل لآخرتك»، بل إنّه اعتبر أنّ العمل في سبيل المعاش ورفع مستوى الأُمّة والتخلُّص من مشكلة الفقر هو من أوجب الواجبات، ومن أهم العبادات، ولذا ترى أنّ الإمام الصادق (ع) سأل عن رجل أصابته الحاجة قال: «فماذا يصنع؟ قالوا في البيت يعبدُ ربّه، قال: فمن أين قوته؟ قالوا: من عند بعض إخوانه، قال: والله، للذي يقوته أشدُّ عبادة منه».

الشباب والتسوّل

وثمة مفهوم إسلامي آخر طاله التشوّه، وهو مفهوم التوكّل، حيث غدا مساوياً للتواكل، فإنّك عندما تطالب البعض وتقول له: لِمَ لا تعمل؟ يجيبك: «أنا متوكل على الله»، أو «الرزق على الله»، وهو في الحقيقة يبرّر كسله وتخاذله بهذه الكلمات التي هي كلمات حقّ يُراد بها باطل. فشعار «الرزق على الله» ليس للكُسالى، وإنّما يرفعه الإنسان وهو داخل ساحة العمل يخوض غماره. والتوكّل على الله أيضاً لا يعني الجلوس في البيوت وانتظار الرزق أو مدّ اليد للآخرين. ألا ترون اليوم أنّ ثمة حالة غريبة في مجتمعاتنا، وهي أنّ بعض الشباب أصبح يمدّ يده للتسوّل، إنّنا نفهم أن يمدّ عجوزاً أو أرملة أو يتيماً يده، أمّا أن ترى شاباً يمدّ يده فتلك مصيبة وحالة مرضية لابدّ من معالجتها.

إنّ الإسلام يرفض إعطاء الزكاة لمن يمتلك القوّة البدنية، ولا سيّما أنّ إعطاءه مرّة تلو الأُخرى يجعله يمتهن التسوّل ويبذل ماء الوجه للآخرين ويعرِّض نفسه لمهانة والمذلة، ورد في الحديث عن الإمام الصادق (ع): «إياكم وسؤال الناس، فإنّه ذل في الدُّنيا وفقر تعجلونه وحساب طويل يوم القيامة».

بالعمل نواجه سياسة الإفقار

إنّ ما نواجهه اليوم من سياسة تعمل على إفقار شعوبنا، هي سياسة لم يسبق لها مثيل، وتهدف إلى تفريغ أُمّتنا من الطاقات ليتمّ استدراج العقول فيها إلى بلاد الغرب، بالرغم من وُفرة الثروات والطاقات التي تملكها هذه الأُمّة بما يجعلها من أغنى الأُمم، ولكنّ السياسة الاستكبارية اعتمدت خطّة تهدف إلى إفقار الشعوب الإسلامية وإشغالها بلقمة العيش، حتى لا تترك لها مجالاً للتفكير في كيفية نهوض هذه الأُمّة.

وأعتقد أنّ الخطوة الأولى التي يجب اتّخاذها في وجه هذه السياسة الإفقارية، هي في أن ننصرف إلى العمل، وأن نخلق فرص العمل، فبذلك نواجه سياسة الإفقار التي تريد إشغالنا بلقمة العيش كما قلت، وتريد أن تنشر في أوساطنا الجريمة والفاحشة، لأنّ أقرب وسيلة لنشر الجرائم وتفكيك المجتمعات خُلقياً واجتماعياً، هي في إفقار هذه المجتمعات.►

اعلنت وزارة الداخلية اللبنانية عن نتائج الانتخابات البرلمانية في مزيد من الدوائر رسميا.

قال وزير الداخلية اللبناني القاضي بسام مولوي خلال مؤتمر صحافي عقده في الوزارة “رغم كل التشكيك، استطعنا إجراء الانتخابات بطريقة جيدة، وكل الحملات التي تترافق مع فرز النتائج تأكدوا أنها لا تؤثر على عملنا وعمل القضاة، ففي هذه اللحظات غالبيتهم موجودون ووصلوا الليل بالنهار”.

وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام، أضاف بسام مولوي: “إن نسب الاقتراع جيدة، ولم تكن منخفضة، فهي تقريبا أقل قليلا من النسب التي تحققت في الانتخابات السابقة”. وشكر “الإداريين والمديريتين العامتين وفريق الداخلية والقوى الأمنية والعسكرية التي عملت على إنجاح الانتخابات”. وقال “إن النظام لدينا يظهر النتائج تباعا، قلم بقلم، وكلما توافرت لدينا أرقام”.

وأعلن مولوي النتائج في دوائر: الجنوب الثانية، الجنوب الأولى، كسروان، البقاع الأولى، والبقاع الثاني، على الشكل الآتي:

الفائزون في دائرة الجنوب الثانية صور وقرى صيدا:
نبيه بري، حسن عز الدين، حسين جشي، علي خريس، عناية عز الدين، عادل عسيران، وميشال موسى.

دائرة الجنوب الأولى:
غادة أيوب، عبد الرحمن البزري، أسامة سعد، سعيد الأسمر، وشربل مارون مسعد.

جبل لبنان جبيل وكسروان:
زياد الحواط، رائد برو، ندى البستاني، نعمة افرام، شوقي الدكاش، فريد هيكل الخازن، وسيمون أبي رميا.

دائرة البقاع الأولى زحلة:
ميشال ضاهر، بلال الحشيمي، جورج عقيص، الياس اسطفان، سليم عون، جوج بوشكيان، ورامي أبو حمدان.

دائرة البقاع الثالثة – بعلبك الهرمل:
حسين الحاج حسن، غازي زعيتر، إيهاب حمادة، علي المقداد، ابراهيم الموسوي، أنطوان حبشي، جميل السيد، ينال الصلح، وملحم الحجيري.

دائرة جبل لبنان الأولى:
زياد الحواط، رائد برو، ندى البستاني، نعمة افرام، شوقي الدكاش، فريد الخازن، سيمون أبي رميا، وسليم الصايغ.

دائرة البقاع الثانية:
قبلان قبلان، وائل أبو فاعور، ياسين ياسين، حسن مراد، ياسين ياسين، شربل مارون، وغسان السكاف.

جبل لبنان الثالثة بعبدا:
علي عمار، بيار بو عاصي، هادي أبو الحسن، آلان عون، فادي علامة، وكميل شمعون”.

حوار
وأكد مولوي، في رد على أسئلة الصحافيين، أنه “مندوب اللبنانيين في الانتخابات”، لافتا إلى أن “الشفافية هي سمة الانتخابات القائمة”.

وأوضح “أنه لم تجر أي عملية فرز في الظلام، وأن ما أعلنته لادي غير صحيح، فما حصل أن الكهرباء انقطعت داخل غرفة مركز الاقتراع في سوكلين الكرنتينا فتم رفع القابس، وعاد التيار بثوان معدودة قبل بدء عملية الفرز وقبل فتح الصندوق الذي كان محكم الاقفال”، وقال: “رغم كل الظروف، أجرينا انتخابات قليلة الشوائب، مع طموحنا بإجرائها من دون شوائب بتاتا”.

ورفض مولوي “وصف الانتخابات بالمخيبة للآمال قياسا بانتخابات 2018″، وقال: “في كل الانتخابات حول العالم هناك نسب تصويت. نحن دعونا اللبنانيين إلى المشاركة بكثافة في الاقتراع لنقل لبنان الى لبنان الغد بالاصرار والعزيمة والامل ونصل الى لبنان الذي نرغب فيه”.

أضاف: “لبنان لنا جميعا، ويجب أن نشارك في إنقاذه، وهو يبقى البلد الواحد العربي الأصيل الذي يتميز بميزات فريدة، فهو لا يشبه إلا لبنان”.

وأوضح ردا على سؤال أن “نسبة اقتراع المغتربين كانت للدوائر التي شهدت اقتراعا قويا في الداخل”، وقال: “تأملنا من نسبة اقتراع المغتربين والموظفين أن تكون المشاركة في الداخل أعلى”.

أضاف: “كل المشاكل والاشكالات الامنية واللوجستية والادارية تم حلها سريعا، ولم يحرم أحد من الاقتراع، وما حصل بسيط، في ظل وجود 6900 قلم”.

وأشار إلى أن “متسببي المشاكل ستتم ملاحقتهم عدليا وقضائيا”.

وأوضح أن “الشوائب قليلة جدا نسبة إلى عدد الدوائر، والإشكالات التي حصلت خلال اليوم الانتخابي لا تذكر ولا تنال من صدقية هذه الانتخابات، وتمت معالجتها في حينها، وتمكنا من تأمين الكهرباء بشكل ممتاز، والأجهزة الأمنية كانت في جهوزية”.

وأكد أن “الانتخابات نزيهة وشفافة، والمرشح الذي اعترض في بعلبك الهرمل نجح”، لافتا إلى أن “الأحداث التي حصلت لم تؤثر على نتيجة الانتخابات”.

وأشار إلى أن “الإنتخابات كانت ناجحة جدا، فلا شوائب تذكر وكل الإشكالات عولجت بسرعة”.

ونفى “أن تكون هناك صناديق مفقودة في الاغتراب، والصندوق رقم 18 الآتي من ألمانيا ليس مفقودا”.

المصدر: العالم

دعا الاطار التنسيقي في العراق، الاثنين، جميع القوى السياسية الى تغليب المصلحة الوطنية والتخلي عن سياسة الاستحواذ والانفراد بالسلطة.

قال الاطار في بيان، إن "قوى الاطار ومن خلال الكتلة النيابية وحلفاءها كان موقفه مع تخصيص مبالغ مالية كافية لتأمين الخزين الغذائي ومفردات البطاقة التموينية ودعم الفلاحين والحماية الاجتماعية وزيادة رواتب المتقاعدين وقروض الشباب وهذا وفق ما جاء به وزير المالية اثناء استضافته في مجلس النواب لمناقشة التداعيات السلبية جراء القرار السيء الصيت برفع سعر صرف الدولار".

وأضاف أن "الوزير اقترح حينها ارسال مشروع قانون أمن غذائي طارىء وبتخصيصات مقترحه بحدود ٩،٦ ترليون دينار الا اننا فوجئنا بارسال حكومة تصريف الاعمال مشروع قانون بتخصيصات بلغت ٣٠ ترليون دينار، خالي من التعيينات أو دعم الحماية الاجتماعية عكس ما يشاع الان وهو بتقديرنا مشروع بديل عن قانون الموازنة لجأت الية الحكومة لتفادي تنفيذ قرار المحكمة الاتحادية الخاص بنفط اقليم كردستان".

ولفت البيان الى "سجلنا أعتراضنا على استخدام ظروف أزمة ارتفاع اسعار المواد الغذائية وعدم وجود خزين غذائي من القمح بأضافة تخصيصات وابواب صرف لا تمثل ضرورة ملحة ان لم تكن باب من ابواب الفساد وسوء استخدام للوفرة المالية وتبديد ثروة الشعب. كذلك اكدنا ان حكومة تصريف الامور اليومية ليس من صلاحيتها تقديم مشاريع القوانين ومن الخطأ المضي بتشريع هذا القانون ولكن اصرار القوم دفعنا من خلال كتلتنا النيابية التي شاركت اللجنة المالية اجتماعاتها الى بذل جهود مضنية في تقليل الضرر من هذا القانون وما يتسبب به من فساد وهدر للمال العام"، مضيفاً أنه "تم تصويت نواب الاطار في اللجنة المالية بالموافقة على القضايا غير الخلافية وكنا بأنتظار عرض المسودة النهائية لمشروع القانون ومن ثم تحديد جلسة للبرلمان للتصويت على مشروع القانون المذكور بعد اكمال التعديلات المطلوبه حفاظا على المال العام".

الى ذلك، قال الاطار في بيانه "أما بخصوص قرار المحكمة الاتحادية العليا المتعلق بتفسير صلاحيات حكومة تصريف الامور اليومية وبالوقت الذي نشيد بالقرارات المهنية والشجاعة للمحكمة الاتحادية والتي تأتي ضمن نطاق الدستور والقوانين النافذة والمحافظة على النظام السياسي فأن الاطار التنسيقي يؤكد على أحترام قرارات القضاء والحفاظ على سمعته كون القضاء يمثل أهم ركن من أركان الدولة وأي مساس به يمثل تهديدا حقيقيا للدولة وأستقرارها وأن التشكيك والطعن بقرارت المحكمة الاتحادية يمثل تطورا خطيرا يؤسس للفوضى وعدم الاستقرار".

وتابع البيان "في زحمة المواقف والبيانات المضللة أثار دهشتنا بيان الحكومة المستقيلة وما تضمنه من أعذار واهية لتبرير تقاعسها في اداء واجباتها على مختلف الاصعده طيلة المرحلة الماضية والتي شهدت اكبر موازنة في تاريخ العراق بلغت ١٣٣ ترليون دينار لعام ٢٠٢١ لم يلمس منها المواطن سوى ارتفاع نسب الفقر والبطالة والتضخم وسوء الخدمات وعدم تسديد مستحقات الفلاحين وعجز عن تأمين خزين غذائي للبلد أضافه الى أستشراء الفساد بشكل غير مسبوق هذا الفساد الذي تحاول جهات سياسية نافذة وداعمة لهذه الحكومة وتهيمن على مناصب ومواقع حساسة في الحكومة والوزارات والمحافظات تحاول التملص من المسؤولية وتتهم الاخرين جزافا".

وشدد على أنه "ضمن موجة الخطابات المضللة فأن ما يثار من اتهامات للاطار بتعطيل تشكيل الحكومة يثير الاستغراب كونه يصدر من قوى تدعي بأنها الفائزة وتمثل الاغلبية لكن يبدو انها فشلت في مشروعها الاستحواذي وتحاول تضليل الرأي العام الذي يتابع المبادرات والمقترحات المستمرة من الاطار التنسيقي منذ بدء الازمة السياسية لاكمال الاستحقاقات الدستورية وفق قاعدة الحوار الوطني والحفاظ على حقوق المكون الاجتماعي الاكبر من خلال تشكيل الكتلة النيابية الاكثر عددا حسب الدستور".

وتابع "في هذا السياق فقد اعلن الاطار التنسيقي موافقته ودعمه لمبادرة كتلة النواب المستقلين وأستعداده لقبول مرشحيهم لترؤس تشكيل الحكومة وفق المواصفات المتفق عليها من كفاءة وحيادية والاستحقاقات الانتخابية"، داعيا "جميع القوى السياسية وخصوصا لمن يتهم غيره بالتعطيل الى تغليب المصلحة الوطنية والتخلي عن سياسة الاستحواذ والانفراد بالسلطة والتعامل بايجابية ومسؤولية مع مبادرة كتلة النواب المستقلين لانهاء الازمة السياسية وتشكيل حكومة جديده تعالج ازمات البلد وتخفف معاناة المواطنين".

المصدر:العالم

الثلاثاء, 17 أيار 2022 17:11

أسباب السعادة الثمانية

أريج الحسيني

◄السبب الأوّل: "الإيمان بالله وطاعته".

-         الدراسات النفسية تؤكد علاقة الإيمان بالعيش بسعادة.

(أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد/ 28).

"توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك. وترفع إليه حاجتك".

"الذكر للقلب كالماء للسمك. فكيف يكون حال السمك إذا أخرج من الماء".

وكان حبيب يخلو في بيته ويقول "من لم تقر عينه بك فلا قرت عينه ومن لم يأنس بك فلا أنِس".

 

السبب الثاني: ارض بما قسم الله لك.

-         ارض بوضعك وراتبك وجنسك وما قدره الله عليك.

-         الله يريد بنا الخير دائماً.

-         بعض ما نراه شراً أحياناً هو الخير الحقيقي لنا.

-         يقول شريح: ما أُصيب مؤمن بمصيبة إلا كان عليه فيها ثلاث نعم:

الأولى: أن لا تكون في دينه.

الثانية: أن تكون أعظم مما كنت.

الثالثة: أنها لابد كائنة فقد كانت.

-         ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

-         وليس من شرط الرضا أن لا يحس بالألم والمكاره، بل لا يعترض على الحكم ولا يسخطه.

-         في الحديث "قد أفلح من أسلم ورزق كفانا وقنعه الله بما آتاه".

-         لا أحد منا يستطيع تغيير ماضيه ولكننا جميعاً قادرون على تغيير مستقبلنا.

-         لا تجعل أخطاء الماضي مثل الكرة الحديدية التي لدى المساجين.

-         السعادة لا تأتي إلا بالرضا بقسمة الله.

 

السبب الثالث: تذكر الإيجابيات وترديدها.

تذكُّر الإيجابيات الكثيرة في حياتك وترديدها يجلب لك السعادة.

-         (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (إبراهيم/ 34).

 

السبب الرابع: منح السعادة للآخرين.

-         السعادة الحقيقية تأتي من إسعاد الآخرين.

-         إذا تمتعنا وحدنا بممتلكاتنا فستصبح شيئاً عادياً يفتقر إلى السحر.

-         كل شيء ينقص إذا قسمناه على اثنين إلا السعادة فإنّها تزيد.

-         "أشعر بسعادة غامرة عندما أستطيع أن أرسم ابتسامة على شفاه حزينة أو أن أمسح دمعة من عين باكية أو أمد يدي إلى إنسان سيئ الحظ وقع على الأرض فأساعده على الوقوف" (مصطفى أمين).

 

السبب الخامس: العيش لغاية.

-         الدراسات تقول بمجرد تحديك لهدفك فإنك ستصبح أكثر نشاطاً وأفضل فكراً وأكثر سعادة.

-         يرتعد الضمير من الفراغ.

-         العمل فيتامين السعادة.

-         إنّ السعادة الحقيقية هي أن نستغل وجودنا لتحقيق غاية ما وعندئذ يكون وجودنا هذا عظيماً.

-         السعادة هي الشعور العجيب الذي يستولي عليك عندما تكون كثير الأعمال بحيث لا تجد فراغاً تشعر فيه بالتعاسة.

-         الفراغ يجلب التعاسة.

 

السبب السادس: الصفح.

-         اصفح فالصفح جميل.

-         إن أكثر ما يجرحنا هو إضمار الحقد وحمل الضغائن.

-         إن ما تعنيه كلمة الصفح أن تنسى لكي تتحرر نفسك وليس هم.

-         طالما كنت لا تصفح فإنّ الشخص الذي لم تصفح عنه سيظل يحتل مساحة كبيرة من عقلك.

-         الانتقام سعادة خاطفة بعدها ندم، والتسامح سعادة طويلة.

 

السبب السابع: التفاؤل.

-         المتفائل يعرف أن بعد العسر يسراً وبعد الضيق فرجاً فهو دائماً سعيد ويسعد من حوله.

-         المتشائم يرى في المصيبة نهاية العالم ويرى أنّه لن يستطيع الخروج منها فلا يفعل شيئاً فيشقى ويشقي من حوله.

 

السبب الثامن: الابتسامة والضحك.

-         الضحك جمال للروح وراحة للقلب ونزهة للنفس ويجدد النشاط.

-         إذا أردت السعادة فعود نفسك على الابتسامة الدائمة والضحك المعتدل. ►

 

المصدر: كتاب إستمتع بحياتك وعش سعيداً

 

الثلاثاء, 10 أيار 2022 13:00

واجه الخجل وتغلب عليه

أريج الحسني

◄الخجل عيب يصيب بعض الأشخاص فيعيق تقدمهم في الحياة، فقد يعيق مواجهتهم لعدد من الأشخاص أو يعطل التحاقه بوظيفة معينة، أو يعيق حتى تحدثه أمام الآخرين، وهو عيب يؤرق صاحبه ويصيبه بالعزلة والابتعاد عن الناس ويزعزع ثقته بنفسه، ويجعله مهزوزاً متردداً...

والخجل له أسباب وله علاجه، وفي هذا الموضوع نساعدك على التغلب على الخجل بالاستعانة بكتاب "دع الخجل واستمتع بالحياة" للأستاذ محمد عبد المنعم جلال.

 

أسباب الخجل:

العناصر المسببة للخجل هي شديدة التقلب والتغير، ومن بين هذه العناصر:

1- الضعف الوراثي: أو اختلال الصحّة حيث يتسبب في الخجل الإحساس بنقص جمالي أو قبح جسماني.

الاهتمام بالطريقة التي ينظر بها الناس إلى شخص ما، وتقييمهم له والتي إذا ما تدخل الغرور تتسبب في حالة ذهنية شديدة عند صاحبها تدفعه إلى خوف دائم من عدم تقدير الناس له بما فيه الكفاية بحيث ينتج عنه بالضرورة نوع من الخجل. وإذا واجهنا أخيراً أيّ وهم بدافع القلق والرهبة أو الخوف، فسوف نفهم الحالة المحزنة للخجول الذي يعتقد أنّه موضع اهتمام عام متوقع ونتصور عادات وطباع الذين نتعامل معهم.

2- أسباب طبيعية مباشرة: مثل ما سبق توضيحه علاوة على:

- الضعف الصحّي: فعدم العناية بالنسل، والأمراض الحادة، والإرهاق المدرسي، كلّ هذا يكفي لإتلاف الآلاف من الأطفال الأصحاء.

وأفضل علاج للوقاية هو تثقيف النفس بالجهاد والعمل والإنتاج والمهارة والحيوية الطبيعية والنفسية. ولابدّ من رقابة مبكرة ودقيقة، ومن تدريب شريف دقيق، ومن الخير التعجيل بهما، فقد بدأت كلّ الأوساط بالتسليم بفائدتهما الجوهرية. وعلى كلّ خجول تهمّه هذه الحقيقة أن يبذل قصارى جهده في سبيل تنمية الثقة بنفسه.

3- العيوب الخارجية: فصاحب الوجه الوسيم والجسم السليم لا يعرف الخجل أبداً لأنّه يقابل من الجميع بشيء من الود، بل لنقل بشيء من الإعجاب، ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون المرء دميماً ومشوهاً وجريئاً.

ولكن هناك أُناساً يعانون من قبح خفيف في الملامح أو من تغيُّر في البشرة أو قصر القامة أو الصلع، ويعتقدون أنّهم مشوهون إلى حد أنّ عيوبهم تبدو للجميع، وتثير النظرات والسخرية، ويظنون أنّهم أضحوكة، وغير جديرين بالإعجاب أو بفرض أنفسهم.

وهؤلاء يجب أن نعمل على إقناعهم بأنّ الرجل الثابت والحازم مهما كانت هيئته كئيبة، فهو ليس مجرداً من السيادة أو الجاذبية.

4- العاطفة والحساسية المفرطة: ونعني بالشخص العاطفي ذلك الذي يتأثر جهازه العصبي بالإثارات الخارجية المفرطة في حدتها أو في مدتها، فهو إما يحمر أو يصفر لأتفه الأسباب، وتتسارع نبضات قلبه أو تبطئ تحت تأثير أضعف المخاوف... اضطرابات، وتقلصات وعرق غزير يتصبب منه بكثرة عند أقل تأثّر في حين أنّ الرجل العادي لا يشعر بمثل هذه الاضطرابات إلّا تحت انفعالات عنيفة.

5- الوهم: الخوف، وذكرى المحاولات الفاشلة، والانطباعات الموهنة تظل أشد رسوخاً وحدة واستمراراً كلما زاد الوهم، والإيحاءات المكبوتة كذلك أثناء الطفولة وبعدها، وعلى الأخص فإنّ الشخص الذي يسمع طوال سنوات أنّه خجول وأنّه دون المتوسط، وأنّه لا يعرف كيف ينجح في هذا أو ذاك يخلق لنفسه أوتوماتيكياً صوراً يرى نفسه فيها مبالغاً في ما يريد الشروع فيه، وتزداد بهذا الإيحاء ميوله للخجل وللتردد.

6- القصور الذاتي الموجه للنفسية العليا: قيل إنّه عند المراهقة يمكن اعتبار نوع من الخجل عادياً وأنّ تقوية الإرادة تدريجياً بالصعاب والكفاح تميل إلى استبدال هذه الأزمة الصبيانية بالثقة في النفس كما تمتلكها الغالبية العظمى، والواقع أنّ الرجل الذي يتمتع بالإرادة القوية والعزيمة الصارمة، سرعان ما يتغلب على الصعاب والمضايقات والترددات المتكررة من الطفولة إلى سن العشرين.►

 

المصدر: كتاب استمتع بحياتك وعش سعيداً

 

أشاد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله حشدا من العمال الايرانيين صباح اليوم الاثنين بمناسبة يوم العمال، بصمودهم الذي منع تحقيق اهداف الاستكبار العالمي لتعطيل الانتاج في البلاد رغم اشتداد الحظر في السنوات الاخيرة.

وقال سماحة قائد الثورة في كلمته، ان احدى السياسات المحورية للاستكبار العالمي منذ انتصار الثورة الاسلامية كان تعطيل ووقف الانتاج في البلاد، وقد انكشف هذا الهدف جليا خلال السنوات الاخيرة مع تشديد الحظر الاقتصادي، لكن العمال أفشلوا تحقيق اهداف الاعداء بصمودهم وكانوا عماد الانتاج ورواده.   

كما أكد قائد الثورة الاسلامية على القضايا الرئيسية الثلاثة، وهي "وجوب ازدياد فرص العمل" و"تنظيم العلاقة بين العمل ورأس المال بشكل عادل" و"توفير الأمن الوظيفي" للعمال، قائلا ان التهريب والاستيراد العشوائي هو خنجر يصيب قلب الانتاج الوطني وفرص عمل العمال، وينبغي ايقافه بشكل جدي، كما يجب ان يلتزم الشعب والأجهزة الحكومية بشراء المنتجات الوطنية مع مراعاة الجودة في الانتاج.    

وفيما أشار سماحته الى الخطط الحكومية الهامة لترشيد الاقتصاد، شدد على ضرورة قيام الشعب الايراني وجميع السلطات والاجهزة بمؤازرة عمل الحكومة واسناده.

كما نوه قائد الثورة الاسلامية الى المشاكل التي تعاني منها طبقة العمال، معربا عن أمله في معالجة هذه المشاكل تدريجيا، عبر السياسات التي تنتهجها الحكومة الجديدة.  

وقال سماحته "ان تحريض العمال كان من ضمن خطط الأعداء منذ انتصار الثورة الاسلامية وهو يهدف الى جعل طبقة العمال كواجهة وعلامة للتذمّر الشعبي، لكن العمال قد مرغوا أنف المحرضين أيضا  بالتراب، واصطفوا الى جانب النظام الاسلامي والثورة وسيبقون".

كما دعا آية الله العظمى الخامنئي مسؤولي البلاد الى السعي لزيادة توفير فرص العمل، معتبرا تحقيق هذا الهدف ممكنا عبر توظيف استثمارات القطاع الخاص، وادارة الحكومة لعملية دفع الرساميل نحو تطوير الامكانيات واحياء فرص العمل، بشكل صحيح.

وقال سماحته ان العمال ورواد الأعمال هما جناحان متلازمان وضروريان للانطلاق، مضيفا "ان تنظيم العلاقة بين العمل ورأس المال، وكذلك العلاقة بين العمال وأصحاب العمل بشكل صحيح، يحتاج الى التفكير والتدبّر، والمجاهدة والتأنّي، وعدم الانزلاق نحو الخطط غير المدروسة.  

وفيما يتعلق بالأمن الوظيفي للعمال أشار قائد الثورة الاسلامية الى ضرورة اصلاح العقود المؤقتة للعمل، وباقي العوامل المسببة  لفقدان الأمن الوظيفي على شكل قوانين عادلة تريح بال العمال وتمكّن رواد الاعمال ايضا من فرض النظام في أماكن العمل.  

واضاف سماحته "حسب احصائيات الخبراء فان كل عملية استيراد بمقدار مليار دولار للسلع الاجنبية التي لها انتاج وطني مماثل، مثل الأحذية والألبسة والأدوات المنزلية، تؤدي الى فقدان 100 الف فرصة عمل في البلاد".   

كما نوه آية الله العظمى الخامنئي ان الشركات المعرفية هي من الأدوات التي يمكن من خلالها احياء فرص العمل والقضاء على البطالة في صفوف المتعلمين.